ضغوط العمل".. تصنع النجاح!!

ضغوط العمل".. تصنع النجاح!!

غادة الديب:


البعض منا يتعامل مع ضغوط العمل بشكل سلبي.. فيظل يندب حظه علي ما يلقي عليه من تبعات ومهمات.. وينظر لنفسه علي أنه وقع فريسة لمصاعب العمل التي لا تنتهي فيصبح معها عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض الصحية والنفسية.. في حين أن ضغوط العمل قد تكون دافعاً إلي تحقيق مزيد من النجاحات والتفوق في الحياة العملية والشخصية إذا ما تعاملنا معها بمنظور إيجابي يدفعنا إلي الإنجاز الذي نرضي به عن أنفسنا.
يقول الدكتور بيتر هانسون خبير معالجة الضغوط في كتابه الضغط العملي طريقك إلي النجاح: إن الضغوط هي مفتاح النجاح والتفوق.. فالمهمات التي لا يحدد إطار زمني لتنفيذها قد لا تنجز أبداً وإن أنجزت فالنتائج عادة بمستوي أقل مما لو كانت هذه المهام بمواعيد تنفيذ محددة.. لذلك تعد الضغوط في هذه الحالة حافزاً للإنجاز.
فالطلاب يقيسون مستوي مذاكرتهم لدروسهم بمستوي الضغوط التي يحسونها من جراء هاجس امتحان قادم.. ويسجل الرياضيون أرقاماً عالمية تبعاً لضغوط التنافس الحاد بينهم.. ورجال الأعمال يمكنهم كذلك تحقيق أضخم أرباحهم وإنتاجيتهم تبعاً للضغوط الناجمة عن إداركهم بأن هناك علي الدوام احتمالاً لسقوطهم.. وحينما يتعرض كبار السن للضغوط فإنهم كثيراً ما ينهضون ويرتفعون إلي مستوي هذا التحدي بإبداء نشاط قوي.. وحين يرفضون الاعتراف بالضغوط معبرين عن سوء أحوالهم الصحية بالسخط أو باللجوء إلي التقاعد.. فهذا يعني بالطبع موتاً وشيكاً أو شيخوخة مبكرة.

لا تلوم الآخرين

والذين يتعاملون مع الضغوط بجانب سلبي نراهم قد حنوا رؤوسهم وأصبحت تحجب عيونهم غشاوة وألسنتهم تلعن جميع الأعداء.. ونري المدخنين الذين يتسببون في إصابة أنفسهم بسرطان الرئة يلومون رؤساءهم في العمل وربما يلومون وظائفهم باعتبار إنها دافعهم إلي التدخين.. ونري مدمني الكحول الذين يصيبون أنفسهم بسرطان البنكرياس والكبد والمعدة أو القرحة نادراً ما يلومون أنفسهم علي ما فعلوه بصحتهم.. وهؤلاء جميعاً يتحججون بأعذار خارجة كالضغط في العمل أو فقدان الوظيفة كدافع لتعاطيهم الكحول والمخدرات والتدخين.
وهناك فئة من الموظفين تشعر بضغوط العمل بسبب ما تعانيه من روتين وكآبة.. وهو الحال بالنسبة للعديد من المهن كطب الاسنان والمحاسبة ومهنة القانون.. فمهنة الطب مثلاً لا تمنح إلا فرصاً قليلة للانتقال إلي مجالات عمل أخري أو حتي الترقي في نفس الحقل مثلما نشاهد في تخصصات أخري عديدة لذلك نجد من يمارسون مثل هذه المهم يستمرون فيها حتي لو بعد مرور عقود من السنين وقد يشعرهم هذا بإحساس عميق بالرتابة.. فحينما ينظر الإنسان أمامه ويتخيل مرور سنين أخري عليه دون تغيير لا شك بأن الإحساس باليأس سينتابه وربما يضاعف ذلك من شعوره بالكآبة إضافة لاستيائه من مشكلات منتصف العمر.

عندما يتوقف السلم الوظيف

لذلك فإن أحد أفضل الطرق فاعلية للتعامل مع ضغوط العمل بالنسبة لأولئك الذين توقف بهم السلم الوظيفي عند المستوي المتوسط هو الاستمرار في تطوير مهاراتهم حتي لو اضطروا إلي القيام بذلك بجهودهم الذاتية.. فنحن نلاحظ أنه علي الرغم من أن المؤسسات والشركات الكبري تقوم باستمرار بإلغاء بعض الوظائف وتسريح العاملين إلا أن الناس قد اعتادوا التحول إلي أعمال تجارية صغيرة بأعداد لا مثيل لها من ذي قبل.. وكثيراً ما تكون النتائج مشجعة ونسبة النجاح مرضية.. فقد ظهر علي السطح الآن كثير من الأعمال التجارية الصغيرة الناجحة بالمقارنة بالأعمال التجارية الكبيرة.

العلاج بمزيد من الضغط

ويمكننا محاربة ضغط العمل بكثير من الأساليب مثل الاسترخاء أو بمزيد من الضغط فقد تكون إحداهما أو كلتاهما معاً أسلوباً ناجعاً في وقف زحف مشاعر الضغط علي جوانب أخري من حياتنا.. فعلاج الضغوط يكون فاعلاً في حالة استخدام ضغط نقيض لما يعانيه الفرد في عمله.. فنري مثلاً أن هناك من يهوي ركوب قطار معلق في مدينة ملاهي وهو بدوره ممارسة لنوع من الضغط.. فعندما تصل العربة التي نركبها إلي أعلي ونبدأ في النزول نشعر بأن أمعاءنا قد تعلقت بضلوعنا وأن قلوبنا تخفق بشدة.. وهذا الضغط يتطلب منا تركيزاً قوياً بالإضافة إلي تركيز الذهن علي مهمة جديدة وهي التمسك بحياتنا.. ولا أحد في هذه الحالة يفكر في عمله.. ولهذا قد يختفي ضغط عملك عن طريق ضغط من نوع آخر تمارسه.. ومثل هذا الأسلوب يتيح للدماغ إمكانية إعادة تجديد دوائره في الجانب المتعلق بالعمل.

أسلوب الكشافة

وليس هناك أسلوب علاج واحد للضغط يكون صالحاً لجميع أنواع الضغوط.. فهناك مثلاً أسلوب الكشافة الذي اكتشفه الاسكتلندي "كيرث هاهن" وذلك من خلال تكوين تنظيم الكشافة الذي أصبح أفضل أداة لإدخال علاجات الضغوط العالية في حياة العاملين الذين تقتضي طبيعة عملهم الجلوس علي الكراسي لفترات طويلة وهي التي تقدم نوعاً من معسكرات التجنيد المدنية للطلائع والشباب.. وبمرور الزمن أصبحت فرق الكشافة متنفساً للعاملين بدءاً من كبار التنفيذيين وحتي صغار السن.. ومن الرياضيين إلي كبار السن حتي المصابين منهم بأمراض السرطان.
وهي لها مدارس عديدة تشمل كشافة الجبال والكشافة البحرية والبرية ويمكن أن تتغير الضغوط المصاحبة لكل نشاط مع اختلاف المواسم.. وفي كل مرة سنلاحظ أن وجود ضغوط جديدة سوف يعمل علي صرف المشارك عن الضغوط السابقة تماماً.. والتي يمكن أن نمارسها في شكل تسلق الجبال أو تجربة مغامرات الحياة البرية والبحرية وبغض النظر عن محاولة استبدال ضغط بآخر بهدف تجاوز الضغط الأصلي.. فإن هذه الدورات التدريبية تقدم دروساً مفيدة جداً حول نقاط القوة الخفية لدي الفرد.. فإننا يمكننا الاستفادة من هذه الدروس مرة أخري في مجال العمل.. فعلي سبيل المثال إذا تعلمت كيف تتجاوز بزورقك منحدرات النهر السريعة وتنجو بحياتك فإن التعامل الإيجابي مع رئيس التحرير سيكون أسهل كثيراً.. كذلك إذا تعلمت نوعاً من الاستقلال الذاتي والاحترام المتبادل أثناء تسلقك منحدراً جبلياً مع فريق تسلق للجبال سيصبح من السهل عليك بعدها أن تتعاون مع زملائك في العمل في حل أعقد المشكلات.. وبذلك يمكننا الاستفادة من الضغوط الأخري المختلفة لتجاوز ضغوط العمل.

مؤشرات صحية

وعن تأثير الضغوط علي صحة الإنسان.. فقد وجد أنها تمثل نسبة 80% من الأمراض التي يعاني منها الناس وتعتبر السبب الأصلي وراء وفاة الملايين من البشر علي نطاق العالم بسبب ما يصابون به من مشكلات صحية مثل النوبات القلبية والقرحة والأمراض المعدية.. ولأننا نعيش في ظل ضغوط العمل طوال الوقت.. فإننا في حاجة إلي معرفة متي تخترق ضغوط العمل دفاعات أجسادنا وقد يأتي ذلك عن طريق الإحساس الطبيعي بأجسامنا والذي يعد من المؤشرات الهامة الذي يوضح تغيراً ما بالصحة العامة.
ففي منطقة الرأس والعنق يمكن أن يكون هناك إحساس بالقلق وشعور بالإرهاق والفتور واكتساب حالات عصبية مثل قضم الأظافر أو ابتلاع الريق بصورة متكررة والإصابة بالصداع.
الصدر: التقلص العضلي للشعب الهوائية مما يعني ضيقاً في التنفس وفي نفس الأعراض التي تحدث عند الإصابة بالربو وتكون مؤلمة جداً.. أو الإصابة بالهستيريا وهي تأتي في صورة تقلص حاد في أعلي عضلات الحنجرة مما يجعل عملية البلع صعبة.. ونلاحظ هذه الحالة عند التعرض لضغوط شديدة.
القلب: سرعة النبض ويشعر بها الفرد إما في الرقبة أو فوق القلب.. ويمكن أن يكون هناك آلام في الصدر أو انقباض.. وكلاهما من علامات النوبات القلبية.. وهي يمكن أن تنتشر حتي الحنك إما أعلي الكتف أو أسفل الذراع الأيسر ويمكن أن تحدث في أحدهما مع أو بدون ألم في الصدر.. وعامة فإن الآلام التي تزيد مع التمارين وتختفي بالراحة لابد من عرض شكواها فوراً علي طبيب.
المعدة: تغير في الشهية ومعها تغير في وزن الجسم.. وتحت الضغوط يفقد معظم الناس الرغبة في الطعام وبالتالي يفقدون وزنهم ولكن البعض ينشغلون بالأكل طوال اليوم فيزداد وزنهم إلي درجة كبيرة.. وهناك كذلك آلام المعدة فالبعض يصاب بالإمساك والآخر بالاسهال ومعظمهم يعاني من انتفاخ واضطراب عقب تناول الوجبات.
وهناك مؤشرات عامة مثل التهابات الحنجرة التي تستمر طوال الشتاء والإصابة بالحمي مع كل إصابة شخص حولك بالفيروس.. وحساسية الجسم مثل ظهور حب الشباب وداء الصدف وأمراض الطفح الجلدي الأخري.. وكذلك الشعور بحدة الأمراض الموجودة لدي الفرد أصلاً مثل التهابات المفاصل أو حتي السرطان.. وعامة فإن علي الإنسان ألا يتجاهل أياً من هذه الأمراض ويعتبرها رسالة تحذير.

استدعاء روح المرح

وأخيراً فإننا يمكننا السيطرة علي الضغوط المختلفة باستدعاء روح المرح وإشاعاتها بين المحيطين بنا.. فالمرح ناقل للعدوي.. كما أن للإنسان طاقة هائلة لمقاومة الضغوط.. فالخيال الإيجابي وسعة الحيلة التي تفجرها فينا علاجات الضغط قد تصبح نوعاً من التمارين التي نحارب بها ضغوط العمل فهي تمنح أكثر العاملين تشاؤماً مبرراً للتطلع إلي الأمام والثقة بالنفس والتفاؤل وتجديد قواه ونشاطه.




منقول من مجلة حريتى

الاخت Egyption Sama

الأخلاص بالعمل يتطلب العمل الدؤوب ولكن لكل أنسان طاقة

فالراحة مطلب ضرورى0 كل الشكر طرحك ولك خالص التحية

[ALIGN=CENTER]صباح الخير والنشاط ^.^سما ^.^


ليست ضغوط العمل وحدها تدفع الانسان الى النجاح بل حتى ضغوط الحياة وقساوتها تصنع انسان مكافح ومنتج واحيانا مبدع ومخترخ كما يقال في المثل (الحاجة ام الاختراع)

فلو كان انسان في راحة وسعيد وراضي بحياته لم تري هذا التقدم بالحضارات والاعمال

ولكن على الانسان ان يوازن بين النجاح والصحة ليحقق النجاح المطلوب...ويستمر في العطاء لمدة اطول........

تسلمي حبيبتي سمسمة على الطرح الرائع والمفيد مع احلى تحية[/ALIGN]

الى حبى الكويت/ وحرية البحر

شكرا لكم على المرور وتعقبيكم الرائع.


مع خالص