شرح الأربعين النووية في الأحاديث الصحيحة النبوية-الحديث رقم (8)

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
الحديث رقم 8
حرمة المسلم
عن ابن عمر رضى الله عنهما :
انّ رسول الله صلى عليه وسلم قال:" امرت ان اقاتل الناس
حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وانّ محمدا رسول الله , ويقيموا الصلاة,
ويؤتوا الزكاة , فاذا فعلوا ذلك منى عصموا منّى
دماءهم واموالهم
الا بحق الاسلام , وحسابهم على الله (رقم 25))ومسلم (رقم 22)

هذا حديث عظيم وقاعدة من قواعد الدين
وقد روى هذا الحديث انس وقال :"حتى يشهدوا ان لا اله الا الله
وان محمدا عبده ورسوله وان يستقبلوا قبلتنا , وان ياكلوا ذبيحتنا ,
وان يصلوا صلاتنا , فاذا فعلوا ذلك حرمت علينا دماءهم
واموالها الا بحقها , لهم ماللمسلمين وعليهم
ماعلى المسلمين " رواه البخارى فى الصلاة ,
باب فضل استقبال القبلة وحديث رقم392
و393 مع اختلاف قليل فى الرواية .
وجاء فى الصحيح مسلم فى رواية ابى هريرة :"
حتى يشهدوا ان لااله الا الله
ويؤمنوا بى وبما جئت به " , وذلك موافقة
لرواية ابن عمر فى المعنى .
واما معانى هذا الحديث فقال العلماء بالسير :
لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف
ابوبكر الصديق رضى الله عنه بعده , وكفر من كفر من العرب
عزم ابو بكر على قتالهم , وكان منهم من منع الزكاة
ولم يكفر وتاول فى ذلك ,فقال عمر رضى الله عنه: كيف تقاتل الناس
وقد قالوا لا اله الا الله
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " امرت ان اقاتل الناس
حتى يقولوا لا اله الا الله",الى اخر الحديث,فقال الصديق : ان الزكاة
حق المال , وقال :والله لو منعونى عناقا
وفى رواية عقالا
كانوا يؤدونه الى رسول الله الله صلى الله عليه وسلم
لقاتلتهم على منعه فتابعه عمر على قتال القوم .
"(فى بعض النسخ "من كفر)"

قوله:" امرت ان اقاتل الناس
حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله
فقد عصم منى ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله ".
قال الخطابى وغيره :
المراد بهذا اهل الاوثان ومشركو العرب
ومن لا يؤمن دون اهل الكتاب , ومن يقر بالتوحيد
فلا يكفى فى عصمته بقوله
: لااله الا الله ان كان يقولها فى كفره
وهى من اعتقاده ,
وكذلك جاء فى الحديث الاخر : " وانى رسول الله ويقيموا
الصلاة ويؤتوا الزكاة ".
وقال الشيخ محيى الدين النووى :
ولا بد مع هذا من الايمان بجميع
ماجاء به رسول الله صلى عليه وسلم
كما جاء فى الرواية الاخرى لابى هريرة :"
حتى يشهدوا ان لا اله الا الله
ويؤمنوا بى وبما جئت به ."
من رواية مسلم كما مر فى هذا الشرح.
ومعنى قوله :" وحسابهم على الله "
اى فيما يسترونه ويخفونه
دون ما يخلون به فى الظاهر
من الاحكام الواجبة , ذكر ذلك الخطابى قال :
وفيه ان من اظهر الاسلام
واسر الكفر يقبل اسلامه فى الظاهر, وهذا قول اكثر اهل العلم.
وذهب مالك الى ان توبة الزنديق
لا تقبل وهى رواية عن الامام احمد.
وفى قوله :" امرت اقاتل الناس
حتى يشهدوا ان لااله الا الله ويؤمنوا بى وبما جئت به ",دلالة ظاهرة
لمذهب المحققين والجماهير
من السلف والخلف ان الانسان اذا اعتقد دين الاسلام اعتقادا جازما
لا تردد فيه كفاه ذلك
ولا يجب عليه تعلم ادلة المتكلمين ومعرفة الله بها, خلافا
لمن اوجب ذلك وجعله شرطا فى نحو
(كذا وردت ولعلها(نجاة) اهل القبلة , وهذا خطا ظاهر
فان المراد التصديق الجازم وقد حصل ولان النبى صل الله عليه وسلم
اكتفى بالتصديق بما جاء به ولم يشترط المعرفة بالدليل
وقد تظاهرت بما احاديث فى الصحيح , يحصل بمجموعها التواتر
باصلها والعلم القطعى والله اعلم .



منقول [/align]

[align=center] عزيزتي لميس صلاح

شكرا لك على مواضيعك المميزه بمعلوماتها
والله يعجبني داوما قرائتها

جزاك الله كل خير

العطره

سلام العبيدي[/align]

[align=center]الله يبارك فيك عزيزي سلام العبيدي ويسعد قلبك
ويجازيك بكل الخير
أشكر مرورك الطيب
لك مني كل الود والتقدير[/align]