نقطة أم ثلاث نقاط

يقف يدور جسده في دوامة من أمواج تولدت من تزاحم الناس الرجال كلم ذوي لحى بيضاء لا تخلو من سواد يكسبها بروداً جميل يخمر دفء المكان الذي تولد بفعل أنفاس الرجال الذين يتزاحمون على بوابة زرقاء يمر أبو سالم يحاول التقدم في هذا السيل المندفع و النعاس يأكل عينيه منذ سنتين لم تطأ قدماه أرض هذا المكان فقد كان محضور عليه أن يزاول مهنته أو أن يعبر من مخيمه لبني أرضه و لعيش بها غيره دائماً نبني وهم يسكنون ،و نزرع وهم يأكلون دائماً نحن يكون نصيبنا الوجع و نصيبهم الحصاد.
أحد الجنود يقف ببزته الزيتية يحدث زميله يضحكان يجربان بنادقهم بالتصويب على الرؤوس ،و يرقصون على نغمات الوجع ،و النعاس الصادرة من أعماق العمال ،عرقهم كان يشكل أضواء بألوان الطيف تشبه الأضواء المزعجة في صالت الرقص الغربية المكتظة بذوي الجلابيب البيضاء .
- كلو يكشف عن بطنو ويمشي؟
أبتلع أبو سالم الإهانة مثل ما يبتلع ريقه تماماً لم يكن ثمة مفر امان أن يفعل إما أمن يموت و إما أن يرجع . لقد كان مصمم هذا اليوم اما أن يعود بحذاء لأبنه الصغير ،و طعام ليوم غد او لا يعود تكفي سنتين من التقشف و الموت تكفي، تقدم وهو يرفع ملابسه و يكشف عن بطنه و الصمت يتساقط شيئاً فشئ من لسانه لينطق .
- نعم …ماذا اللعنة. لماذا نكشف عن بطوننا ؟
لم تكن لديه مشكلة في الكشف عن بطنه ولكن المشكلة في أن هذا الخنزير(كما يقولوا في المخيم) يقف ويلقي الأوامر لا تزال ال(عربدة) تحيى فينا دائماً نهزم ودائماً لا نهزم، فلسفة .
بدأ أبو سالم يعد وهو يتابع سيره في دهاليز مملوءة بالزنانات ، بدأ يعد .
- الزنانة الأولى و لا متاعب سوى التعب و الزحام ولخمة الأوراق، الممغنط،و التسريح،و الهوية،و و الحاسب ،و الصور ،و البحث عن أسمك جيداً كل هذا لأنني اردي أن أعمل داخل بلديتي . كأنما أحد الجنود تدخل في خياله عندما و صل الى كلمة (بلديتي)
ووخزه ليتحرك بسرعة أكبر ،و خزه بطرف البندقية الأمامي .
و عاد أبو سالم للعد .
- الزنانة الثانية و لا متاعب سوى أنه من الممكن أن لا نعمل هذا اليوم بسبب التأخر هذا و الإجراءات الصعبة ربما يضيع هذا العناء هكذا بل و أيضاً أكون خسرت المواصلات المكلفة جهداً ،و المكلفة مادياً . الزنانة الثالثة ،و الرابعة ،و لا مشاكل سوى هذه الوجوه الغريبة التي ربما تنقض عليك في أي لحظة ،و الخوف الذي يتسرب إلى عروقنا ،و قلوبنا ، الزنانة الخامسة و لا مشاكل سوى أنني لن أستطيع العد أكثر .
مضى أبو سالم دون أن يعد مضى حتى الزنانة الألف بعد الألف توقف ينتظر الحافلة لتنقله إلى مكان العمل جلس على أحد الكراسي البلاستيكية . نظر إلى السماء ،و الصمت يغمر عينيه عاد أدراجه إلى طفولته أخذ يغني "بلاد العرب أوطاني…من نجدٍ إلى يمنٍ…..إلخ"
بدت الكلمات تتكور وتتجسد حتى بدت كعالم من الضباب يمله بعيداً ترك متاعه وسافر في يوتوبيا بدا أمامه رجل ممزق الثياب انحناءاته توحي بشكل كلمة لاجئ تحدث الرجل إلى أبو سالم.
- أطلب أيها الرجل الطيب
- أريد أن أنتقل من هذا العالم
- حسناً و لكن الى أين؟ أتذهب الى عالمي؟
- ليس مهم الى اين المهم أن أخرج من هذا العالم.
- يجب أن تحدد أنت.
- لكني لا أعرف سوى هذا العالم.
- ما دمت تكره ما تعرف كيف ستحب مالاتعرف.
عاد أبو سالم إلى وعيه على صوت الحافلة وقف صعد الحافلة وتركها تمضي بجسده المتعب فرش أحلامها و أخذ يغربلها جيداُ
مثل ما كان يفعل دائماً.

الاخ عبدالفتاح


قصة رائعة وتصوير جميل للغاية في المعاني


لا أدري بماذا أوصف كلماتك لكنك حقا مبدع


تمنياتي لك بالمزيد من الابداع والتالق


اخوك الصمت

الاخ الفاضل عبد الفتاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

جميل ما تطرحــه لنا من موضوعــات

والأجمـــل قصتك هذه .

فكما سبق واسلفت

فأنت كاتب مُبــدع وبداخلك الكثير والكثير

ننتظر دائماً إبداعاتك .

ولكن إسمح لي بنقلها

الى مكانها

في قصص واقعيه وتجارب

لامتاع باقى الاعضاء بها

وتقبل خالص

اخوك

حازم

[c]




أخي عبدالفتاح..مرااحب

((
دائماً نبني وهم يسكنون ،و نزرع وهم يأكلون دائماً نحن يكون نصيبنا الوجع و نصيبهم الحصاد))
بداية بسؤال..يجول في ذهن كل عربي..
يشاطره أحلامه,,وييقظه من آماله..الحسان..على واقع صلد..وأكثر صلابه من حديد..
.
.

تتلاحق الزنزانات ...تكثر..حتى يصعب العد..أليس كذلك..ألسنا كذلك!!!!
فلسفة الحديث ليست إلا فلسفه حياتنا الفارغـــ (الممتلئة) ـــه...

**بلاد العرب أوطاني…من نجدٍ إلى يمنٍ…..إلخ"
كم نحن رائعون في غنائاتنا..وصدح أفواهنا عذب الأصوات..ولكن أين بلاد العرب..وأين تلك الأوطان الأن يا ترى!!!!

لك أخي..



[/c]

.




عبدالفتاح

رائع كل الروعة تلك المعاني التي تجتاح هذه القصة

هنيئا لك بهذا التصوير الراقي

لن أزيد ........... ففي القلب غصة






مع محبتيlonely

الاخ عبدالفتاح


قصة رائعة وتصوير جميل للغاية في المعاني


لا أدري بماذا أوصف كلماتك لكنك حقا مبدع


تمنياتي لك بالمزيد من الابداع والتالق