الكثير من النساء يصبن بالقلق خوفا من تأثير استئصال الرحم على النشاط الجنسي بعد إجراء عملية الإستئصال
لكن دراسة بريطانية توصلت إلى أن المتعة الجنسية تتحسن بعد إجراء عملية استئصال الرحم.
كذلك قامت مجموعة من الباحثين في هولندا بدراسة تأثيرات عملية استئصال الرحم على 423 امرأة
حيث تم توجيه مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بنشاطهن الجنسي قبل عملية إزالة الرحم، وبعد ستة أشهر من العملية،
من حيث اختلاف الشهوة الجنسية وعدد مرات ممارسة الجنس والمشاكل التي يواجهنها أثناء ممارسة الجنس.
كانت النتائج أن النشاط الجنسي لدى جميع المرضى قد تحسن،
بحيث أن العملية لم تؤدي إلى أي نتائج سلبية على حياتهن الجنسية، بل على العكس الجميع أشرن إلى تحسنها بشكل ملحوظ.
تأثير استئصال الرحم على النشاط الجنسي
يشكل الإفتقار إلى الرغبة الجنسية أكثر المشاكل الجنسية إنتشارا بين النساء.
وقد كشف تقرير صدر عن الكلية الأميركية لأخصائيي الولادة وأمراض النساء
أن 30% من النساء يفتقرن إلى الرغبة في الجنس على الأقل لمدة شهر واحد خلال السنة.
كما أن 15% من النساء في سن اليأس لديهن انخفاض في تلك الرغبة بحسب ما أفاد به دليل شركة ميرك للتشخيص و العلاج.
وفي كثير من الأحيان، يكون تأثير استئصال الرحم على النشاط الجنسي حيث تتأثر الرغبة الجنسية لدى المرأة بسبب علاقتها مع شريك حياتها
فكلما كانت هذه العلاقة قوية وممتعة للمرأة، كلما كانت رغبتها الجنسية أقوى.
كذلك فان هموم الحياة اليومية يمكن أن تؤثر على هذه الرغبة
ولكن حين تنخفض الأفكار والرغبة نحو النشاط الجنسي بشكل متزايدة أو حين تختفي وتسبب حزنا و ألما وصعوبات.
فان المشكلة تعرف عندها بما يسمى “هبوط الرغبة الجنسية” أو الرغبة الجنسية المكبوتة”
و يقدر دليل ميرك للتشخيص والعلاج انتشار هذه الحالة بنسبة 20% بين النساء
وتسمى الحالة التي لا يحصل فيها أي اتصال بين الزوجين لدرجة أن ذلك يسبب في بعض الأحيان إنزعاجا شخصيا
وصعوبات في العلاقات بحالة “اضطراب المقت الجنسي”.
وتؤثر هذه الحالة على النساء اللواتي تعرضن لنوع من الإساءة الجنسية، أو تلك النساء اللواتي نشأن في بيئة متشددة يعتبر الجنس فيه محرما.
وفي تقرير نشر حديثا في دورية ” أرشيف السلوك الجنسي”
أن من بين المصابين بأعراض الهلع، 75% يعانون من مشاكل جنسية
وأن اضطراب المقت الجنسي كانت اكثر الحالات انتشارا حيث كان يؤثر على 50% من النساء اللواتي شاركن في الدراسة.
وحيث أن المشاكل الجنسية يمكن أن تنجم عن اضطرابات الهلع،
فان الأدوية التي تعالج هذه الاضطرابات يمكن أن يكون لها آثار جانبية مفيدة في حل المشاكل الجنسية، بحسب الباحثين.
وبصورة عامة، فان من النادر ان يكون “اضطراب الهلع” سببا في حالة ” اضطراب المقت الجنسي”.
إضطراب الإثارة الجنسية
يعد إضطراب الإثارة الجنسية ضمن تأثير استئصال الرحم على النشاط الجنسي ، وهو عدم المقدرة على الوصول إلى أو المحافظة على الرطوبة كرد فعل في مرحلة الإثارة من الاستجابة الجنسية.
وتمثل هذه الحالة أكبر ثاني مشكلة منتشرة بين النساء، حيث تؤثر على ما بين 15 – 20 % من النساء
وتحدث غالبا بين النساء اللواتي هن في سن اليأس،
ويمكن لهرمون الاستروجين المنخفض المستوى بعد إنقطاع الطمث أن يسبب جفاف المهبل
ويعمل على إنكماش أنسجته وخفض تدفق الدم إلى أنسجة الأعضاء التناسلية.
ونتيجة لذلك، فإن مرحلة الإثارة لدى النساء في هذا السن يمكن أن تتطلب وقتا أطول ، كما أن حساسية منطقة المهبل قد تضعف.
ويمكن أن تؤدي بعض أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب إلى تدني الرغبة الجنسية
فإدا كنتِ تتناولين هذه الأدوية وتعانين من آثار جانية تتعلق بالعملية الجنسية، حاولي مناقشة ذلك مع طبيبكِ.
ويسمى الألم المصاحب للعملية الجنسية ب dys pareunia
حيث يصيب إمرأتين من بين كل ثلاثة في مرحلة ما من حياتهن.
وكغيرها من الحالات الجنسية الأخرى يمكن أن ترجع إلى أسباب عضوية أو عاطفية أو كليهما معا.
ويعود السبب الشائع للألم أثناء العملية الجنسية، إلى قلة رطوبة المهبل التي تنجم عن الافتقار إلى الإثارة،
أو بعض الأدوية أو التغيرات الهرمونية
كذلك يمكن أن تكون العملية الجنسية المؤلمة علامة على المرض
منها العدوى، الأكياس المائية، أو الأورام التي تحتاج إلى علاج طبي أو جراحة و هو سبب آخر يستدعي مناقشة المشكلة مع الطبيب.
وبحسب الكلية الأميركية لأخصائيي الأمراض النسائية والولادة،
فإن إستجابة المرأة الجنسية يميل نحو الوصول إلى القمة في منتصف الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات
ولا يعني هذا بالضرورة أن المرأة لا تستطيع الإستجابة العاطفية للجنس طوال حياتها.
ففي عام 1999 كشفت دراسة نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية، أن الكثير من المشاكل الجنسية لدى المرأة تخف مع تقدمها في السن،
وإذا كانت المشكلة الجنسية التي تعانين منها حديثة الصدد،
حاولي مناقشة ذلك بشكل منفتح وصادق مع شريك حياتكِ من أجل تخفيف الهواجس والقلق.
إن النساء اللواتي يتعلمن إخبار شركائهن حول حاجاتهن الجنسية ومخاوفهن، يكون لديهن فرصا أفضل لحياة جنسية سعيدة
أما إذا استفحلت المشكلة نتيجة تأثير استئصال الرحم على النشاط الجنسي فإنه ينبغي مناقشتها مع الطبيب حيث أن معظم هذه المشاكل يمكن حلها.