أسرار زوجية ليست للنشر

شارك على

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on telegram

إقرأ أيضا

محتويات

للحياة الزوجية حرمة أقرتها الشرائع السماوية والعقول السوية والأعراف البشرية، أسرار زوجية ليست للنشر تحمل من الخصوصيات المتبادلة بين الرجل والمرأة·

علاقة الأزواج في القرآن 

وقد بيّن القرآن الكريم في أكثر من موضع أن الله خلق الرجل سندا للمرأة وخلق المرأة سكنا للرجل، والعكس بالعكس.

فقد قال تعالى: ”ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” الروم. 21

ولكن كثيرا من الأزواج في مجتمعاتنا المسلمة لا يدركون حرمة الحياة الزوجية، ولا يعطونها حقها. مما يعرّض هذا الرباط الوثيق إلى التفكك.

ولا أدل على هذا من الظاهرة القبيحة التي انتشرت في أوساط الأزواج رجالا ونساء في مناسبات كثيرة.

وهي نشر أسرار الحياة الزوجية أمام من يتسلى بها أو من يستغلها ويوظفها في أغراض غير شريفة.

والغريب أن هذا يحدث ويصدر من أناس يزعمون الحشمة والتكتم والإنكار أمام أي كلام عن حياة المسلم الجنسية والخصوصيات الإنسانية. من أجل توفير الصحة النفسية. وكأنهم أهدى سبيلا من القرآن الكريم وأتقى من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تحدثا عن القضايا العاطفية بين الأزواج خصوصا والعلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة عموما.

ولكننا نرفض إلا أن نحرّم المباح والمشروع والمطلوب باسم الحياء الكاذب ونبيح الحرام بإسم الأهواء.

لقد مدح القرآن نوعا من النساء بسبب حفظ وصيانة الأسرار والخصوصيات المتعلقة بالحياة الزوجية. فقال تعالى ”فالصالحات قانتات (أي طائعات) حافظات للغيب (أي ما هو خاص) بما حفظ الله” ( أي بسبب أمره بحفظه) النساء .34

وتجد اليوم امرأة تدعي الصلاح وهي تنشر مسلسل حياتها مع زوجها لكل قريب وبعيد بسبب أو بغيره. وهو نفس الموقف الصادر من رجال، جعلوا أنفسهم مذياعا لنشر أخبار أزواجهم بقصد ملئ الفراغ أو الانتقام أو التباهي.
هذا السلوك المشين يدفع صاحبه ثمنه غاليا في الدنيا عندما يستغله من يحرش ويوقع بين الزوجين. وعندما ينتقم أحد الزوجين من الآخر بسبب ما أذاعه، وعندها تتحول ردود الأفعال بين الزوجين إلى زور وبهتان واختلاق للأحداث.

شر الناس عند الله

أما في الآخرة، فيكفي ما قاله صلى الله عليه وسلم ”إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه تم ينشر أحدهما سر صاحبه” مسلم.

فما أعظمها من إهانة عند الله ورسوله يستحقها من يطلق لسانه بلا قيد ولا فائدة مرجوة ولا ضرورة محتمة.

وصدق الرسول إذ يقول ”إن من أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون” الترمذي.

ولو قدّر الواقعون في هذه المهزلة الأخلاقية أن نشر الأمور الزوجية أمانة ومسؤولية، لما تجرأوا عليها.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم المسؤولية المشتركة في القاعدة العامة حيث قال ”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده” البخاري ومسلم.

فعلى الأزواج أن يعلموا ويدركوا أن كل واحد منهما لباس للآخر، واللباس من وظائفه أن يستر ويحمي ويزيّن، فإذا فقد هذه الخصائص فقد وظيفته.

وما أروع التعبير القرآني عن هذه الحقيقة ”هن لباس لكم وأنتم لباس لهن” البقرة .187 وفي مقطع آخر ”وقد أفضى بعضكم إلى بعض” أي أسر وأعلم واختص صاحبه بأشياء ليست لغيره·

أسرار زوجية ليست للنشر ، وقبل أن أتمّ، أذكر المتلبسين بهذه الظاهرة السيئة من المؤمنين المقتنعين باللغة الفقهية. أن هذا الذي يفعلونه حرام ولا يجوز ولا يحل إلا لضرورة الاقتضاء أو الاستفتاء أو التناصح لأخذ حق أو معرفة حكم شرعي أو حل إشكال أمام ناصح ثقة أمين.

ولعل منع كثير من الدول رؤساءها وكبار مسؤوليها من الزواج بالأجنبيات، واستخدام الاستخبارات العالمية للعلاقات المتبادلة بين الرجل والمرأة. وتوظيف المصاهرة لدفع مضار أو جلب منافع بين دول أو قبائل أو عائلات، ما يدعو إلى مزيد من الانتباه لحساسية وخطورة هذه الظاهرة الإنسانية ذات الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والسياسية والثقافية·

اترك تعليقاً