من سيجمع شظايا الزجاج ويقبل بإيذاء يديه ؟؟

من يفارق عزيزا .. كيف لا تؤلمه الذكرى ..ويقسى عليه البُعاد ..
.. عندما يخيب الظن في أعز الناس ..
كيف لا يعلو صوت بكاؤها ..هي من فارقت عزيزها ..
هي من بطلة قصتنا لهذه المرة ...
....
ها هي عادت إلى غرفتها بعد مُضي ثمانِ سنوات على تركها لها وقد خرجت منها زهرة يانعة وعادت إليها ذابلة ...
عادت إلى تلك الجدران التي ضَمَتْ اجمل ذكرياتها ..لحظات حزنها وفرحها ...وذلك المكتب كم كان عامراً بالكتب والأوراق والأقلام ..هرعت إليه فتحت الأدراج ..أخذت تقرأ أوراقها القديمة ..فتحت مذكراتها على آخر صفحة ...كان تاريخها في اليوم السابق لزواجها ..
..
أخذت عيناها تطوف ما بين السطور ..كم كانت فرحتها ساذجة في ذلك الوقت ..وكم كان خوفها في محله ..ألقت الدفتر من بين يديها ..والتقطت الصور متذكرة صديقات عمرها وصباها ..ووسط ابتسامتها العذراء ..وجدت له صورة ..
...
أخذت تمعن فيها النظر ..تذكرت حياتها معه ..همساتها ..كلماته وكلماتها ..
نظراته إليها قبل زواجهما .... لهيب مشاعره الذي تحول إلى جليد لا يمكن إذابَته ، حجرٌ لا يمكن تحريكه...بل لا يمكن تحطيمه ... آهٌ يا قلبها ...
...
تذكرت كلماته الأخيرة لها .. واكتشافه المتأخر أنه لا يحبها ..بل لم يحبها يوماً أغلقت أذنيها ..طردت كلماته من رأسها ...بالله فلتخرجي يا أحرفُ كلماته ..يا عبق كلماته .. كفى لا أريد أن اسمع شيئاً .. لا أريد ..
..
أخذت تضرب بيديها على المكتب دون وعي منها ..ولم تفق إلا على صوت ارتطام الزجاج وتحطمه ..فقد كان يقول لها دائما أنها مثل الزجاج في جماله وصفائه ..نظرت إلى تلك الشظايا الملقاة على الأرض ..جلست على ركبتيها محاولة جمعها ..لكنها لم تستطع ... حدثوني ..كيف بالله يبقى للزجاج أيُّ جمالٍ بعد تهشمه بهذه الصورة ؟!
...
لقد اشتراها لها هي تلك التحفة ..منذ تسع سنوات ..عشر سنوات ..لم تعد تذكر ..لقد هجرتها طوال تلك السنين ..لقد هجرتها ..حطمتها ..كسرتها بيديها
.. هي قد كسرتها بيديها ...آه لو أنها تركتها لشخص آخر يصونها ..لكنها أهملتها
بل نسيتها ..
..أخذت تجمع ما بقي من تلك التحفة ..هو ايضا أهملها ونسيها طوال تلك السنين ثم حطمها الآن ..
..
ضغطت على يديها بقوة حتى سالت الدماء من بين أصابعها ...
انتبه الجميع لصوت نشيجها .. فلم تكن تدري أن نشيجها كان عاليا لتلك الدرجة ... لم تكن تعلم أن انفعالاتها قد وصلت الذُروة ..
..
قالوا انسيه فهو لا يستحق دموعك ..ما زلت في مقتبل العمر ، وتستطيعين الزواج بغيره ..فنظرت إليهم وقالت :... لم أبك عليه ولكن من سيجمع شظايا الزجاج ويقبل بإيذاء يديه ... حدثوني بالله عليكم من يكون ؟؟
...

عندما يخيب الظن في أعز الناس ..


اختي العزيزه سلافه

اسلوب سرد القصه جميله جدا
وتجعل الشخص يريد ان يصل لنهايه ليرى ماذا حدث

لإمرأة تجيد البوح
(سلافة) -ارجو أن يستوعب القوسان ما بينهما-
إلى الأمام

أختي الكريمة



أسلوب أكثر من رائع

رعاكِ الله ووفقكِ دوما



لكِ كل الود