محاسبه النفس..متى وكيف ولماذا؟؟

موضوع محاسبة النفس لا يتوقف عند حد معين ، فهو موضوع متشعب و عميق في فكره و موضوعه ،

و هنا حاولنا أن نعرف بعض الآراء حول هذا الموضوع فكان هذا التحقيق ...



في البداية سألنا الداعية الإسلاميه أم عبدالرحمن عن رأيها في حساب النفس و متى و كيف يجب أن يكون؟

فأجابت قائلة : ليس بشرط أن تكون محاسبة النفس يومية بل أنها قد تحدث تباعاً في أيام متواليه و

أحياناً تحدث هذه المحاسبه في أوقات الصفاء النفسي و الحوار الداخلي الذي قد ينشأ بين المرء و نفسه بعد مواقف

معينه تفرض نفسها على الإنسان .



ثم تطرقت لكيفية محاسبة الإنسان لنفسه حيث قالت :

الإنسان بطبعه معرض للخطأ و تعتمد كيفية محاسبة النفس على نوع المخالفه أو الخطأ الذي قامت به هذه

النفس من ثم نفكر في عاقبة هذه الخطيئه بتذكرنا للنصوص التي تخصها في القرآن و السنه فمثال لو أن أحداً

ذهب لينام و تكاسل عن أداء صلاة العشاء من ثم بدأت نفسه في المحاسبه الذاتيه ، هنا يجب على هذا

الشخص أن يستعيذ من الشيطان و ينهض ليصلي فوراً.



أما إذا كان الخطأ في تقصير آخر كزلة لسان أو غيبه أو ما شابه ذلك فعلى الإنسان أن يتذكر الله و يعاهد نفسه

على الإلتزام بأوامر الله سبحانه و تعالى ..



ثم أنتقلنا في حوارنا مع الداعية الإسلاميه أم عبدالرحمن عن سبب محاسبة النفس و هل يجب أن تكون

خالصة لوجه الله تعالى ؟

فأجابت نعم يجب أن يستشعر الإنسان وجود الله في كل الأوقات و أن يؤدي أعماله إبتغاء وجه الله و

أن ينتهي عن نواهيه خوفاً من عقابه ..

و محاسبة النفس تأتي من منطلق الإلتزام بالواجب الديني إتجاه أوامر الله و نواهيه و التعامل مع الآخرين بما

يرضي الله تعالى ..

و يجب أن يتذكر كل مسلم أن المعاملة مع الناس أساسها المعاملة مع الله فإذا حسنت مع الله حسنت مع الناس

و أنهت كلامها معنا بمقولة لأحد السلف الصالحين يا نفس اخلصي تتخلصي ..



عندما بدأنا التحقيق في هذا الموضوع تفاجئنا أن الكثير رفضوا بشدة التجاوب معنا ..

أما من أبدوا إستعدادهم للإجابة فكانت هذه آرائهم ..



(ن-ع) أجابت قائلة: نعم أحساب نفسي كثيراً و في معظم الأوقات أحسابها خوفاً من الله لكن في الحقيقة أحياناً

أحسابها محاولة مني لإرضاء أحد المقربين لي ..



و بلهجة لا تخلو من الصدق قالت ( أم سيف) : لم أكن أحاسب نفسي في الفترة السابقة من حياتي كنت أعمل

طوال النهار فلا يأتي الليل إلا و أنا مجهدة فلا أفكر في شيء سوى النوم !! أما الآن فقد تغيرت و أصبحت

أحاسب نفسي كثيراً خوفاً من أن يأتيني الموت و أنا عاصية فكيف سأقابل ربي..



الداعية الإسلاميه ام شيماء: يجب على الإنسان محاسبة نفسه حتى يشعر بقربه من الله في كل موقف يتعرض له

فمحاسبه النفس مهمة جداً و تجعل الإنسان يفكر قبل أن يفعل أي شيء خاطئ في حياته ..



أما س.ن فقالت : في الحقيقة أحاسب نفسي على بعض الأخطاء و لكن للأسف تتكرر معي نفس الأخطاء دون قصد.



و سألنا أم أحمد عن كيفية محاسبتها لنفسها فردت قائلة : بصراحة سؤال صعب و محرج و لا أستطيع الإجابه عليه.





و مع إختلاف الآراء تبقى محاسبة النفس ضروريه لكل مسلم فبها دائماًَ يجاهد نفسه ليتقرب من الله أكثر ..

يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ
نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )

وكتبَ عمرُ بن الخطابِ إلى بعضِ عمُّالِهِ
حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ
في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ،
ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) .

يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } ( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه )
انتهى كلامه رحمه الله .

ونلتمس من محاسبة النفس : أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ
ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .

وكذلك ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات

اللهم ارزقنا ما ينفعنا بدنيانا لينفعنا بأخرتنا

شكرا لك فروووحة وجعل الله ماقدمتيه بميزانك

محاسبة النفس شي ضروري حتى يستطيع الانسان ان يكمل مسيرة الحياة وهو في صفاء وراحة وايمان داخلي بأنه يسير بالاتجاه الصحيح ..

أعتقد انها ضروريه جدا بل أنها كذلك فيكفي بأن الانسان يشعر بقرب الله ويشعر بخشيته لله سبحانه وتعالى وهذا مانفتقده في امور كثيره ..

شكرالك اختي فروحة وجزاكي الله كل خير

اخواني الاكارم
حبي الكويت
حـــــــــــــر
شكرا لموروكم واثابكم الله