رواية الرجال والرفض

قرات هذا الموضوع عن الرواية ورغبت أن تشاركوني


المؤلف: ايليو فيتوريني
ترجمة : د. عيسى الناغوري
الناشر : دار ابن رشد للنشر والتوزيع – عمان الطبعة الأولى 1983

تعد رواية الرجال والرفض رواية المقاومة الإيطالية أبان الحرب العالمية الثانية المقاومة للطغيان النازي – الفاشستس

ربطت المترجم علاقة صداقة مع المؤلف ، إذ كان المترجم في بعثه من قبل اليونسكو حيث تعرف صدفة على الكاتب الإيطالي ايليو الذي أهداه بدوره هذه الرواية عام 1960 والتي تم نشرها مترجمه عام 1983.

وتتسم الرواية بالحوار البسيط جدا لأنها تعبر عن مقاومين كان معظمهم من الفلاحين ، والتي تتسم معاملاتهم اليومية بالبساطة في الحياة والحوار. لقد التحق هؤلاء الفلاحين بالمقاومة عن اقتناع وحب للوطن وبعيدا عن أغراض الحصول على الراتب والسلطة والمنصب .

تجدر الإشارة إلى انه كان للمرأة الإيطالية دور مهم بجانب دور الرجل الذي يمارس المقاومة من اجل إسعاد الآخرين . ويلقي الكاتب الضوء على أهمية المرأة بجانب ممارستها العمل المقاوم للاحتلال فانه يركز في روايته على دور المرأة ألا وهو إسعاد الرجل أيضا . أليس من حق من يبذل حياته لإسعاد الآخرين أن تقوم المرأة بإسعاده . بل أن الكاتب يذهب إلى التعبير على أن من كمال الرجولة وكمال الأنوثة هو في ممارسة الجنس حتى لو لم يكن الدافع هو الحب أو الزواج . مع عدم اتفاقنا مع هذه الفكرة إلا أن الكاتب قد يكون معذور كونه يتقبل مثل هذه العلاقة في المجتمع الإيطالي . لان الموقع الجغرافي للرواية هي إيطاليا ولا تتطرق لأي بعد اجتماعي عربي أو إسلامي .

اقتبس مقطع من حوار ينم عن التحدي والإصرار على المقاومة حيث دار بين الشيخ وبرتا بعد أن قام الألمان بقتل مجموعة من المدنيين الإيطاليين كرد على قتل المقاومة الإيطالية لبعض الألمان . إن هذا الحوار يعكس معاناة الإنسان الإيطالي والتي ورثها منه حصريا الإنسان الفلسطيني .

فقال الشيخ : لا ينبغي أن تبكي من أجلهم .
فقالت برتا : كلا؟
- لا ينبغي أن تبكي لأي شيء من الأشياء التي تجري اليوم.
- لا ينبغي أن ابكي؟
- كلا يا ابنتي. لا تبكي من الدماء التي سفحت اليوم .
- ولا من الإهانة؟ ولا من الألم؟
- البكاء معناه القبول . يجب أن لا نقبل .
- الرجال قتلوا ويجب أن لا نبكي؟
- إذا بكيناهم فقدناهم . ويجب أن لا نفقدهم .
- ولا ينبغي أن نبكي؟
- من المؤكد انه لا ينبغي! وماذا نعمل إذا بكينا ؟ إننا نجعل كل شيء يضيع سدى. أكان ذلك هو البكاء؟ أن نجعل كل ما كان يضيع سدى؟ وماذا أيضا؟ أن نغسل الدم المسفوح.
- كلا لست ابكي عليهم .
كانت قد رفعت رأسها ، وجفت الدموع على وجهها وعادت ترى عيني الشيخ الزرقاوين . ونظرت إليه وقالت : لكن ماذا ينبغي أن نعمل ؟
فأجاب الشيخ: أوه ! علينا أن نتعلم .
- نتعلم من الموتى؟
- مفهوم ، ومم يمكن أن نتعلم أن لم نتعلم منهم ؟ هم وحدهم الذين يعلمون .
فقالت برتا : نتعلم ماذا؟ وما الذي يعلمونه؟
فقال الشيخ : ما ماتوا من ا جله .

يدرك القارئ أن ما ماتوا من اجله هو التحرير

حتى أن الكاتب يجري حوار مع الأموات وبرتا لتصل معهم على ا نهم ماتوا من أجلها واجل كل إنسان في العالم . فقد ماتوا لبناء حياة اكثر جدية .



انه الإنسان الفلسطيني الآن وغدا الإنسان العراقي الذي ينزع القيود ليتسلح بها لأنه يسقط ويهان لكنه ينهض ليأخذ حظه من المقاومة لا ليثأر بل ليتحرر .



بقلم/ يوسف فضل

.. تحية /





أخي الكريم ،

رائعة هذه القراءة ،
واعتقد اننا بحاجة لقراءات كهذه بالفعل،
اخيار ينم عن ذوق وعن انتهاج مذهب علمي مميز في اختيار معين ، يساند مشروع ثقافي أعتقد انه مكتمل ، او ضوءه ساطع (نوعا ما)

اشكرك ، لهذه الجهد



ابويافا

فقالت برتا : نتعلم ماذا؟ وما الذي يعلمونه؟
فقال الشيخ : ما ماتوا من ا جله .

يدرك القارئ أن ما ماتوا من اجله هو التحرير

حتى أن الكاتب يجري حوار مع الأموات وبرتا لتصل معهم على ا نهم ماتوا من أجلها واجل كل إنسان في العالم . فقد ماتوا لبناء حياة اكثر جدية .



انه الإنسان الفلسطيني الآن وغدا الإنسان العراقي الذي ينزع القيود ليتسلح بها لأنه يسقط ويهان لكنه ينهض ليأخذ حظه من المقاومة لا ليثأر بل ليتحرر .


اعجبني كثير هذا المقطع


لكنه ينهض ليأخذ حظه من المقاومة لا ليثأر بل ليتحرر .

شكرا لك اخي احزان الليل

لك

اخي احزان ليل


رائعة جدا هذه القراءة .......... تنم عن مدى روعة فكرك


فالف شكر لك ........ ولإختيارك

وتقديري

الرائع والمبدع أبوياف


حضورك وتوقيعك هنا شرف كبير للغاية

أتمنى ألا تحرمني مرورك


دمت بخير

لك كل الود