موقع رائع للآطفال

www.samar.planej.tn
موقع مؤلفة الآطفال التونسية سمر المزغني
:pcring:

عفوا الموقع مرة اخرى
www.samar.planet.tn
:pcring:

[ALIGN=CENTER]يسعد لي هصباح سمسومة

تسلم ايدك على الموقع الجميل

وهذه القصة مقططفة منه عجبتني لانها تحكي بحال البنات اليوم في ايام الراسة والاستيقاظ في الصباح ومعانات الامهات ........

يوميات كسولة


كنت نائمة فوق سريري الناعم المريح ، ملتحفة بغطاء سميك دافىء ، حين رن منبهي اللعين ليقطع علي احلامي اللذيذة ، فما كان من امري الا ان شتمته وسببته حتى خيل الي ان وجهه احمر خجلا ، انذاك تركته بعد ان امطرته بألفاظ سوقية كنت احتفظ بها خصيصا له … تكاسلت ، فركت عيني ثم فتحت فاي قصد التثاؤب ، رجعت أتقلب ذات اليمين وذات الشمال كي استرجع احلامي الخيالية، لكن ولسوء حظي فان هذه الاخيرة فزعت عند سماع صوت المنبه وفرت هاربة، كدت افقد عقلي من هول المصيبة ، حاولت قدر جهدي ان استرجع الحلم في ذاكرتي لكن دون جدوى ، التفتت لأعاقب المنبه على جريمته ، لكني تخيلته ينظر لي ساخرا نظرة نصر ماكرة ، مسكته بين يدي ثم ألقيت به ارضا، اغتاظ مني وادار ظهره قصد الاستهزاء بي ، لم أنتبه اليه فقد اعتددت مثل هذه الحوادث صباح كل يوم جديد ، و بقيت في مكاني انظر الى سقف الغرفة وارسم في ذهني احلام يقظة غريبة ، واذ بي اسمع صوت الباب يفتح ، حملقت في القادم لقد كانت امي . ماذا ؟ امي ، أخفيت وجهي تحت الغطاء وتظاهرت بالنوم ، لم أتفطن الى انها اعتادت هي الاخرى على هذه التصرفات كل يوم ، لقد كشفتني منذ زمن بعيد ، نزعت الغطاء عني فاحسست كان الثلج ينزل على اطرافي فيجعل مني بعد ساعات رجل ثلج يلهو به الاطفال الصغار ، لم استسلم بل بقيت فوق الفراش ارتجف من البرد وانا امسك ضحكة كادت تنطلق في ارجاء الغرفة المظلمة، فتحت والدتي النافذة فتسللت اشعة الشمس المقلقة ، أخفيت وجهي تحت الوسادة متجنبة ذلك النور الساطع ، لكن حين دغدغتني امي انفجرت ضحكا فانكشفت حيلتي . قالت : " انهضي ايتها الكسولة ، ما هذا وقت نوم لقد فاتتك الساعة . يجب ان تكوني امام الفصل الان " .

رنت هذه الكلمات في اذني وهالني معناها ، سوف اذهب الى المدرسة هذا اليوم ايضا مع انني اريد النوم خاصة واني سهرت البارحة الى منتصف الليل منتظرة مسلسلي المعهود ، حاولت ان اتحيل مرة اخرى فاثبت انني مريضة بتأوهات مزيفة او أأكد لأمي باني لا أدرس اليوم بسبب مرض المعلمة - تعلاتي تافهة ولا أعتقد اني سأنجح فيها ، ذلك اني واثقة من ان سلعة كذبي كاسدة هذه الايام لان أمي بالمرصاد لها - واذ بي اسمع والدتي تقول تلك الجملة المعهودة التي تقولها كل يوم وهي تنظر الى الافق بعينين حالمتين وكأن وراء الامر سرا : " الا انهض وسر في سبيل الحياة ، فمن نام لم تنتظره الحياة " … نهضت متثاقلة، كان من الصعب علي ان اغادر ذلك النعيم ، اطمأنت امي وخرجت لاعداد طعام الافطار استغللت الفرصة فتسللت الى غرفتي وواصلت احلام يقظتي ، تيقنت امي من صنيعي حين تاخرت على المائدة فافاقتني ثانية واخذت تحرسني بعينيها لتتاكد بنفسها … اكملت كل شيء ولم يبق لي الان سوى ان اتوكل على الله ، فاسرع بالسير كي لا اصل متاخرة كعادتي دائما ، لكن في تلك اللحظة اقشعر بدني فقد تفطنت الى اني لم اقم بمسألة الرياضيات التي امرتني المعلمة بحلها عقابا لي على عدم انتباهي في الفصل ، لم اهتم بالامر كثيرا وواصلت سيري الحثيث … اعترضتني في طريقي واجهات تعرض لعبا وحلويات فيتعلق بها نظري واتمنى ان املكها جميعها ولكن ليس في احلام يقظتي التي ارسمها حسب رغبتي … اخيرا وصلت الى "جهنم" عفوا اقصد الى المدرسة ، المكان ساكن والباب مغلق ، تسلقت الجدران ثم قفزت ، طرقت باب القسم لكن ما من مجيب ولا حياة لمن تنادي ، وثبت من الشباك فغرق زملائي في الضحك ، حولت نظري لاجد المعلمة بقسمات وجهها القاسية ، تراجعت خطوات ، سألتني عن واجبي فتلعثمت وترددت … حسنا ، لقد فهمت قصدي ، استلمت ورقة من فوق مكتبها وكتبت عليها كلمات مجهولة ثم سلمتها اياي قائلة بصوت مخيف : " اعطيها لوليك " اختطفتها من كفها ، تفرست فيها ثم بحثت ببصري في وسط تلك الكلمات المزدحمة متلهفة ، حتى وجدت عبارة " النعيم " ، انها عبارة " طرد لمدة خمسة ايام " لم اكن متوقعة هذه الاجازة الطويلة فمسكت نفسي عن الرقص سرورا … كنت جالسة استمع الى المعلمة وهي تشرح درس التاريخ ، مضت ساعتان وهي تفسر هذا الدرس اللعين ، ومع ذلك لم افهم منه شيئا ، حولت نظري الى ما في القسم فهذا ارحم من الاستماع الى ثرثرة المدرسة .

امامي سبورة كبيرة خضراء خلتها عشبا نديا ، الا انها مملوءة بالالوان التي نسجتها المعلمة قصد افهامنا . لما لمحتها منشغلة بالكتابة ، التفت لاختلس بضع كلمات مع صديقتي المفضلة امنة ، الا اني الفيتها نائمة ، خلفي راس منبسط على المائدة ، وامامي اطفال مغفلون يجتهدون لينتقلوا من سنة الى سنة دراسية اخرى، منتظرين الراحة ، لكنهم سيكتشفون بعد فوات الاوان ان تعبهم ذهب هباء اذ لن تنتهي الدراسة والعلم ، حينها لن يكون الوقت مناسبا للندم و تكون الشيخوخة قد غلبتهم … ها هو النعاس قد افتكهم بين مخالبه ، ولكنهم بالكاد يفتحون اعينهم الصغيرة . فوق رؤوسنا ضوء مشتعل يضيء هذا القسم ويزيدنا شعورا بالاسترخاء ، تحتي قراطيس منتشرة مليئة بالرسوم التي انهمكت برسمها اثناء الدرس حتى كل ساعدي ، قبالتي معلمة فظيعة قد سار بها الزمان بسرعة فائقة فهرمت وتركت الشيخوخة اثارها على شعرها الابيض ، ونظاراتها متكئة على انفها الطويل ، واسارير وجهها متجعدة حتى ظهرت عليها كالحفر في التراب … بيني وبين ذلك الباب المبارك بضع خطوات اخطوها فاخرج واتخلص من هذا الجحيم ، ولكن عصا المدرسة تنهرني عن ذلك بضرباتها المؤلمة القاسية ، حذوي محفظة تعج باللعب التي زهقت منها نفسي وملت ، وهي التي لعبت بها طوال ساعتين ، وحولي جدران اربع موحشة مخيفة تردد الصدى في هذا المكان الرهيب …

فجأة تقدمت مني المعلمة وطلبت مني ان ألخص الدرس فانعقد لساني ولم انبس ببنت شفة ، بقيت مذهولة صامتة كالصنم حتى رايت المدرسة تتجه نحوي ماسكة بيدها الخشنة عصاها المؤلمة قابضة عليها بكل قواها فادركت العقاب الشديد ومددت يداي المرتجفتين …

[/ALIGN]

العفو اختي والحمد لله ان الموقع نال اعجابك.

وتقبلي :pcring: