الشهيد وطفل الخامسه

هذه قصة حقيقية حدثت لأسرة فلسطينية .. أخذت القصة .. وصغتها لكم بأسلوبي ..

اتمنى أن ترق لها قلوبكم .. وتدعوكم بقوة للمقاطعة .. والدعــــــــــــــاء ..

.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ .ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ..ـ.ـ.ـ. ـ.ـ.ـ.ـ.ـ..ـ.ـ.ـ.

كانت الدنيا من حولي دمار .. وبكاء وألم .. مات أخي برمية رصاص .. من يهودي مغتصب .. ومات أبي بعد أن علم

.. من الهم والقهر .. مرت عاصفة من الهموم على بيتنا .. مرت قلبت قلوبنا فحم أسود .. وأصابت عيوننا بالرمد

المؤبد ..

هيجت هذه العاصفة ذكرى زوجتي لموت أختها الصغيرة ريما .. وشلل والدتها العجوز .. فأصبحت شبح امرأة قد تيبست

روحها من الهموم والأوجاع .. قلت لها : زوجتي صبراً فإن الله معنا ...

ابتعدت عن زوجتي لأرى براعم الصيف الذابلة وقد توقفوا عن اللعب منذ أن هبت العاصفة .. توقفوا وكأنهم لن يعرفوا

للعب طريقاً لقرون .. ضممت براعمي إللي .. وشرحت لهم أنه لكي تعيش لابد من زرع بذور الأمل .. ولو في تربة ميته

قتلتها سموم المحتلين .. حاولت زرع الإبتسامة في وجوههم .. ولكن مهما ابتسموا فابتسامتهم لن ترى النور إلى العالم

أبداً ..

تركت جميع البراعم .. وأخذت برعمي الصغير عمر الذي لا يتجاوز عمره الخامسة لعلي أصنع بداخله أمل .. حاورته وكان

هذا حواري معه ..

قلت : عمر .. منذ متى وأنتم لا تلعبون .. وفي الساحة تركضون وتضحكون ..

فقال ببراءة : وكيف ياوالدي .. وأمنا بالداخل تبكي ..

قلت : إنها لا تذرف الدموع ...!!!

فقال : هكذا هي تبكي بلا دموع .. فلقد أخذوا دموعها ..

فقلت متعجباً : ومن هم الذين أخذوا دموعها ؟؟؟

فقال : أصحاب البندقية والرشاش ..

فقلت : ومن أخبرك عنهم ؟؟

فقال وهو ينظر لأخيه الأكبر محمد بطرف عينيه وبصوت خافت خائف : محمد ...

فقلت له : نادي لي محمداً ..

فقفز مسرعاً نحوه بكل حيوية وبراءة وقال : محمد أبي يريدك لوحدك ..

نظر إللي محمد بعينيه التي يملآنها البؤس .. وتكاد أن تقتلني .. وتشعرني دوماً بأنه للأمان مفارق .. ولحياة الجحيم

مواكب .. وأنه يلومني بنظراته ألف مرة .. يسألني .. لمَ أنجبتني ؟؟.. هل لكي تعذبني ؟؟.. أم لتصنع مني لوحة مؤلمة

من الجراح ؟؟..

حاولت تناسي نظراته لي ولكن .. لا أستطيع .. اقترب مني .. فأمسكت بكفيه الباردتين ببرودة شتاء قلبه المتألم ..

ابتسمت متردداً وقلت : يكفي يابني .. فمهما كان الأمر مؤلماً فلا يستحق منك كل هذا البؤس ...

لم يجبني .. ولكنه اكتفى بالدمع عن الإجابة .. وتدارك نفسه ومسح دمعه فقلت : أعلم أن موت صديقك خالد كان بالنسبة لك

كارثة .. ولكنه شهيد ...

فقال مقاطعاً بصوت يغرقه البكاء : وأنا كذلك أريد أن أصبح شهيداً .. على أن أعيش في هذا الذل ..

وبدأت عيناه تنزف الدمع بغزاره .. فلم أتدارك نفسي إلا وهو بين أحضاني يبكي بمراره .. فقلت له: الشهيد ياولدي ليس من

يذهب لساحة القتال ليموت ولكنه من يتمنى الموت حقاً على أن يعيش ذليلاً .. من يقاتل بقلبه وعقله وروحه وجسده الأعداء ..

ويفني كل طاقاته لإبادتهم وهو زاهد في الحياة راغب في الموت على الذل .. ولكن الشهيد قبل ذلك كله انسان مسلم .. يحب

أن ينشر السعادة حوله ماستطاع .. فعدم لعبكم وضحككم يزيد المكان بؤساً .. ولن يعيد لنا إلا ذكرى الحرمان من الأمان ..

فلذلك يامن ترغب في أن تكون شهيداً .. جاهد بكل ما تستطيع لكي تفرح قلب أمك ..

ترك أحضاني بهدوء وقال بعينين يشع فيها بصيص أمل : حسناً ياوالدي سأحاول .. ولكن قريباً ياوالدي قريباً جداً .. سأروي

أرضي الطيبة بدماء شهادتي ...

فصرخ بصوت عالي .. ليجمع الصبية من جديد يغقد اجتماع عاجل .. قرر فيه زعيمهم نزع لوحة الحزن والبؤس .. بارتداء قناع

السعادةوالفرح الزائفين .. وعندما قرروا اللعب .. كانت ابتسامة عمر تملآ عيني نوراً .. وهو فرح بأن حياة اللعب قد

عادت .. اتجهت إليهم وقلت : وبمناسبة عودتكم للعب سأحضر لكم حلوى وسكاكر كثيرة ...

فصرخوا فرحين .. وكأنهم انتصروا ولأول مرة في معركة ضد الألم ..

أجبرت زوجتي على الذهاب معي .. لعلها تجد بذلك متنفساً .. اشتريت لكل صبي الحلوى التي يحبها .. فمحمد يحب النوع الملئ

باكاكاو .. وعمر يحب حلوى الفراولة .. وابراهيم وياسر أبناء الجيران يحبون حلوى السمسم .. ويزيد وذو اليزن أبناء خالتهم

يحبون مايحبه محمد ولكن مع الجوز .. وزدت عليها من عندي لإسعاد قلوبهم الصغيرة .. حاولت مراراً مشاركة زوجتي في الرأي لعل

هذا يخفف همها الخانق ..

عدنا مسرعين مستبشرين .. بعد أن توقفنا فترة أهدأها بعيداً عن الأولاد .. عدنا .. ونحن نناشد أن تعود براعم الصيف الذابلة

كما كانت قوية يانعة .. كل هذا يحدث .. وأنا أجاهد آلامي وأضغط على جراحي لأزرع الأمل من جديد .. وعندما اقتربنا .. جائني رجل

مفزوع يقول : أسرع ياأبا محمد فلقد قصفوا منزلك ومنازل من حولك ..

فشهقت زوجتي : أطفالي ...

فأمسكت بكفها أخفي فزعي : أطمأني .. صدقيني أنهم مازالوا أحياء .. اذهبي أنت لمنزل أختك وسأعود برفقتهم ..

كانت عيناها تذرفان الدمع غير واثقة .. فقلت : أعدك .. لن أعود الا برفقتهم ...

كان وعدي لها بمثابة القشة التي تستنجد بها غريقة بحر الخوف .. ركضت بكل ماأملك من قوة لأصل إلى .. إلى .. إلى الخرابة التي

صنعتها أيدي اليهود .. كان كل شئ مدمر .. كل شئ أصبح رماداً .. الباب والجدران والنوافذ وساحة البيت الجميلة .. كل ذلك أصبح

خراباً .. دماراً .. وأبنائي أين سيكونون بعد كل هذا إلا في القبر .. بكيت .. تناثرت الحلوى في كل مكان .. معلنة نهاية الأمل الجديد

.. صرخت ولولت كالثكالى على عمر ابن الخامسة ماذنبه يموت .. وما ذنب ابتسامته الجميلة لكي تموت .. اقتربت من المنازل ورجلاي

لا تقويان على حملي .. فلقد دمروا البداية .. وألغوا فكرة النهاية .. وأعادوني إلى ماقبل الصفر حيث اللاحياة واللاأمل .. أمسكني

المسعفون ظناً منهم أني قد خرجت من أنقاض البيت .. ولكنهم لا يعلمون أني مازلت تحت أنقاض المهانة .. رأيتهم يستبشرون .. فلقد

أخرجوا أطفالاً أحياء .. فعادت إللي البشارة .. ومدت في قلبي المتهالك بعض الحياة .. ركضت بحثت بينهم .. كلهم متواجدون .. كلهم ..

ولكن دون الشهيد وطفل الخامسة .. سألت ابراهيم متمنياً حسن الإجابة : أين عمر .. أين عمر ياابراهيم .. ألم يكن معكم ..؟؟؟

فقال : لا ياعمي .. لقد كان في أحضان محمد يبكي ويصرخ قائلاً .. والدي .. لا نريد الحلوى والسعادة .. لانريد الحلوى والسعادة ..

بكى .. وأبكى قلبي دماً وحسرة .. فلقد بقيا هناك .. عمر في أحضان محمد يستقبلان الشهادة .. لقد فالها لي مرةً .. لقد قالها لي مرةً..

قريباً ياوالدي .. قريباً جداً .. سأروي أرضي الطيبة بدماء شهادتي .. لقد وعدني وماأصدق وعده .. وما أطهر شهادته .. أخلدوا براعمي

في قبوركم آمنين .. فكم أتوق للقياكم في جنان النعيم .. وفي ظل الشهادة ...

بسمة حزن

قريباً ياوالدي .. قريباً جداً .. سأروي أرضي الطيبة بدماء شهادتي .. لقد وعدني وماأصدق وعده .. وما أطهر شهادته .. أخلدوا براعمي

في قبوركم آمنين .. فكم أتوق للقياكم في جنان النعيم .. وفي ظل الشهادة ...


قصه محزنه ومولمه

ومثل هذه القصه كثير من اهالي فلسطيني والاسر الفلسطينيه يعيشونها

الله يصبرهم وينصرهم

الاخت بسمة حزن
ان قصتك هذه هى فيض من فيض
مهما ضحكنا على انفسنا باصطناع الفرحة
فأنها سرعان ما تزول بوجود المستعمر
اذا زوال المستعمر هى الفرحة
وزوال المستعمر يكمن فى تقديم الارواح من الشهداء
وما بانهم شهداء اذا هم احياء عند ربهم يرزقون
اما العيش فوق الارض بكرامة والا باطنها احب ألى
ومن مات شهيد فلندعو الله ان يتقبله بواسع رحمته اللهم امين
واما البكاء والعويل فليس له مكان حين الجهاد
وسلمت على هذا الطرح الجيد
وتقبلى تحياتى
حبىالكويت

اختي العزيزة حياااااة:

مشكورة جزيل الشكر على ردك الرائع وان شاء الله ربنا يوقف مع هؤلاء الاخوة المسلمين الذي يضحون بأنفسهم في

سبيل الله واتمنى لك التوفيق

اختك بسمة حزن

اخي العزيز حبي الكويت :

شكرا الك كتير على ردك واني اشجع فيك هذه الروح الجميله والطيبه والاكثر من رائعه

وكلامك صحيح وعين الصواب بأن الفرحة الحقيقيه هي عند زوال الاحتلال الظالم

اشكرك مجددا عزيزي

بسمة حزن

الله يرحم جميع الشهداء

كل يوم يولد شهيد في أرض الرباط
كل يوم نودع ونستقبل الف شهيد

هذه هي حيــــاة الاستعمار لاتوجد فرحه ....

شكرا لك ولأسلوبك بسمة حزن قصه محزنه جدااا .

هلا وغلا عزيزتي بسمة حزن


يعطيك العافيه

قصة محزنه جداً ولها اسماء المعاني

دمتي مبدعه

ننتظر جديدك

عزيزي الغالي زارع الحب:

شكرا كتير لمرورك ولردك الحلووو والمشجع واشكرك اخي العزيز من اعماق قلبي مرة اخرى

اتمنى لك التوفيق دوما ً

بسمة حزن