الشيخ أحمـــــــــــــــد المبــــــــــــــــــــــارك:

الأحساء - محمد النجادي تصوير - محمد عبداللطيف

الشيخ أحمد بن علي المبارك والشاعر والإداري والسفير أحد رموز الأدب في محافظة الأحساء خاصة وفي المملكة على وجه العموم - التقت به (الرياض) وهو في أوج فرحه بهذا التكريم إذ فتح لنا قلبه قبل بيته..
الشيخ أحمد، نرجو في البداية اعطاء القارئ نبذة عن حياتكم ونشأتكم العلمية؟
- ولدت في الأحساء في حي الرفعة عام 1337ه، تلقيت تعليمي الاول في الكتاتيب (القرآن الكريم) نظراً وحفظت بعض الاجزاء، كما قرأت عن المشائخ علماء بينهم والدي - رحمه الله - ثم أخي الأكبر الشيخ إبراهيم بن علي وخالي عبدالعزيز بن حمد المبارك والشيخ مبارك بن عبداللطيف المبارك، ثم شيخي الجليل الشيخ عبدالعزيز بن صالح العلجي والشيخ أحمد بن سعد المهيني هؤلاء لازمتهم ملازمة، وطرأت على الدراسة في الخارج لأجل أجمع بين علوم الدين وعلوم اللغة والعلوم العصرية، ولما فهمت بأن أهلي لا يرحبون بالعلوم العصرية خوفاً عليّ من ان أذهب إلى خارج المملكة فأجالس أناساً لا اخلاق لهم فتفسد الاخلاق فيمنعوني من ذلك ولم تكن المدارس قد فتحت عندنا لذلك اضطررت ان أسافر بدون علم أهلي وبدون اذنهم، وتمكنت من الوصول إلى بغداد إلاان الأمور لم تتيسر فرجعت ادراجي لهم مرة ثاني واطمأنوا عليّ إذ لم يتغير فيّ شيء فلابد أني اذا ذهبت بإذنهم أكون أكثر محافظة على ما يرضيهم فكان هذا سبب سماحهم ومع ذلك عينوا لي لجنة لمناقشتي وصرفي عن السفر إلى مصر للدراسة ولكني في الآخر حصلت على الاذن وكتبوا معي كتاباً إلى الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وتوجهت إلى مصر والتحقت بال
ازهر وواصلت دراستي حتى رجعت إلى بلادي.
ما هي المناصب التي تقلدتها بعد حصولك الشهادة وعودتك من الدراسة؟..
- تقلدت عدة وظائف اولا مفتش عام على المدارس الابتدائية والثانوية ثم مديراً للتعليم في منطقة جدة.. بعد ذلك انتقلت إلى وزارة الخارجية وبقيت فيها إلى ان احلت على التقاعد، ولدي من الأبناء خمس ذكور وبنت واحدة.
هل من ابنائك يميل إلى الثقافة والأدب مثل أبيهم؟
- اتجه الأبناء ومنهم الكبيران مازن وعدنان إلى الهندسة وقد اتموا دراستهم في أمريكا اما الابن فهد فهو الأصغر والأقرب من ثقافتنا ولم يسافر للدراسة للخارج.
ما هو انطباعك يا شيخ أحمد عن تكريمك في هذا المحفل الثقافي؟
- هذه مكرمة من مكارم حكومة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وعطف جليل اقدره وكان له أثر في نفسي كبير وهذا يدل على ان حكومتنا جزاها الله خيراً تعتني بشعبها وانها تكرمه وتقدره والدليل على ذلك هذه السُنة التي درجوا عليها في الجنادرية، إذ سنوياً يكرمون أديباً من الأدباء وهذه في الحقيقة لفتة كريمة لأجل ان يعرف الجمهور قيمة الأدب واهميته ولاجل ذلك نجد ان تكريمهم ذو شقين اولا شخصي أديب يكون من شخصية السنة وأيضاً جملة من رجال الاعمال المعروفين هذا معناه حرص المسؤولين على شمولية التكريم بالنسبة لشعبهم فهم يحبون ان يكون كل يرتقي في مجاله الذي تخصص فيه وهذه لفتة، كما ذكرت كبيرة جداً تجعل للثقافة نهوضاً وارتفاعاً.
ما هو المبرر لغيابكم عن الساحة الشعرية؟
- تقدمي في السن هو سبب غيابي فنحن نترك الفرصة للشباب الواعدين فهم الخير والبركة.
كيف تنظرون إلى مبدأ تكريم الرموز الأدبية الذي دأب عليه مهرجان الجنادرية؟
- كما اسلفت بأنها مكرمة من مكارم حكومتنا الرشيدة ولفتة كريمة من حكومتنا لهذه الرموز ودافع للعطاء للنهوض والارتفاع للثقافة والادب وهذا يدل دلالة واضحة على ان حكومتنا جزاها الله خير الجزاء تعنى بهذه الرموز فهي تكرمه وتقدره وتنتظر منه المزيد.
بوصفكم واحداً من رواد الثقافة بالمملكة وخصوصاً في محافظة الأحساء كيف تنظرون إلى الجيل الثقافي في المنطقة؟ هل هو في مستوى التفاعل الثقافي الإيجابي ام العكس؟
- ما من شك ان الثقافة في طريقها إلى التطور ننتظر منها ما هو أكثر لانه ولله الحمد الوسائل تيسرت ولكن أيضاً الملهيات عن الاقبال على الكتاب كثرت وهذا الذي ينبغي تنبيه الشباب اليه في ان الملهيات هذه من تلفزيون وما يحويه من فضائيات والرياضة والمبالغة فيها وحرق الوقت في متابعتها تشغل الشباب عن الاقبال على القراءة والثقافة لا تأتي من فراغ بل تأتي من قراءة واقبال ومجالسة العلماء والتفهم لمعاني الكلام وهذه تحتاج أيضاً إلى توفير بعض الوقت بينما نجد كثيراًمن شبابنا يصرفون وقتهم في أشياء لا تفيد على الرغم أننا مسرورون من المرحلة التي وصل اليها بعض الشباب ولكن نطمح إلى المزيد.
بعد مرور 13عاماً على الاحدية، هل ترون انها حققت أهدافها؟
- نؤمل من الله انها حققت أهدافها والدليل على ذلك الكثير من الذين حافظوا على حضورها أصبح عندهم صلاحية ان يتكلموا ويداخلوا في الأدب وان يقبلوا على الأدب والعلم بشوق لأنها أصبحت شاحذاً قوياً على الاقبال على العلم وان كان الذي تجالسه يدلك على العلم يرفع مستواك العلمي وان كان الذي تجالسه يدلك على الفساد تكون مثله وان كان الذي تجالسه رجلا كسولا ايضاً تكون مثله والاحدية توحي لمن يحضرها بالاقبال على العلم والالتفاف حول أهل العلم وبالتالي كان اثرها جيدا، ولم تقتصر الاحدية على الأدب فحسب بل تعدتها إلى محاضرات عن الدين وأحياناً محاضرات عن التاريخ وأحياناً محاضرات عن الطب وعن الزراعة وعن كيفية ادارة الاعمال لان الإنسان من أجل ان يكون مثقفا لابد ان يكون ملما بكثير من نواحي الحياة.
هناك ممن يحضرون الاحدية فتحوا صوالين مماثلة لاحديتكم على مدار الاسبوع هل هذا يؤثر على مجيئهم في الاحدية؟..
- هؤلاء اقتدوا بالاحدية وجزاهم الله خير الجزاء ويشكرون على ذلك وهؤلاء كانوا في الاساس يحضرون لدى الاحدية المباركة ثم رأوا ان يفتحوا صوالين وقبل ذلك صدورهم في ايام اخرى غير يوم الاحد التي تنفرد فيه الاحدية لاجل ان يستقبلوا آخرين جزاهم الله خيرا.
ظاهرة المجالس الأدبية في المنطقة وأنتم احد روادها هل حققت أهدافها بالارتقاء بالمنطقة ثقافياً؟
- نرجو من الله انها حققت أهدافها ولكن الزمن الذي مر على هذه الصوالين أو المجالس الأدبية لا يكفي بأن يعطى عليهم حكم حيث ان من هذه الصوالين من له ثلاث سنوات ومن له سنتان ولكن الثقافة في خير طالما ان هذه الصوالين تعمل على بقائها واستمراريتها وكذا طالما ان هناك إقبالا على الكتاب وعلى مجالسة العلماء وحضورهم ومناقشتهم والمداخلة فيما يفيد في نظري ستبقى الثقافة بهذا ترتقي ولكن نطمح إلى المزيد.
تاريخ المنطقة أشبه ما يكون مجهولا عند الجيل الحالي ترى ما هي الاسباب وماذا تقترحون لمعالجة هذا الأمر؟..
- الواقع ان العلم بجميع نواحيه وجميع ادواره ينبغي الاستيقاظ له والاتجاه له للحصول عليه وبالتالي كل ما يخص بلدك وتتوقع بأن أحداً يتوجه اليك بالسؤال عنه قبل غيره لابد ان تعطيه الاولوية فمثلا بلادك لو سافرت أو اجتمعت في رحلة مع آخرين وسئلت عن بلادك إذا كنت انت لم تطلع على تاريخها هذا نقص كبير أكثر من نقصك لو لم تطلع على تاريخ بلدان اخرى والافضل هو ان تطلع على جميع التاريخ لكن إذا كنت ولابد فأقل تقدير ان تعرف بلادك وتاريخها هذا متعين وهذا محتاج إلى بعث الهمم.
ما هي آخر مؤلفاتك؟
- سوف يصدر عن قريب كتاب وهو رحلة الأمل والألم وكتاب آخر عن سوانح الفكر جميعها سوف تصدر قريباً، وهناك مقالات كثيرة كتبتها في جريدة الجزيرة واليوم وفي المجلة العربية وحدها أربعون مقالا.
وفي ختام الحوار قدم الشيخ المبارك امتنانه بهذا التكريم بقوله أشكر لولاة الأمر في حكومة خادم الحرمين الشريفين هذا التكريم الذي اعتبره مكرمة لي شخصياً من مكارم الدولة ايدها الله وآمل من الجيل المثقف ان تكون لهم كلمتهم في الثقافة وان يستمروا ويثابروا حتى يحظوا بمثل هذا التكريم، وأشكر جريدة (الرياض) التي أتاحت لي الفرصة للتحدث عبر منبرها.


منقول من جريدة الرياض

اهالي الاحساء غمرتهم السعادة بتكريم اديب من ادبلئها المثقفين ونحن بدورنا نبارك لهم هذاالتكريم

ونبارك ايضا لابناء المملكة العربية السعوديه

عاشقةالوطن ام متعب

الـسـلام عليـكم..

شكــرا أم متعـــب..على نقلــك المفيــد..












تحيــاتـــي..