العمل المسائي .. أبغض الحلال

[align=center]العمل المسائي ..أبغض الحلال




لانا الظاهر - مازلنا نرفض العمل المسائي..ولكل منا اسبابه ،فهو ابغض الحلال ، وربما دوافعنا تعود للتقاليد أو الأعباء الأسرية التي تقتضي العمل لساعات محددة في النهار لتخصيص بقية اليوم للعلاقات الاجتماعية والاسرة .
انعكس العمل المسائي ،على علاقاتنا التي تميزت في الفترة الأخيرة بفتور وتباعد نظرا لمشاغل الحياة من جانب وجفاف العلاقات التي تأثرت بالمنفعة إلى حد كبير من جانب آخر.
ويقول محمد أمين 36 عاما يعمل في عملين مختلفين أن دوامه الطويل وانعدام أيام العطل أدى إلى انقطاعه عن الأقارب أو التواصل المستمر معهم إلا في الحالات الطارئه ولأني أقضي أوقات طويلة في العمل لا أستطيع أن أقوم بواجباتي الإجتماعية.
ويبين أن معظم الذين يعيشون في الوظيفة لفترة طويلة يشربون القهوة دون سكر ليس لأنهم مرضى بالسكري بل لأنهم يعلمون أنهم سيصابون به حتما في يوم ما يشربونها لينعشوا ذاكرتهم في العمل على أكمل وجه.
ويشير أخصائي القلب الدكتور نايف الدبس أن الإنسان بحاجة إلى النوم من 7-8 ساعات يوميا ويأخذ الوجبات الغذائية الصحية لكي يستطيع أن يقوم بالعمل مع إختلاف أوقات العمل المحددة مبينا أن نوع العمل يعتمد على الذهن أو استخدام اليدين (أعمال يدوية) فيعتقد كثير من الناس الذين يستخدمون ذهنهم أقدر على العمل بنظام الفترتين من الذين يقومون بالأعمال اليدوية. ويتساءل الدبس هل الموظف يستمتع بالعمل ؟
فإذا كان الاستمتاع بالعمل يؤدي إلى الآستمرار في العمل المتواصل لساعات كثيرة دون تعب أو ملل فإن الموظف يتحمل عبء العمل والتعب والملل. ويوضح أن هناك عددا من الأمراض قد تصيب الموظف الذي يعمل في الفترة المسائية منها إرتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة إضافة إلى تعرضهم إلى الأزمات القلبية والإنهيار العصبي. .
ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور جميل قندح: الموظف لابد أن يتكيف مع طبيعة العمل كأي فرد يعمل في وظيفة يعتمد عليها في حياته الاجتماعية ما يتوافق مع طبيعة العمل فمثلا الذين يعملون في قطاع التمريض والشركات يقدمون خدمات للمواطنين والاستمرار في العلم الخاص يكون لها أهمية في الأمن الاجتماعي وهذه النوعية من الأيدي العاملة تحتاج لإعادة ترتيب حياتها الاجتماعية وعلاقتها الاجتماعية وخدماتها الأسرية مع ما تتوافق مع طبيعة العمل خاصة العمل على نظام الفترتين أي بمعدل خمس ساعات يوميا
ويشير الى الإرهاق الجسدي نتيجية تغير طبيعة ساعات النوم خاصة إذا كان التغير يوميا أو أسبوعيا فيكون التأثير سلبا على العمل الوظيفي الدماغي وأحيانا يؤدي إلى خلل في الهرمونات العصبية التي تنظم ساعات النوم بسبب إضراب المزاج والإرهاق والوهن العصبي والنفسي.
ويوضح قندح أن عدم وجود الراحة النفسية والجسدية في آن واحد يؤدي إلى تغيرات في طبيعة نظام العمل مما تتأثر العادات الاجتماعية والخلل في مزاجية الشخص خاصة إذا كان التغير باستمرار أما إذا كان هناك استقرار في العمل مساء تكون الأضرار أقل من التغير اليومي.
ويوضح دكتور علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حسين خزاعي إن ما يحدث من فتور في علاقات القرابة أمر يبدو طبيعيا لعدة عوامل موضوعية منها مصادر العيش التي كانت تجمع الأقارب في المجتمع الريفي في الوقت الحاضر توسعت العلاقات وأصبح الفرد المؤهل يجد مصدر رزقه في أي مكان وزمان مما أدى إلى استقرار الفرد ذهنيا واقتصاديا كما أن إرتفاع نسبة التحضر في المجتمع المدني ساهم في تفتيت العائلة والروابط المتمثلة بالأقارب.
إضافة الى اننا نشهد فتورا وضعفا في علاقات الاقارب وإعطاء القيم الفردية والمهارات والتعليم أولوية في حياة الفرد والأبناء لذلك تم اختصار هذه العلاقات على مناسبات محددة كالزواج والوفاة
ويشير إلى أن العمل من ضروريات الحياة لإثبات وجود الانسان في المجتمع والأسرة ويكون ذلك من خلال عمله وجهده ليكون قدوة في بذل الجهد والتعب من أجل أبنائه عند الأخرين.
وبحسبه هناك موظفون يفضلون العمل دائما في اوقات الصباح والظهيرة مما ينتج عن ذلك عدم متابعة الأبناء والأسرة والمشاركة في القضايا الاجتماعية نتيجة العمل المستمر. ويوضح أن وظيفة التمريض والأطباء والطيارين والصحفيين طبيعة العمل فيها تكون لفترات طويلة مما يؤدي إلى الإنشغال عن الأسرة وحرمانه منهم وذلك لإختلاف فترات الدوام فالصباح يكون لراحته أو في عمل آخر وبعد الظهر يكون في العمل وهنا تكون الخسارة مزدوجة لذا يجب أن يكون هناك عدالة في توزيع التدوير إضافة إلى وجود القلق النفسي والتوتر وعدم الرضى عن العمل والإنشغال الدائم عن الأسرة.
ويدعو إلى تنشئة إجتماعية سليمة بتواجد الأب والأم إلى جانب الأبناء مما يزيد الأمر صعوبة وتعقيدا عندما تكون ربة البيت تعمل ليلا في الأوقات المسائية والأب يعمل صباحا وهذا يتطلب إدارة الأسرة بشكل جيد من قبل الزوجين.[/align]

[align=center]
كل موضوع لم يدرج به المصدر

او كلمة منقول سيحذف وهذا للعلم

تحيتي [/align]