عندما يعادونك .. اسألي نفسك بصراحة: هل أنا السبب؟

عندما يعادونك .. اسألي نفسك بصراحة: هل أنا السبب؟
كثيرا ما لا نتمكن من السيطرة على ثورة او غضب او عدوانية اطفالنا.. لماذا؟
ليس السبب لأننا عاجزون ونشعر بالضعف امام قوة شراستهم او عنادهم، لكن السبب ببساطة اننا نتأفف ونشكو ونتهمهم بأنهم يفقدوننا اعصابنا. غير أن السبب الحقيقي، كما يشخصه الخبراء هو عادات وسلوك الأهل التي تلعب دورا مهما في عدوانية اطفالهم.. تجاههم بالدرجة الاولى، قبل ان تنتقل هذه العدوانية نحو الآخرين.
هل من حلول؟ بالطبع.. هناك اكثر من حل!
أساليب قديمة وجديدة!
هناك اساليب كثيرة يعبر فيها الاطفال عن عدوانيتهم وهي تختلف من طفل لآخر وكذلك تختلف من عمر الى آخر، كما ان هناك اسلوبا يتميز به الولد فيما تعبر البنت عن عدوانيتها بطريقة مختلفة.
وفي دراسة انجزها باحثون في المؤسسة الطبية البريطانية للرعاية لاحظوا ما يلي:
يعبر الاطفال عن عدوانيتهم نحو اهلهم، بالصراخ ـ البكاء ـ الرفض ـ ال، اما عدوانيتهم نحو الغرباء فتتجلى في الرفض الصامت او الضرب او الركل اذا احسوا ان الآخر اضعف منهم بدنيا.
* عدوانية العام الثالث: البكاء بسبب وبدون سبب بصوت عال ـ يرفض المشاركة في اللعب الجماعي ـ اثارة الانتباه بتقمص المرض او الزعل ـ شد ملابس الأم.
* عدوانية العام الرابع: خطف الاغراض من الآخرين ـ تلويث الملابس ـ ضرب الاخوة الاصغر بغفلة عن الاهل ـ البكاء والصراخ في الاماكن العامة.
* عدوانية العام الخامس: الرفض الصريح للطاعة ـ الحركة المزعجة داخل البيت ـ تكسير الاشياء وانكار قصدية الفعل.
* عدوانية العام السادس: تمزيق الكتب ـ تكسير الاقلام ـ رفض الجلوس للمذاكرة ـ الاجابة بكلمات نابية.
* اسلوب عدوانية الاولاد: التعبير بالجسم ـ الركل ـ ايذاء الجسم ـ محاولة عدم البكاء.
* اسلوب عدوانية البنات: البكاء بصوت عال ـ الشكوى ـ محاولة التحدي ـ شد ملابس الأم ـ التمسكن امام الأب.
وتشير الدراسة الى اساليب كثيرة ينصح الاهل باكتشافها واكثرها يقلد اساليب يشاهدها الاطفال في البرامج التلفزيونية وليس بالضرورة ان تكون برامج خاصة بالاطفال.
في جدة استمعنا في البداية الى شكاوى الامهات:
تقول ندى: لم يعد التهديد يجدي لردع طفلي (7 سنوات) عن اخطائه وقد اضطررت الى العقاب الفوري ومنه الضرب وعندما اكتفي بتهديده امام الآخرين بأنني سأخبر والده، يبدأ بالبكاء ونحن في طريقنا الى المنزل، ويحاول طوال الطريق، سؤالي عما اذا كنت سأخبر أباه عن افعاله ويرجوني الا افعل ذلك مع تقديم كل الوعود لي، بأنه لن يعيد الكرة مما يجعلني اشفق عليه وامتنع عن معاقبته، خاصة ان غضبي منه يكون قد خف عما كان عليه، لهذا السبب اخذت اخطاء طفلي تزداد مع الوقت واصبحت لا اتردد في ضربه على الفور كلما لاحظت انه ارتكب سلوكا سيئا ولا انكر ان هذا الاسلوب في العقاب ناسبني وأدى الى ردعه بشكل ملحوظ.
غيرة وعصبية وتجاهل
من جهتها تحدثنا غادة بدر الدين وهي أم لطفلتين قائلة: ما ان تجدني ابنتي البالغة من العمر (4 سنوات) منشغلة عنها، حتى تبدأ في البكاء والصراخ، مما يجعلني اترك ما بيدي واسرع اليها لمعرفة ما اصابها وافاجأ بأنها لا تشكو من شيء، لكنها تريدني ان اكون الى جانبها، خاصة اذا ما شاهدتني الاعب اختها الصغرى او اي طفل آخر، فإنها تتمادى في نوبات غضبها وتبدأ بالتعصب والصراخ والبكاء، ثم تنام على الارض وتخبط بيدها وقدمها ومع الايام وجدت ان سلوكها يزداد سوءا، لذا صرت اتركها واتجاهل امرها، حتى تهدأ وتتوقف عن البكاء من تلقاء نفسها، وتنهض من الارض وكأن شيئا لم يكن.
التعبير بالعض!
اما فاديا عبد الله وهي أم لطفلة، فتعترف لنا قائلة: طفلتي عمرها (3 سنوات) وهي نشيطة وذكية، لكنها شقية جدا لا تترك اي طفل دون ان تضربه، حتى اذا كان اكبر منها سنا مما جعل الاطفال يخشون وحشيتها واصبحوا يخافونها كثيرا ويرفضون اللعب معها وعندما يفعلون ذلك تسرع بعِّض كل من يكون امامها سواء أكان كبيرا ام صغيرا، لدرجة انها اصبحت تعضني وتعض والدها، وفي احدى المرات وبينما كنت الاعبها عضتني فعضضتها بدوري فما كان منها الا ان هجمت عليّ وعضتني مرة اخرى! وأكثر من تعاني منها ابنة شقيقتي التي تنقض عليها كلما سنحت لها الفرصة، مما اوقعني في كثير من الحرج مع زوج شقيقتي، عندما شاهد ابنتي تضرب ابنته، وقال لي بأنه عرف السر عندما عادت ابنته الى المنزل بعد زيارتنا، وهي في حالة تشبه الانهيار وكل ما تريده هو النوم فقط لأن الضرب نال منها.
هل تعرفين كيف تعانقين طفلك؟
أحدث النظريات العلمية تقول: ان عناق الطفل في غاية الاهمية، لكن هل تعرفين كيف تعانقينه لتمتصي الكثير من عدوانيته!
د. آمال محمد فهمي استاذ الصحة النفسية في القاهرة تقول: عندما تعانق الأم طفلها، فإنها تبدي له مشاعرها وتظهر له اهم شيء في حياتها، فهو يكتسب تكوينه النفسي من الرضاعة الطبيعية، والعناق 3 أنواع:
* العناق الجسدي: تحتضن الأم طفلها وتقبله بدفء ومودة ولا تنشغل عنه وهي ترضعه بالحديث في التلفون او بمشاهدة أحد المسلسلات التلفزيونية، فالطفل يحب ان يشعر انه مرغوب فيه، وليس مجرد «مهمة» يومية للأم، وعقله الصغير يتأثر بكل ما حوله، فعلى الأم ان تنظر إليه وهي ترضعه وتتحدث اليه في اي موضوع.
* العناق المعنوي: يتأثر الطفل بعلاقة الوالدين ببعضهما.. فإذا كانت الأم متوترة فإنها تؤثر سلبيا على نفسية الطفل.. كما ان للأب دورا كبيرا في تكوين البناء النفسي له من خلال توفير حاجاته الضرورية واللعب معه واصطحابه في نزهات خارج المنزل.
ويستطيع الأب ان يظهر حبه بدون الحاجة الى مجهود ضخم.. تكفي ابتسامة رقيقة ومعاملة الطفل باحترام.
ومصادقة الطفل ضرورية.. ومن خلالها يمكن تعليمه الصواب من الخطأ.
* العناق الفكري: في هذه المرحلة نعلم الطفل كيفية الاعتماد على النفس بشكل تدريجي، احذري مقارنته بالآخرين ممن هم في مثل عمره واعلمي ان الطفل في سن ما قبل المدرسة يحاول تقليد الأب والأم في كل شيء.. فإذا كانت الأم تقسو على اولادها، فإن الصغير يضرب عروسته، كما ضربته أمه، ايضا عليك احترام قدراته وتعلقه ببعض الاشياء، وساعديه على التعرف على البيئة من حوله.
* لا تظهري خلافاتك مع زوجك امامه، لأن ذلك يؤثر سلبا في تكوينه النفسي واذا كان طفلك عدوانيا فاعلمي انك وأباه السبب في ذلك، فسلوكيات الطفل نموذج لسلوكيات من هم أكبر منه سنا.
الحل في الاهتمام
أما ناديا الغامدي الاختصاصية الاجتماعية في جدة فتنصح الامهات، اللاتي يردن ان يسلك اطفالهن سلوكا مثاليا، بأن تأتي البداية منهن، فإذا بدأت الأم بنفسها فلا شك ان الطفل سيحذو حذوها، وتنصح الاختصاصية ناديا الامهات بالآتي:
* اجعلي من الطقوس والعادات الاسرية شيئا مهما، ثابتا ومحببا مثل التفاف كل افراد العائلة حول مائدة الطعام.
* خصصي لطفلك ساعة يوميا من وقتك اذا كنت امرأة عاملة، وبدلا من تقديم الالعاب في كل لحظة، اعتمدي على نفسك في مشاركة طفلك لحظات المرح وممارسة نشاط يحبه او الخروج معه في نزهة وحدكما او بصحبة الاصدقاء.
* يحتاج الطفل باستمرار الى من يبادله الاهتمام، وربما كان الفعل الخطأ من جانبه مقصودا للفت الانتباه، لذا عندما يخطئ لا تتعجلي في عقابه، وبدلا من ذلك حاولي ولو مرة اسبوعيا التغاضي عن خطأ بسيط منه، واستمعي له واسأليه عن سبب خطئه فسوف تشعران بالتقارب مما يجعله اكثر ميلا للتعاون والتحدث عن اخطائه.
* اما اذا اردت ان تعاقبيه فاحرصي على ان تقترن الافعال بالاقوال ولا تكتفي بالتهديد فقط، بل عاقبيه في الحال، ثم اشرحي له لماذا فعلت ذلك.
* لا تسمحي له أبدا بتوجيه اللكمات والضربات، سواء أكانت موجهة لك او للاطفال الآخرين حتى لو كان في قمة غضبه.
* لا ترددي ذات التعليمات عدة مرات وبدلا من ذلك الجأي للحلول العملية، فإذا لاحظت بأنه لم يضع ملابسه حيث طلبت، قومي بتثبيت علاقة الملابس في مكان منخفض يمكن ان يصله بسهولة.
* دعيه يكتشف العالم من حوله بمفرده، ولا تحرميه من خوض بعض التجارب بدعوى انها تثير القلق، والفوضى والضجيج او انها تشكل خطرا على سلامته.
* راقبي تصرفاتك جيدا فأنت اقوى من يمكنه التأثير عليه اخلاقيا، وتأكدي من كونك قدوة صالحة له في جميع التصرفات وتجنبي الحديث بالسوء عن الآخرين امامه، فالكراهية لا تولد مع الطفل، لكنه يكتسبها.
* اعترفي بأخطائك ولا تتردي في قول آسفة، وقومي بوضع الصدق في المقدمة ولا تلجأي أبدا الى الكذب، خاصة امامه.
* لا تجعلي حبك له مشروطا بشيء، واعلميه بأنك تحبينه لانه طفلك.


المصدر مجلة سيدتي

لك كل الشكر والتقدير على هذا الطرح الرائع
حيث الاطفال ومشاكلهم التى لا تنتهى وعبثهم
الا ان اصحاب التجارب يستفاد من تجاربهم
فالف شكر على ما قدمت لكيفية التعامل معهم
من خلال هذا التقديم الممتاز
ولك تحياتى

السلام عليكم
أختي حياة

أنه موضوع خطير وتربية أطفال ليس
بالأمر السهل ,انت أختي قد وفيتـي
وكفيتي بارك الله فيكي .

وأتمنى التوفيق لك أب وأم لديهم
أطفال وخصوصآ أطفال معصبيــن
وغير هادئيين .

وبالتوفيـــــتتق

لكى غاليتى كل الشكر والتقدير

وفقتى بنقلك لهذا الموضوع

فوالله كثير ما يوجهنا مثل هذه المواقف من الاطفال
حتى انهم احيانا يطرونا بان نتستخدم معهم العنف

سلمتى وبارك الله فيك

أم عبدالله

موضوع راااااااااااائع

كم واجهت منه الكثير مع اولادي احيانا

ولكن الحمد لله العلم والثقافة دوما تساعدنا بإيجاد الحلول المناسبة

موضوع مهم ومفيد

وفقت بإختياره

شكرا لك

ولك

مرحبا اخي حبي الكويت

واختي وفاء الهاشميه ياهلا بعودتك