في حالات كثيرة يلجأ فيها الزوج لاتباع أساليب معاشرة جنسية خاطئة مع زوجته
وذلك من خلال تعرفه على أفكار غربية أو أثناء مشاهدته لبعض المواقع الاباحية التي تصور العلاقة الجنسية على انها إيذاء للطرف الآخر.
وقد تصبر بعض الزوجات وتتقبل هذا الايذاء من باب رضا الزوج الذي تراه يتلذذ بتعذيبها وإيذائها على السرير وهو ما يسمى بعنف التراضي على فراش الزوجية.
تقول أ. س: العلاقة الزوجية لا بد أن تكون مبنية على الود والقبول بين الزوجين، وان يكون كل منهما منسجما ومتفاهما مع الآخر
وفي ديننا الاسلامي هناك تشريعات وقوانين في مجملها ترفض إيذاء الطرف الآخر تحت أي مسمى وبأي شكل من الأشكال.
وتضيف هناك علاقات قد نعتبرها غير سوية بين بعض الأزواج كون احدهما منحرف نوعا ما فتراه يتبنى أفكارا معينة خاطئة غير مستقيمة، غربية في مضمونها
ثم يأتي وبكل جرأة ليطبقها على حياته الزوجية من غير مراعاة لمشاعر زوجته، فإيذاؤه لها لا يعنيه طالما انه يتلذذ بذلك.
وترى أن عدم توافق الزوجين في هذه الامور قد يؤدي في أغلب الأحيان الى رفض أحدهما للآخر مما يصاحب ذلك إيذاء للطرف الآخر نفسيا أو جسديا.
وتعتقد أ.س إن فرق العمر يلعب دورا في هذا الموضوع
فقد تكون الزوجة فتاة صغيرة لا تفقه في أمور العلاقة الزوجية شيئا بينما الزوج يكبرها بسنوات كثيرة وله من خبرة كبيرة
الامر الذي يخلق عدم توافق في المعرفة، مشيرة الى أن أسباب أخرى
إن من يحب إيذاء الآخر تحت عذر المعاشرة الزوجية قد يكون مريضا نفسيا ويعاني من خلل في تركيبة شخصيته«.
وتشير الى دور المواقع الإباحية التي أصبحت تنشر في مضمونها أفكارا خاطئة عن الزواج
وقد يلجأ الشباب لتطبيقها في حياتهم الزوجية لاعتقادهم بأنها الطريقة الصحيحة
والأفضل ولا ننسى ضعف الوازع الديني الذي يلعب هو الآخر دورا كبيرا في هذا المجال.
إيذاء بإسم الحب
أما منال أحمد البالغة (٠٢ عاما) فتقول: هناك معتقدات غريبة موجودة في الشرق والبعض يعتقد بأنها غربية من أهمها العنف ضد المرأة
حيث أثبتت الدراسات إن مجتمعنا الذكوري في الشرق له رقما قياسيا وتاريخ مع العنف ضد المرأة على الرغم من إن ديننا الإسلامي الحنيف لا يجيز ذلك.
وتعتقد منال أن تربية الرجل منذ صغره على أخذ موقف (سي السيد) تجاه أخواته يؤهله لذلك، فتقول:
بعد ان يرسخ هذا المفهوم لدى الطفل يبدأ ينفذ عظمته وجبروته على زوجته وربما يؤذيها باسم الحب.
وتضيف: طبيعة الشخص قد تشكل فيه أحيانا نشوزا أو تجعله غير طبيعي يتلذذ بتعذيب الطرف الآخر يستمتع بذلك سواء من قصد أو من غير قصد.
وتنصح منال الأزواج الذين يعانون من هذه المشكلة بمحاولة إيجاد الحلول السريعة بطريقة ودية
تبدأ بنصح الطرف المريض وحثه على العلاج أولا وإقناعه بأنه وبتعذيبه للآخر هو إنسان غير سوي
يحتاج لان يرجع لحالته الطبيعية كي تنجح حياته.
زوجات يرغبن في الأذى
وتبدو صفية شاهين مقتنعة برأيها فتقول: عدم التفاهم قد يؤدي لوجود العنف،
المستوى الثقافي عندما يكون هابطا يؤدي لقلة الوعي أو استنباط أفكار غربية وتطبيقها في الحياة الزوجية بصورة سطحية حتى وان كانت خاطئة.
وتعتقد أن المشاكل تكون بسبب انعدام التفاهم، وعدم وجود الحب بين الزوجين
قد يؤدي لصد احدهما للآخر مما يجعل الطرف الآخر يعذب الأول كي يرضخ لأوامره
كما أن البعض يعاني من امراض نفسية معقدة جدا تؤدي لاتجاهه للعنف أثناء الحياة الزوجية على إنها أمر عادي وضروري.
وتشير صفية الى ان هناك بعض النساء يرغبن بأن يتعرضن للأذى من قبل أزواجهن أثناء المعاشرة الزوجية
وهذا يرجع لقلة وعيهن ولجوء البعض منهن لمواقع الانترنت الخاطئة والتي تنشر أفكارا مسمومة عن الزواج
مضيفة: أن الضرب والإيذاء اثناء المعاشرة لأغراض أخرى أمر يرفضه الإسلام وينهي كل مسلم عنه،
وعلى كل أسرة توجيه ابنائها المتزوجين بضرورة الابتعاد عن إيذاء الطرف الآخر حتى تسير حياتهما على الطريق المستقيم.
العنف الجنسي ثلاثة أنواع
حول العنف بين الأزواج وأسبابه كانت لنا وقفة مع استشاري الطب النفسي الدكتور عبد السلام خشبة فقال:
عنف التراضي هو مرض نفسي ينشأ عن وجود الطبيعة المازوشية عند احد الشريكين غالبا، له ثلاثة أشكال
- إما جسدي من خلال إيذاء احد الطرفين للطرف الثاني والتلذذ بتعذيبه أثناء العلاقة الزوجية
- وإما لفظي وهو الأشد أثرا حيث يصل الأمر إلى جرح الشريك بشدة من خلال معرفة الزوجين لطبيعة بعضهما والمناطق الحساسة لدى الطرف الآخر
- أما الشكل الثالث فهو ينتج من خلال الإهمال والذي يولد تراكمات نفسية سيئة ضد الطرف الآخر«..
أما الاسباب التي تقود الزوجين الى ذلك فيوضحها د. عبد السلام:
أولا الاختلاف من البداية وعدم تقبل أي من الزوجين للآخر عامل مهم،
بعض الفتيات يجبرن على الزواج وفي هذه الحالة البعض منهن لا يتقبلن إقامة علاقة زوجية طبيعية مع الزوج،
ثانيا وجود تراكمات مثل صبر احد الزوجين على أخطاء الطرف الآخر أكثر من مرة توصل الأمر بهما إلى القشة التي تقصم ظهر البعير فينهال الزوج مثلا على زوجته بالضرب المبرح.
ويرى الدكتور بأن أساس التنشئة عامل مهم جدا لوجود مثل هذه العلاقات الزوجية
لان البعض عندما لا يجد التعامل الإنساني أو الرحمة منذ الصغر ينشأ ويكبر لتكبر معه شخصيته القاسية والعنيفة والتي يفرغها في معاشرته لزوجته.