العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-10-21, 10:06 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
ملخص كتاب نظرية الفستق




الجزء الاول

يعود كتاب نظرية الفستق للكاتب والصحفي السعودي فهد عامر الأحمدي، حيث يتناول هذا الكتاب العديد من المواضيع التي تخص طرق التفكير البشري وكيفيّة تطوّرها، بالإضافة لبعض النصائح المهمة التي تساعد على فهم الذات، فيما يلي سنُسلط الضوء على أهم الأفكار التي وردت في كتاب نظرية الفستق.

صفحة الإدارة : علم وفن

يقول الكاتب أياً كانت آرائنا ونتائج تفكيرنا فهي في النهاية محصلة لمؤثرات عميقة ولا واعية نسيها معظمنا، تُوجهنا لتبني آراء وأفكار نعتقد أنّ على الجميع الالتزام بها. ونادراً ما يخطر ببالنا احتمال تشوه قراراتنا ونظرتنا للعالم من خلال الموروث والسائد والأفكار المقولبة وتجاربنا الخاصة.

لهذا السبب فإن متطلّبات الخروج بالرأي النزيه والقرار الصائب هو الاعتراف بتعرضنا المسبق لكافة أنواع المؤثرات، والخروج من قوقعة الماضي المعتاد والمسلّم به، والاعتراف بأننا محصلة نهائية لظروف اجتماعية وثقافية ونفسية أعقد مما نتصور.

وعندها فقط نصبح مُهيّأين للانتقال من مرحلة (لماذا) نفعل ذلك إلى (كيف) نطوّر أنفسنا ونصبح أفضل من ذلك.

1- ماهي خطتك في الحياة؟

إنّ الإنسان الناجح في الحياة لابدّ أن يمتلك خطة عمل مسبقة وواضحة لما يريده في المستقبل، لهذا فإنّ من الطبيعي أن معظم الناس الذين لا يملكون خطة عمل مسبقة لما يُريدونه مستقبلاً لن يصلوا لأي مكان، وهذا هو الفرق بين الإنسان الناجح والفاشل.

وهناك فرق كبير بين وضع "خطة عمل" ووضع أمنيات ورغبات يشترك فيها الجميع. فخطة العمل الحقيقية يجب أن تتضمن جدولاً زمنياً، وخطوات فعلية، ووسائل تنفيذ تنتهي بتحقيق الأمنيات (كالحصول على المال والسعادة والنجاح) ومن الخصائص المهمة في أي خطة عمل:

.وضوح الرؤيا: فكلما امتلكت رؤية واضحة عمّا تريد سهّل عليك العمل والتنفيذ والوصول لهدفك بشكل مباشر.

.المرونة: فصفة المرونة ضرورية لتجاوز العقبات المحتملة ومواجهة أي تغيير يطرأ على خطة العمل (وليس الهدف).

.الاختصار: يعني الاكتفاء بهدف رئيسي تُركّز طاقاتك وجهودك عليه.

.التفرّد: يتعلّق التفرّد بكيفية التنفيذ وتميز الهدف ذاته.

2- اعرف نفسك أولاً

من أهم أسباب فشلنا في الحياة جهلنا بأنفسنا وعدم معرفتنا بقدراتنا وأولوياتنا، فمن الضروري أن تتعرف على نفسك قبل أن تتعرف على غيرك، كما وعليك أن تفهم نفسك قبل أن تفهم الآخرين، وقبل أن تفكر في الإقدام على أي عمل افحص ميولك وقدرتك على إنجازه. فمن أهم أسباب فشلنا في الحياة ضبابية الأحلام وعدم معرفة ماذا نريد وماذا نستطيع وإلى أي اتجاه نميل؟ وحين نفشل في أي مجال نسارع للوم الآخرين ولا نفكر للحظة في أن عدم فهمنا لأنفسنا قد يكون أهم أسباب فشلنا.

وهناك مجموعة أسئلة من شأنها تقديم صورة واضحة لأنفسنا، ومساعدتنا على فهم ذواتنا ونواحي قصورنا وتميّزنا وعلى سبيل المثال:

.عد الى مرحلة طفولتك الأولى، هل تتذكر أبرز حلم في رأسك!؟ ماذا كنت تريد أن تصبح (حين تكبر)؟ ماذا كنت تتوقع ومالا تتوقع عن مستقبلك؟ فالعودة الى أحلام الطفولة كثيراً ما تعيدنا الى أحلامنا النقية ورغباتنا الحقيقية قبل أن تجبرنا الظروف والعقبات على نسيانها وتجاهلها.

.انظر حولك، إنّ معظم الناس على قدر جيد من الذكاء والتعليم والموهبة ومعظمهم يملكون أفكاراً متماثلة ومواهب متشابهة وأحلاماً مشتركة. لذلك حاول معرفة الشيء الذي تتميز به عنهم وتتفوق به عليهم فهذه الميزة الاستثنائية هي مصدر تفوقك ونجاحك بشرط امتلاكك ما يكفي من الإصرار لتطبيقها على أرض الواقع.

.تخيّل نفسك بعد سن التقاعد، وهل هناك ما ستندم عليه بعد سن الستين؟ حطم مبكراً كل عادة أو فعل أو مشكلة صغيرة تتبلور (هذه الأيام) قبل أن تصبح كبيرة ويصعب التخلص منها حين يشتعل رأسك شيباً.

ولأن لا أحد يضمن الوصول لسن التقاعد تخيل ماذا ستفعل لو أخبرك الطبيب بحتمية وفاتك بعد ستة أشهر؟ فحين تعرف حتمية وفاتك بعد وقت معلوم ستبادر بسرعة لإزاحة كافة الاهتمامات الثانوية وغير المهمة في حياتك (والتركيز) على أهم هدف أو هدفين كنت تؤجلهما دائماً. فما هو مثلاً أول شيء ستسارع لفعله؟ ماذا ستفعل لتأمين مستقبل عائلتك خلال هذه الفترة القصيرة؟ ماهي الفكرة أو المبادرة التي تريد أن يتذكرك بها الناس؟ وهل لديك مشروع نبيل أو فريد حان الوقت لتنفيذه بعد أعوام من تأجيله لأسباب واهية؟

كل هذه الأسئلة من شأنها منحك فهماً أفضل لنفسك وإعادة تعريفك لذاتك، وقبل أن تلوم الناس حولك أعرف نفسك أولاً ولا تتوقف عن التساؤل بخصوص هويتها ورسالتها وأبرز أولوياتها؟

وكثيراً ما يقدم السؤال نصف الإجابة.

3- إن لم تحلم بهِ فكيف ستُحقّقه

إنّ الأحلام الكبيرة تنتهي بإنجازات عظيمة، أمّا الأحلام الصغيرة فتنتهي بإنجازات متواضعة. الخيالات الصغيرة تُعمي بصرك عن الاحتمالات الكبيرة، أما الخيالات الكبيرة فتقودك لآفاق لم يحلم بها معظم الناس حولك. لذلك فالشاطحون في أحلامهم هم من يقودنا نحو المستقبل، أما العقلاء والمتحفظون فعاجزون حتى عن قيادة أنفسهم.

كن حالماً كخطوة أولى لإنجاز أي شيء عظيم، وصاحب خيالات واسعة لتدرك الى أي مستوى ستصل إنجازاتك القادمة

وفقط حين يجتمع لديك الحلم مع قوة الإرادة فلن تحقق أهدافك فحسب بل ستجبر العالم على اتباعك واللحاق بك.

4- النبوءة المُحقِّقة لذاتها

آراؤنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا، فإن أخذت مثلاً فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سوء النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظة وحذر، وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك على نفس الأساس، فتتحقق بالتالي نبوءتك المسبقة عنه.

لذلك من الخطير أن يملك أحدنا "ظنوناً مسبقة" و"آراء جاهزة" كونه سيعمل بلا وعي على تحقيقها. وكل من يملك شخصية تصادمية تتمحور حول الشك وسوء الظن يعمل بلا قصد على أقلمت من حوله للتعامل معه على هذا الأساس.

أما الجانب الإيجابي في هذه الظاهرة فهو أنّها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن. فحين تمنح أحدهم ثقتك الكاملة يعاملك (هو) بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد (أنت) من صدق حدسك فتستمر في معاملته على هذا الأساس.

5- أنتَ ما تعتقده عن نفسك

نحن نتيجة لما نعتقده ونتصوّره عن أنفسنا، حتى أطفالنا تصنعهم إيحاءات يومية يسمعونها منا أو يرونها فينا. فهناك علاقة تبادلية بين تصرفاتنا الخارجية ورؤيتنا الداخلية لأنفسنا. فحين تعتقد مثلاً أنّك جبان أو ضعيف أو مغبون ستتصرّف على هذا النحو. وحين يحدث العكس، وتتعمّد التصرّف بشكل شجاع وقوي ستتملكك قوة داخلية وثقة كبيرة بالنفس.

لذلك يجب عليك أن تتحدّث مع نفسك دائماً وتقنعها كم أنت إنسان إيجابي وجريء ومتفوق ولا تقل قدرة عن أي إنسان آخر، لأنه إن لم تفعل ذلك سيفعله الناس من أجلك وسيصنعون شخصيتك من خلال رأيهم فيك (وإيحاءاتهم) إليك حتى تتمثلها وتجسدها في حياتك.

والأمر لا يتعلق بك وحدك، بل يجب أن توحي لأطفالك بأشياء إيجابية عن أنفسهم. فحين تنعت طفلك بالغباء أو الجبن أو التخلف تنزع في كل مرة أجزاء من ثقته ورؤيته لنفسه، وفي المقابل حين تصفه بالذكاء والألمعية والتفوق سيحاول دون وعي منه الارتفاع تلقائياً لمستوى رأيك فيه.

6- إلغاء السلبيات أولى من إضافة الإيجابيات

يجب أن تتوقف عن تدمير ذاتك من خلال تبني أفكار سوداوية ومواقف سلبية تضرك أكثر من أي مؤثر خارجي. يجب أن تلغي من حياتك سلبيات كثيرة، قبل أن تضيف إليها ايجابيات كثيرة تجعل منك إنساناً أفضل.

لهذا السبب يجب أن تتوقف (أولاً) وقبل فوات الأوان عن:

ظ،.جلد ذاتك والتقليل من قدراتك.

ظ¢.عن تذكر الأخطاء التي ارتكبتها وفات أوان إصلاحها، وعن تكرار الأخطاء نفسها في المستقبل.

ظ£.الأخذ بثأرك أو الانتقام ممن ظلمك.

ظ¤.قول "نعم" وأنت ترغب بقول "لا".

ظ¥.التدخل في حياة الآخرين بحجة النصيحة.

ظ¦.وأن تتوقف عن الاستمرار في مصادقة الفاشلين (فالفشل معد بالفعل).

ظ§.محاولة إصلاح الناس (فرحم الله رجلاً شغلته نفسه عن إصلاح غيره).

ظ¨.الاعتقاد بأن الناس أو المجتمع في انحدار مستمر (فمن قال هلك الناس فهو أَهلكُهُمْ).

ظ©.الاعتقاد بأنك مميز أو أن ما تفكر فيه لم يخطر على بال أحد غيرك.

ظ،ظ*.القلق على البعيد أو مالا يحتمل حدوثه، والقلق على مستقبل أطفالك.

ظ،ظ،.الخوف من التجربة وارتكاب الأخطاء.

ظ،ظ¢.وتتوقف عن أي قول أو فعل يوحي بالغرور أو الانتقاص من الآخرين... الخ.

7- كبسولات تستحق المحاولة

لا تخسر طاقتك اليومية بسبب تصرف


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-21, 10:09 PM   #2
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: ملخص كتاب نظرية الفستق





الجزء الثاني

20- لا تستشهد بالأكثرية أو الأقدمية

معظم الناس لا يسعون في نقاشاتهم الى إثبات الحقيقة بل إلى إثبات فكرتهم عن الحقيقة التي يرغبون فيها، وحين يصبح همنا الانتصار للأفكار التي تناسبنا نبدأ بمغالطة أنفسنا والاستشهاد بأدلة خاطئة أو مخالفة للمنطق والواقع.

ومن أكثر الوسائل التي يعتمدون عليها لإثبات آرائهم الاستشهاد بالأكثرية أو رأي الأغلبية، وهذه المغالطة (الاستشهاد بالأغلبية) نسمعها كثيراً بين الناس بحيث يقول أحدهم للآخر "من غير المعقول أن يكون الجميع على خطأ وأنت فقط على صواب"، ولكن الحقيقة هي أن الأكثرية يمكن أن تكون على خطأ وضلال وأن العامل العددي ليس شرطا لإثبات الصحة والواقع.

فقبل 500 عام مثلاً كان الناس يعتقدون أن الأرض مسطحة كالطبق، وقبل 150 عاماً كانوا يعتقدون أنّها محور الكون، وقبل 15 عاماً كنا نعتقد أنها الوحيدة التي تملك حياة. ولكن اليوم اتضح أن "ملايين البشر" كانوا على خطأ وأن الأرض مازالت كما هي منذ أربعة بلايين عام (كوكب كروي صغير على هامش مجرة متواضعة تدعى درب التبانة).
وهذا بالمناسبة يقودنا الى خطأ ثان في الاستدلال وهو الاستشهاد بالموروث ومرويات التاريخ وما تناقلته الأجيال منذ القدم دون تمحيص أو تحليل أو تأمل. فالعراقة والقدم ليسا شرطاً أو دليلاً بحد ذاته، وفي الغالب لا يمكن لمن ولد ونشأ داخل الموروث إدراك مكامن الخطأ فيه، ولكن يمكن لمن ولد ونشأ خارجه تمييزه بسهولة وإدراك مدى خطئه وسذاجته.

21- لا تطلب دليلاً على ما تدّعيه أنت

.من يدعي شيئاً يتحمل هو (وليس السامع) عبء إثباته وتقديم الدليل على صحته حسب القاعدة الشرعية والقانونية: "البينة على المدعي وليس على من أنكر".

.حين تناقش أحداً لا تسمح له بإخراجك إلى مسائل فرعية يجيد الحديث عنها.

.من المغالطات الشائعة بين الناس (حين يرغبون في إثبات أفكارهم ومواقفهم) الاستشهاد برأي الأكثرية، والأقدمية، وطلب دليل ينفي ادّعاءاتهم، وتقديم حجج على مواضيع لم تطرح أصلاً.

22- الأسبق والأقرب يُشوّهان قدرتك على التفكير

رغم ذكائنا وتعقيد عقولنا، يمكن لقدرتنا على الحكم والتفكير أن تتشوه لأبسط الأسباب. فالأفكار والآراء والمعلومات التي نتلقاها سرعان ما تحتل فراغاً في عقولنا وشخصياتنا بحيث يصعب حذفها أو تعديلها.
والخطورة في موضوع الأسبقية أننا حين ننشأ أطفالاً تسبق إلى عقولنا آراء ومعتقدات يصبح لها الأولوية في تشكيل آرائنا وأفكارنا ومواقفنا التالية، بل وتصبح الأساس والمقياس لكل ما نقبله ونرفضه لاحقاً في سن الرشد.

وبالإضافة لأسبقية التأثير نتبنى غالباً آراء الأقرب (فالأقرب) ضمن دائرة المعارف والأصدقاء والثقافة المحلية.

وحين نجمع (الرأي الأسبق مع الأقرب) نفهم كيف تسيطر الأفكار الخرافية وغير العقلانية على عقل الإنسان لمجرد أنه عرفها في سن صغيرة أو سمعها من أقرباء يثق بهم ويعيش في كنفهم منذ ولادته.

وحين يصل أحدنا إلى سن الرشد تكون الأفكار السائدة في مجتمعه قد أحكمت سيطرتها على شخصيته وطريقة تفكيره لدرجة يضع الخرافي منها في سياق ذهني مختلف لا ينفع معها أي نقاش منطقي أو استدلال عقلاني أو تعليم جامعي (ونادراً ما ينعتق أحدهم من هذا المعتقل ويشكل قناعاته الشخصية والخاصة).

لهذا السبب قد تشوه بعض المجتمعات عقول أطفالها بمعنى الكلمة (بحكم الأسبقية والقرب) وتنزع منهم بمرور العمر نعمة التفكير النقدي والتحليل المجرد.

وحتى حين ينعتق القليل من عبودية الكثير (وتنبع من داخله قناعات جديدة) يصعب عليه مخالفة الأغلبية والاعتراف علناً بأي تفسير منطقي أو عقلاني يعارض ما توافقت عليه المجموعة فهو في النهاية إنسان ذكي ومتعلم ويدرك جيدا نتائج الخروج على المجتمع أو مخالفة اعتقاد توارثته الأجيال.

23- ليس لأنك تحبه

.نحن في الغالب نتبنى آراء الأشخاص الذين نحبهم ونتفق معهم، ونرفض آراء الذين نكرههم ونختلف معهم. نتجاوز الحكم على الرأي والفكرة ونستدعي أحكاما مسبقة تجاه قائلها.

.مشكلة العقل البشري أنه يصنف الناس ضمن قوالب وثوابت يرفض كسرها حتى حين يتبين عكسها.

.يجب أن تسأل نفسك دائماً، ماذا لو كانت آراء من نحبهم ونثق بهم هي الخاطئة، ومن لا نحبهم هي الصادقة؟ ماذا لو كانت آراء الذين نثق بعلمهم وفهمهم (خاطئة هذه المرة)؟
والذين نشكك بآرائهم دائماً (صحيحة هذه المرة)؟

.يُفترض أن تستمع جيدا لمن (لا) تحبهم (ولا) تتفق معهم، فبهذه الطريقة فقط تفتح نافذتك على كل الجهات، وتتعرف على مختلف الآراء والتوجهات.

.إن كنت لا تستمع إلا لمن تحب، ولا تقرأ إلا لمن يتفق معك، فلا جديد ستضيفه إلى رصيدك المعرفي. استمرارك بمراكمة الآراء التي تحبها ينتهي بك لمفاهيم ضيقة تزداد رسوخاً بمرور الأيام، وخوف المجتمع من تعددية الآراء ينتهي بثقافة موحدة ونظرة ضيقة وجيل يملك غرور الجهلاء.

24- قناعاتك الشخصية ليست أفكار مقدّسة

النتيجة التي تتوصل إليها بنفسك تبدو مقنعة أكثر من التي يتوصل إليها غيرك، والرأي الذي يتبلور في جمجمتك يزيح تلقائياً كافة الآراء التي تتشكل خارجها. فهناك ترابط وثيق بين ما نتوصل إليه، وبين ما نقتنع بصحته ونؤمن بصوابه.

وهذا ناجم من وجودك في موقف مزدوج يجعلك بمثابة الخصم والحكم، وبالتالي يختل لديك ميزان الحكم والنقد السليم. وللخروج من هذه الورطة يجب أن تملك قدراً كبيراً من التواضع الفكري والنقد الذاتي وأهمية الاستماع للآراء المخالفة، كما يجب أن تنظر لقناعاتك الشخصية كاجتهادات يمكن تعديلها واحتمالات يمكن تغييرها دون خجل أو تردد أو دفاع متشنج.

تذكر دائماً أن في جمجمتك دماغ واحد لا يختلف عن أدمغة الآخرين سوى بهامش بسيط (صعوداً أو هبوطاً في سلم الذكاء)، والحل الأمثل لتوسيع مداركك ومضاعفة ذكائك، هو استشارة الآخرين ومشاركتهم عقولهم ورؤية الحياة من وجهة نظرهم.

25- تعرف إيه عن المنطق؟

الإنسان بطبيعته كائن مفكر ولكنه يفكر أحياناً بطريقة مشوهة أو خاطئة، والمشكلة الأكبر أنه لا يعرف ذلك ويعتقد أن من يختلف معه هو من يفكر بطريقة خاطئة. وبناء عليه يفترض أن يتفق الجميع أولاً على جملة من قواعد ومبادئ الحكم على الأشياء ونقدها بطريقة (لا يختلف عليها اثنان) من خلال ما أصبح يعرف بالمنطق.

فالناس يفكرون بطرق مختلفة قد تبتعد أو تقترب من المنطق ذاته، والمنطق "طريقة في التفكير تنظر للوقائع والنتائج وتتجاهل التحيز وتأثير الثقافة والميول".

وتدريس المنطق أكثر اهمية من تدريس مناهج مقولبة، يعتقد أصحابها أنها معرفة متكاملة. ونحن بدورنا يجب أن نُدرّس المنطق لأبنائنا في المدارس كمنهج نزيه ومحايد في التفكير والنقد والتحليل إن أردنا منهم التفكير بطريقة صحيحة ونقد الأشياء بطريقة مجردة والحكم عليها بطريقة محايدة.

26- توقّف عن طرح الأسئلة وابدأ بطرح التساؤلات
السؤال: هو استفسار علني سريع لمعرفة الجواب، أما التساؤل فبحث ذاتي صامت قد يستغرق العمر كله.

السؤال" حين نعجز عن الإجابة فنطلبها من الآخرين، أمّا "التساؤل" فآلية بحث ذاتيه تتضمن لماذا؟ وكيف؟ ومن؟ ومتى؟

"الأسئلة" تطرح علناً ولا يستهجنها الناس حولك (طالما اتفقت مع سياقهم الاجتماعي والثقافي)، أما "التساؤلات" فتطرحها سراً مع نفسك حين تعارض سياقها الثقافي والاجتماعي.

لذلك ما يهمك من كل هذا الكلام أن تتوقف عن طرح المزيد من الأسئلة وتبدأ بطرح المزيد من التساؤلات.

أن تتوقف عن سؤال الآخرين رأيهم في كذا وكذا، وتبدأ بسؤال نفسك عن كذا وكذا، وكيف، ولماذا، ومتى؟

لا تكذب على نفسك أو تتجاهل أسئلتك أو تدفن رأسك في الرمال. اطرح أسئلة شائكة يصعب طرحها علناً وكن صريحاً في إجابتك عنها، فكل جواب (تعثر عليه بنفسك) سيكبر معه عقلك، ويرتاح بفضله فؤادك، ويخاف بسببه أساتذتك.

السؤال بحد ذاته ليس عيباً ولكن اعتمادك الدائم عليه، وتبنيك الدائم لأجوبة الآخرين، يعني أنك أجّرت عقلك، وقيّدت رأيك، وتجاهلت صوت المنطق في رأسك (وهذا هو العيب فعلاً).

27- تأثير الأربعة

جميعنا يعتقد أنه مستقل بأفكاره، حر بقراراته، منفصل باستنتاجاته. ولكن الحقيقة هي أننا مقلدون أكثر منا مفكرين، ومسايرون أكثر منا مستقلين، وخاضعون لحكم العرف والمجتمع، ومُغيبون معظم الوقت عن نداء العقل والمنطق.

وأصبح ذلك مؤكداً بفضل تجارب نفسية كثيرة أثبتت أن الإنسان مخلوق اجتماعي مساير ومُقلد، أكثر منه مستقل ومنفصل يملك إرادة حرة. واتضح في النهاية أن 99% من الناس يصعب عليهم (عدم التقليد) ومسايرة الغير حين يقوم أربعة أشخاص فقط بأي عمل (حتى قيل إن أربعة هو الرقم السحري للمسايرة.


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من هم مشايخنا ؟؟؟ okkamal شخصيات وحكايات 12 16-02-11 06:44 PM
احذر اخي المسلم / اختي المسلمة !!! الجارف نفحات إيمانية 6 06-07-09 07:11 PM
جابر بن حيان شخصية صنعت تاريخا لميس صلاح شخصيات وحكايات 3 15-01-08 09:39 PM
ألــــــــيس من المخجل؟؟؟ فرح.. واحة الزهـرة 7 07-05-07 08:28 PM


الساعة الآن 06:18 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)