مستشفيان في المدينة يعانيان من تدهور الخدمات والنظافة وقصور كادر التمريض

المرافقون يقومون بمهمة التمريض والصراصير تملأ الغرف
مستشفيان في المدينة يعانيان من تدهور الخدمات والنظافة وقصور كادر التمريض


المدينة المنورة: خالد الجهني، يسرى مكي ،جريدة الوطن
تصاعدت شكاوى المواطنين في المدينة المنورة من تردي الخدمات الصحية المقدمة من بعض المستشفيات، وعدم تفاعل الشؤون الصحية بالمدينة مع شكاويهم وتتبعها للإهمال والتراخي الذي تفشى بالمستشفيات وخاصة مستشفى أحد ومستشفى الملك فهد العام، المستشفيين الأكثر مرجعية للمواطنين بالمدينة ومحافظاتها، و في بعض الأقسام التي تحتاج إلى رعاية متخصصة، كقسم الأطفال بمستشفى أحد، وقسم العظام في المستشفى العام.
وبدا الدور الثاني في مستشفي أحد مرتعاً للأوساخ، ومثالاً لما يمكن أن يؤدي إليه الإهمال. يقول أخو الطفلة المنومة بقسم الأطفال، والتي كانت قد تنومت في ذات القسم قبل شهر "عندما تنومت أختي في المرة الأولى، أبلغت المسؤولين بوجود صراصير منتشرة في الغرف، وهي الآن تتنوم للمرة الثانية خلال أقل من شهر، وهاهي الصراصير تقاسمها الغرفة". ويقول المواطن "لا أعرف كيف يمكن التحدث عن وضع بهذا السوء؟"، تضيف أمها "أصبح منظر تنقل الصراصير بين أدراج حفظ الأغراض والغرفة ودورات المياه، معتاداً".
ووقفت "الوطن" على الأسباب المحتملة لتدهور النظافة العامة بمستشفى أحد، والتي أدت إلى تكاثر الحشرات. فإضافة إلى عدم الاعتماد على الحد الأدنى من تجهيزات ووسائل النظافة المعتمدة للمستشفيات، فقط لوحظ أن تجهيز مغاسل المياه في الغرف بمواد خشبية، كالقاعدة والأرفف، أدى إلى نخرها وتآكلها، وجعلها بيئة صالحة لتكاثر وتنقل الحشرات.
وقابلت "الوطن" عدداً من المرضى المنومين بمستشفى أحد، لتقف على انطباعاتهم حول مستوى الخدمة الطبية المقدمة لهم، بخلاف مستوى نظافة وتجهيز المستشفى.
حيث بدت طفلة في نحو العاشرة من عمرها منكمشة خلف عباءة أختها، وكانت قد تنومت منذ أسبوع. تقول الأخت "تقيأت على غطائها أمس، ولم يحضروا لنا غطاءً بديلاً إلى الآن". وظلت الطفلة ، ولمدة 28 ساعة، دون غطاء.
وتقول مريضة بقسم الباطنة "طلبت غسل دورة المياه المتسخة في أول يوم من تنويمي في الغرفة، إلا أن الحال ظل سيئاً، حتى طلبت من مرافقتي غسله". وتضيف "لم يتم تغيير غطاء السرير لمدة 4 أيام، وأيضاً... اعتمدنا على "الخدمة الذاتية" التي يبدو أنها شعار المستشفى، وقمنا بتغيير الغطاء بأنفسنا". واشتكت المريضة من "السماح للأطفال بممارسة الألعاب التي تسبب إزعاجاً كبيراً للمرضى"، وأضافت أنها ومرضى آخرين حاولوا الاتصال بالتحويلة المخصصة للشكاوى والملاحظات في المستشفى، دون أن يجيبهم أحد.
واشتكى أحد المرضى المنومين بقسم الأنف والأذن والحنجرة من طريقة استقباله عند وصوله إلى قسم الطوارئ في المستشفى في حالة حرجة، وقد كان يعاني من سقوط اللهاة وأعراض اختناق. يقول "رفض موظف الأمن استدعاء الطبيب المناوب، موضحاً أن حالتي لا تستدعي التدخل العاجل، وطالبني بانتظار دوري مع باقي المرضى من الحالات العادية". ويتساءل المواطن "أليس من المفترض وجود طاقم متخصص، طبي أو تمريضي، يكون هو المسؤول عن تحديد أهمية الحالة، بدل أن يحددها موظف الأمن؟".
هناك ملاحظة مشتركة لعدد من ذوي المرضى المنومين، تتعلق بغياب التواصل المفترض الذي يجب أن يقوم به الطاقم الطبي بين المرضى وذويهم، لشرح وتوضيح حالتهم. ويتم تنويم المريضات في قسم النساء الذي يمنع دخول الرجال إليه خارج أوقات الزيارة، ليجد أهاليهن صعوبة كبيرة في متابعة حالتهن ومعرفة وضعهن الصحي الأخير. ويطالب المواطنون بتفريغ موظف طبي يتولى متابعة حالات المرضى والمريضات، واستقبال ذويهم وشرحها لهم. ويحكي رجل كبير في السن معاناته عند إدخال زوجته للطوارئ، ليتم تنويمها في قسم النساء، ولتغيب أخبارها عنه. وظل المواطن لأكثر من 3 ساعات ينتظر أن يطمئنه أحد عن مصير زوجته، واستعان ببعض المراجعين في الطوارئ، دون جدوى كما أن هناك اثنين من المواطنين من إحدى القرى يبحثان عن مريض لهما، في أقسام المستشفى، بعد أن فشل موظف الاستقبال الرئيسي في تحديد وجود المريض في المستشفى. وتنقل المواطنان بين أدوار المبنى بحثاً عن قريبهما، بناء على طلب الموظف. وتصور عبارة أحد الموظفين الوضع المتردي لسجلات واستعلامات المستشفى وهو يقول "إن الاستعلامات في المستشفى تحتاج إلى.. استعلامات!"
توجد ملاحظات تتعلق بتهالك دورات المياه على الرغم من نظافة بعضها، وتعطل بعض حاويات الطرد في بعضها، وانسداد كثير من مجاري التصريف الخاصة بالمغاسل. كما سجلت تدني العناية العامة في الغرف، مع عدم وجود إضاءة في غرفة الألعاب المخصصة للأطفال، ولاحظت تجمهرات لعمالة النظافة في أروقة المستشفى دون عمل لهم.
وعلى الرغم من العناية التي تبدو واضحة بمرافق مستشفى الملك فهد العام، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والتجهيزات العامة، إلا أن شكاوى المرضى والمرافقين لهم تتركز على الأداء العام للطاقم التمريضي بالمستشفى. حيث يرافق "أبو دانية" ابنته ذات العامين، والمنومة بقسم الرجال، عقب إجراء عملية جراحية لها. يقول والد الطفلة "ترفض الممرضات تغيير الحفاظ لابنتي، باعتبار أن مرافقة الأطفال هي المسؤولة عن ذلك". ويضيف "أقوم أنا بهذه المهمة، لعدم وجود سرير بقسم النساء يمكن والدتها من مرافقتها". ويستغرب أبودانية عدم توفر سرير "خاصة وقد تم إجراء العملية لابنتي، في وقت كان المفترض فيه أن يتم حجز سرير لها قبل إجراء العملية". ويتطرق المواطن إلى النقص في التجهيزات الطبية، مفيداً أنه يقوم بشراء "الجبس" المخصص لعلاج ابنته، بما يزيد على 600 ريال. ويشرح المواطن مذكر المطيري، المرافق لابن أخته ناصر (10 سنوات)، معاناته مع الطاقم التمريضي بالمستشفى. حيث يقول "طاقم التمريض سيئ جداً، وترفض الممرضات مساعدتي عند تغيير الحفاظ لناصر، الذي لا يستطيع الحركة لتعرضه لكسر بالفخذين، ويكتفين بسؤالي: لماذا إذن ترافقه؟". ويضطر أحد المرضى كبار السن إلى شراء حزام طبي، وقطرات للعين، لعدم توفرها بالمستشفى. ويقول مرافقه إنه أدخل المستشفى قبل نحو أسبوعين، إلا أنه لم يتم إجراء العملية اللازمة له إلا بعد أسبوع من دخوله، فيما يشتكي المريض من إهمال كادر التمريض له، وعدم اهتمامهم بمباشرة تنظيفه. "لم يعرف الماء طريقه إلي منذ دخلت، ولا أطلب منهم إلا نقلي إلى دورة المياه ورش الماء على جسدي". ورفض أحد المرضى تصويره وقد امتلأ جسده ببقع الدم وآثار الكدمات والجروح التي خلفها حادث كان قد أصيب به. وقال إنه تم تحويله من مركز صحي بدر (60 كيلومترا من المدينة) منذ 3 أيام، مصاباً بكسر في الحوض. وحسب المواطن، فإنه يقوم بتنظيف الدم المتخثر على بعض الجروح بنفسه، و"لم يكلف التمريض نفسه إجراء تنظيف عام له". ويضيف "يضعون لي الطعام ويغادرون، مع علمهم بعدم قدرتي على تناوله دون مساعدة، ولولا تطوع بعض المرافقين في الغرفة لاكتفيت بمشاهدة الطعام".
ويجمع المرضى والمرافقون الذين التقتهم "الوطن" على معاناتهم من تردي أجهزة التكييف في المستشفى العام، مع عدم وجود ثلاجات تبريد في غرف وأجنحة المرضى، رغم ما يوجب ذلك من ارتفاع درجة الحرارة.
أما غرفة مرضى جماعية، بقسم العظام، فينوم فيها أحد المرضى في موقع وتجهيزات خاصة، منذ 3 سنوات، ويتحلق حول سريره مجموعة من المقاعد، بخلاف باقي الأسرة، ويقابل السرير جهاز تلفزيون مخصص له. وتدور أحاديث أروقة المستشفى حول تدخل وساطات في بقاء المريض طوال هذه الفترة، مع ما يتمتع به من تجهيزات.

معقووووول

شكرا لنقلك للموضوع


الأطلال

.




. . . لا حول ولا قوة الا بالله


هذا ما نستطيع قوله


كل الشكر لك أخي العاشق






مع محبتيlonely

هلا اخوي الاطلال ابي اقولك شي هذي شي قليل والله
وما خوفي اعظم

الله يسترنا من الأعظم

قولو أمييييين



الاطلال