عندما تتحدث "أفكارك"..بلغة الآخرين

عندما تتحدث "أفكارك"..بلغة الآخرين

فاطمة الزيات

هل تعاني أحيانا من عدم تقبل الآخرين لأفكارك.. أو أن آراءك ووجهات نظرك غالبا ما لا تجد آذانا صاغية لها.. وربما توحي تصرفات وسلوكيات الغير معك بأنك لا تلقي الأهمية أو الحظوة لديهم مما يصيبك في كثير من المواقف بلحظات من الضعف وعدم القدرة علي التجاوب مع المحيطين بك.
إذا كانت تصادفك مثل هذه المواقف فحاول أن تعمل بجد علي تغيير هذه الصورة السلبية.. وهو ما ينصحك به كتاب "كيف تتخلص من الشعور بالضعف والاستسلام" للمؤلف يسري الأقصري.
يقول: حين يشعر الانسان بأن أفكاره غير مقبولة يدرك أن شيئا ما يفعله غير صواب وأن أفكاره لاتصلح مطلقا للتعيش مع أفراد المجتمع الذين يتفاعل معهم ويتفاعلون معه ومن ثم يشعر أنه وحيد منعزل بأفكاره عن الآخرين الذين لا يتقبلون تلك الأفكار ولا يقتنعون بها.
خاصة إذا علمنا أن أفكار الانسان وآراءه هي إحدي الوسائل الفعالة التي تؤدي إلي تعزيز قوته الذاتية بل إنها دافع قوي علي إمكانية ترقية الانسان في عمله المستقبلي.
ويؤكد علماء الاجتماع أن ما يؤدي إلي إنجاح الشخص في حياته أو إعاقته هو فكرة ما أو مجموع أفكاره لأنه من خلال طريقة تفكيرك تتفاعل مع الآخرين وعندما تنمي قدرتك علي ترجمة أفكارك واعتقادك ورغباتك إلي مشاعر وأحاسيس ايجابية مع الآخرين عندها سيستجيبون لك بحماس ويزيدون من مقدار القوة الذاتية الكامنة فيك.

تعلم أسلوب النقاش

ويعد تعلم الانسان للكيفية الصحيحة لاصدار الأوامر والتعليمات وطريقة النقاش والتحاور والكلام الجذاب المنمق الصادق بأساليب تؤدي إلي اكتساب الانسان لحب وثقة وتعاون واهتمام الآخرين به واحدا من أصعب المهام الانسانية التي تعتمد في المقام الأول علي مهارة الانسان في جعل الآخرين يتقبلون أفكاره ويقتنعون بها تماما.
والطريقة المثلي لجعل الآخرين يتقبلون أفكارك في ظل ما يحدث وما حدث للعالم من متغيرات أهمها سيادة نظام الاقتصاد الحر والعولمة وثورة الانترنت وما تابع ذلك من متغيرات اقتصادية أثرت علي العالم بأسره وعلي العلاقات الانسانية ومفاهيمها وتغلب مفاهيم المصلحة والمنفعة وسيادتها علي معظم المفاهيم الانسانية حتي أصبحت أكثر من خمس كلمات تفرض نفسها علي قائمة أولويات كل انسان هي "ما الذي سأستفيده من ذلك" وهذا يعني ببساطة أن تكون أفكارك وكلماتك ذات منفعة فعلية للآخرين وأن توضح لهم ذلك ايضاحا جليا عندها سيستجيبون لأفكارك ويتقبلونها لأنها ذات نفع بالنسبة لهم وهذا يعني أيضا أن أفضل وأبسط طريقة تجعل الآخرين يهتمون بأفكارك وآرائك ويتقبلونها ويشعرونك بالقوة والأهمية أن توضح لهم كيف أن مصلحتهم في الاتفاق مع آرائك وأفكارك.

مراعاة مصلحة الغير

لقد أصبح الآن المفهوم الحديث للاقتناع بالرأي أن يجد الطرف الآخر في ذلك الرأي مصلحة شخصية أو منفعة فعلية عندها سيكون مقتنعا فعلا بما تقول.
وأصبح أيضا الآن الشئ الذي يجعل الانسان راغبا في القيام بما تطلبه منه لا يكمن في أفكارك أو في اللغة التي تتحدث بها بقدر ما هو يكمن في احساسه بمصلحته الذاتية التي تتبناها أفكارك ولكي تعطي أي انسان هذا الاحساس مباشرة فإنك تحتاج لتقديم ما تعتقده بأساليب يري الطرف الآخر من خلالها ان القيام بما تطلبه منه أو ما تقوله من آراء وأفكار هي في الواقع تخدم مصلحته أيضا كما تخدم مصلحتك أنت.
وعليك أن تتحدث مع الآخرين عن أفكارك وآرائك بلغة ما يريدونه هم وليس ماتريده أنت لا تحدثهم عن مدي استفادتك الشخصية من الفكرة أو الرأي ولكن أخبرهم بما سيستفيدونه وما سيجنونه بهذا المنطق الجديد والذي اسميه بالمنطق الاقتصادي وبذلك يمكن للآخرين أن يتقبلوا أفكارك وآراءك ويشجعوها ويمنحوك الثقة والقوة التي تحتاج إليها فعلا للتخلص من مشاعر الضعف والاستسلام ومعها تشعر بأهميتك لدي الآخرين.
والحقيقة أن للإنسان دورا كبيرا في تصرفات الآخرين تجاهه وبمعني أكثر وضوحا فإن تصرفات الآخرين ما هي إلا ردود أفعال لتصرفاتنا ومواقفنا معهم.
والطريقة العملية والفعالة لزيادة أهميتك لدي الآخرين أن تتكلم عن شخصيتك من منظور ما يريده الآخرون لأنه من الحقائق الثابتة أن الناس دائما يستمعون إلي أنفسهم أكثر مما يستمعون إلي الآخرين.
ومعه يحسن دائما أن تتذكر الحكمة الصينية القديمة التي تقول "إنه عندما لا يرتبط ما تقوله بمصالح الآخرين فلن يستمع الآخرون لما تقوله لابد أن تفعل كل ما يمكن أن يتفق مع حاجات الآخرين ولا يتعارض مع احتياجاتك".. وعلينا جميعا أن ندرك أن الحاجة للسلطة والشعور بالأهمية هما أكثر الدوافع تأثيرا علي الانسان وهناك حاجات أساسية أخري تحرك البشر وتتعدي حدود السلطة أو الشعور بالأهمية مثل الرغبة في التملك والشعور بالاعتزاز الشخصي بأهميته والرغبة في الحماية من التهديدات والاحساس بالأمن وهذه الحاجات الداخلية هي التي تدفع الآخرين إلي التفكير والتصرف بشكل معين.

نقاط القوة تدعمك

وإذا وضع الانسان نفسه في وضع ايجابي ونظر إلي نقاط القوة التي لديه كبديل للنظر إلي نقاط ضعفه يمكن للناس أن يروه بالشكل الذي يرغب فيه وأن يروه بالصورة الايجابية ومن ثم تزايد أهمية هذا الشخص لدي الآخرين بفعل نظرته هو لنفسه وإدراكه لأهميته أولا.
ولابد لكي ينجح الانسان في زيادة أهميته لدي الآخرين أن يتعرف علي تلك الأنماط المتكررة من السلوكيات والتصرفات التي أدت إلي أن الآخرين أصبحوا ينظرون إليه ويتعاملون معه علي أن عديم الأهمية أو قليلها بالنسبة إليهم ويحاول التخلص منها بكل ما أوتي من قوة ومهما لاقي من صعوبات وهو أمر يمكن أن يحدث بسهولة ولكن بقاء الانسان ضعيفا مستسلما عديم الأهمية في نظر الآخرين لا يساعده علي تحقيق تقدم روحي علي الاطلاق.

ست خطوات للتغيير

وعلي الانسان الذي يرغب في التغيير أن يقبل التحدي "تحدي التغيير" وما قد يصاحبه من معوقات وصعوبات وهناك ست خطوات لابد ان يمر بها الانسان من أجل التغيير للأفضل والشعور بأهميته لدي الآخرين:
الخطوة الأولي: الإدراك الواعي بأن الأنماط المتكررة السابقة ليست ذات فائدة ولابد من تغييرها.
الخطوة الثانية: الإقرار بالحاجة الملحة الشديدة إلي التخلص من سلوكياته السابقة من أفعال وأقوال وتصرفات جعلته عديم الأهمية أو قليلها لدي الآخرين.
الخطوة الثالثة: الاختيار بمعني أن تختار التخلص بسرعة من تلك السلوكيات مهما كانت النتائج.
الخطوة الرابعة: التخطيط وتعني اعداد خطة واقعية لتحقيق ما تصبو إليه نفسك من تحقيق الأهمية لدي الآخرين.
الخطوة الخامسة: الالتزام بالتغيير وعدم التراجع والشعور في تنفيذ الخطة ملتزما بكل المسئوليات تجاه نفسك وتجاه الآخرين.
الخطوة السادسة: مكافأة نفسك عند نجاحك في تنفيذ الخطة وشعورك بأنك أصبحت أكثر أهمية لدي الآخرين وتخلصت من مشاعر الضعف والاستسلام.
وأخيرا ثق بأنه لا يمكنك الشعور بأهميتك لدي نفسك ولدي الآخرين وإحداث تغيير ثابت في حياتك أو التخلص من أي نمط سلبي تواجهه دون القيام بالخطوات الست السابقة مجتمعة.

تعلم من تجاربك

حاول أن تبدأ الآن التنفيذ الفوري دون أي إبطاء وسجل النتائج التي تحققها أولا بأول وتعلم من دروس الإخفاق والفشل من أجل تحقيق النجاح والانتصار علي معوقات الحياة وصعوباتها.
الحل الأمثل الذي شاركني فيه العديد من أساتذة علم النفس والاجتماع هو إنك عندما تكون شبه محق أبحث عن مخرج تراعي فيه حاجات الآخرين كما يتيح لك في الوقت ذاته أن تحصل علي ما تريد وأن تعاملهم باحترام وتحترم اعتقاداتهم حتي إذا لم تكن متفقا معها ولكن لابد أن تحظي أفكارهم وآراؤهم ووجهات نظرهم باحترامك الصادق كي يبادلونك نفس المشاعر وثق إنك بهذه الوسيلة تستطيع أن تقوي أهميتك لدي الآخرين.

منقول من مجلة حريتى

[ALIGN=CENTER]صباح الخير عزيزتي سما


كلام جميل وموضوع يستحق القراءة

والاهم حبيبتي ان ينعكس تصرفات الانسان مع الاخرين من روح صافية محبة وتحرص على مشاعر الاخرين وتفهمهم وبالتالي ينعكس هذا عليك


سلمت سمسمة على روعة الطرح والنشاط ^_^[/ALIGN]

رائع جداً

استمتعت بقراءته كثير

شكرا سما

وتقبلي تحيتي

[ALIGN=CENTER]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

...:: أختي الغالية : سما ::...

موضوع يستحق القراءة والإطلاااع
رااائع جدااا
تسلمييييين على روعة الأختيار



(`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)
«´¨`.¸.* مع التحية : أم متعـMـب *. ¸.´¨`»
(¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
[/ALIGN]

[align=right]رائع جداً

استمتعت بقراءته كثير

شكرا سما[/align]