رمضان" لتربية النفوس.. لا لإنفاق "الفلوس"!

"رمضان" لتربية النفوس.. لا لإنفاق "الفلوس"!


2010/8/15 الساعة 13:50 بتوقيت مكّة المكرّمة


صحيفة فلسطين - متثاقلاً والعرق ينهمِر من جبينه.. دخَلَ أبو أسعد بيته يحمل بين يديه أكياساً كبيرة مكتظّة بكل طعامٍ يمكن للعقل أن يتخيّله.. كل أنواع الجبن (الأبيض والأصفر والبلغاريوالمالح).. والعديد من أصناف اللحوم، وخضروات معلّبة وطازجة، ولذائذ المكسّرات و"رقائق عجينة الكلّاج".. أبناؤه هرولوا نحو الباب، حملوا عن والدهم "الغنائم"، واتجهوا بها نحو المطبخ..



صَرَخت أم أسعد :"ما كلّ هذا الطعام؟.. هل هناك حربٌ على الأبواب؟".. أجابها الأول بصوتٍ لاهث :"لا.. لكن هذه تجهيزات رمضان، كل عام وأنت بخير.. والنفس تشتهي يا أم أسعد"!!



ليس أبو أسعد وحده، فكثرٌ هم الذين مثله، يعتقدون أن "الاستعداد لشهر الصيام" هو استعدادٌ "مطبخيّ" من الطراز الأول.. فذلك يصرف راتب الشهر بأكمله –كدفعةٍ أولى- لمتطلبات الشهر، وغيره يستدين من أجل توفيرها، وآخر يكابد مشقة التفكير بـ "الولائم والعزائم".. ليصبح "الإنفاق" على الطعام طوال رمضان أمراً بديهياً.. و"الإسراف" في أنواعه على المائدة الواحدة طابعاً متأصلاً لدى العديد من العائلات الفلسطينية.. والناتج: ما يُرمى أكبر بكثييير من ذاك الذي يُؤكل:



عادة سنوية


ويقول رب الأسرة أبو تيسير 55 عاماً :"في كل عام أضع ميزانية خاصة لشهر رمضان، وهي بشكلٍ طبيعي، تفوق مستواها في أي شهرٍ آخر، وذلك نظراً لكثرة المواد الغذائية المشتراة خصوصاً للموائد والولائم"، مبيناً أن زوجته الأربعينية اعتادت منذ سنوات عديدة أن تحضّر خلال الشهر الكريم على مائدة الإفطار أشهى وألذ الأطباق,


هذا بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من العصائر والمشروبات والحلويات, "وليس في هذا أي شيء ففي الصيام تشتهي النفس الكثير من الأكلات وليس من الجيد أن يحرم المرء نفسه منها".



وقد ارتبط شهر رمضان لدى الكثيرين بأطباق ووجبات وعصائر معينة, يكون مصيرها في النهاية سلة المهملات, وهو ما يخالف الهدف الأساسي من الشهر الكريم، وهو التعبد والسمو الروحي والشعور بالآخرين.




السيدة سهى عيسى 45 عاماً, وأم لسبعة أبناء، انشغلت الأخرى قبل أيام من بدء رمضان، في إعداد المخللات من الخيار واللفت والباذنجان, وتقول:"رمضان هذا العام له طعم آخر فسيحضر ابني المقيم في الخارج للدراسة ليقضى معنا الشهر بأكمله", مؤكدة أنها ستعمل على تحضير جميع الأطباق التي يرغب ولدها الغالي في تذوقها أثناء تواجده في البلاد.




ولفتت إلى أنها طلبت من زوجها شراء أنواع الخضروات كافة التي يمكن تفريزها، أو تجفيفها كالحمص والبازيلاء والجزر والملوخية... الخ، بالإضافة إلى المكسرات وبعض المواد الأساسية من أرز وسكر وطحين، إذ تعتقد أن شراءها في الوقت الراهن أفضل بكثير من شرائها خلال رمضان كون الأسعار ترتفع بشكل كبير.




فليكثر المرق وليتعاهد جيرانه


في هذا الموضوع، أكد عضو رابطة علماء فلسطين د.ماهر الحولي، أن شهر رمضان يحمل حكماً عظيمة وفوائد جليلة وكبيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر الناحية الصحية، وقال:"ليس من السليم أن يبقى الإنسان صائماً طوال اليوم ثمَّ يتخم نفسه عند الإفطار بأنواع الطعام المختلفة والمتعددة".




وأضاف :"الملاحظ في واقعنا أن الناس في شهر رمضان تصل إلى درجة التبذير في إعداد مائدة الإفطار وهذا لا يجوز بأي حال من الأحول، معقباً:"الله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} وأضاف :"الأصل أن تصنع ربات البيوت من الطعام ما لا يزيد عن الحاجة ويلقى في القمامة، ولا مانع من أن يكون متنوعاً لكن في حدود الحاجة".




ودعا د. الحولي إلى ضرورة مراعاة مشاعر الجيران ممن قتر عليهم الحال وأضناهم الفقر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قالوا من بات شبعان وجاره جائع، وقال صلى الله عليه وسلم في موضع آخر:من طبخ مرقاً فليكثر ماءها وليتعاهد جيرانه"، والمتفحص لأحاديث النبي وآيات القرآن العظيم يجدها تحث على الشعور بالآخرين وشهر رمضان فيه هذا العمل.



ما ملأ شراً من بطنه

ووافقه الرأي رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الأقصى د.محمد العمور الذي أضاف على حديث سابقه :"الدين الإسلامي يرفض التبذير والإسراف في كل أوجه الحياة وتحديداً في تناول الطعام, مدللاً على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم :( ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).




وتابع:"إذا كان لا بد من أن يكثر الإنسان من شيء في هذا الوقت فيجب أن يكثر في الطاعات والعبادات, وليس في الطعام, فكثرة الطعام وبشهادة الأطباء هي سبب للخمول والكسل, وسبب للإصابة بالأمراض", ناصحاً بالنظر إلى الطعام من ناحية الفائدة والقيمة لا ناحية الكم والحجم.




وعزا العمور اندفاع الناس قبل أيام من شهر رمضان إلى شراء الكثير من الحاجيات اللازمة وغير اللازمة, إلى قلة الإيمان الراسخ في قلوبهم، مضيفاً :"ولو أن قلوب الناس عامرة بما هو مقسم لها، وأن الرزق سيأتيها أينما تكون، لما وجدنا الكثير من الناس يتسابقون للذهاب إلى الأسواق وشراء كميات قد يحتاجونها أو لا يحتاجونها", "وهذه الظاهرة تؤدي إلى قلة المعروض في السوق وبالتالي ارتفاع الأسعار وبالتالي أزمة".




ونصح باستقبال شهر رمضان بعقلانية والأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يعيشها قطاع غزة من حصار اقتصادي, وانقطاع في التيار الكهربائي, بالإضافة إلى الاهتمام ومراعاة مشاعر الأسر المحتاجة والفقيرة التي يجب الوقوف بجانبها في شهر الرحمة والخير.

صحيفة فلسطين


وتقبلوا تحيتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخي حبي الزهرة على الموضوع القيم والجميل عن رمضان
أشوف الناس تتسارع للاسواق والمحلات علشان الاكل والشرب والحلويات وكأن رمضان ما يصلح الا بالحلويات
المفروض انه شهر صوم وليس لملئ المعدة بكل ما هو سمين وحلو

أشوف الناس تتسارع للاسواق والمحلات علشان الاكل والشرب والحلويات ،وكأن رمضان ما يصلح الا بالحلويات ، المفروض انه شهر صوم.


نعم وكما تكرمتي وكأن الحرب قادمة وعلى أثرها بدأ التخزين مع العلم
والحمدلله الخير كثير ومتوفر للجميع نسأل الله ان يدوم علينا النعمةودمتي