الإشباع الجنسي للزوجة

شارك على

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on telegram

إقرأ أيضا

محتويات

يعد الإشباع الجنسي للزوجة أمر ضروري جدا لإستمرار الحياة بين الزوجين بحب وسلام

هناك رجل يشكو أن زوجته تختلق الأعذار لتهرب منه على الرغم من أنهما لم يجتمعا منذ فترة. ولكن كلما إقترب منها تحجّجت بحجج واهية، وادَّعت مثلاً أن الأولاد لم يناموا بعد، أو أن أحدًا يطرق الباب أو أنها مريضة أو . . . إلخ.

الإشباع الجنسي للزوجة

لقد شعر أن هناك شيئًا غير طبيعي، ولذلك حضر لاستشارتي في هذا الموضوع

وبعد أخذ وردّ تبين لي أن هذه الزوجة مظلومة منذ أكثر من 20 سنة، ولكن كعادة بناتنا الصابرات لم تنبس ببنت شفة

وأكثر ردّ فعلها أنها عافت العلاقة الجنسية الفاترة التي لم تشعر فيها بمتعة ولو لمرة واحدة خلال السنوات العشرين.

وفي هذا المقام يهمني كأخصائي في طب الذكورة والعلاقات الجنسية، أن أؤكد على دور التكافؤ الجنسي بين الزوج والزوجة وعلى إشباع الرغبات وتقوية الروابط بين الزوجين

ومن ثمّ الوصول إلى الهدف الأسمى وهو الأسرة النموذجية

قد يبدو للبعض أن هذه مسألة جانبية في الحياة الأسرية، ولكن على العكس من ذلك فهي مسألة كبيرة إذا لم يتم استدراكها وعلاجها.

لقد تبيّن لي أن هذا الرجل كغيره من الرجال يظن أن عملية الإيلاج والقذف تكفي المرأة للمتعة،

ولم لا وقد أحسّ هو نفسه بهذه المتعة، ولذلك يضع رأسه وينام هادئًا هانئًا أدّى ما عليه من واجب.

المشكلة هنا أن هذا الرجل لا يعلم أن هناك مشكلة، ولا يدري أن زوجته لم تحسّ بشيء، وأنها لم تنل منه إلاّ التعب والعرق والقيام للاستحمام وسط الليالي الباردة.

الإشباع الجنسي عند الرجل والمرأة

آلية الجماع بين الرجل والمرأة مختلفة بعض الشئ ، لأن الإحساس الجنسي عند الرجل يختلف بعض الشيء عنه عند المرأة.

فالرجل سريع بطبعه، أي يستطيع أن ينجز العملية الجنسية خلال دقائق بل قد يكون خلال دقيقة

أما الإشباع الجنسي للزوجة مختلف وتحتاج إلى وقت كافٍ حتى تصل إلى الإحساس الجنسي المشابه لمتعة الرجل لحظة القذف

لذا لابد لإستمتاع الزوجين من تحقيق التوافق بينهما.

فمتعة المرأة تأتي متأخرة وتشعر بها بمعزل عن شعور الرجل بمتعته،

ولهذا لابد من توضيح ذلك للرجل حتى لا يتعجل وحتى يتأنى، وحتى يبحث عن علاج إذا ما شعر بأنه ينهي العملية الجنسية بسرعة وأن زوجته لم تبادله المتعة.

إذن المطلوب هو أن يدرّب الرجل نفسه على أن يطيل فترة الجماع إلى الوقت الذي يكفي زوجته

وقد يسأل سائل ما المدة المطلوبة لذلك؟ أقول:

إن كل زوجة تختلف عن الأخرى، ولابد من أن يكتشف الرجل زوجته ويتعرف على المدة المطلوبة،

ويتعرف على العلامات المصاحبة لهذه المتعة مما يجعله يضبط إيقاعه بطريقة مناسبة لزوجته.

قد يسأل البعض ما العلاج في مثل هذه الحالات؟

أقول: إن العلاج ينبني أساسًا على معرفة الرجل بمراحل الإشباع الجنسي للزوجة ، وأن المطلوب منه هو التأني وعدم السرعة، فإنه بالتدريب على التأخير يصل لما يريد، وخاصة إذا استطاع التمهل في المراحل الأولى من الجماع ، ولذلك أودّ الحديث عن هذه المراحل.

فسيولوجية العلاقة الجنسية:

العملية الجنسية تمر بأربعة مراحل هي:
1. مرحلة الإثارة.
2. مرحلة الانتصاب الكامل.
3. القذف وما يصاحبه من قمة المتعة.
4. مرحلة الاسترخاء.

الفرق بين الرجل والمرأة:

1. إن المراحل الأربعة المذكورة هي مراحل يمر بها الرجل أمّا المرأة، فلا توجد عندها المرحلة الرابعة (أي مرحلة الركود وعدم الاستجابة)، لذلك فإن المرأة عندها القدرة على أن تتكرر معها المرحلة الثالثة عدّة مرّات إذا استمرت الإثارة، أما الرجل فيتوقف تماما بعد العسيلة الأولى (القذف).

2. الإشباع الجنسي للزوجة مختلف ، فالمرحلة الأولى والثانية عند المرأة تأخذ وقتًا طويلاً كي تصل إلى المرحلة الثالثة، أما الرجل فباستطاعته أن يصل إلى مرحلة القذف بسرعة أو ببطء وهذا يرجع إلى ما تعوّد عليه، ولكن نستطيع القول إن الرجل بطبعه يصل إلى المرحلة الثالثة بسرعة، وقد يصل بسرعة فائقة عند الاستثارة الشديدة.

ما الحـلّ إذن؟

مما سبق يتبين لنا أن عدم التطابق الزمني في مراحل الجماع هو الذي يسبب انتهاء الرجل من العملية الجنسية ودخوله إلى مرحلة الركود ، بينما تكون زوجته لازالت في منتصف الطريق ، لذلك لابد للرجل من تأخير مراحله الأولى وذلك من خلال الإرادة والتدريب ومحاولة عدم رفع مستوى الإثارة عنده بسرعة ، وخاصة بتأخير الإيلاج وتخفيف درجة التنبه الذهني للمتعة ، وذلك لعدم ترك الزمام للإثارة لتصل لقمتها بسرعة ولكن فقط عندما يشعر الرجل أن شريكته تشاركه المرحلة وهو شيء من الممكن أن يدركه الرجل بالمعاشرة والوقت ، وهذا من أسباب فشل عملية الجماع

إن الاعتقاد السائد لدى البعض هو أن سرعة القذف فحولة، في حين أنها تصنف في كتب الطب عرض مرضي pre-mature ejaculation.
وهناك بعض العقاقير التي قد تفيد في تأخير الرجل، ولكن لا نستخدم مثل هذه العقاقير إلاّ في أحوال خاصة نكون فيها قد يئسنا من تدريب الرجل على الممارسة الطبيعية.

الهدي النبوي وفقه الأئمة:

أرشدنا رسول الله إلى أن نقدم لأنفسنا بالقبلة والكلام ، وفي هذا إطالة لأمد المراحل الأولى من الجماع بما يحقق متعة للمرأة ، ونهى عن أن يجامع الرجل زوجته دون تلطف وتودد ضمانأً لذلك ، وحث بالتصريح و التلميح على أن يذوق كل طرف عسيلة الآخر أي يتحقق له في العلاقة الإشباع الكامل، ومما قاله الإمام أبي حامد الغزالي في “احياء علوم الدين” في هذا الشأن” إذا قضى الرجل وطره فليتمهل على أهله حتى تقضي هي أيضاً مهمتها، فإن إنزالها ربما يتأخر فتهيج شهوتها ، ثم القعود عنها إيذاء لها.
والاختلاف في طبع الإنزال يوجب التنافر كلما كان الزوج سابقاً إلى الإنزال، والتوافق في وقت الإنزال ألذ عندها ، ليشتغل الرجل بنفسه عنها ، فإنها ربما تستحي”.
إن العلاقة الزوجية أحد وظائفها الإحصان ، والمتعة سبيله ، وللمسلم في ذلك أجر، وهو مسئول عما استرعاه الله.. فاتقوا الله

ا.د.عمر فراونة
طبيب نفسي/غزة

 

اترك تعليقاً