لعلك تتحسرين وأنت ترين أولادك يهدرون أوقاتهم
في الجلوس طويلاً أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو الإنترنت
ويزداد تحسرك حين يكون هدرهم لأوقاتهم على حساب دراستهم وصلاتهم وأدائهم لواجباتهم .
ماذا تفعلين من أجل أن يدرك أولادك قيمة الوقت، ومن أجل أن توقفي هدرهم لأوقاتهم ؟
أنصحك بأن تقومي بإحراق ورقة نقدية أمام أولادك .
أتوقع أن تكون ردة فغلهم تجاه عملك هذا عبر واحدة أو أكثر
من العبارات التالية:
أمي هذا حرام لماذا تحرقينها؟
كنت أقدر أن أشتري بها حلوى كثيرة أو لعبة جميلة
لو علم أبي لغضب، سأخبر أبي بما فعلت.
أيا كانت ردة فعل أولادك، وأيا كانت عبارتهم تجاه ما قمت به من إحراق الورقة النقدية
فإنها فرصة لتشرحي لهم وتوضحي قيمة الوقت الذي يهدرونه .
قولي مثلاً :
هل تحسرتم على خسارة عشرة دنانير؟
أنتم تحرقون أكثر من الدنانير
هل تعلمون كيف ومتى؟
حين تضيعون ساعات طويلة في جلوسكم أ مام التلفاز، وحين تمضون أوقاتاً كثيرة في الإنترنت ..
ألا تعلمون أن هذه الساعات من أعماركم، وأنكم يمكن أن تقرؤوا فيها القران فتكسبوا آلاف الحسنات
أو أن تساعدوني في أعمال البيت فأرضى عنكم فيكتب الله لكم أجراً عظيماً،
أو تراجعوا دروسكم وتكتبوا واجباتكم المدرسية فعندئذ تنجحون في صفوفكم.
وماذا تفعلين من أجل أن يوقف أولادك هدرهم لأوقاتهم ؟
بعد أن أوضحت لهم أن أوقاتهم تساوي صدقات وأجوراً و أموالاً
أعينهم على الاستفادة من أوقاتهم بما يلي:
قولي لابنك: قم يا ولدي فاكتب واجباتك المدرسية قبل أن تبدأ الرسوم المتحركة؟
حتى تشاهدها وأنت مرتاح .
أو انظر يا ولدي أنت الآن تحرق دنانير بعدم دراستك وكتابة واجباتك المدرسية.
أو أتذكر عندما هددتني بإخبار أبيك عن إحراقي العشر ة دنانير ..
أنا أخوفك بالله تعالى الذي سيسأل كل عبد يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، والعمر هو الوقت يا ولدي .
وهكذا يمكنك جعل أولادك يدركون أن قيمة الوقت ثمينة، أنهم بهدرهم الساعات دون الاستفادة منها في ذكر الله تعالى
أو في قراءة نافعة أو في مراجعة دروسهم، أو في فعل خير من الخيرات
يقومون بحرق ما هو أثمن من تلك الأوراق النقدية .
يبقى أن أقترح عليك ألا تحرقي ورقة نقدية حقيقية أمام أطفالك، بل صورة ورقة نقدية مطبوعة.
وأخبري أولادك بعد ذلك بما فعلت، وأنك لا يمكن أن تحرقي نقوداً حقيقية لها قيمتها
و إنما فعلت ذلك لتجعليهم يدركون قيمة الوقت.