البعض يعتقد أن الحب وحده هو الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال . .
وهذا المنهج ليس بالسيء فلا معيار ثابتا لذلك.
ولقد تمكنت لندا براون المعلمة بوكالة توعية ودعم الاباء في بوسطن من وضع سبع طرق في تربية الطفل:
أولا: الإنتباه لمرحلة نمو الطفل
إن الوعي بما يجول في داخل الطفل، الذي يبدأ من معرفة احتياجاته اليومية إلى الإصغاء لأحلامه
يعتبر أهم دور أساسي تقوم به الأم.
وهذا الأمر سيكون في شكل نضال مستمر، نظرا لتغير الأطفال بصورة مستمرة.
حيث أن الأم في كل مرة تستطيع فيها استيعاب طفلها في مرحلة تنموية ومزاجية معين،
فإنه ما يلبث أن تطرأ عليه طفرة جديدة ليست جسدية وحسب، بل إنفعالية وكذلك إجتماعية،
وهذا يعني أنك تتعاملين مع شخص متغير.
لذا ينبغي عليك احتواء هذه التغيرات وصبها في كيان واحد، فبالإصغاء لطفلك تساعدينه أيضا على إكتساب قيم طيبة.
وينبغي أن تكوني مستمعة أمينة لطفلك، حتى ولو كان يحدثك عن دميته.
ويعلق على ذلك أحد أخصائيي علم النفس قائلا:
لو لم تمنحي طفلك الإهتمام المناسب عندما يكون صغيرا،
فسوف يقف عن محاولة الوصول إليك عندما يبلغ السادسة أو السابعة من عمرة
وهنا تقول الأم:
إن طفلي لايتحدث معي. وعلى ماعلمت أنا شخصيا من علاقتي مع مشاكل الوالدين نحو أبنائهم
فإن الأب يقول ذات الجملة ناحية إبنه أو إبنته.
ثانيا: وضع الجداول الزمنية والقواعد يمنح الطفل الإحساس بالنظام
ويسهل عليه الأمر إلى حد كبير لو وضع له جدول إعتيادي في حياته،
وخاصة فيما يتعلق بموعد تناول الطعام، أو النوم وغيرهما من الأفعال اليومية،
فوضع القيود من شأنه مساعدة الطفل في الشعور بالحماية والأمان.
ثم إن الأعمال الإعتيادية التي تؤدي بصورة منتظمة تساعد على الحد من العقاب،
ومن ثم قلة الإحساس بالحزن للوالدين وخاصة الأم
كما ينبغي على الوالدين أن يتفقا على نوعية هذه الأنظمة منعا للإزدواجية التي يمكن أن تظهر في شخصية الطفل
وكذلك لابد لهما من تفسير هذه القواعد لإبنهما،
على سبيل المثال: في حالة عدم استجابته لأمر إرتداء ملابسة في الصباح ليذهب إلى الروضة أو المدرسة
يمكن أن يتفقا معا عن طريق الحديث مع الطفل بأنه يجب عليه الذهاب إلى المدرسة في الوقت المناسب
حتى يتمكن من اللعب بدميته التي يحبها، أو شيء من هذا القبيل.
ثالثا: إظهار الحب
تؤكد الدكتورة كمادويل، على أن الثبات العاطفي أهم بكثير من الثبات على القواعد وتقول:
لو علم الطفل أن أبويه يحبانه مهما كان الأمر، فلن يكون تهديدا كبيرا على إحساسه بالأمان رؤيته لأحد والديه وهو يصرخ أو يغضب منه.
وعند محاولتك وضع حدود لتصرفاتهن غالبا ماستقضين طول اليوم تقولين لا.
وبالرغم من أن هدفك هو المحافظة على صحته وسلامته، فإن هذا التيار المستمر من ( لا )
سيعمل على إحباط خيال طفلك أو رغبته في البحث عما هو مهم.
لذا حاولي إيجاد طرق يمكن من خلالها أن تكوني إيجابية، على سبيل المثال:
لو قام بترتيب سريره، فأثني عليه بكلمة تشجيعيه، أو كافئيه على ذلك بأي وسيلة.
وبقدر الإمكان أعملي على تشجيع إهتماماته حتى لو لم تتفق مع إهتماماتك، ومن ثم لا تفرضي عليه أي شيء مما يستهويك.
وقد نجد بعض الاباء الرياضيين يحاولون فرض لعبة معينة على طفلهم قد لاتتناسب مع قدراته وميوله، وهو مايجعله يشعر بالإحباط والفشل.
فحاولي تكييف ماتتمنينه لطفلك بما يتناسب مع قدراته الحقيقية وليس حسب خيالك.
وهذا بدوره يظهر إحترامك وتقديرك لمواهبه واحتياجاته، بالإضافة إلى إحساسه بأنك تحبينه كما هو .
رابعا: الحيد عن القاعدة
أغلب الاباء والأمهات في صراع مستمر مع التناقض الظاهر بين
الحاجة إلى أن يكونوا ثابتين على مبادىء معينة في معاملة أطفالهم، وبين الرغبة في أن يكونوا مرنين.
ويجب أن تتذكري أنه عندما تضعين مبدأ ما في التعامل مع طفلك , فلا تسعي إلى التخلي عنه.
في حالة حدوث تغيير في عادة النشاط اليومي فيجب تفسيره للطفل، على سبيل المثال:
في حالة التأخر عن موعد النوم المعتاد يجب أن تذكري لطفلك السبب وراء ذلك, حيث قد يكون بمناسبة معينة.
كما ينبغي على الأبوين اختيار الطريق الوسط، وهو الثبات على المبدأ مع قليل من المرونة،
وذلك بما يتناسب مع مايستجد من احتياجات الطفل أو أفراد الأسرة الباقين.
وإذا أرغمك الطفل ببكائه أو صراخه على التخلي عن إحدى القواعد في مناسبة ما،
فلا تتخلي عنها بصورة دائمة، بل عاودي تنفيذ القاعدة وكأن الأمر لم يحدث
مثل عندما تذهبين لمناسبة ما يوجد بها أطفال يتناولون أكل الحلوى وقواعدك ترفض ذلك،
فلا بأس بأن يأخذ طفلك كمية قليلة منها في تلك المرة فقط
لأنه من الصعب على الطفل مقاومة الحلوى فكيف وهو يرى أطفال اخرين يتناولونها أمامه
تحدثي معه عن أنه سوف يتناولها هذه المره فقط وتحدثي معه عن أضرارها وهو يتناولها ولكن بشكل سريع وصوت منخفض.
هذه المرونه تتبع مع الأطفال اللذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات
حيث أنهم لا يتبعون تحكيم المنطق في تلبية احتياجاتهم بقدر تحكيم رغباتهم
فكيف ستقنعين الطفل بمضار الحلوى وهو يرى أطفال اخرين يتناولونها
والدخول في متاهة النقاش سوف تنتهي بالفشل غالبا لأنه في عمر يصعب معه الحوار
بينما الطفل مابعد الخمس سنوات يمكنه أن يستمع ويفهم بأن الأفراد يختلفون،
منهم من يعمل الخطأ (تناول الحلوى) ومنهم من يعمل الصواب،
لا يتناولها لأن المضار سوف تكون مفهومه لديه وواضحة بشكل أكبر بكثير.
لذلك ينبغي مراعاة رغبات الطفل وكذلك احتياجاته وقدراته, لأنها في تغير مستمر،
فيجب عليك موائمة ذلك مع القواعد التي تضعينها.
خامسا: مواصلة الإطلاع
ينبغي على الوالدين تفهم قدرات أطفالهم في كل مرحلة سنية، على سبيل المثال:
قد تعتقدين أن طفلك في عمر الثلاثة أشهر يستجيب إلى كلمة لا، ولكن الأطفال في هذه المرحلة لايعلمون الحدود.
ويتوافر اليوم للوالدين مصادر عديدة من المعلومات يمكن من خلالها إستقصاء النصيحة والإرشاد.
وتسهم المصادر غير الرسمية مثل: العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والجيران، بدور كبير في ذلك.
ولكن ينبغي عليك الحيطة والحرص عند إختيار مصدر المعلومات وعند حصولك عليها يفضل التأكد منها من مصدر اّخر .
سادسا: الحصول على الراحة الكافية
يقلل بعض الناس في الواقع ، من تقدير حجم الضنى والمعاناة الجسدية في تربية الأطفال،
وخاصة في السنوات الأولى، لأنك لو شعرت بالتعب فستصبحين ساخطة نوعا ما
وعلى الرغم من حبك الشديد للطفل، ستجدين نفسك تفعلين كل شيء،
سواء إطعامه، أو تغيير حفاظه إلى غيره من الأعمال، وأنت يستولي عليك إحساس بالغضب والإنزعاج .
والأطفال يشعرون بذلك ويقومون بترجمته بداخلهم على إنزعاج والدتهم ماهو إلا تعبير عن أخطاء يفعلونها
ولذا عندما تشعرين بالغضب بداخلك فإنه من الأفضل أن تأخذي قسطا من الراحة حتى ولو لمدة 15 دقيقة \
حتى لاتفقدي أعصابك أمام طفلك
وإذا رغب طفلك في شيء، فقط قولي له إني متعبه الان ياحبيبي وأحتاج لبضع دقائق لأستريح
وبهذه الطريقة يمكنك التخلص من الإحساس بالتعب، وأن تواصلي تربية طفلك دون أية إنفعالات قد يكون لها عواقب وخيمة على طفلك.
سابعا: الثقة بالنفس
وأثناء ممارستك للطرق التي ذكرناها، ينبغي عليك الشعور بالثقة بقدراتك،
وبأنك جديرة بهذه المهمة وسوف تؤدينها على خير وجه
وستحصدين ثمار ذلك عندما يكبر طفلك بإذن الله.