علاقاتنا مع الانترنت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقال للأستاذ أحمد أمين العطار


سأوضح تأكيداً معلوماً - عن جدوانا في الحياة والكذب الذي تدثرنا به وعلاقتنا مع الأنترنت والهدف الحقيقي الذي شغل الغرب لحتمية إختراعه- ولكن لا ينتبه إليه أحد في مثال واقعي وهو أنك - عند دقة المراقبة والتدقيق - تجد ذاكرة الأُمي الذي لا يجيد القراءة والكتابة أكثر حفظاً وأقوي ذاكرة من نظيره الذي يجيد القراءة، ذلك لأنها وسيلته الوحيدة التي يملكها، - ان كان هذا الأمي ناجحاً في الحياة وهم كثر - فنظيره المتعلم يملك القرطاس واليراع يدون بهما شؤونه من معاملات وحسابات ومواعيد وأي شئ آخرأما الأُمي فلا يملك غير ذاكرته التي يخزن فيها كل مايحتاجه للتذكر،
وهذا سبب إندهاشنا في بعض الأحيان عندما نجد أمياًً يحفظ - مثلاً - جدول الضرب الحسابي بينما نظيره المتعلم أقل حفظاً منه، ذلك لأن المتعلم يعتمد علي الآلة الحاسبة في حساباته، لذلك خملت ذاكرته وهو للأسف العلماء الذين إخترعوا الآلة الحاسبة ثم الكمبيوتر والأنترنت بعد ذلك، لم يكن هدفهم إضعاف العقل وذاكرته علي الإطلاق، ولكن كان هدفهم تفريغ العقل من الإنشغال بهذه الأمور الحياتية البسيطة، ليتم شحنه بالنظريات العملاقة والتفكير - بدلاً ممارفع عنه - في إبتكارات غزو الفضاء وتطوير الطائرات قتالية ومدنية وأبحاث لتطوير إنتاجية الزراعة ومكافحة الأمراض وبل وصناعة السموم المدمرة.

ولكننا نحن العرب إستخدمنا هذه الإختراعات لتغييب العقل وخموله، فشحنا الأنترنت شحناً بالأغاني والعري والجنس وكراهية الآخر، بل وكراهية أنفسنا، وسباب متدني للجميع - لكل من خالفنا الرأي - وفقدنا علي أثر ذلك الإختراع ذاكرتنا في الحفظ، بل وأهملنا أعمالنا وانشغلنا بمواقع التسلية فيه - علي أحسن الظنون - و إكتفينا بأننا أمجاد و نشامي و حسبنا ونسبنا ونحن أيضاً المصريون إكتفينا بأننا فراعنة - وما نحن اليوم بذلك - فتفاخرنا بأننا بناة الأهرام وأول من إخترع الشادوف والطمبور والطمبوشة والنورج وغيرها من تلك الآلات الزراعية البدائية، بل وظللنا نتفاخر بذلك منذ آلاف السنين وحتي اليوم، واكتفينا بهذا الفخار ولم نطورها !! بينما الغرب وأوروبا الذين كانوا يسكنون الكهوف وأعالي الشجر - وقتها - ويخافون من الإقتراب من هذه الإختراعات باعتبارها عفاريت في باديء الأمر إقتربوا منها ثم ألفوها وإستعملوها وصٌّنّعوها ثم طوروها وفي النهاية أهملوها ونبذوها، وإستبدلوها بالميكنة الحديثة، بينما نحن ما زلنا نستعملها ونفاخر بها من آلاف السنين، حتي إستوردنا منهم آلاتهم الحديثة بل وخبرائهم ليعلمونا إستعمالها أو لإصلاحها ولننظر حولنا نجد آلاف القاطرات والسيارات في بلادنا المانية وامريكية وإيطالية وفرنسية ويابانية ومن كل الدول وطبعاً ليس من بين هذه السيارات سيارة واحدة مصرية أو عربية ولا حتي أفريقية ألا نستحي؟!!
وكذلك الساعات وكل الأجهزة حتي ماتستعمله ربة المنزل من خلاط وثلاجة وتلفاز وبوتاجاز وكل شيء ونحن - جميعاً - نتفاخر بما لنا من حسب ونسب وجاه ومال ولا نصدق إلا أنفسنا، ونكذب الآخرين والحقيقة أننا نحن الكاذبون وغيرنا هم الصادقون وأعطيكم مثالاً - حتي لا أُتهم بجلد الذات دون مبرر، بينما المبرر واضح بل وصارخ - أشعنا أننا إنتصرنا في حرب 1956 وقال الآخرون أننا إنهزمنا فكذبناهم وصدقنا أنفسنا وظللنا نحتفل بعيد النصر كل عام، بينما الحقيقة أن إسرائيل لم تكن تطل علي البحر الأحمر قبل هذه الحرب حيث إستولت علي قرية أم الرشراش وحولتها لميناء إيلات وأطلت علي البحر الأحمرمنذ هذه الحرب وحتي اليوم فمن كان الكاذب ومن كان الصادق، ودخل الآخر السويس وحاصر كل الجيش رهينة في يديه حتي قبلنا بمباحثات الكيلو 101طريق القاهرة /السويس ( وليس طريق العريش/تل أبيب ) وتدخل هنري كيسنجر وساومناهم حتي تم فك أسر الجيش الثالث، وتبع ذلك الجلاء عن محيط السويس والأدبية وسرابيوم وفايد والدفرسواروقري غرب القناة - بعد أن أهلكوا الزرع وأكلوا الضرع - ومن ثم تم جلائهم عن سيناء وفق إتفاقية كامب ديفيد - التي يعتبرها البعض مهينة، وبكي فيها الفريق الجمسي، واعترض عليها وزير الخارجية إسماعيل فهمي وطلب الإستقالة - حتي لا يذكر التاريخ مشاركته فيها - ومع ذلك ما زلنا نحتفل بالنصر حتي اليوم !! فمن الكاذب ومن الصادق؟
وكذلك حرب 1967 والتي مازلنا نعاني ويلاتها حتي اليوم أسميناها نكسة بينما هي أشر هزيمة منكرة، فمن الصادق ومن الكاذب وكلنا نحن العرب في الهم شرق فماذا فعلنا ببترولنا الذي تفجر في بلادنا غير التفاخر ورياش القصور والنساء والطعام والثياب؟ هل صنعنا أو أنتجنا أو إبتكرنا شيئا؟ !!وما زلنا حتي اليوم نتناحر في ضعيف الكلم من التراث، نكفر الآخر، بل ونكفر بعضنا بعضا، ونتظاهر صارخين ومقهورين، بل ونفجر أنفسنا ضيقاً من هول ما رددناه من كذب حكامنا بعد أن صدقناهم، أؤمن ترديد كذبهم ونحن نعلم أنه كذب، ولكن خوفا منهم أو طمعاً في عطاياهم!! وفوجئنا بعدم توزيع أي عطايا لمروجي كذبهم - سواء للعالمين بأنه كذب، أو لمن صدقوا الكذب - وبانصرافهم عنا لتوطيد عروشهم ولتوريث أولادهم، غير مبالين بما يجب أن يشيدوه من سبل العيش الكريم لرعاياهم، أو حتي تكريم من رددوا أكاذيبهم وباعوا أنفسهم أملاً في وهم تكريمهم بعد أن فاق الكذب والكذابين حجم العطاء فأصبح المعروض من بضاعة الكذب أكبر كثيراً جداً من الطلب عليه، خسئنا ورب الكعبة، لذلك أسمانا الغرب نفايات بشرية، فهل هم في ذلك صادقون أرجو أن لا يكونوا - في ذلك - صادقين!


شكرا لقراءة الموضوع

.




أهلا بك أخي أبوالطيب . .

مقال رائع جدا أهنيك على روعة الإختيار

حرب 1967 والتي مازلنا نعاني ويلاتها حتي اليوم أسميناها نكسة بينما هي أشر هزيمة منكرة، فمن الصادق ومن الكاذب وكلنا نحن العرب في الهم شرق فماذا فعلنا ببترولنا الذي تفجر في بلادنا غير التفاخر ورياش القصور والنساء والطعام والثياب؟


ولا زالت همومنا مستمرة

كل التحية والتقدير



مع محبتيlonely