27-07-09, 01:44 PM | #1 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
على طرف كنبةٍ متواضعة، في غرفة يعتبرها غرفة الاستقبال في حي "بربور"، جلس موسى أشقر (49 عاماً)، وهو يروي ممارسات الحكومة الصهيونيّة ضدّ من تبقّى من سكان "عكا" الفلسطينيين. ويقول إنّه يمنح وزارة الداخلية ودوائر التنظيم الصهيونيّة علامة مائة في المائة في تنغيص حياة العرب في مدينة عكا الساحلية، شمال فلسطين المحتلة عام 1948. وأضاف، فيما تحلّق أبناؤه أحمد ومحمود ومحمد من حوله: "البلدية اليهودية تنوي طردنا من بيوتنا، نحن أصحاب الأرض، وهذه شهادة تفوق للسلطات مع مرتبة الشرف في تنغيص حياة الفلسطينيين في عكا.. أهالي هذا الحي يحبون حيهم، لأنه المكان الذي ولدوا فيه، يعيشون فيه قبل 1948، لكن عدد السكان كان أكثر في السابق، رُحّلوا لأنه ليس ثمة رخص للبناء، وكذلك كل من طرد من عكا قبل 1948.. كل الوقت حاولوا أن نبدل أرضنا في مكان آخر، لكن رفضنا البيع والتبديل، هذه أرضنا وهذه بيوتنا"، كما قال. وتابع أشقر، في تصريحٍ لوكالة "قدس برس" أنّه: "منذ سنوات ونحن ننتظر خارطة هيكلية مفصلة حتى نبني بيوتنا بأيدينا، الآن أعدوا خارطة هيكلية للمنطقة، لكن ليس لصالحنا وليس لنا، بل من أجل إقامة سكة الحديد، وكذلك حي سكني جديد في المنطقة، بعد أن يتم هدم بيوت الحي، من أجل بناء 2800 وحدة سكنية لإسكان المستوطنين القادمين من غزة، والمستجلبين الجدد". وأضاف وسط تنهّداتٍ عميقة، تنمّ عن قلقه تجاه ما ينتظر سكان الحي: "الاقتلاع هواية في عكا، تمارس بالأساس ضد العرب، عند سكة الحديد، في حي بربور، في البلدة القديمة، وفي أماكن أخرى، المهم أن تحافظ المدينة على طابع يهودي". وأشار إلى أنّ: "حي بربور جميل، وأجمل ما فيه أنه في عكا، لأن عكا جميلة، وأجمل ما فيها أنها عكا، لكن هذا الجمال الذي يجعلك تنفصل من كل شيء، لأن لا شيء يقيد هذا المكان، إلا المخططات والخرائط الهيكلية، ومنع الناس من ممارسة حياتهم كما يجب". ويمضي للقول: "الحكومة (الإسرائيلية) استولت على أراضي الحاضرين والغائبين الموجودين في لبنان وسوريا.. هذه المضايقات من أجل أن نترك أرضنا وبيوتنا.. وعشان نطلع من أرضنا مرة من المرات قلتلهم خلونا زي الإنسان القديم، خلونا متحف يتفرجوا علينا الناس"، كما قال. في عكا يعرفون أشياء كثيرة، لكنهم أكثر ما يعرفون البحر وسورها. ترتبط عكا بالبحر أكثر من أي شيء آخر، لذلك يدخل البحر في حياة الناس في أشياء كثيرة، ليس في السباحة والسمك فقط.. فالبحر في عكا رمز لكل شيء تقريباً.. "أبوي قال إذا البحر برحل أنا برحل، أنا هون أحسن"، حسب قول أشقر. وأضاف: "عرضوا علينا أراضي وأموال ودور وبنايات، وأسكن وين ما بدّي، لكن ما قبلت أطلع من هون، توفي أبونا وهو يوصينا على الأرض". أما محمود أشقر (61 عاماً)، أحد سكان حي "بربور" في "عكا"، فيسكن في منزلٍ مغطّى بألواح صفيح قديمة جداً، وتآكل بعض أطرافها نتيجة قدمها، فيما غطاها الصدأ، في كلّ مكان، قال: "لا نستطيع أن نغيّرها، على الزينكو هذا رفعوا علينا شكوى، ورحنا على المحكمة، قالوا لنا ممنوع تغير لوح". أما علي قاسم رجب طاهر (31 عاماً)، فله قصة مختلفة، فقد تزوج منذ سنتين، وهو الآن يعيش عند أهله، أما زوجته فتعيش عند أهلها، ولهما طفل متنقل بينهما، ويقول: "نحن نسكن في بيوت، نتوقّع أنْ تسقط علينا بعد حين، بالكامل أو بالتقسيط.. سلطات الاحتلال تمنع الناس من سكنها أو ترميمها، حتى يتركوا المكان بإرادتهم". وأضاف: "أعمل حالياً على ترميم منزلٍ مكوّنٍ من صالون (2م× 2م) وغرفة نوم وحمام (3م×3م) ومطبخ (1.5م×1.5م) وشباك واحد.. احسبوها بالحاسوب". وتابع: "لا أستطيع أن أطلق عليه اسم بيت ولو قلت عنه خرابة فقد رفعت من شأنه". وأضاف: "أحسن شيء في عكا البحر، الناس بيرمو همومهم فيه، لأنّو واسع، كبير وبيحمل هموم كثير". ولكن هموم عكا أصبحت اليوم أكبر من البحر!!. أما العضو العربي في بلدية "عكا"، أحمد عودة، فيشير إلى أسلوبٍ جديدٍ لمواجهة الوجود الفلسطيني في مدينة عكا، بالقول: "بعد أنْ شعرت السلطات (الإسرائيليّة) أن مخططاتها فشلت في ترحيل السكان الفلسطينيين، لجأت إلى أسلوبٍ جديد يتمثل باستقدام المئات من المستوطنين المسلحين للسكن في مدينة عكا". وأضاف عودة في تصريحٍ خاص لوكالة "قدس برس"، أنّ سلطات الاحتلال تستغل العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة شفا عمرو والتي ارتكبها إرهابي من المستوطنين، وأسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين فلسطينيين من سكان المدينة، لتخويف المواطنين الفلسطينيين في مدينة عكا، حيث يشاهد المئات منهم في كل مكان من المدينة وهم يحملون أسلحتهم. وأضاف عودة أنّ الهدف من هذه الخطوة من جانب الحكومة الصهيونيّة، والمسؤولين اليهود في بلدية عكا، زيادة عدد اليهود في المدينة، إذ إن نسبة الفلسطينيين في المدينة، تصل إلى 38 في المائة من نسبة السكان، وهذه نسبة عالية بنظرهم، ولديهم مخطط لخفض هذه النسبة إلى 15 في المائة. وأشار إلى أنّ هذا المخطط الذي يجري تنفيذه في مدينة عكا، جزء من مخطط كبير لتهويد منطقتي الجليل والنقب الفلسطينيّتيْن، والتي لا توجد فيها أغلبية يهودية (49 في المائة يهود مقابل 51 في المائة عرب). وأوضح أنّ مدينة عكا تُعتَبر حجر الزاوية في هذا المخطط، باعتبارها عاصمة تاريخية واقتصادية منذ القدم، وحتى الآن. وأكّد أنّ المواطنين الفلسطينيين يتعرّضون لمضايقاتٍ كثيرة جداً، لإجبارهم على الرحيل، إذْ إنّ السلطات الصهيونيّة تعمل على تغيير كل شيء في مدينة عكا، وفرض الأمر الواقع على المواطنين الفلسطينيين، وإحدى هذه الإجراءات، إغلاق المحال التجارية أيام السبت، ومنع التجول، وهذا قد يؤدي إلى وقوع صدامات بين المواطنين الفلسطينيين والمتدينين اليهود. وأشار إلى أنّ المجموعات اليهودية الجديدة التي جُلِبَت إلى عكا، ذات طبيعة يمينية متطرفة، تسعى إلى خنق المواطنين الفلسطينيين، وسلبهم حقوقهم في كل مجالات الحياة. وأوضح أنّه يوجد في عكا اليوم 17 ألف مواطن فلسطيني، من بينهم 7 آلاف يسكنون في عكا القديمة، و10 آلاف في عكا الجديدة. وأشار إلى وجود مدرستيْن فقط في عكا للمواطنين الفلسطينيين، يوجد بهما حوالي 1500 طالب. وتعاني المدرستان من كثافة عالية في عدد الطلاب، كما أشار إلى ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المواطنين الفلسطينيين في عكا، والتي تتراوح بين 30 إلى 50 في المائة. وأضاف أنّ هناك مخططاً آخر، من خلال جلب عصابات الإجرام، وتجار المخدرات، إلى المدينة، التي تعاني من إهمال، حتى من جانب الشرطة الصهيونيّة، حيث انتشرت في المدينة آفات اجتماعية كثيرة، بسبب انتشار المخدرات والعنف، في ظلّ تساهل الشرطة المقصود مع عصابات الإجرام الصهيونيّة، فهي تضع مغريات كثيرة أمام الشبان العرب، من أجل أنْ يسيروا نحو الجنوح، وإفساد الشباب والمجتمع لعربي، وهذا جزءٌ من المخطط الصهيونيّ لإجبار المواطنين الفلسطينيين على الرحيل عن المدينة، خوفاً على أبنائهم. وأوضح أنّ هذا المخطط الذي استهدف المواطنين الفلسطينيين، انعكس على اليهود، إذْ إنّ تشجيع المجرمين وتجار المخدرات من قِبَل الشرطة لإجبار السكان الفلسطينيين على الرحيل، فشل في ترحيل العرب، وعلى العكس اضطر كثير من اليهود إلى الرحيل، بينما بقيَ العرب رغم المشكلات الاجتماعية الكثيرة، وصدق المثل القائل "من حفر حفرةً لأخيه وقع فيها،" إذ إنّ الشباب اليهودي هو الذي وقع في شباك المجرمين وتجار المخدرات، وفعلاً توجد هجرة يهودية واضحة من المدينة، مشيراً إلى أنّ من تبقّى من اليهود في المدينة هم من الذين لا يملكون إمكانيات مادية لهجرتهم، ولو كان ليدهم إمكانيات مادية لهاجروا. . |
||
27-07-09, 01:46 PM | #2 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
قصص البطولة والفداء
ومراحل العناء بالسجون الصهيوينه وأكّد أنّ المواطنين الفلسطينيين يعيشون في بيوت قديمة جداً، وعندما يريدون صيانتها يواجهون عرقلة ومماطلة من جانب السلطات اليهودية في المدينة، فيما يتعلق بإعطاء التصاريح اللازمة، إذ إنّ كلّ من يريد القيام بأعمال صيانة عليه أخذ تصريح من البلدية اليهودية. وأضاف أنّ البيوت في "عكا" القديمة متلاصقة، ولا يوجد متّسعٌ من الأراضي للبناء، مما يضطر السكان وخاصة الشبّان من الأزواج الشابة، على السكن خارج المدينة. وشدّد على أنّ الإجراءات الصهيونيّة لم تؤدّ إلى هجرة عربية من المدينة، بل على العكس هناك إصرار على البقاء فيها. وأشار إلى أنّ "عكا" التي أقيمت قبل 6 آلاف عام، على شاطئ البحر، بسورها ومساجدها ومواقعها الأثرية المعترف بها دولياً من قبل اليونسكو، هزمت نابليون، وهي قادرة على إفشال الإجراءات والمخططات الصهيونيّة الرامية لتفريغها من سكانها الأصليين. .عبد الله البكري يطير في سماء الحرية بعد ثمانية أعوام من الأسر صباح الرابع والعشرين من آب... أنهى عبد الله البكري استعداده للانتقال من عزل "أيلون" هذه المرة، إلى حضن والدته التي حرمت من زيارته في العامين الماضيين في مدينة البيرة.. وقبل إطلاق سراحه بقليل أعدت له إدارة السجن وداعاً يليق بحجم "خطورته" كما قالوا، كبلوه بثلاثة قيود، "وضعوا واحداً في يداي وثانياً في قدماي، وآخرا قيدت به مع أحد الأسرى الجنائيين المطلق سراحهن في ذات اليوم" يضيف عبد الله البكري... قالوا رداً على اته: "هذه معاملة خاصة، نظراً لخصوصية وضعك الأمني". وقد يجانب حديث إدارة سجن "أيلون"، الذي يعزل فيه نحو 50 أسيراً أمنياً فلسطينياً تحت سقوفٍ آيلة للسقوط، شيئاً من الحقيقة، فعبد الله البكري (32 عاماً) من مدينة "البيرة"، يعتبر من القيادات القسامية البارزة، والتي نشطت في العمل العسكري والتنظيمي ضدّ الاحتلال في وقت مبكر، ويسجل للبكري مشاركته في العمل الجهادي منذ نعومة إظفاره مع ثلة من القيادات التي غدت رموزاً في سجل المقاومة أمثال الشهداء محيي الدين الشريف وعماد وعادل عوض الله. بداية مبكرة: ولد البكري في مدينة "البيرة"، لعائلة محافظة في الرابع عشر من نيسان 1973، والتحق بدعوة الأخوان المسلمين كبداية حقيقية وفعلية منذ العام 1980.. يقول مستذكراً: "كانت بداية مبكرة نوعاً ما، حيث كنت أرتاد المسجد منذ صغري، وأذكر أنني كنت في السابعة عندما رحت أتتلمذ على أيدي شيوخٍ كرام، كان لهم أعظم الأثر في تربيتي وتنشئتي على دعوة الأخوان المسلمين".. ويضيف البكري أنّ عمل الأخوان في تلك الفترة كان يوصف بالصعب وسط ظروفٍ ومعيقات كبيرة حاربت الفكر الإسلامي وأرادت إخماده. ومع تقدم السنوات، بدأت "مرحلة الإنتاج" كما أسماها البكري، حيث استطاع إنهاء دراسته الثانوية والالتحاق بمعهد "قلنديا" والحصول على دبلوم في الكهرباء، ومن ثم بدأ مشوار العطاء والعمل الفعلي، وفي تلك الفترة وبالتحديد في تشرين الثاني عام 95 عرف البكري تجربة الاعتقال الأولى. يقول: "اعتُقِلت من منزلي وحينها كنت شاباً في الثانية والعشرين من عمري وعلى الفور تم تحويلي إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر بعد أنْ وجّهت بحقي تهم الانتماء والنشاط في حركة حماس". مرحلة العمل الأصعب.. بعد الإفراج عنه، كانت شخصيته قد ذهبت بعيداً في التعمق بفكر الجهاد والمقاومة، وبالنسبة لشابٍ مثله كان لتجربة الاعتقال الأولى تأثيرها الهام على سلوكه المستقبلي وخياراته الجهادية، على الرغم من صعوبة الظروف التي أحاطت بعمل حركة "حماس" بالذات في تلك المرحلة، حيث يقول: "كانت ظروف العمل صعبة جداً، وللأسف كانت المواجهة بالنسبة لنا على أكثر من جبهة، جبهة الأعداء وكذلك جبهة الأخوة وأقصد بها الأجهزة الأمنية في السلطة"، ويضيف: "كنت أتوقع الاعتقال من أقرب المقربين إليّ وليس فقط من اليهود". ويحاول البكري بعد ثمانية أعوام قضاها في الأسر وفي الأيام الأولى للإفراج عنه تذكّر مرحلة العمل الأولى، يقول: "في الأعوام الأخيرة قبيل اعتقالي الأخير عام 97، بدأت نشاطات الحركة بالتوسع، والانتشار في معظم مناطق الضفة والقطاع والقدس، وقد راحت تتنوع أيضاً بين العمل الجماهيري ولكن بشكلٍ محدود بسبب استهداف عناصر الحركة، وبين العمل العسكري المقاوم في إطار كتائب عز الدين القسام". الاعتقال... قبل 8 سنوات: وبعد فترة من العمل في إعداد العبوات الناسفة، وصناعة المتفجرات، من خلال استفادته لدراسته في مجال الكهرباء والتعاون مع عددٍ من المهندسين المميزين في هذه الصناعة، تعرّض البكري للاعتقال بعد أنْ كان يشعر بذاته أنّ الأمر ليس بعيداً وأنّ القضية مسألة أيام فقط، يقول: "كنت عائداً من مدينة الخليل إلى رام الله، عندما صادفتني قوة عسكرية صهيونية في كمينٍ بالقرب من أريحا، وعرفت حينها بأنني المستهدف، وتمّ تحويلي للتحقيق في معسكر عوفر الذي لم يكن معتقلاً في حينها".. وهناك التقى البكري باثنين من الضباط هما مسؤولي المخابرات في رام الله والبيرة، وبدأ التحقيق على الفور، "كانت أياماً صعبة لا يمكن وصفها" يقول البكري. ثلاثة أشهر... 24 ساعة!! فبعد احتجازه لفترة بسيطة في "عوفر" تم تحويله إلى مركز التحقيق في "المسكوبية" لتبدأ رحلة من التعذيب استمرت ثلاثة أشهر، "استعملوا خلالها معظم أشكال التعذيب النفسية والجسدية المتعارف عليها" يضيف البكري، وخلال هذه الفترة تركّز الحديث عن رجلٍ "خطير في حماس"، ويمكن وصفه "بقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة"، وبناء على ذلك "ذقت مرارة الشبح والضرب والهز العنيف، ولم أعرف معنى النوم لفترة زادت عن العشرين يوماً"، يقول البكري. ويضيف: "بالرغم من ذلك، لم يكونوا يطيلوا فترات الشبح مثلاً، لأنهم أرادوا أنْ يروني مستيقظاً لأكون قادراً على الإجابة على استفساراتهم بغية انتزاع الاعتراف مني" وكان التحقيق يستمر بصورة متواصلة 24 ساعة، "أذكر أنّ نحو عشرة محققين كانوا في الغرفة وكانوا يتناوبون على استجوابي" يتابع البكري. وبحسب البكري فإنّ التهم هذه المرة كانت تدور حول "شراء المواد المتفجرة وإعداد العبوات الناسفة، وإيواء المطادرين والعلاقة مع كبار المطلوبين أمثال المهندس محيي الدين الشريف والأخوين عوض الله، وكذلك الشهداء نسيم أبو الروس وجاسر سمارو وآخرين من نابلس، بالإضافة إلى الانتماء لكتائب عز الدين القسام". العودة إلى التحقيق... واغتيال الشريف بعد ثلاثة أشهر، تمّ تحويل عبد الله البكري إلى سجن "مجدو"، وبعد نحو 20 يوماً تفاجأ بقرار من المخابرات الصهيونية إعادته إلى التحقيق مرة، "وكنت أظن أن هذا الكابوس انتهى فعلاً"، يقول. وهذه المرة كانت بعيد اغتيال المهندس محيي الدين الشريف، الأمر الذي كان يجهله عبد الله البكري الصديق الأقرب للشريف، يقول: "بعد ثلاثة أيام من اغتيال الشريف، عرفت بالأمر، أحضروا لي صحيفة نشرت تحقيقاً عن العملية، وقالوا لي (هذا رجلك الأول أليس كذلك؟)". يضيف البكري: "لم أستطع التعرف على شخصية المهندس، فقد كانت الصورة المنشورة له بعد اغتياله في حالة تشوّهٍ كاملٍ لا يمكن التعرف عليه من خلالها"، ولكن المحقّقين لم يطيلوا الأمر عليه.. "إنه محيي الدين الشريف رفيق دربك" أخبروه. كان للأمر وقع المصيبة على نفس عبد الله البكري، الذي تحمّل شهوراً من التعذيب بغية حماية صديقه المهندس، "رحت أصرخ بأعلى صوتي، وأشتمهم جميعاً.. كان للخبر وقع الصاعقة عليّ، ولم أصدّقه"... بعد ذلك أخبره المحقّقون: "لقد كان لدينا حساباً طويلاً مع هذا الرجل، وكان مسؤولاً عن قتل العشرات من اليهود، واليوم أغلقنا هذا الحساب، وقمنا بتصفيته". يضيف البكري: "هذا الاعتراف من المحقّقين أنفسهم يفنّد مزاعم البعض من الصهاينة ومن قِبَل بعض العناصر في السلطة بأنّ محيي الدين الشريف قتل بتدبير من الأخوين الشهيدين عماد وعادل عوض الله... لقد كانت محاولة فاشلة للتغطية على ضلوع (إسرائيل) في العملية لأنهم كانوا يعلمون أنّ الرد القسامي سيكون قوياً ونوعياً". ومع تقدّم سنوات الاعتقال الواحدة تلو الأخرى، ظلّ الشريف الصورة الأكثر ترداداً على خاطر عبد البكري في أكثر أيامه صعوبة، ولم يجدْ وجهةً بُعَيْد إطلاق سراحه سوى قبر المهندس محيي الدين الشريف في مقبرة الشهداء بمدينة "البيرة"، وقف مطوّلاً، وهو الذي لم يتصوّر أنّ هذا سيحدث يوماً ما بعد أمنيتهما المشتركة في الشهادة معاً، قرأ الفاتحة ومضى . |
||
27-07-09, 01:48 PM | #3 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
تنقّلات... وذكريات بعد الإفراج عنه، روى البكري لنا مسيرة أعوام طويلة في الأسر.. "بدأت الرحلة من سجن رام الله، ثم إلى مجدو في الفترة الأولى" يقول البكري... ومن هناك تنقّل البكري في معظم المعتقلات السجون المركزية. ففي العام 2000 وبعد ثلاثة أعوام من الاحتجاز موقوفاً تلقّى البكري حكماً بالسجن لمدة ثمانية أعوام، بعد عدة صفقات عقدها المحامي بغية التخفيف من حكمٍ بدأ بـ25 عاماً وراح يتناقص تأجيلاً بعد آخر حتى وصل إلى ثمانية أعوام، "لقد كانت منّة من الله تعالى وأحمده الذي يسر لي هذا الأمر" يقول البكري... قبل ذلك نُقِل البكري إلى سجن عسقلان، "كانت التجربة أشدّ سوءاً بحيث لا يمكن وصفها"، يروي البكري، ويتابع: "في تلك السنة أفرجت سلطات الاحتلال عن أعدادٍ كبيرة من الأسرى ولم يتبقَّ في السجون سوى 1300 أسير وصفتهم (إسرائيل) بالخطيرين". بعد هذا الإفراج ساد عند البكري وزملائه في الأسر نوعٌ من الإحباط، "شعرنا أنّنا مغيّبون ومنسيّون، وكان الاهتمام بقضيتنا ضعيفاً من قِبَل السلطة ومن قِبَل الفصائل نفسها أيضاً". كان الأسرى هناك يعتقدون أنّ السلطة ستقوم من خلال المزيد من الجهود "بتبييض السجون" كما قال البكري، لكن ما حدث فيما بعد أنّ وضع الأسرى ازداد تفاقماً دون أنْ يسترعي ذلك اهتمام أحد. وبعد مضيّ ثلاثة أعوام على نقله إلى عسقلان، حُمِل البكري إلى بئر السبع... "من عسقلان إلى بئر السبع ثم نيتسان والمعبار وهداريم والنقب ومجدو ثم أخيراً إلى العزل في أيلون"، هكذا روى البكري رحلة تنقلاته المستمرة، "لم يريدوا أنْ نشعر بعنصر الاستقرار، لذلك كانت التنقّلات مفاجأة وسريعة ودون مبرر"، وخلاله مروره بكلّ هذه "المسالخ والمقابر كما دأب الأسرى على تسميتها"، كان البكريّ شاهداً حيّاً على مآسي يعيشها الأسرى بعيداً عن الإعلام، وعن دعمٍ حقيقي "على الأقل لتحسين ظروفهم المعيشية وليس لإطلاق سراحهم". مرضى.. ومقموعون.. في "عسقلان": في "عسقلان" كما في معظم السجون "كنت أعيش مع شبانٍ يعانون من الأمراض المزمنة وبحاجة ماسّة للعلاج، ولا تقدّم لهم سوى (الحبة السحرية)، حبة الأكامول المسكّن" يقول البكري، ويضيف: "كنّا نظنّ أنّها بالفعل سحرية حتى وصلنا لقناعة أنها تشفي من كلّ الأمراض". العشرات ممّن أصيبوا بأمراضٍ داخل السجون أو ممن تفاقمت أوضاعهم الصحية بعد الاعتقال، لم يجدوا استجابة، لا من إدارة السجون ولا من قِبَل المؤسسات الحقوقية التي لا تملك سوى المناشدات والات. "كنت قد أصِبْت عام 93 برصاصةٍ في قدمي أثناء مواجهاتٍ مع جنود الاحتلال في رام الله، وفي السجن كانت آلام الإصابة غير الشافية تعاودني من حينٍ لآخر، ولم أجد أيضاً سوى المسكن.. كنّا نقول الله هو الشافي يغنينا عن دوائهم بإذنه". في "هداريم"... "وأذكر أنّنا كنّا في هداريم عام 2002، شنّت إدارة السجن حملةً ضدّ الأسرى بعد أنْ رفض الأسرى قرار مديرة السجن بإضافة برش ثالث لكلّ زنزانة يقبع فيها أسيرن، حيث إنّ هذه الزنازين لا تتسع لأكثر من شخصين، كان ما يسمّى اليوم بوزير الأمن الداخلي جدعون عيزرا قد قام بزيارة للسجن، وبناءً على ذلك أوصى بنفسه بإضافة البرش الثالث.. (إنهم قتلة ومجرمون ويستحقون الموت) قال بالحرف الواحد يومها".. وعلى إثر الأسرى استقدمت إدارة "هداريم" فرقاً من جنود وحدة " نحشون" المعروفة بشراستها، وبدأوا بحملةٍ من الضرب ورش الغاز، "لا زلت أذكر كيف هجموا علينا بوحشية، وفرضوا ما أسموه بالقرار الوزاري علينا إجبارياً". في صحراء النقب أمّا في النقب، فحدِّث ولا حرج، "هناك ستعيش مع المرضى بشكلٍ جماعي، الكلّ يعاني من مشاكل صحية، وظروف السجن بائسة جداً، في الصيف الحرارة لا تطاق، وفي الشتاء موعدٌ من بردٍ لا يحتمل، عدا عن عدم توفر الخدمات نهائياً".. وتذكّر البكري "كاسة الشاي" وضحك: "من أجل أنْ نُعِدّ كوباً من الشاي في النقب نحتاج لأكثر من ساعة من النفخ وتجميع الحطب، وإشعال النار الخفيفة التي لا تلفت نظر الجنود.. ما بالكم إذا أردنا الطبخ؟؟.. الأمر يحتاج إلى يومٍ بطوله!". في عزل "أيلون"..في عامه الأخير في الأسر لم يكنْ عبد الله البكري ممّن يحتسبونه عاماً بعد آخر، "لم أعِ أنني عشت ثمانية أعوام في السجن، لأنّ حياة الأسير في سجون الاحتلال كلّها عمل ودأب ونشاط وتعلم، وقد استثمرت وقتي في القراءة والتعلم وأتقنت اللغة العبرية، وحفظت ما تيسر من القرآن الكريم"، وفي آذار من العام 2005 نقل البكري مع خمسين أسيراً من سجن "مجدو" إلى العزل في سجن "أيلون" بالرملة.. يقول: "أخبرتنا الإدارة في مجدو أننا سننقل إلى النقب تمهيداً للإفراج عنا، لذلك قمنا بتوزيع أغراضنا وملابسنا على الأسرى المحتاجين، وصعدنا للحافلات دون أمتعة"، ولكن بعد ساعاتٍ اكتشف الشباب أنّهم منقولون إلى العزل في "أيلون"، وبالذات في قسم 8 وهو السجن الذي أصدرت ما تسمى "بالمحكمة العليا الصهيونية" قراراً بهدمه لعدم صلاحيته للعيش الآدمي ولأنه يشكّل خطورة على المحتجزين فيه. هناك، تفاجأ البكري ومن كان معهم، أنّ لا شيء بحوزتهم، سوى صراخ الجنود وتهديدات الإدارة بقمعهم، "وعندما اجتمعنا مع ضابط السجن أخبرنا أنهم سيمكثون هنا لشهرٍ واحدٍ فقط ومن ثم سيُفرَج عنهم"، بعد شهرٍ أطلقت مصلحة السجون سراح ستة أسرى انتهت محكوميتهم فعلياً من بين خمسين أسيراً، وتركت الباقي تحت أسقفٍ آلية للسقوط، "كانوا يضعون الدعمات الحديدية تحت السقف حتى لا يقع علينا" يقول البكري، ويضيف: "لم تتوفّر لدينا أيّ وسيلةٍ للطبخ، لذلك كنا نضطر للأكل مما يقوم السجناء الجنائيين بإعداده من طعام، على الرغم من سوئه وعدم صلاحيته، إلا أننا كنا مجبرين، إذْ لا يوجد حتى كانتينا كي نشتري منها طعامنا".. أمّا المياه، "لقد رأيت بأم عيني الحشرات والديدان تتراقص فيها"، ولم يكنْ لدينا من خيارٍ سوى غليها قبل شربها.. هذه صورة مصغرة" يقول البكري، "وما خفي كان أعظم".. محنة وابتلاء.. رغم ثباته وصفاء ذهنه طيلة أعوام الأسر، يقول البكري: "إنها محنة... وهي فضل من الله تعالى، فالإنسان بغير المحنة والابتلاء يظلّ فكره ناقصاً وشخصيته غير مكتملة... والابتلاء يعلمنا كيف نقوى على كلّ ما يستعصي علينا، ويقرّبنا أكثر من الله، ويجعلنا ندرك أنّنا على الطريق القويم".. وينهي: "على الإنسان غير المبتلى أنْ يبحث في قلبه، وأنْ يسأل نفسه... فالأصل أنْ يبتلينا الله، كي يعرف مقدار إيماننا وثباتنا.. أسأل الله أنّني كنت من الصامدين الثابتين على الحق ودعوته". |
||
27-07-09, 01:51 PM | #4 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
أبناء الشهيد تلاحمة: ارتقاء مميّز لصهوة المجد والتفوق رغم مرارة اليتم والفراق لم أملك نفسي أمام هذه الخنساء الصغيرة، حتى ضممتها إلى صدري وقبّلتها ووضعت يدي فوق رأسها أذكر اسم الله العظيم. عندما جلستْ قبالتي قالت إنها تذكر والدها جيّداً وأصرّت على أنّ والدها طويل القامة، يعانق شعاع الشمس يطوّق سور القدس... يرفع بيده القبة وبيده الأخرى قبض النفس... ثم وازن بينهما، فرجحت ذرة تراب من القبة فصاح يا أبناء يعرب... لو أنّ لي مليون نفس... لأزهقتها لأجل القدس... لأجل القدس.. هذا ما نطقت به عيون سكينة صالح تلاحمة ابنة الـ(9) سنوات عندما تحدّثت بجرأة الخنساوات عن والدها وأصرّت على أنها لن تكون إلا مثله. أشبالٌ من ظهر أسد: لم يلتحقْ مصعب صالح محمود تلاحمة (15 عاماً) هذا العام بالمخيّم الصيفي أسوةً بكلّ التلاميذ أمثاله، فهو مشغول بنقل الباطون خلال الإشراف على بناء منزله المتواضع ليضمّ أسرته المكوّنة من 8 أفراد حيث أصبح هو المعيل الوحيد للأسرة بعد استشهاد والده الذي كان وحيداً لوالديه.. ويقول مصعب، ابن قرية "البرج" التي تبعد عن مدينة "دورا" حوالي 28 كلم، إنه يشعر بالمسؤولية نحو شقيقه الوحيد وأخواته فهو يقوم على خدمتهم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. ومصعب هو أحد طلاب الصف التاسع في مدرسة البرج الثانوية التي تعانق قممها الشامخة الحدود الفلسطينية المحتلة عام 1948 وتشتهر بالمواقع الأثرية القديمة وأشجار الصبار التي لا تفارق ناظر الزائرين وقلوب العابرين. خلال العام الدراسي المنصرم حصل مصعب على معدل (96%) وكان الأول على صفه. وتقول عمته إنّه "لا يدرس كثيراً على المواد المطلوبة وأعتقد أنّه لو درس سوف يحصل على معدّلٍ أعلى من ذلك".. ويحبّ مصعب أنْ يقتدي بوالده الذي شاهده آخر مرة قبل ما يقارب الثلاث سنوات، كان ذلك قبل استشهاده بسنة ونصف، ويقول مصعب إنّه سيكون مقتدياً بهذا الأب المثالي ما دامت الشمس ساطعة وما دام النهار يتجدّد... وعن آخر لقاءٍ له مع والده الشهيد طالبه أنْ يكون نموذجاً حياً في التعامل الحسن حتى يكسب قلوب الناس ومشاعرهم. ويحبّ مصعب مسجد قرية "البرج" الذي سُمّي على اسم والده (مسجد الشهيد صالح)، وكان الله قد منَّ على الشهيد صالح وحيد والديه بالشهادة في تاريخ 1/12/2005م بعد مطاردةٍ مريرة استمرت لسنوات طويلة حيث كان من رفقاء الشهيد يحيى عياش. ويقول مصعب إنّ الله أعطى والدي كرامة في اليوم التالي لاستشهاده حيث خرجت رائحة المسك ترافقها إشعاعاتٌ صغيرة من قبره خلال توافد المواطنين لزيارة قبره في بلدة "البرج" وقد شمّ الآلاف هذه الرائحة حتى أنّ قبره أصبح شبه مزارٍ يسير إليه المواطنين مئات الكيلومترات حتى يشاهدوا هذه الكرامة. ويضيف مصعب: "عندما شممت رائحة المسك شعرت بقيمة والدي الحقيقية وشعرت بقرب الجنة والمنزلة التي وصل إليها، وشعرت بحالةٍ من الفرح والحزن معاً.. فالفرح كان بسبب الكرامة والحزن لأن والدي استشهد ولم يبقَ لنا إلا وجه الله". ويفضّل مصعب الشخصيات القيادية في حماس وخاصة الشهيد أحمد ياسين ويحيى عياش والرنتيسي وصلاح شحادة.. كما يحب الأستاذ محمد المصري مدرس التربية الإسلامية في مدرسة البرج والشيخ عادل عمايرة مدرس تحفيظ القرآن الكريم، ويكنّ الاحترام لكافة المدرسين، ويحفظ مصعب ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم. ويحبّ هواية الرياضة والحاسوب كما أنّه يعمل كمنشدٍ مع فرقة "الأبرار" للنشيد الإسلامي، وهي فرقة ناشئة في القرية، ويحبّ فرقة "الوعد" للفن الإسلامي.. ويقوم مصعب بالمشاركة في الحفلات والمناسبات الدينية والأناشيد. ويقود الفعاليات التي ينظّمها الطلبة في البلدة في حال وجود مناسبات وأحداث سياسية. ويفضل مصعب أن يصبح مهندس إلكترونيات، وهذا هو نفس التخصص الذي كان يحمله والده الشهيد. إسراء والزهد اللامتناهي: كذلك الحال كان حديثنا رائعاً مع إسراء، البنت البكر للشهيد صالح تلاحمة، وقد مكثنا فترةً ونحن نقنعها أنْ تقف أمام الكاميرا، حيث رفضت في البداية لأنّ قناعاتها تأبى ذلك.. وإسراء هي من مواليد 1/1/89 ترفيع الصف الأول ثانوي علمي وقد حصلت على معدل 97.5% وهي الأولى على صفها. وتتحدّث إسراء بوعيٍ وثقافة تفوق عمرها وتحبّ أنْ تصبح مهندسةً مثل والدها الشهيد. وتقول إنّها شاهدت والدها الشهيد، كانت في الصف الثامن، وأوصاها بالعطف على إخوانها وتوفير الأجواء الهادئة لهم ومساعدة أمّها والالتزام بالزي الشرعي والصلاة. وتعتز إسراء بوالدها وتسأل الله أنْ يشفعه فيها.. وتقول: "بالرغم من أنّ الرجاء انقطع بيننا فما زلنا نحلم ونحلم بالجنة ولقاء والدنا". وتحبّ إسراء كافة المدرّسات دون استثناء، وتحبّ من الشهداء الياسين والرنتيسي والعياش. وتقول إنها شاهدت العياش وكانت صغيرة عندما زارهم في بيتهم في البرج وكان وقتها يدرس في جامعة "بوليتكنك فلسطين" مع والدها، وقد قام بإهداء العائلة صورةً مبروزة للحرم الإبراهيمي ولا زال البرواز موجوداً حتى الآن.. وتقول إسراء إنّ ذلك كان كالحلم ولكنه مغروس في الذاكرة. وتحبّ إسراء شخصيات الرنتيسي والياسين ومشير المصري وإسماعيل هنية والزهار وسامي أبو زهري وخالد مشعل وعبد الباري عطوان. وتفتخر إسراء بأنّ والدها كان يفضّل الوطن على كلّ شيء وتلتمس له عذراً في ذلك، فمنْ يعرف فلسطين يجعلها تتربّع على قمّة عمره.. وتنهي إسراء قائلة إنّ الجهاد يكون فرض عينٍ على كلّ مسلم ومسلمة إذا احتُلَّ شبرٌ من أرض فلسطين. طبيب عيون: وكذلك الحال مع محمد صالح محمود تلاحمة، الشاب الصغير، الذي يجلس مستنداً إلى المقعد يضحك بتقاسيم ملائكية.. وقال لنا محمود إنّه حصل على معدّل 97.2% وهو أحد الطلاب المتفوقين في مدرسة البرج الثانوية. ويرغب أنْ يصبح طبيب عيون حتى يعالج أبناء بلدته.. ويقول محمود لمن يشفق عليه: "صح أنا يتيم، بس أبي شهيد ويا ريت كل الآباء مثل أبي". أمّا سكينة، فقد كان بالنسبة له الشيخ رائد صلاح هو الشخصية المحبوبة لأنّه وبحقّ رجل الأقصى. وتدرس سكينة (9 سنوات) في مدرسة بنات البرج الثانوية في الصف الخامس، وقد حصلت هذا العام على معدل 98% وتفضل أنْ تصبح طبيبة جلدٍ كي تعالج شقيقها محمد من الصدفية، وهي الأولى على المدرسة. وتقول سكينة إنها تتذكّر والدها في آخر مرة زارته قبل ما يقارب الثلاث سنوات وقد حملها والدها وداعبها وأوصاها بالصلاة والهدوء.. وتضيف: "أنا لا أحزن لأنّ والدي شهيد وسوف يشفع لي". وتُوجّه تحيّتها للقائد خالد مشعل وتقول له: "أني أحبّك في الله"، وكذلك بالنسبة لرائد صلاح. وتوجّه لهما أيضاً برقية شكرٍ لأنهما يدافعان عن الأقصى والقدس والديار الفلسطينية. كما تحبّ الشهداء جميعاً وخصوصاً الياسين والرنتيسي وكافة القادة الذين استشهدوا، وتقول لكلّ الناس في حماس إنها تحبهم وتفديهم. أمّا كتائب (12 سنة)، فهي تدرس في مدرسة بنات البرج الثانوية ترفيع سابع وقد حصلت على معدل 97.6% وهي تحبّ كافة القادة والشهداء وتطيع أمها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. وتقول كتائب إنّها شاهدت والدها عندما كانت في الصف الثالث وهي تعمل على تنفيذ وصيته. وتقول إنّ قرية البرج جميلة جداً وتشتهر بأشجار الصبار وهي شامخة جداً، يوجد بها قلعة القائد صلاح الدين الأيوبي الذي جاء إلى القرية إبّان الفتوحات الإسلامية ومكث فيها ثلاثة أيام. الشهيد صلاح تلاحمة: وكانت قوات الاحتلال قد قتلت الشهيد صالح تلاحمة في شهر 12/2003 خلال وجوده في مبنى سكني في مدينة رام الله حيث داهمت منزلاً كان يمكث فيه القائد القسامي إبراهيم حامد والذي نجا من الموت بأعجوبة، واستشهد مع صالح كلاً من حسنين رمانة وسيد الشيخ قاسم، وهما من قادة القسام المعروفين.. وترك شهيدنا أبناءه الخمسة وكان وحيداً لوالديه وقد بدأت مطاردته بعد اغتيال الشهيد القائد يحيى عياش الذي كان رفيقاً له في العمل العسكري والدراسة والشهادة . |
||
27-07-09, 01:53 PM | #5 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
عائلة المجاهد المطارد منير الحروب ...
أبناء متفوقون رغم مرارة المطاردة وقفت( رهام) منير الحروب، أربع سنوات، تحاجج أمّها حول شخصية والدها وسألتها: "لماذا لا يأتي أبي إلى البيت مثل عمّي؟؟؟"، وسألتها: "بابا يشبه مين؟؟".. وكانت وقتها تقف أمام حافلة باص وعندما نزل منها رجلٌ لا تعرفه (أم معاذ) ركضت رهام نحو أمّها وقالت لها: "ماما هل هذا هو بابا". هكذا تختلط الأمور أمام أطفال الشابّ الهادئ الذي اختفت معالمه من ذاكرتهم.. فمنذ 6/4/2001 خرج منير الحروب من منزل عائلته بعد الاجتياح الأخير لمدينة "دورا" في محافظة الخليل ولم يعدْ ولم يشاهده أحد... ويحلم أطفاله الخمسة: معاذ وأريج وولاء وعبد الحميد ورهام، بأن تلتقي عيونهم بعيون من سهروا على حدود الوطن أملاً أنْ يعود الوطن. فلا هم عادوا ولا عاد الوطن، وظلّت القلوب الصغيرة دامية متعلّقةً بالنوافذ والأبواب تنتظر من يحضنها ويهدهد ضلوعها الغضة. ولا كلّ الأُسَر.. لم تعشْ المواطنة عبير مشارقة، زوجة المطارد منير الحروب، يوماً واحداً بدون مراقبة الشارع تحسّباً من قدوم الجيش للبحث والتفتيش عن منير. فمنذ اليوم الأول لزواجها كانت دوريات الاحتلال تبحث عن زوجها لاعتقاله، وفي إحدى المرات تقول أم معاذ استدعاها ضابط المخابرات الصهيونيّ المدعوّ "هيرز"، وكانت حاملاً في الشهر التاسع، وقام بإخضاعها للتحقيق وأمر باعتقالها لعدّة ساعاتٍ بهدف الضغط على زوجها ليسلّم نفسه. وتضيف أنّ ضابط المخابرات أخذ يهزأ بها ويقول لها: "شو عاجبك في هالجوازة؟ هيك أحسن لا تشوفيه ولا يشوفك؟!"، ولما قالت له "هذا أمر يزيدني شرفاً"، قال: "سأجعلك تندمين وسأقتله لك"، فقالت له: "شرفٌ آخر نرتفع إليه ندخل به الجنة بلا عذاب". وعلى ذلك الحال ظلّت المواطنة الحروب تتنقل من مكانٍ إلى آخر ومن بيتٍ إلى آخر حتى بلغ بها الأمر أنْ تسكن أكثر من 20 منزلاً خلال أشهر قليلة خلال مطاردة زوجها إبّان قدوم السلطة الفلسطينية. اعتقالات السلطة: وتقول أم معاذ إنّ منيراً اعتُقِل أكثر من خمس مراتٍ لدى الاحتلال الصهيوني، أمضى معظمها أحكاماً إدارية، واعتُقِل لدى السلطة الفلسطينية وأضرب عن الطعام لدى السلطة في سجن أريحا لمدة خمسين يوماً، وكان معه في المعتقل الشهيد القائد عبد الله القواسمي، والمعتقل في سجون السلطة هشام الشرباتي، وكان سبب الإضراب حتى يتمّ نقلهم من سجن أريحا إلى معتقل الخليل (العمارة) سيئ الصيت لتخفيف المعاناة عن أطفالهم من عناء السفر. وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة كان يعيش يوماً مع أطفاله وأياماً في المطاردة، حتى إنّ أطفاله لا يستطيعون قط تمييز صورته. وتقول أم معاذ إنّ سلطات الاحتلال وجّهت لـ"أبو معاذ" العديد من التهم بناءً على اعترافاتٍ من معتقلين، وقد تراكمت عليه الاعترافات باعتباره نقطةً محروقة ولم تقدم ضدّه اتهاماتٌ بناءً على اعترافاتٍ منه. ويبلغ أبو معاذ من العمر 36 عاماً وله من الأبناء معاذ وهو في الصف الثالث ابتدائيّ، وأريج في الصف الثاني الابتدائي، والتوأمان عبد المجيد ورهام 4 سنوات، وولاء 3 سنوات. الأمل معدوم: ويقول معاذ (10 سنوات) إنّه فقد الأمل في أنْ يلتئم شمل عائلته مرة أخرى، ويطالب السلطة الفلسطينية أنْ تعمل بجدٍّ من أجل تأمين حياةٍ طبيعية لعائلات المطاردين.. وتقول الطفلة أريج لوالدها: "نحن بخير يا أبي.. انتبه لنفسك"، وتطالب "أبو مازن" بالإيفاء بوعده للمطاردين وأنْ يؤمّن لهم منطقة آمنةً يسكنون فيها حتى يتسنّى لهم لقاء والدهم. وتقول لوالدها أنْ ينتبه لنفسه ويحذر من غدر الغادرين. وتقول إنّ معدّلها لهذا العام ممتاز جداً، وهي متفوّقة في دروسها ولا ينقصها سوى مشاهدته، وأن يقوم هو بتدريسها دروسها وتربيتهم أو حتى يضربهم.. ويضيف معاذ أنه أيضاً متفوّقٌ وقد حصل على تقدير ممتازٍ وهو من الأوائل في مدرسة الرازي الأساسية في مدينة "دورا"، ويَعتبِر معاذ والده قدوةً له بالإضافة إلى الأستاذ خليل أبو مقدم. ويقول معاذ لوالده: "لا تقلق يا والدي، نحن متفوّقون وبالرغم من عدم وجود أملٍ في حماية السلطة لوالدنا".. ويحب معاذ أنْ يصبح مستقبلاً متخصّصاً في مادة الكيمياء مثل والده ويحبّ القائدين الشهيدين الياسين والرنتيسي وكافة شهداء فلسطين. وتضيف أريج (أختنا في الله كما قالت) إنّها تنصح السلطة عدم إراقة الدماء، أمّا عبد المجيد منير الحروب (3 سنوات) فهو يريد أنْ ينتمي لحركة حماس.. وتقول أم معاذ إنّ عبد المجيد لا يحب أن يذكر أحداً كلمة الحروب أمام الجيش الصهيوني حتى أنّه يعتقد أنها مطلوبة للجيش، وأنها سبب قدوم الجيش باستمرارٍ لتفتيش منزلهم. مراقبة المنزل: وتقول أم معاذ إنّ البيت مراقبٌ باستمرار وتشعر طوال أربعة وعشرين ساعة أنّ هناك أناساً يراقبونهم، حتى أثناء ذهابها للجامعة تشعر بأنّ فتياتٍ يراقبنها ويتنقّلنَ خلفها من مكانٍ إلى آخر. وتضيف: "في كثيرٍ من المرات كان الجيش يفاجئنا ويدخل المنزل ويُجري تحقيقاً معنا وخاصةً أنا والصغير معاذ، بالإضافة إلى (أبو منير)".. وتوجّه أم معاذ رسالةً للسلطة الفلسطينية تقول فيها: "لماذا لا تعمل بجدٍّ على توفير الأجواء الآمنة للمطاردين ولماذا بقيت قضيّتهم عالقة حتى الآن؟!".. وتوجّه كلامها لـ(أبو معاذ) وتقول: "نحن بخير وعافية ولا تقلق علينا، إنّ الله يتولّى الجميع والله يتقبّل منّا جميعاً" . |
||
27-07-09, 01:55 PM | #6 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
الشيخ المحرر محمد أبو طير .
وحكاية 25 عاماً في الأسر رام الله ـ خاص السابع من حزيران، كان اليوم الأول لأروى في امتحان الثانوية العامة.. وها هي أروى التي بذلت طوال العام جهوداً كبيرة لتحقيق نجاح متميز، تجد نفسه في اليوم الأول للامتحانات قد فقدت القدرة على التركيز، ووجدت فجأة أن المعلومات خزّنتها طوال العام في ذاكرتها تتبدد وتتلاشى. ففي اليوم الذي سبق موعد الامتحانات كانت أروى تشاهد إخوتها وهم يتراكضون إلى نوافذ البيت، علهم يلحظون موكب وصول الوالد الذي غيّبه الاحتلال الصهيوني خلف قضبان سجونه منذ سبعة أعوام.. وكانت تشاركهم الجري والنظر عبر النافذة، ثم تعود لكتبها ودراستها وتعاود الكرة.. ولا شيء يزيل هذا التوتر المفرح.. سنوات كانت وأشقاؤها ينتظرونه.. وها هو يعود اليوم، مشرعاً صدره لأطفال كبروا في غيابه. "سأكون أول من يحتضنه وألقي رأسي في صدره" كانت تقول لنفسها.. وعندما أتى فوجئت بالمنزل وقد امتلأ، وكان أن حملت فرحتها إلى غرفتها حتى يفرغ الوالد من استقبال القرية التي أتت بأكملها مهنئة. أروى وأخوتها السبعة عاشوا في السنوات الأخيرة حلماً بالإفراج عن والدهم القيادي في حماس محمد أبو طير (54 عاماً) والذي اعتقل عام 1998 وواجه حكماً بالسجن الفعلي لمدة سبعة أعوام، وها هم اليوم، وعلى لسان أروى يقولون: "لا أحد سيأخذه منا مرة أخرى.. ليس لنا في هذه الدنيا سواه". الشيخ محمد أبو طير (54 عاماً) من قرية أم طوبا القريبة من القدس المحتلة، اعتقل للمرة الأخيرة في الحادي والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) عام 1998، بعد سلسلة من عمليات الاعتقال التي استنزفت عمره، حتى أتت تلك الأخيرة واستهلكت سبع سنوات متواصلة، لتكتمل دائرة أعوام السجن الـ 25 عاما. اغتيال الشهيدين عوض الله.. والاعتقال كان الشيخ محمد أبو طير لا زال يعيش صدمة اغتيال الشهيدين عادل وعماد عوض الله عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزله بعد أشهر من الإفراج عنه من آخر "سجنة"، طالت في حينها ستة أعوام، يتذكر تلك اللحظات قائلا: "بعد عشرة أيام بالضبط على اغتيال الشهيدين عوض الله، اقتحمت قوات الاحتلال منزلي، وخلال التفتيش عثرت على أوراق تخص الشهيدين، وكذلك الشهيد محيي الدين الشريف، وبناءً على ذلك وجهت إليَّ لائحة اتهام طويلة بمساعدة الشقيقين عوض الله، والانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وقضيت وقتها أكثر من أربعة أشهر في زنازين وأقبية التحقيق". في الأيام العشرة الأولى على اعتقاله، منع الشيخ أبو طير من النوم بتاتاً، يقول: "كانت الهجمة شرسة ووحشية، وكان جهاز المخابرات الصهيوني ينظر بأهمية بالغة للتحقيق معي، حتى أن رئيس جهاز "الشاباك" الحالي كان يشرف بنفسه على التحقيق معي، وكان يأمر المحققين قائلاً لهم: "اكسروه"، وقد استطاعوا أن يلحقوا بي الضرر الجسدي بشكل كبير، فقد أتبعوا أساليب تحقيق قاسية جداً وما زالت آثارها موزعة على جسدي حتى اليوم، وفي بعض المرات كانوا يضعون القيود في منطقة الكوع بيدي ويبدأون بالضغط عليها بشدة، حينها كنا نصرخ بملء أصواتنا من الألم.. وقد استمر التحقيق على هذا النهج لمدة 120 يوماً متواصلاً كنت خلالها أتعرض للشبح بشكل متواصل ولساعات طويلة يومياً، حتى أنني في بعض المرات كنت أفقد الإحساس بأطرافي، وبعد انتهاء هذه الفترة بأيام قليلة أعادوني للتحقيق من جديد ولشهر تقريباً، ومرة ثالثة أعادوني للتحقيق لشهر آخر.. أعتقد أنني أمضيت أكثر من خمسة أشهر تحت التعذيب في أقبية التحقيق، من أجل كشف علاقتي بالشهيدين عوض الله". الابن وأمّه وخلال تلك الفترة اعتقلت والدة الشيخ أبو طير، بتهمة مساعدة الشهيدين عادل وعماد عوض الله، ويروي أبو طير علاقته الحميمة بوالدته التي كانت أول من وقف على باب البيت تنتظره منذ سبع سنوات، وهي التي كان البعد عنها أكثر ما آلم الشيخ أثناء اعتقاله" سماها الشهيد عادل عوض الله بالسفينة، ويشهد الله أنها كانت تنقل الأموال للشهيد عادل عوض الله دون علمي، وتعرف أين هو دون علمي، ولا شأن لي بذلك، حتى قال لي ضابط صهيوني أثناء التحقيق عندما طلبت منهم الكف عن إيذاء الوالدة: "أمك تقدر بعدد من الرجال". بدأت رحلة الشيخ أبو طير مع العمل الجهادي مبكرة ومختلفة بعض الشيء عن تجارب الآخرين، تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدرسة صور باهر الإعدادية، ولقب بالشيخ منذ أن كان في الإعدادية، وقد تلقى الدراسة الثانوية في مدرسة الأقصى الشرعية، تخرج منها عام 1971 وحصل على شهادة شرعية وعلى شهادة ثانوية عامة، وكان مؤهلاً لأن يلتحق بأي كلية شريعة في الأردن أو جامعة المدينة المنورة في الأزهر، لكن حبه للعمل الجهادي والفدائي حال دون ذلك فبدلاً من الالتحاق بالجامعة التحق بالعمل العسكري من خلال صفوف حركة "فتح". غادر أبو طير القدس المحتلة لأول مرة الى الأردن عام 1971 وبحجة الدراسة، يقول أبو طير: "غادرت القدس والمقصود العمل الفدائي فسافرت إلى سوريا، ومن ثم إلى بيروت لبنان عام 1972، التحقت بصفوف الأمن المركزي لحركة "فتح"، وتدربت على السلاح في بيروت وفي جنوب لبنان، وفي مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين"، وبقي الشيح أبو طير في صفوف المقاومة وحركة "فتح" حتى عام 1974 حين أعتقل بعد رجوعه من بيروت. لحظات التحوّل ومع امتداد السنوات في سجون الاحتلال راحت النظرة الفكرية للشيخ أبو طير تختلف شيئاً فشيئاً، خاصة مع اختلاطه بأسرى من كافة التيارات، الأمر الذي منحه فرصة مقارنة أفكاره بالآخر، يقول الشيخ عند مرحلة تحوله: "عايشت تنظيم (فتح) العلماني وحاولت جاهداً أن أنسجم مع هذا الخليط لكن دون جدوى.. ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وفعلاً كان ذلك في عام 1976 في سجن الرملة نفسه، مع عدد من الأخوة من أبناء "فتح" وواحد من الشعبية وأخر من النضال الشعبي، وكنت أصغرهم سناً.. كان هناك من تجاوز عمره الخمسين عاماً، اجتمعنا في غرفة طعام في سجن الرملة وبيننا كتاب الله نتعلم منه ونتدارسه ولا شيء في تفكيرنا عن جماعة إسلامية أو نشأة إسلامية، لم يكن ذلك في الحسبان لكنه الخير لا يسوقه إلا الله، فقد أشعرونا هم أبناء الفصائل سواء "فتح" أو شعبية أو ديمقراطية، أشعرونا ومن حيث لا ندري بتجمعنا، وشنوا علينا حملتهم.. كالوا لنا التهم "أنتم القطبيون"، وبحق كان لسيد قطب وكتبه التي دخلت حياتنا فيما بعد تأثيراً على سلوكنا واكتشاف ذاتنا، وما كنا نعرف أنه لا يجوز الفصل بين ملكوت السماء وملكوت الأرض وهو الذي في السماء هو إله وفي الأرض إله، هم أبناء الفصائل من أشعرنا بحركتنا وجماعتنا". وكان أن أصبح الشيخ أبو طير الذي سافر من أجل الانضمام لحركة "فتح" وجاهد سنوات كأحد عناصرها، أصبح أبرز قادة حركة حماس منذ السنوات الأولى لنشوء التيار الإسلامي في السجون الصهيونية. تجارب ولم يكن اعتقال الشيخ محمد أبو طير عام 1998 الأول، بل كان الخامس على التوالي، يقول أبو طير: "تعرضت لخمس حالات اعتقال كانت الأولى عام 1974 وحينها أصدرت محكمة اللد العسكرية الصهيونية حكماً بالسجن 16 عاماً، وخفضت إلى 13 عاماً بعد الاستئناف، والثانية أثناء الانتفاضة الأولى في شهر شباط (فبراير) 1989 بتهمة الانتماء الى تنظيم عسكري، وشراء سلاح وما إلى ذلك، وفي حينها أمضيت حكم لسنة وشهر، أما الاعتقال الثالث فكان في الأول من أيلول (سبتمبر) 1990 حيث أمضيت حكماً بالسجن 6 أشهر إداري خلال أزمة الخليج الثانية في سجن الرملة "نيتسان "، وفي المرة الرابعة بعد سنة تقريباً من الإفراج كانت في الثامن من آذار (مارس) 1992 بتهمة حيازة وشراء سلاح للعمل العسكري لحركة حماس مع بداية إطلاق كتائب القسّام". وخلال المرة الرابعة تم التحقيق مع الشيخ أبو طير في سجن الخليل حيث أمضى ما يزيد عن ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وكان تحقيقاً عسكرياً مطبوعاً بالعنف، وحكم عليه في محكمة رام الله العسكرية بالسجن مدة 6 أعوام وشهرين وقد أمضاها كاملة |
||
27-07-09, 01:56 PM | #7 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
كلمات على وريقات
يقول الشيخ عن حجم الضرر الذي تلحقه سلطات السجون بالأسير الفلسطيني: "إن تختصر آلامك ومعاناتك وهمومك بكلمات على وريقات شيء مؤلم وموجع.. ففي أول مرة اعتقلت فيها عام 1974 أمضيت شهراً تحت التعذيب الهمجي، وفي عام 1989 أمضيت أكثر من شهر في سجن "الجلمة" الصهيوني وأنا تحت التعذيب الوحشي، حيث استخدموا معي الضرب على حائط مدبب، المحققون يتعاونون على ضربي في هذا الحائط بحيث يهترئ قميصي ولحمي ولم أكن أشعر سوى بالدماء التي كانت تسيل ساخنة على جروحي.. أيضاً هناك ثلاثة أشهر في زنازين الخليل لحقت بها أسبوعان من التحقيق في سجن "بيتاح تكفا" كان التعذيب فيها قاسياً ووحشياً، وهنا أربعة أشهر وعشرين يوماً مضت وأنا في الشبح.. تخيلوا معي.. كيف ستبدو هذه المعاناة أيام الزنازين ولكن يعلم الله ويشهد أني رغم كل ذلك كنت أستشعر بحلم الله على هؤلاء الطغاة المجرمين". نفوس قوية وصابرة كان الاعتقال الأخيرة أشد إيلاماً على الشيخ أبو طير، ففيه شهد الإضرابات المتتالية بجسد يمشي الى الشيخوخة، وتحاول سنوات العمر أن تقضمه عاماً بعد آخر، وخلاله أيضا تلقى الأخبار الحزينة عن عائلته الواحد تلو الآخر من صغيرته أروى التي ما استطاعت من بين إخوتها السبعة أن تتأخر ولو لمرة واحدة عن زيارته رغم مطالباته العديدة للعائلة بأن لا يتكبدوا عناء الزيارة كل أسبوعين: "أستطيع أن أؤكد من خلال تجربتي الكبيرة مع الألم والتعذيب، أن الإنسان قوي، جسدياً ونفسياً.. على سبيل المثال، عندما خضنا الإضراب الأخير في آب (أغسطس) الماضي كنا نعتقد أننا لا يمكن أن نستمر سوى أيام قليلة اذا ما اكتفينا بشرب الحليب والماء.. لكن ومن اليوم الأول للإضراب منع عنا الحليب، فاكتفينا بروح متحدية بالماء والملح، وبعد قليل سحبت جميع أكياس الملح التي حاولنا إخفاءها، وحدث أن عشنا لمدة 18 يوماً على الماء فقط.. كنا ضعاف من الخارج لا نستطيع التحرك.. لكننا من الداخل نفوس قوية وصابرة، وعلى العكس كنا جميعاً بعد الإضراب نشعر بأننا تخلصنا من الكثير من الأمراض والمتاعب الجسدية والنفسية بسبب نظافة أجسادنا من الدهون والزوائد"، يقول أبو طير. اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء ولكن هذه الروح المتحدية، تواري في طياتها نفسية حساسة، لطالما أخفت الألم عن الآخرين، ولطالما انتكست بأخبار قاسية لمن هم أحرار يعيشون الحدث وتمنح لهم فرصة البكاء والاعتراض.. يضيف الشيخ: "في إحدى المرات جاءتني أروى الى الزيارة وحيدة، وكان هذا قبل عامين تقريباً، قالت لي هل علمت بأمر زوج فلسطين (ابنته الكبرى)، قلت لها على الفور.. مات؟!، أومأت بنعم.. ويا الهي كم كانت صعبة علي تلك الأيام، وأنا أتخيل فلسطين ابنتي الكبرى التي تزوجت في غيابي، ولم يتح لي أن أعيش الفرحة إلى جانبها، وها هي تعيش الحزن في غيابي ولم يتح لي أن أكون بجانبها، بل على العكس يصلني الخبر بعد أيام، وخلال زيارة من المفترض أن تكون طاقة الفرج بالنسبة لأسير يعيش في العزل مثلي"، ومرة ثانية كان أبو طير على موعد مع الموت حتى أن كلماته هذه المرة خرجت بسخرية: "نص أهل أم طوبى صاروا في المقبرة في غيابي"، لكن الأكثر ألما كان حين وصلني خبر عن أقرب أخواتي إلى قلبي، والتي سقطت من شرفة منزلها وتوفيت على الفور.. وكذلك حين علمت بتعرض الوالد لجلطة قلبية صعبة" كل تلك الأخبار ولم ينحن أبو طير يوماً، وكان مغيثه الدائم، كما يقول: "اللجوء إلى الله والاستغفار والدعاء". مع الشيخ "الياسين" ومن بين عشرات الذكريات والقصص التي مرت بخاطره عن سنوات السجن الطويلة، اختار الشيخ أبو طير أن يستعيد ذكريات لقائه بالشيخ أحمد ياسين، والذي التقاه عام 1984 في سجن نفحة: "كنت في سجن عسقلان وكانت مهمتي إلقاء خطبة الجمعة كل أسبوع، وبعد إحدى الخطب ثار غضب إدارة السجن الصهيونية، وقامت بنقلي بشكل تعسفي إلى سجن "نفحة"، وعندما وصلت إلى هناك كنت الوحيد صاحب التوجه الإسلامي، وفي نهاية العام 1984 أحضروا الشيخ أحمد ياسين إلى نفحة، حيث كان قد حكم 13 عاما". عاش الشيخ أبو طير مع الشيخ ياسين أجمل لقاءات العمر، أيام قليلة قبل أن يتم نقل الشيخ ياسين إلى عسقلان، لكن تلك الأيام ظلت في خاطره، وسجلها كأجمل أيامه داخل السجن: "بالرغم من أنها أيام صعبة جداً على الشيخ ياسين، حيث كنا في فصل الشتاء، ولم يكن يستشعر الدفء نهائياً، ويظل يرتجف طوال الوقت، إلا أني قد استمديت منه حرارة إيمان كانت تكفي أمة بأسرها"، وقبيل بدء عملية تبادل الأسرى عام 1985، أعيد الشيخ محمد أبو طير إلى سجن عسقلان، وعندما وصله خبر موافقة حكومة الاحتلال على عملية التبادل، قام الشيخ بإعداد قائمة من 130 اسما تضم الأسرى الذين يتبعون الاتجاه الإسلامي وأرسلها إلى الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة عن طريق والدته. وأثناء انتقاله إلى عسقلان مرة أخرى أتيحت للشيخ أبو طير فرصة اللقاء بالشيخ أحمد ياسين مرة أخرى، يقول: "كان لقاء حاراً، ما زلت أذكره إلى اليوم وأبتسم، وخلال تلك الأيام تعمقت صداقتي وأخوّتي بالشيخ، واستطعت من خلال احتكاكي به أن أعمّق انتمائي لفكر الإخوان المسلمين، وأن أتمسك بتبني العمل الإسلامي من خلال هذا الفكر". فيما بعد كانت أجمل الزيارات إلى بيت الشيخ أبو طير الذي كان أحد الذين شملتهم صفقة التبادل، تلك التي كان يقوم بها الشيخ أحمد ياسين إلى بيته في أم طوبى.. وعندما استشهد الشيخ "الياسين" يقول أبو طير:" الجميع كان يفكر في خطوات ضد إدارة السجن في "مجدو" حيث كنت معتقلاً، لكننا جميعاً كنا في حالة حزن ووجوم.. وقلنا مهما فعلنا فلن يكون بمستوى حدث استشهاد الشيخ". حين يطلبني الواجب فإني سأهب واقفاً وخلال سنوات أبو طير الطويلة في السجن اختبر نفسيات السجانين وضباط المخابرات الصهاينة، واكتشف كما اكتشف الكثيرون أن اليهود مجرد بشر يزهون بثوب القوة، حتى إذا ما جردتهم منه أضحوا لا شيء سوى مخلوقات فارغة المضمون والقيم والأخلاق: "ماداموا اليهود يشعرون بالقوة ما دامت نفسيتهم معربدة بصلف وغرور.. أما هم كبشر مجردين فلا يملكون أية قوة أخلاقية ولا قيمية.. في مرات كثرة أثبتنا أننا نحن بأخلاقنا وقيمنا قوة لا يوازيها قوة" ويضيف الشيخ: "أود أن يفهم العالم أن من يلقي قنبلة اف 16 بوزن 2 طن على حي سكني مليء بالأطفال والنساء من أجل أن يقتل مقاوماً فلسطينياً فهو جيش لا يملك طهر السلاح، إنهم بلا أخلاق". قال لنا إنه يهم الآن لدراسة الواقع من وجهة نظر أخرى.. لا يحدها قضبان السجن، ولا تهديدات السجان.. وأضاف..أمامي مسيرة طويلة.. أهمها أولادي.. ومن قبلها.. أنا مجرد جندي مكرس لهذه الدعوة وعندما يطلبني الواجب فإنّي سأهب واقفاً مهما كلفني الأمر" . |
||
27-07-09, 01:58 PM | #8 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]
67 مؤبداً لا تثني عائلة القسامي الأسير عبد الله البرغوثي عن الأمل بيوم يتغير فيه الحال القائد الأسير عبد الله البرغوثي في زنزانة منفردة وتحت الكاميرات لا يزال يحمل فكر الشجاعة وطول النفس والإيمان الكبير بالله رام الله - خاص بعد اعتقاله بشهر، قررت أم أسامة العودة الى بيت ريما، قريتهم ومكان سكنهم الأول، حيث بيت مليء بفوضى الجنود ينتظرها، عندما وصلت بعد غياب استمر أكثر من 15 عاما، ساعة واحدة فقط بعد عودتها، وكان الجنود يحاصرون منزل عائلتها، أخضعوها لتحقيق طويل..أخبروها في نهايته،" لن تشاهدوا عبد الله طيلة حياتكم، وسيلقى في زنزانة انفرادية لن يرى منها الشمس.. وستعيشون على حسرة زيارته دون أن يسمح لكم بذلك، وسيواجه حكماً لن يخرج بعده من سجنه أبدا..". اليوم وبعد أكثر من عام ونصف على النطق بحكم وصل إلى 67 مؤبداً، وبعد أن هدم منزله، وتشردت عائلته في منازل بالإيجار، يحتجز القائد القسامي عبد الله البرغوثي، صاحب أكبر ملف أمني في تاريخ الدولة العبرية، كما وصفته المخابرات الصهيونية، في زنزانة انفرادية في زنازين " أوهالي إيكدار" بسجن بئر السبع، دون أن يستطع أحد من عائلته أو أقاربه زيارته، ودون أن يحق له النظر الى وجوه الناس، ومع بعض الكاميرات التي تتحرك نحوه في كل اتجاه...وسط شكوك بأن تلك المتحركات تحمل في طياتها إشعاعات قد تودي بحياته..والقليل من المحامين الذين يستطيعون زيارته كل حين، يؤكدون أنه ورغم ظروف هيئت لكل شيء ما عدا الإنسان، يعيش تحتها...لا زال عبد الله البرغوثي يحمل الفكر ذاته، فكر الشجاعة وطول النفس..والإيمان الكبير بالله.. " لطالما كان كذلك.."، تبدأ زوجته الحكاية.." عبد الله البرغوثي صاحب العقلية الفذة، والقلب الكبير الحنون، وأكثر من يحمل هم الدين و القضية.. كان ينتظر الاستشهاد يوما بيوم، ولم يؤخره عنه سوى القدر"..تقول أم أسامة.. سنقص الحكاية منذ البداية.. البعيد القريب.. ولد عبد الله غالب عبد الله البرغوثي 33 عاما في الكويت عام 1972، وشب خلالها على التعلق بذاك الوطن البعيد القريب في نفسه، كان يخطط دوما رغم صغره للعودة، " هذه البلاد ليست لنا، وسنعود لأن هناك ما ينتظرنا.." لسانه حاله دائما..ولكن هذا الأمر لم يثن عزيمته، فقبيل رحيله وعائلته عائداً إلى الأردن في أعقاب حرب الخليج، استطاع تفريغ طاقاته الجهادية المبكرة في صد القوات الأمريكية التي أتت غازية الى الكويت عام 90، مما حدا بالسلطات المحلية لاعتقاله وتعذيبه في سجونها لمدة جاوزت الشهر، وبمجرد خروجه عادت الأسرة الى الأردن ليكرس وقته في حينها لإنهاء الثانوية العامة، وبالفعل حصل على معدل مرتفع وقرر على إثرها السفر الى كوريا حيث بدأ عام 1991 بدراسة الأدب الكوري بعد إتقانه للغة، ومن ثم بدأ دراسة الهندسة الإليكترونية، حلمه القديم، دون أن يستطيع إنهاءها، وقرر العودة مرة أخرى الى الأردن وعندها بدأ لعمل كمهندس صيانة في إحدى الشركات، واستطاع في أعقابها عام 98 الحصول على عقد عمل مع إحدى الشركات الفلسطينية في القدس، وبذلك راح الحلم يقترب أكثر فأكثر نحو الوطن.. وتزوج عبد الله البرغوثي عام 98 في الفترة ذاتها التي عاد بها الى قريته بيت ريما، وهناك شرع بتأسيس عائلة ستعيش معه أيامه المرة قبل الحلوة كما يقال.. تقول زوجته أم أسامة:" لم يكن عبد الله يحمل بطاقة هوية فلسطينية لأن عائلته كانت قد فقدت المواطنة أثناء وجودها في الكويت، ولكنه استطاع القدوم الى فلسطين عن طريق تصريح الزيارة، وقرر بعدها " أن العودة أمر مرفوض..وأنه لطالما حلم بالوصول الى فلسطين، ولن يتركها بعد أن سكنته وسكنها..". الاعتقال الأول...والعملية الأولى بدأت رحلة القائد عبد الله البرغوثي، مع الاعتقالات والعمل الجهادي بمجرد بدء انتفاضة الأقصى، ففي آب 2001 كانت مخابرات السلطة تطالبه بتسليم نفسه بينما كان يعمل في نابلس في إحدى شركات تركيب اللواقط الفضائية، وتروي أم أسامة تلك الحادثة قائلة:" كان عبد الله يتنقل من رام الله الى نابلس بواسطة هويات مزورة لشخصيات معروفة وغير معروفة، وقد خدمته هذه البطاقات كثيرا، وعندما حضرت المخابرات الفلسطينية الى منزلنا من أجل مطالبته بتسليم نفسه، كان يظن الأمر لا يعدو كونه تحقيقا في أمر البطاقات المزورة، لكن عندما وصل إليهم كانت الأمور تتخذ منحى آخر، حيث وصلت لديهم معلومات مؤكدة عن نشاطات يقوم بها عبد الله البرغوثي في إطار الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، وأنه بصدد الإعداد لمجموعة من العمليات الخطرة.."، وتضيف الزوجة:" تعرض عبد الله وشقيقه بلال في سجون الأمن الوقائي لتحقيق قاس، فعلى سبيل المثال كان يغطى رأسه بكيس أسود لفترات طويلة، بالإضافة الى الضرب والتهديد...وفي يوم اعتقاله في التاسع من آب 2001، وقعت عملية " سبارو " الاستشهادية، تلك التي اتهمته المخابرات الصهيونية أنها الأولى التي سعى لتدبيرها من أجل الانتقام لمقتل قادة حماس في نابلس جمال منصور وجمال سليم.."، أخبر زوجته فيما بعد:" كان نفسي بس أسمع أخبار...كي أشهد ردة فعلهم المجنونة..". لم يعد .. منذ ذلك اليوم وبعد أقل من شهر أطلق سراح عبد الله البرغوثي من سجون السلطة، كان هذا في منتصف أيلول 2001 تقريبا، تقول أم أسامة:" لم يعد عبد الله منذ ذلك الحين الى البيت، فقد أصبح مطلوبا لقوات الاحتلال، ولم نعرف عنه شيئا الا بعد فترة طويلة..". وقد عرف عن البرغوثي أنه صاحب أعلى احتياطات أمنية مرت على مخابرات الاحتلال، فبالرغم من ملاحقة العائلة المستمرة، مراقبة كل شاردة وواردة في بلدته، لم تستطع سلطات الاحتلال تسجيل أية ملاحظة قد تقود الى التعرف على مكانه،: بعد نحو الشهر من غيابه، وصلتني رسالة مشفرة عبر الجوال، وقد استطعت بعدها تحديد مكانه.."، تقول زوجته، وتضيف:" علمنا أن أمر عودته الى المنزل دون مخاطر أمنية قد تودي بحياته فأصبح في عداد المستحيل، لذلك قررت حمل أطفالي تالا وأسامة واللحاق به، رغم كافة المخاطر التي قد تؤدي اليها خطوة من هذا القبيل.." . [/align] |
||
27-07-09, 02:00 PM | #9 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]
تتابع أم أسامة..:" بالرغم من كل شيء عشت مع زوجي وأطفالي أكثر من 15 شهرا تحت حياة المطاردة، لكنها كان أجمل أيامنا، واستطاع خلالها عبد الله أن يثبت ذكاءه وتميز عقليته، وحسه الأمني العالي.."، حيث كان البرغوثي قد عمل على استئجار أكثر من شقة في مدينة رام الله، ولكن في مناطق مختلفة، وراح يتنقل ببطاقات هوية غير حقيقية، " الذي ساعده كثيرا أنه لم يكن مألوف الوجه بالنسبة لأهالي رام الله، ولم يكن من أصحاب المعارف الكثيرة، ولا يختلط بالناس، حتى إننا لم نتعرف على جيراننا في الشقق التي كنا نسكنها، وكان الشاب الذي يشكل نقطة التقائنا واتصالنا مع العالم الخارجي هو الشهيد سيد شيخ قاسم، مرافقه الخاص، والشخص الوحيد الذي كان زوجي يضع ثقته به والذي كان يؤمن لنا كل ما نحتاجه للبيت.." تقول أم أسامة.. سجله البطولي. واستطاع القائد عبد الله البرغوثي خلا فترة مطاردته الإشراف على تنفيذ عدة عمليات نوعية، جاءت كما قال سابقا في أعقاب النطق بالحكم، ردا على جرائم اغتيال ومجازر كانت ترتكبها قوات الاحتلال بصورة وحشية، فبالإضافة الى عملية سبارو التي شكلت الشرارة الأولى، اعتبرته المخابرات الصهيونية كما جاء في لائحة اتهامه الطويلة التي تبعث على الفخر والتي أتت في 109 بنود، فقد وجهت إليه تهمة الوقوف خلف عملية الجامعة العبرية، ومقهى "مومنت"، والنادي الليلي في مستعمرة "ريشون لتسيون" قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 صهيونية وجرح 370 آخرين؛ كما وجهت إليه تهمة المسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة إلى شركة غاز رئيسية في مدينة القدس المحتلة. و كذلك المسؤولية عن إدخال عبوات ناسفة في من خلال سيارة مفخخة إلى محطة الغاز وتكرير البترول قرب تل أبيب وما يعرف بمحطة "بي جليلوت"، وكان مجموع القتلى التي تبنتها العمليات من تدبير البرغوثي نحو 66 صهيونيا وأكثر من 500 جريح... كان أمامهم...ولم يعرفوه كل ذلك كانت تقف خلفه حياة هادئة كان يعيشها البرغوثي مع عائلته في رام الله، حيث وكما أخبرتنا زوجته:" كان البرغوثي يعيش يومه بطريقة طبيعية رغم عمليات الاجتياح والمداهمة المستمرة التي كانت تشنها قوات الاحتلال في رام الله من أجل اصطياده، دون أن تستطيع تحديد هويته، ففي عدة مرات داهم جيش الاحتلال الشقق التي كنا نسكنها وقاموا بإنزالنا مع باقي السكان وتفتيش العمارة، وتفتيش البطاقات الشخصية التي كانت بحوزتنا، دون أن تستطيع التعرف عليه، وفي إحدى المرات، كانت الهجمة كبيرة على شقتنا في حي الشرفة، ولكن ثبات عبد الله وحنكته جعلنا ننسحب من الشقة بكل أمان وطمأنينة أمام أعين الجنود بدون أن نثير شكوكهم، وبالفعل انقلنا الى شقة أخرى... وكذلك عند اجتياح عمارة النتشة وتدميرها من أجل البحث عن مطلوبين في بداية عام 2002، كان عبد الله بداخلها وقاموا باحتجازه مع الشبان ولم يستطيعوا التعرف عليه..."، وهكذا كان البرغوثي يغادر بيته ويعود إليه بكل هدوء وبدون أن يضطر للتخفي، ويخرج مع أطفاله في نزهة قصيرة لا تثير شكوك أي من المارة على الأرض أو في الجو.. أخيرا..اعتقلوه على غير يقين ولكن بعد أكثر من خمسة عشرة شهرا، استطاعت خلالها حماس تسديد أقصى الضربات في قلب القدس، " وتل أبيب"، استطاعت المخابرات الصهيونية اصطياده على غير يقين من هويته في الخامس من آذار 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رام الله، بعد أن أسرع صباحا الى معالجة طفلته الكبرى تالا" 3.5 سنوات " في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، ..نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثي المطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع...ألقوا به في سيارة عسكرية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير.. تقول الأم:" علمت بالأمر، بعد ساعة تقريبا، ومع ذلك لم أخرج من البيت، ولكن في ساعات المساء كانت الشرطة الفلسطينية قد عممت صور تالا على التلفزيونات المحلية، فذهبت إليهم، وأخبروني أن أحد أقاربنا قد تعرف عليها واصطحبها الى منزله، بعدها لم أشاهدها الا بعد ثلاثة أيام، وهي الفترة التي كان زوجي عبد الله قد طلب مني خلالها أن لا أخرج ولا أعلم أحدا بأمر اعتقاله، لأن المخابرات الصهيونية نفسها لم تكن متأكدة من هويته، ولا يريد أن يتم تأكيدها من قبلنا.." خمسة أشهر تحت التحقيق وبمجرد اعتقاله تم تحويل البرغوثي مباشرة الى معتقل تحقيق المسكوبية في القدس، وعلى الفور بدأ التحقيق، " تقول زوجته:" عرفنا أنه خلال التحقيق تعرض لتعذيب قاس، وبالرغم من ذلك لم يقدم أية اعترافات، فقد استخدم المحققون معه أسلوب التحقيق المتواصل طيلة 24 ساعة، وذلك لفترة زادت عن 13 يوما، بدون أن يمنح لو حتى دقائق للنوم، بالإضافة الى الشبح المتواصل على كرسي صغيرة، وأسلوب الكيس الموضوع على الرأس لفترة طويلة، عدا عن الضرب والتهديدات باعتقال الزوجة وخطف الأولاد، وهدم المنزل، وتشريد العائلة والأقارب.."، وعلى الرغم من أن أقصى مدة تحقيق مسموح بها قانونيا لا تتجاوز التسعين يوما، الا أن التحقيق المتواصل مع التعذيب استمر مع عبد الله البرغوثي مدة زادت عن الخمسة أشهر، حيث اعتقل في آذار وخرج من التحقيق في نهاية شهر آب من نفس العام. وبعد ذلك تم تحويله مباشرة الى عزل " أوهالي ايكدار" مباشرة، حيث خضع منذ لتضييق نفسي صعب ضده وألقي في ذات الزنزانة التي كان يقبع بها قاتل رابين، وفي الحادي والثلاثين من تشرين ثاني 2003، عقدت المحكمة العسكرية الصهيونية جلسة عاجلة نطقت فيها بالحكم النهائي، تقول الزوجة بلهجة ساخرة:" في الحقيقة لقد فوجئنا من الحكم، كنا نتوقع 66 مؤبدا، وكان أن زادوه مؤبدا آخر، والحمد لله على كل شيء..". هدموا البيت.. وبعد أكثر من شهر، حرصت الزوجة خلالها على الاستمرار في التخفي، حتى لا يتم تأكيد هوية زوجها، يئست من التنقل من بيت لآخر...وقررت العودة أخيرا الى منزلها في بيت ريما:" عندما وصلنا الى البلدة، كان بيتنا قد تعرض لتخريب واسع، وخفت أن أدخله ومعي الأطفال...خفت أن يكونوا قدر تركوا لنا شيئا هناك، لقد هددوني أنهم سينتقمون منا جميعا، لذلك عدت الى منزل والدي،وبعد أقل من ساعة كان الجنود يحاصرون المنزل، وقد أخضعوني لتحقيق طويل، وراحوا يسألونني فيه عن تحركات زوجي، وإلى أي الأماكن كان يذهب ومن الأشخاص الذين كان يلتقيهم، وماذا كان يفعل في المنزل طيلة تلك الفترة...ولم أكن أجيب عن أي من هذه الأسئلة، ثم راحوا يوجهون إليّ الأسئلة التافهة...عن الأولاد، وأعياد ميلادهم وهكذا..وقبل أن يخرجوا أخبروني أنهم لن يسمحوا لأي شخص بزيارته، وأنه سيقضي بقية عمره في زنزانة منفردة..وأن أطفاله سيكبرون أيتام من دونه...قلت لهم لن نهتم من هذه التهديدات...سيتغير الحال..وسيعود عبد الله لعائلته ولأطفاله..، قالوا لي : انسَيْ أمر البيت...سيتم هدمه.."، وبالفعل تم هدم المنزل في التاسع من نيسان بعد نحو شهر من اعتقاله، وعندما انتقلت الزوجة والأطفال للاستقرار نهائيا في منزل والدها، بدأت التهديدات بهدم منزل الوالد أيضا، " آثرنا بعد ذلك أن نقوم باستئجار منزل والسكن فيه، قد يكون هذا أكثر أمنا..". أطفاله في غيابه.. اليوم يعيش أطفال عبد الله البرغوثي الثلاثة...تالا خمسة أعوام، تتذكر القليل عن والدها، خاصة يوم " قال له الجندي قف مكانك، لا تتحرك، وقالي لي بابا ما تخافي.."، وأسامة 3.5 أعوام ونصف، لا يكاد يتذكر سوى خيالات تشجعها الصور المنتشرة لوالده في المنزل، أما صفاء الصغيرة ذات العامين، فلم يكن يتجاوز عمرها 35 يوما حين اعتقال والدها، واليوم وقد بدأت تتعلم الكلمات من جديد، تصيح عندما يحاول أحدهم انتزاع سلسلة تحمل صورته المعلقة في عنقها.." لا تأخذوها..صورة بابتي.."...ولا تجد العائلة سوى وسيلة تواصل واحدة، تؤكد للأطفال أنهم مثل الباقي لديهم أب..وإن كان بعيدا في زنزانة، يتعرف عليهم ويكبرون من خلال أصواتهم على الإذاعات المحلية وبرامج الإهداءات الى الأسرى . .[/align] |
||
27-07-09, 02:02 PM | #10 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]أم إبراهيم جوابرة أم لشهيد وثلاثة معتقلين
خطت لنفسها تاريخا لا ينسى، أم لشهيد و ثلاثة معتقلين اعتقل ابنها ابراهيم قبل أربعة أيام من استشهاد أخيه أسامة،مخلفا ورائه زوجة و خمسة أطفال اعتقل ولداها ناصر و سائد في يوم واحد بتهمة مقاومة الاحتلال و نصب الكمائن لجنوده أم ابراهيم لا تريد أي شيء غير رؤية أولادها، و تخاف أن ينتهي أجلها دون رؤيتهم نابلس- خاص أبى صوتها إلا أن يخبو قليلا وهي تحاول منع نفسها من البكاء مرددة "الله يرضى عليهم، أخاف أن أموت دون أن أراهم". أم إبراهيم جوابرة سيدة قاربت أن تتجاوز عقدها الخامس، لكنها خطت لنفسها تاريخا لا يمكن أن ينسى، وهي تودع الأبناء ليكون منهم الشهيد والسجين... حتى ابنتها الوحيدة، نالت نصيبا من معاناة أمها لتكون كما أمها مثالا في التضحية و الفداء، ففقدت الأخ، والخال، الزوج،مخلفين ورائهم حملا كبيرا،وأطفالا ليس من ذنبهم إلا أن العدو الصهيوني يعتبر آبائهم إرهابيين. إبراهيم... وبدأت حكاية الألم لدى الأم ببكرها"إبراهيم"، الذي اعتقل قبل 4 أيام من استشهاد شقيقه"أسامة" وتحديدا في 24/6/2001، مخلفا ورائه زوجته وابنتاه وثلاثة أولاد... تقول أم إبراهيم "أنا لا أعلم عنه الكثير فهو مستقر في أم الفحم، وقد حكم بالسجن 6 سنوات وأتوقع أن يخرج في شهر كانون الثاني من العام القادم إذا لم يطرأ أي جديد". وتكمل "إبراهيم يعاني من تلف في العمود الفقري نتيجة الضرب الذي تعرض له، فبعد استشهاد شقيقه بأيام أحضروه من الزنزانة التي وضع فيها، وأخبره المحقق ضاحكا "قتلنا أخوك أحضروا له قهوة سادة"، لكنه رفض وقال لهم "أخي شهيد أريد قهوة حلوة"، مما أثار غضب المحقق والجنود فضربوه بشكل مبرح، مما أدى الى إصابته في العمود الفقري، أجروا له بعدها عملية جراحية في سجن الرملة لكنها فشلت، ووعدوه بعمليتين، وحتى اليوم ينتظر". وبصوت مخنوق تردف "بعد استشهاد شقيقه أصابته حالة نفسية، فضرب رأسه في الحائط حتى نزل الدم منه ولولا الشباب هناك وتهدئته، ولولا رحمة الله لكانت المصيبة اثنتين". أسرته .. وأدى غياب إبراهيم إلى تدهور وضع أسرته المادي، حيث تشير والدته إلى أن ما يصل عائلته 200 شيكل فقط، وهذا المبلغ كما تقول لا يكفي أي شخص، فكيف بعائلة تتكون من 6 أفراد لا معيل لها إلا الزوج الذي تم اعتقاله". تقول أم إبراهيم: "اتصل معي ابني قبل أيام من داخل سجنه وأخبرني أن زوجته متعبة فهي لا تستطيع التكيف مع معاشه، وأولاده يحتاجون الى المزيد، وطلب مني المساعدة، إلا أن حالتنا ليست أحسن، فأولادي منهم الشهيد والبقية معتقلون، وهم من كان يصرف على البيت". وتمضي ساردة قصة عائلتها "فوالدهم يعاني من تضخم في القلب، ولولا الحاجة لما نزل إلى السوق ليبيع الفلافل على بسطة وسط" نابلس" لنقتات من دخلها القليل، ونساعد أيضا ابنتنا التي اعتقل زوجها مخلفا ورائه طفلة لا تتجاوز عاما ونصف لما يراها حتى اليوم، ولا نحصل إلا على معاش من لجنة الزكاة يذهب معظمه لشراء الأدوية التي أتعاطاها، فأنا أعاني من الأعصاب وأزمة حادة". ناصر...بقية الحكاية تأتي تباعا فتكمل "ناصر وسائد تم اعتقالهما في يوم واحد في 8\4\2002، ناصر أصيب بشظايا في الرأس وترتفع درجة حرارته بشكل دائم، ولا تقدم له إدارة السجن إلا "الأكامول" والكمادات الباردة، إلا أن هذا لا يفيد، وقد تم وعده بإجراء عملية، وللآن لم يتم تنفيذ وعده". ناصر المعتقل الثاني ترك ورائه زوجة وابنتين، فتقول الأم "تنتهي مدة محكوميته بعد 10 أشهر، ولولا معاشه الضئيل لما استطاعت زوجته الإنفاق على نفسها وابنتاها". سائد... أما الابن الأصغر لأم إبراهيم فقصته طويلة، تقول هي عنها: "اعتقل مع شقيقه ناصر، وهو ابن 25 عاما، إلا أن أشقائه أوفر منه حظا، فمدة محكوميته 23 سنة، بتهم كثيرة منها عمل كمائن لجنود الاحتلال والانتساب إلى التنظيم، ومرافقة شقيقه الشهيد أسامه كثيرا، كما انه كان يساعد جميع الفصائل... وتضيف "خوفي عليه يزداد يوما بعد يوم، فهو يعاني من صداع مستمر حتى قبل أن يعتقلوه، وكما علمت فلا يوجد له أي علاج". حتى زوج البنت... ولا تتوقف المصاعب التي تعاني منها عائلة ام إبراهيم جوابرة عند هذا الحد، فقد اعتقل جنود الاحتلال الصهيوني زوج ابنتها التي كانت تحمل في أحشائها جنينا وأنجبت طفلة لم يرها والدها منذ ولادتها. صمتنا من جديد لتكمل أم إبراهيم حديثها وتقول "ابنتي ممنوعة من زيارة زوجها وكذلك أنا بحجة المنع الأمني، أما الرسائل فلا تصلهم، أنا أرسلت الكثير منها، إلا أن سائد أخبرني في آخر محادثة بأنها لا تصل... إبراهيم يتحدث معنا كل أسبوعين، أما ناصر وإبراهيم فالتواصل مقطوع ولا يصلنا منهم رسائل". تردف أم إبراهيم "مرت أربع سنوات، منعت خلالها من زيارة أولادي، ولا أسمع إلا أصواتهم... أخاف أن يمر الوقت، أموت ولا أراهم، فالله وحده العالم متى أجل الإنسان، ولا أريد أي شيء غير رؤية أولادي الأربعة.. أدعو الله ليل نهار أن تعود الفرحة والسعادة إلى بيتنا بأن يجتمع شملنا قريبا.. اللهم آمين". [/align] |
||
27-07-09, 02:03 PM | #11 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]الأسيرة الدكتورة ماجدة فضة حكاية أخرى
من سلسلة التمرد على الاحتلال وظلمه نابلس - تقرير خاص لم تكن كالآخرين اختارت أن تترك بصمتها في الحياة حبا يغمر كل من عرفت، عطفا لا يميز بين صغير أو كبير، قلبا شفوقا يحيط بمن ازدحمت الآلام في صدورهم لتترك بعضا من فرح على وجههم، ماجدة فضة جابرة عثرات الكرام، حكاية أخرى من سلسلة التمرد على الاحتلال وظلمه... فقد اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الناشطة الإسلامية ماجدة فضة على جسر الملك حسين خلال عودتها من السفر، وتم تحويلها فورا للتحقيق حيث قضت هناك أيام عصبية، لكنها أذهلت المحققين الصهاينة بثباتها كالجبال وتحديها الواضح لكافة استفزازاتهم ورفضها الخنوع والاستسلام ليتم تمديد اعتقالها في بادئ الأمر 18 يوما، وعندما أيقن الاحتلال بفضله الذريع أصدر أمرا بتحويلها للاعتقال الإداري ستة أشهر. بداية القصة: ماجدة الطفلة ما تزال والدة الأسيرة ماجدة فضة تنتظر عودة ابنتها كل صباح، لعل الفرحة تباغتها، بعد أن فقدت الابتسامة الصباحية التي كانت تنثرها كل صباح قبل أن يفقدها التعب بريق النشاط الذي تستيقظ عليه، فتقول الوالدة: "هي واحدة من خمس بنات، عاهدت الله أنا ووالدهن أن نربيهن ونحسن في ذلك، وبفضله قد تمكنا من ذلك، كل بناتي قد تزوجن بعيدا عني، ولم تبقى إلا هي في المنزل لتؤنس وحدتنا". وتكمل "أوضاعنا الصعبة حولتها إلى كتلة متوهجة من المشاعر التي تحاول من خلالها مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس بأقصى ما تستطيع، لم أذكر أنها كانت ذا نشاط سياسي مميز في صغرها، إلا أنها كانت عالية الإحساس، فحاولت أن أبرزه لديها لتكون ما عليه الآن، خير رفيقة لكل من عرفت وصادقت، أنا لا أبالغ لكنها الحقيقة، لكل منا مميزاته التي يبرز من خلالها، واختارت هي طريقها، طفلة عادية في ظروف غير اعتيادية". مهنتها لم تكن المهنة التي اختارتها الدكتورة الصيدلانية بعيدا عن شغفها بالعمل الإنساني، فتقول والدتها: "ساعدها تخصصها في الصيدلة، أن تساعد الناس أكثر، من ناحية الاهتمام بتقديم الدواء المجاني لهم على حسابهم الخاص، بالإضافة إلى كونها عضوة في الجمعية الطبية العلمية، وذلك مكنها من الدخول إلى البلدة القديمة والاطلاع على أحوال الناس الصعبة، مما جعلها تعيش قضية المعاناة بحذافيرها". وتتابع "كانت تعود من العمل كل يوم مرهقة من الأحوال الصعبة التي يعاني منها من تساعدهم وتخبرنا بما حصل معها خاصة أيام الاجتياحات، ثم تذهب إلى غرفتها وتبكي". وتضيف الوالدة "كانت تبكيني وهي تخبرني عن مآسي سكان البلدة القديمة بشكل خاص... لم يكن بإمكاني مساعدتها في العمل الميداني، فأرشدتها إلى مؤسسات يمكن أن تقدم لها المعونة مثل الغرفة التجارية والمحافظة، وغيرها من المؤسسات والمراكز التي ستساهم بشكل كبير في عملها التطوعي، وحينما سافرنا إلى الإمارات كانت ترفض الخروج في أغلب الأحيان، وتقول لنا: "نحن نخرج ونستمتع وفلسطين الله وحده يعلم ما يحصل بها"، لأجد زوج ابنتي يقول لي "ماجدة أخجلتنا من أنفسنا، إنسانة تعمل لآخرتها، ونحن لا ندري عما يحصل في وطننا، نخرج ونستمتع". اعتقالها تقول أمها بصوت متهدل "هي غائبة عن المنزل منذ أربعة أشهر، شهر ونصف في الإمارات والباقي في السجن، أنا ووالدها نفتقدها كثيرا، وندعو الله كل صلاة أن يخفف عنها، ويفرج كربها، هي وباقي المعتقلين، ونحن نتوقع أن يفرج عنها قريبا فلا يوجد تهم، إلا أن ذنبها الوحيد مساعدة الآخرين الذي يعتبر في ظل الاحتلال جريمة لا تغتفر". وتكمل "أخبرت أختها أنه حين تم اعتقالها لم تشعر بالخوف، وهذا الإحساس قد استمر حتى عندما وضعت في الزنزانة الانفرادية 27 يوما، فقد شعرت بأن الله معها وقد أنزل عليها سكينته، وحين حقق معها الضابط لم تكن مضطربة أو خائفة من شيء، فالمحقق نفسه أصبح هادئا معها حينما وجدها غير مهتمة، واثقة من نفسها، تعلم كيف تجيب ومتى، حتى أن السجينات استغربن من قوة احتمالها، خاصة المدة التي قضتها في الزنزانة بمفردها". والد الأسيرة أما والدها فعجوز قد أدى أمانته في بناته، رغم السنين الطوال التي مرت عليه إلا أن روحه القوية ما تزال كما هي، تدعمه ابنته وهي سجينة في أحد معتقلات العدو فيقول "تأتينا الأنباء عنها مطمئنة، أنا لا أنكر أني أخاف عليها، إلا أنني أعرف قوة شكيمتها، وقدرتها على الاحتمال". ويمضي العجوز يسرد قصته مع أبنته "ربيتها على أن تكون شخصيتها مستقلة، فأعلم أنها لو كانت بحالة سيئة ستخبرنا، إلا أن وجودها في السجن لم يضعف من عزيمتها". وكشف الأب أنها أبنته الأسيرة الدكتورة الصيدلانية ماجدة فضة رفعت قضيتين على المعسكر الذي تقيمه فيه، لأنهم عذبوها بأساليب ممنوعة دولية، كالكرسي الهزاز وجهاز كشف الكذب، كما أن احتمالها في الزنزانة الانفرادية مدة 27 يوما في غرفة لتتعدى المتر في متر، مع المرحاض بجدران غير مقصورة حتى". وأضاف "بعد أن نقلوها إلى سجن عادي وضعوا عندها "عصفورة" –جاسوسة لصالح الاحتلال- وأفضل أن أقول عن هؤلاء الناس "صراصير"، إلا أنها قد ملت منها لصبرها، فتركت أغراضها ولم تعد وكل ذلك بفضل الله". وقبل أن نودع هذه الأسرة الصابرة المحتسبة عدنا للأم لنجدها تردد بصوت خفيض دعاءً لابنتها وغيرها من المعتقلين، وتضيف مبتسمة بحزن "لا أدري ماذا أقول، لكنني أدعو الله أن أستيقظ على جرس المنزل، لأجدها أمامي، حينها لا أدري ماذا سأفعل، لكنني موقنة بأني سأضمها، وأخبرها بأنها الغالية وأنني اشتقت إليها أكثر مما تتوقع" . [/align] |
||
27-07-09, 02:05 PM | #12 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]المبعد العائد سامر بدر:
رحلةٌ بين التجديد الإداريّ و الإبعاد إلى غزة رام الله – تقرير خاص : إنّه التجديد الرابع على التوالي ، في البداية تمّ تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة خمسة أشهر ، و قبل أنْ تنقضي المدّة المحدّدة ، كان تجديدٌ آخر بانتظاره .. يقول سامر بدر : "لم تكنْ فترة الإداري الأولى قد انتهت عندما تمّ تجديدها للمرة الثانية و من ثم الثالثة و الرابعة ... و أخيراً ... (جهّز نفسك سيتمّ إبعادك إلى غزة)" ... يضيف : "لم يكن أمامي سوى الجلوس مذهولاً ... توقعت كل شيء منهم إلا الإبعاد خاصة أنه لم يتم إثبات أية تهمة ضدي ..." . في الرابع عشر من تشرين أول خريف العام 2003 تم نقل سامر صبحي بدر (29 عاماً) من بلدة بيت لقيا غرب رام الله، و قد كان معتقلاً في سجن النقب الصحراوي إلى زنازين العزل في منطقة "إيرز" برفقة 17 شاباً فلسطينياً بعد أن تمت إحاطتهم علماً بأنهم سيطبق بحقهم قرار بالإبعاد إلى قطاع غزة كعقاب على شيء لم يفعلوه ... و هناك سيمكث سامر و رفاقه 59 يوماً ، ستكون الأشد مرارة كما وصفها لاحقاً ... الاعتقال و كابوس الإداري : بدأت قصة سامر الأخيرة ، عندما اقتحم جنود الاحتلال بلدة بيت لقيا في العاشر من تشرين أول عام 2002 ، حيث تم اعتقال سامر بدر من منزله على خلفية النشاط في حركة حماس و الانخراط في أعمال المقاومة ، و ذلك ضمن حملة اعتقالات واسعة ضمت أكثر من مائة شاب من منطقة رام الله . تقول زوجته : "لقد كان اعتقال سامر بالنسبة لنا مصيبة ، إذا لم نتوقعه و كان الأمر مفاجئاً ، و ليلة اعتقاله سبب الجنود لنا الرعب من خلال اقتحامهم للمنزل بصورة وحشية ، دون مراعاة لحرمته ..." .. و كان سامر قد تعرض للاعتقال من قٍبَل سلطات الاحتلال لمرتين سابقتين الأولى عام 94 و استمرت ستة أشهر ، و الثانية عام 98 و امتدت خمسة أشهر . و بمجرد اعتقاله الأخير تم نقله إلى معتقل عوفر غرب رام الله ، و هناك تم تحويله على الفور إلى الاعتقال الإداري لمدة 5 أشهر و تم نقله مباشرة إلى معتقل النقب الصحراوي .. يقول سامر : "منذ اليوم الأول لاعتقالي لم يتم توجيه أية تهمة ضدي ، حتى لم يسألني أحد سؤال واحد ، و لا حتى عن اسمي ... كنت أتلقى الحكم الإداري دون أية تهم أو تحقيق..." ، و قد خاض سامر سلسلة من عمليات التمديد في الحكم الإداري و هي السياسة التي تنتهجها سلطات الاحتلال مع مئات المعتقلين الإداريين في السجون الصهيونية .. "في المرة الأولى تم تحويلي للاعتقال الإداري لمدة خمسة أشهر ، و من ثم تم تجديد الحكم مرة أخرى بعد أنْ اختصرت الخمسة أشهر الأولى إلى أربعة ، و أضيفت إليها أربعة أشهر جديدة مرة أخرى ، و قبل انتهاء التمديد الثاني كانت أربعة أشهر جديدة و ثالثة تنتظرني ، و قبل انتهائها بثلاثة أيامٍ كانوا قد سلّموني قراراً بتمديد الحكم للمرة الرابعة ، و بعد قليل أخبروني أنه سيتم إبعادي إلى غزة .." . من أين أتوا بالإبعاد ؟!! عندما تسلّم سامر كما العديد من المعتقلين في حينها قرار الإبعاد ، كانت الصدمة كبيرة ، يقول : "كنت أتوقع أن تستمر قصة تمديد الإداري نظراً لتجارب الكثير من الشباب الذين كانوا معتقلين برفقتي ، لكنني صدمت من قرار الإبعاد ، و لكنني في النهاية سلمت أمري لله .." .. التأثير الأصعب كان على العائلة التي كانت قليلاً ما تستطيع زيارته خاصة الزوجة ، "لقد تحملنا مسألة اعتقاله و قلنا إنّه أمر الله ، و سامر ليس الأول و لا الأخير ، هناك عشرات الشبان معتقلين من بلدتنا ، و لكن عندما وصلنا قرار الإبعاد كان بمثابة الصعقة للجميع ، هذا يعني أننا لن نتمكن من زيارته ، و أنه سيكون أبعد مما كان ، و أن الأمر سيطول لعامين قادمين ... لقد كان الأمر صعباً ..." . 50 يوماً زنازين "إيرز" .. و من أجل البدء في تنفيذ قرار الإبعاد تم نقل سامر مع 17 معتقلاً آخر إلى الزنازين في منطقة إيرز شمال قطاع غزة ، يقول سامر: "في هذه الزنازين المعزولة تم احتجازنا لمدة خمسين يوماً ، تحت ظروفٍ اعتقالية صعبة للغاية ، إذ أنهم وضعونا في زنازين ضيقة جداً ، كل شابين معاً ، و لم يكن يسمح لنا بالخروج سوى ساعة واحدة في الصباح ، و أخرى في المساء ، و كانت تلك الفترة في شهر رمضان ، لا أريد الحديث عن نوعية الطعام المقدمة ... كانت سيئة نوعاً و كمّاً... كان الوضع في زنازين (إيرز) أصعب من زنازين العزل في السجون المركزية و مراكز التحقيق ، كما أن تعامل الإدارة معنا كان سيئاً للغاية ..." . في نهاية مدة الاحتجاز تم تحويل سامر و من برفقته إلى المحكمة في نفس السجن ، و من ثم إلى ما تسميه سلطات الاحتلال "محكمة العدل العليا" ، و هناك تم إصدار قرار الإبعاد بشكلٍ نهائيّ و في اليوم ذاته تم نقل كافة الشباب إلى غزة .. حياة جديدة .. في غزة ! و عن كيفية اندماج سامر و المبعدين معه في مجتمع غزة بعيداً عن أهلهم و أقاربهم في الضفة ، خاصة أن أغلبهم كان قد قضى فترات طويلة في الاعتقال ، يقول : "في الحقيقة لقد غمرنا إخواننا في غزة بكرمهم و لطفهم ، و شعرنا منذ اليوم الأول و كأننا في قرانا و مدننا ، و لم نكنْ نعيش مشكلة الغربة ، و لكن ظل أمر ابتعادنا عن أهلنا و عائلاتنا هاجساً من الألم لا يفارقنا ..." . بعد نحو الشهرين استطاعت زوجة سامر ، منال بدر ، الالتحاق بزوجها : "بعد تنفيذ قرار الإبعاد ، قررت الالتحاق بزوجي في القطاع و لو على حساب ابتعادي عن أهلي و عائلتي ، و على الرغم من كوني وحيدة أهلي ، و بالفعل سافرت عبر الأردن إلى مصر و منها استطعت الوصول إلى غزة عبر العريش .." ، تضيف : "على الأقل كنا إلى جانب بعضنا و نصبّر أنفسنا لأننا كنا نؤمن أن مسألة الإبعاد لن تطول مدى العمر ، و أنه فترة و ستمر" . عدنا إلى وظائفنا : استطاع سامر بدر كما معظم الشبان المبعدين إلى غزة و الذين زاد عددهم خلال انتفاضة الأقصى إلى غزة عن 57 مبعداً، بدأت به سلطات الاحتلال الصهيونيّة بإبعاد 26 شاباً من بين 39 كانوا يختبئون في كنيسة المهد ، و اتخذته سياسة عقاب فيما بعد ... استطاعوا جميعاً أن يؤسسوا لأنفسهم حياة طبيعية في غزة .. "كنت في بلدتنا و قبل اعتقالي أعمل مدرّساً في إحدى مدارس البلدة ، و عندما تمّ إبعادي ، تم انتدابي من قِبَل وزارة التربية و التعليم للعمل كإداري في مديرية غزة ، و كذلك استطاعت زوجتي الالتحاق بمهنة التدريس في إحدى المدارس هناك ، و هذا الأمر ساعدنا كثيراً على الاستقرار نوعاً ما" . يقول سامر : "كنا نحاول أن نعيش بصورة طبيعية ، و لكن في المناسبات و الأعياد كان يبدو الأمر صعباً ، كان العيد ينتهي قبل أن يبدأ ... نزور بعضنا نحن المبعدين .. و من ثم نعود كلّ إلى بيته كي نبدأ عيدنا الخاص عبر الهاتف .. كل عيد كنا نقول إنّه الأخير ... و الآن نحمد الله الذي منّ علينا بالعودة ، كانت تجربة و مرت بمرارتها الكبيرة" . فرح يشوبه الحزن : قرابة الساعة الثانية من الثاني عشر من آذار الماضي ، انطلق سامر بدر و زوجته من 15 مبعداً آخر في رحلة العودة التي تأخرت لأشهر عديدة ، و قد سبق هذه العودة أسبوعٌ صعبٌ مر به المبعدون و عائلاتهم : "في الأسبوع الأخير قبل عودتنا ، لم نكن نستطيع النوم و نحن نحلم بأن تتحول الأقاويل و التصريحات حول إمكانية عودة مبعدي غزة إلى حقيقة ، و ينتهي كابوس الإبعاد عنا أخيراً ... و حتى اليوم الأخير لم نكن متأكدين من صدق هذا القرار ، كنا نخاف من أن نعيش من جديد خيبة الأمل ، و بالرغم من ذلك كان الكثير منا قد أعدوا أنفسهم قبل يومين ، و كنا على تواصل مباشر مع عائلاتنا في الضفة ... كان أسبوعاً مرهقاً ، و اختباراً سيئاً لأعصابنا ... لكن في النهاية تيسرت الأمور و استطعنا العودة ..." . و طيلة الطريق إلى الضفة ، راحت الذكريات تجتاحهم جميعاً ... "الكثير منا كانوا يعيشون الحزن جنباً إلى جنب مع الفرح ، لقد أسسنا لحياة لجديدة في غزة ، و كنا قد تعوّدنا عليها و صار لنا أصدقاء مميّزون هناك ... و فجأة صدر القرار بعودتنا ... مع كل هذه الفرحة كان شيئاً في قلوبنا حزين لفراق أصدقائنا" . اختتم سامر حديثه : "أتمنى أن لا تعود تلك الأيام ، لم يكن الاعتقال و الإبعاد بالأمر السهل ، كان يتطلب صبراً غير اعتياديّ ، لولا الإيمان لما استطعنا الصمود .. أريد أن أشكر أهلنا في غزة ، لقد كانوا لنا نعم الدعم و الأخوة ... أتمنى أننا جميعاً و عائلاتنا نستطيع العودة إلى حياة طبيعية نعيش أفراح أهلنا و نحن بينهم ... لا بعيدين في شطر آخر من الوطن" .[/align] |
||
27-07-09, 02:07 PM | #13 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
الأسير القسّامي محمد وائل دغلس :
عاد من بلاد الغربة ليجاهد في سبيل الله و يرفع راية القسّام نابلس - تقرير خاص : ما زال التاريخ يسجّل , و يحتفظ في ذاكرته بصورٍ يوميّة عن الأساطير الفلسطينية التي تحوّلت إلى حقائق يسطّرها أصحاب الأيادي المتوضّئة , و ما زالت صرخة المعتقل القساميّ محمد وائل دغلس في محكمة العدو تسترجع فينا الصدى (لا أعترف بشرعيّتكم .... و الشخص الواجب محاكمته هو رئيس وزراء الكيان الصهيوني شارون) .. استشاط القاضي غيظاً ، و أقسم أنْ لا يَخرج دغلس من السجن بأيّ حالٍ من الأحول ، و لو أُدرِج اسم دغلس في قوائم تبادل أسرى فسيتصدّى شخصياً لإحباط إخراجه ، ليحكم على دغلس بالسجن لمدة 15 مؤبداً بالإضافة للسجن 25 عاماً ، لينقل بعدها لعزل بئر السبع ، و هو ممنوعٌ من الزيارة إلى الآن و منقطعٌ عن العالم بمنعه من استخدام أيّ وسيلة اتصالٍ باستثناء الرسائل البريدية التي تخضع لتدقيقٍ كبير . هذه بداية الحكاية التي توقّع المحتلّون أنها تعيش الخاتمة , دون أن يعلموا أنّ رحلة القسّاميين مع الجهاد لا تنتهي إلا بانتهاء دولة صهيون .. البداية : كان القائد القساميّ بلال البرغوثي يعلم أنّ جنديّه الجديد محمد وائل دغلس من بلدة برقة سيكون قائداً فذاً في صفوف القسام , لكن ما لم يتوقّعه أنْ يكون الجنديّ الجديد الذي سيجنّده دغلس في كتائب القسام .. أنثى ؟!! ، بعد أنْ طلب منه أن يجِد له شخصاً مناسباً ليكون ثالث أفراد الخليّة القسامية الجديدة في منطقة رام الله ، و التي يشرِف عليها المعتقل القساميّ القائد عبد الله البرغوثي ، و يكون ثالث أفراد الخلية القساميّة ليس إلا المجاهدة المعتقلة أحلام التميمي زميلة محمد وائل دغلس في قسم الصحافة بجامعة بيرزيت .. إلا أنّ محمد وائل دغلس الذي فاجأ قائداه باختياره ، دافع عن اجتهاده في تجنيد التميمي أمام البرغوثي ، بعد أنْ ساق له المزايا التي تتحلّى بها أحلام ، و الدور الكبير الذي من الممكن أن تقوم بها في صفوف الكتائب ، و عليه نزل القائدان البرغوثي : بلال و عبد الله عند رأي محمد في ضمّ أول فتاة إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام و يكون محمد أول من كسر القاعدة بتجنيد أنثى ؟!! . تاريخ : في مدينة أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة وُلِد مجاهدنا القائد في 29/3/1979 أثناء وجود أسرته و والده الذي كان يعمل في الجيش الإماراتيّ ، و في العام 1990 بُعيد حرب الخليج الأولى التي سمّيت "بعاصفة الصحراء" عاد دغلس و أسرته إلى مسقط رأسه بلدة "برقة" الواقعة شمال مدينة "نابلس" في الضفة الغربية ، كان العام 1992 عام حزنٍ بالنسبة لأسرة دغلس ، فقد غادرتهم فيه والدتهم إلى غير رجعة ، بعد سنواتٍ من المرض ... وجد دغلس العائد لبلدته أجواء المسجد و ما تحويه من نشاطاتٍ ثقافية و تربوية و دعوية يشرف عليها أبناء الحركة الإسلامية ، الجوّ الذي يبحث عنه ليُثْري إبداعاته و طاقته الحركية و الإيمانية ، و هناك تعرّف على الكثير من الشبّان الذين كان لهم دورٌ كبير في كتابة التاريخ بطريقتهم الخاصة ، فقد كان الاستشهاديّ رائد الشغنوبي الذي استشهد في عمليّة استشهادية في شارع "ديزنغوف" في مدينة القدس المحتلة أحد اقرب المقربين له ، كما المعتقل القساميّ القائد ابن بلدة برقة سليم حجة ، و المحكوم بالسجن لمدة 45 مؤبداً .. أكمل دغلس مرحلة دراسته الابتدائية في مدرسة برقة الابتدائيّة ، فيما تابع دراسته الإعدادية و الثانوية في مدرسة برقة الثانوية ، و كان مُجِدّاً و متفوّقاً في دراسته فقد حصل على معدل 85 % في امتحان الثانوية العامة مما أهّله الالتحاق بكلية الآداب بجامعة بيرزيت بقسم الصحافة و العلوم السياسية . ابن الثورتين : بالرغم من أنّ القساميّ محمد وائل دغلس حضر إلى فلسطين بعد اندلاع الانتفاضة الأولى ، إلا أنّه لم يكنْ ليدعَ فصولها النهائية تفوِّت عليه شرف المشاركة فيها ، فقد كان رجم القوات الصهيونية القادمة من مستوطنة "حومش" القابعة على أراضي البلدة ، أحد أبرز نشاطاته اليوميّة مع رفاقه من شباب المسجد ، الأمر الذي عرّضه لإصابةٍ كادت تبقيه حبيس الكرسيّ المتحرّك ، و كان ذلك في 10/2/1993 أثناء قيامه برشق الجيبات الصهيونية على شارع (جنين - نابلس) ، فقد صوّب أحد الجنود الصهاينة فوهة رشاشة باتجاه محمد دغلس ، ما أدّى لإصابته بأربعة رصاصات حية ثلاثة برجله اليمنى و واحدة بركبته اليسرى ، ليبقى حبيس الجبس و القضبان الطبيّة لمدة زادت عن الخمسة أشهر أنقذته عناية الله من الشلل المحقّق ، و نتج عنها نقصٌ في طول رجله اليسرى عن اليمن 3 سنتيمترات ، مما سبّب له عرجة ظاهرة في مشيته ، إلا أنّ هذه العرجة كانت تفرِحه ، و تُذكّره بالصحابي الجليل عمرو بن الجموح الذي أقسم على الله أنْ يطأ بعرجته الجنة ؟!! . التحق دغلس بجامعة بيرزيت في العام 1998 بقسم الصحافة ، و ما هي إلا عامين حتى اندلعت انتفاضة الأقصى ، و كان دغلس من أوائل من شارك بفعاليّاتها ، و كان أول من أصيب من طلبة جامعة بيرزيت الذي تظاهروا أمام حاجز "سردا" القريب من الجامعة في 10/10/2000 برصاصةٍ في بطنه اخترق القولون . ابنة القسام : بعد استشهاد شيخي نابلس جمال منصور و جمال سليم و أربعة آخرين من نشطاء حركة حماس ، بدأت كتائب القسام بالإعداد لعمليّةٍ خاصة للردّ على هذه الجريمة ، و بعد أنْ قام بلال البرغوثي ابن عم القائد القساميّ عبد الله البرغوثي بتجنيد محمد وائل دغلس في الأشهر الأولى من عام 2001 كان دور دغلس في إيجاد مساعدٍ ثالث للكتيبة القساميّة بالشخص الذي يراه دغلس مناسباً ، و كان وقتها دغلس قد تعرّف على زميلته القادمة من الأردن أحلام التميمي ابنة قربة "النبي صالح" قضاء رام الله ، و قد وجد دغلس كلّ المواصفات التي يبحث عنها في الجنديّة بكتائب القسام ، و يصف دغلس شخصية أحلام بأنها "كانت واعية للوضع السياسيّ ، متشجّعة لا تعترف بالتعايش مع أبناء الكيان الصهيوني ، قوية الشخصية ، متحدية و مستقلة بقرارها الشخصي ، ليقوم دغلس بمفاتحتها بالموضوع و تنظيمها لتكون بذلك أول فتاة تلتحق بالقسام" . دغلس و عملية "سبارو" : في أعقاب اغتيال القوات الصهيونية للقائدين الشيخ جمال منصور و جمال سليم في 31/7/2001 طلب المهندس أيمن حلاوة من خلية البرغوثي القيام بالردّ على عملية اغتيال القائدين جمال منصور و جمال سليم . و في بداية شهر 8 من نفس العام تلقّى المهندس من حلاوة عبر رسولٍ جيتارة كبيرة الحجم ، قام المهندس بتفخيخها و وضعها داخل حقيبتها و وضع بداخلها البراغي لزيادة الإصابات ثم ربطها بجهاز التشغيل و أخرج المفتاح من الجيتارة حتى يتمكّن الاستشهاديّ من تفجيرها دون إخراج الجيتارة من الحقيبة . و بعد عدة أيام وصل المنفّذ و هو الاستشهادي عز الدين المصري من بلدة عقابا قضاء جنين و الذي قام القائد القساميّ الشهيد قيس عدوان بتجنيده في مدينة جنين ، التقاه بلال مع دغلس في رام الله ، و لاحقاً سلّم المهندس الجيتارة لبلال و طلب تسليمها للمنفّذ . في 8/8/2001 و حسب أوامر محمد وائل دغلس خرجت أحلام في جولةٍ في القدس المحتلة لتحديد الهدف ، و في اليوم التالي قام القسامي محمد دغلس بترتيب لقاءٍ لعزّ الدين مع التميمي ، ثم خرجا معاً لعمل تجربة لوصول عز الدين و أحلام لمكان العملية إلا أنهم و لشدّة و كثافة الشرطة في المنطقة عادوا و لم يصلوا بعد محاولتين ، في المرة الثالثة أصرّ عزّ الدين أن يصطحب معه العبوة لتنفيذ العملية ، ليكرمه الله و يفجّر الجيتارة و يقتل 20 صهيونياً و يجرح أكثر من 100 آخرين . في السجن : بعد طول غيابٍ عن بلدته عاد محمد وائل دغلس إلى بلدته "برقة" في زيارةٍ للعائلة ، و كان ذلك في 4/9/2001 ، كانت الساعات الأولى لتلك الليلة هادئةً ، إلا أنّه و في تمام الساعة الثانية ليلاً كانت قوة كبيرة من القوات الصهيونية من القوات الخاصة الصهيونية المسمّاة "دفدفان" تتسلّل إلى ليل البلدة ، و تحاصر منزل محمد وائل دغلس ، و في محاولةٍ لإجبار أحد أفراد الأسرة الخروج من المنزل لاستخدامه كدرعٍ بشريّ ، بدأت بإلقاء الحجارة على شبابيكه ، و بعد أنْ خرج أحد أفراد الأسرة طلبوا منه إخراج البقيّة ، و بعد أن تأكّدوا من هويات أفراد الأسرة قام مجموعةٌ منهم بالانقضاض على محمد و شبحه على الأرض و أحضروا له مجموعةً من الكلاب البوليسية لتصعَد على صدره في محاولة لإلقاء الخوف في قلبه ، و بعد عمليّة تفتيشٍ دقيقة اقتادته القوات الصهيونية مكبّلاً في جيبٍ عسكريّ إلى مركز تحقيق "بيت أيل" .. |
||
27-07-09, 02:09 PM | #14 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
[align=center]قصة ميلاد أول شهادة دكتوراه في زنازين الاحتلال
نابلس- تقرير خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام "أن تكون مقيدا بالإغلاق فإن لا يعني بالضرورة أن تكون عاجزاً أو مقيداً الإرادة"... هذا رأي سائر عند الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وما تتحدث عنه ظروفهم من قهر للقهر. حكاية الأسير ناصر عبد الجواد الذي أمضى 12عاما في سجون الاحتلال تمكّن خلالها من الحصول على شهادة الدكتوراه خير شاهد ،ودليل على ذلك. التقاه مراسل المركز الفلسطيني للإعلام بعد سجنه الطويل فروى "الدكتور" لنا التفاصيل الكاملة لميلاد الشهادة العليا. النظرة الشرعية يقول الدكتور ناصر إن المعاناة وظروف القهر داخل السجون نبهته للبحث في موضوع الأسرى وكيف تتم معاملتهم من وجهة نظر الشريعة الإسلامية. ويقول إنه في العام 1997 قرأ في إحدى المجلات عن الجامعة الأمريكية المفتوحة تعلن فيه افتتاح قسم للدكتوراه في الدراسات الإسلامية . لمعت الفكرة في ذهن الأسير عبد الجواد فسارع للالتحاق بذلك القسم :" ناقشت الفكرة مع أسرتي خلال الزيارة وطلبت منهم الاتصال بالجامعة وعرض الفكرة عليها وبقيت بانتظار الجواب. مرت الأيام طويلة على الأسير عبد الجواد بانتظار الرد مع زيارة أهله التالية حتى جاء الموعد وتم إبلاغه أن الجامعة وافقت على ذلك فأرسل لهم عن طريق عائلته الوثائق والأوراق وجميع المستندات المطلوبة وتسلم الخطة الدراسية وشروط الالتحاق بقسم الدكتوراه الجديد وهنا يقول عبد الجواد:" كان المطلوب مني إنجاز 35 ساعة معتمدة من ضمنها تقديم 5 أبحاث أولية تمكنت من اجتيازها خلال عام واحد وهي المدة نفسها التي يقضيها الطالب خارج سجنه". هنا يتمايز الإبداع الفلسطيني ويظهر من جديد شعاع أمل ينير عتمة السجون ، هكذا تقول الرواية ويواصل سرد فصولها بعناية الدكتور عبد الجواد بقوله:" أشرف الدكتور أكرم الخروبي عميد كلية المهن الطبية بجامعة القدس أبو ديس على أبحاثي وكان له دور إداري مميز في إدارة الاتصال والتواصل مع إدارة الجامعة الأمريكية المفتوحة. الأطروحة لا شك أن الدنيا لم تكن تسَع الدكتور عبد الجواد وهو يعبر إلى رحابة آفاقها من ضيق سجنه، ويخترق جدرانه متنقلا في دراسته من مرحلة لأخرى، ولمَ لا، لقد انتهت المرحلة الأولى، درس الساعات وقدم الأبحاث لكنه يعلم أن ما تبقى له هو الأصعب، فقد جاء وقت اختيار الأطروحة وأقفل الباب على خيار التراجع، إن كانت هذه معركتك حقا فعليك أن تحسن إدارتها حتى تفوز، هكذا يقول من شهدوا للأسير الفلسطيني بالعبقرية، أما الأسير نفسه فيقول :" بعد جمع المواد وإجراء الأبحاث اخترت أطروحتي، كان يشغل بالي المقارنة بين التسامح الإسلامي مع الأسرى وما يعانيه الأسرى الفلسطينيون اليوم من حالات قمع واضطهاد وهنا جاء عنوان الأطروحة "التسامح الإسلامي مع غير المسلمين" ليعبر عن هذه النظرة ويقدم دراسة توثيقية عن الموضوع. أعد عبد الجواد الخطة المتكاملة لدراسته وبعثها للمشرف الذي اختارته الجامعة للمناقشة وهو البروفيسور أمير عبد العزيز المحاضر بجامعة النجاح الوطنية والذي وافق بدوره على الخطة بعد موافقة الجامعة لتبدأ مرحلة جمع المعلومات التي استغرقت مع الأسير عبد الجواد 4 سنوات طوال. أين المفر؟؟ "حين تعيش لنفسك تبدو الحياة قصيرة، تبدأ بيوم ميلادك وتموت حين تموت، أما عندما تعيش لهدف سام ولرسالة جليلة فإن الحياة تغدو أطول حتى من سنوات عمرك".. لقد نذر عبد الجواد نفسه لإنجاز الرسالة والخروج من السجن حاملا لشهادة الدكتوراه التي اعتبرها مشروعا يستحق منه الوقت والجهد والعناء والتعب بل والمعاناة ، وهو عن ذلك يقول :" كانت مرحلة السنوات الأربع مليئة بالصعوبات والعقبات في اتجاهات مختلفة، توفير المصادر والمراجع مشكلة، والاتصال الأكاديمي مشوش بفعل طبيعة السجون، وما يتم إنجازه من عملي يبقى عرضة للدمار والمصادرة بسبب التفتيش المستمر والمتواصل للغرف والزنازين. وكان وقوع شيء من الأوراق في يد إدارة السجن يعني إفشال المشروع الذي نذر له عبد الجواد حياته، فما قيمة الحياة إن فشلت في إنجاز ما نذرت نفسك لأجله!! هذا كان الهاجس الأهم للأسير عبد الجواد الذي يقول :" كنت أخفي الأوراق التي اكتبها بصورة غريبة وعجيبة، وكان الحرص والدافع يجعلانني استميت لإخفاء (3000) ورقة عن عيون الإدارة في قلب غرفة صغيرة يتم تفتيشها بعناية مرات كل يوم، وتعرض عبد الجواد لفترات انقطاع عن الكتابة تمثلت في عزله والإلقاء به في الزنازين المعتمة ، فهناك لا يمكنك أن تنكب إلا على الجراح بعيدا عن عالم الأوراق والأقلام كما يقول، ويضيف :" فرغت من كتابة الأطروحة وانتقلت إلى مرحلة تبييض الورق، كانت الأوراق الجاهزة تؤرقني فهي عبء ثقيل ومصادرتها تعني هزيمة نكراء. بدء عبد الجواد تبييض ما كتب، واستغرقت مرحلة التبييض معه عاما كاملا، لقد تطلبت منه الرسالة ثمانية فصول بنسختين ويقول عبد الجواد:"انتهيت من الكتابة ودونت الفهارس والمراجع، ونقلت الأطروحة للخارج فصلا اثر فصل، كل ورقة منها كتبت بدمي لا بحبر رخيص ، إنها ثمينة وتساوي في نظري حياتي". القنبلة بعد أن اطمأن عبد الجواد لانتقال رسالته إلى خارج أسوار السجون والانتهاء من طباعتها وحفظها في نسخ عديدة بأيدٍ أمينة ولدى أكاديميين مهتمين، فجر قنبلته المدوية. تقدم بطلب رسمي لإدارة سجن عسقلان الذي كان يقبع فيه لمناقشة الرسالة والسماح للجنة المناقشة المكونة من الدكتور أمير عبد العزيز مشرفا والدكتور ناصر الدين الشاعر عميد كلية الشريعة في النجاح والدكتور حلمي عبد الهادي المحاضر فيها بدخول السجن وإجراء المناقشة أسوة بفرق الرقابة والامتحانات من الأساتذة الفلسطينيين الذين يزورون السجون في مواعيد امتحان الثانوية العامة كي يؤدي الأسرى امتحاناتهم. كان عبد الجواد يعرف الصخب الذي سيثيره طلبه عند إدارة السجن لكنه كان يعتقد أن الأمر الواقع لن يدفعهم لرفض هذا الطلب. ويقول عبد الجواد:" لقد صعقهم طلبي فحضر لزيارتي قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي ومدير الاستخبارات في مصلحة السجون وكنت في عسقلان حينها، كان اهتمامهم ينصب على سؤال واحد: كيف استطعت وصول هذه المرحلة، كان اهتمامهم ينصب على سؤال واحد:" كيف استطعت وصول هذه المرحلة دون أن نعلم بذلك"، ولهذا السبب كان الرفض موقفهم دون الإعلان عن سبب أي انه لمجرد الرفض. لم يفقد عبد الجواد الأمل، وتواصل مع مؤسسات حقوق الإنسان وكان محاميه يتابع الموضوع لكن إدارة مصلحة السجون أصرت على موقفها الرافض للسماح له بالمناقشة فأصبح مصدر إزعاج يؤرقهم بطلبه اليومي المزعج : أريد لجنة الفحص". لم تجد إدارة عسقلان بدا من التخلص من الأسير عبد الجواد، ليس إلى الحرية طبعا فمازال في حكمه عام ونصف العام، نقلته إلى معتقل مجدو ليجد الظروف مهيأة أكثر من عسقلان لمناقشة رسالته. عبر النقّال عرض عبد الجواد على الجامعة فكرة مناقشة أطروحته من خلال الهاتف النقال فوافقت وتمت المناقشة بعد أسبوع واحد من نقله إلى معتقل مجدو وفي نهاية المناقشة و منح درجة الامتياز على أدائه، وكان للنقال أيضاً دور في تسليط وسائل الإعلام عليه داخل السجن كونه أنجز أول رسالة دكتوراه في المعتقلات الصهيونية. ملف الأسرى ويحظى موضوع الأسرى والمعتقلين الساخن فلسطينيا بمكانة مهمة في أطروحة عبد الجواد فقد أفرد لهذا الموضوع فصلا كاملا من فصول رسالته الثمانية حيث يقول :" تمكنت بفضل الله تعالى أن أأصّل لنظرية متكاملة في التسامح الإسلامي مع غير المسلمين في جميع الميادين، والمعاملات والعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين وهذه هي المرة الأولى". ويضيف عبد الجواد: إن أهم فكرة تعتبر جسم رسالته وفحواها أنه توصل لنتيجة مفادها أن الشريعة الإسلامية جعلت من مقاصدها عدم إطالة مدة السجن على الأسير بل إنها تعمل جاهدة على إنهاء حالة الأسر بأقصى سرعة حتى فيما يتعلق بالأسرى من غير المسلمين ويقول عن ذلك :" القاعدة الأساسية التي تنطلق منها الشريعة الإسلامية في التعامل مع الأسرى هي الآية القرآنية القائلة:" فإمّا منّاً بعد وإمّا فداء"، وهذا يعني أن الإسلام لا يقبل أن يبقى الأسير رهين القيد لفترات طويلة ويسعى لتوسيع مخارج إطلاق سراحه. ويهتم عبد الجواد الآن بمواصلة مشواره العلمي والأكاديمي وعدم الاكتفاء بما وصل إليه وحسبه في ذلك أنه قطع مسافة طويلة وهو بالقيود فكيف وقد أصبح حرا طليقا .[/align] |
||
27-07-09, 02:10 PM | #15 | ||
مشرفة أقسام المرأة
رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197
|
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر
مجموع أحكامهم تصل إلى 700 عام :
أم بكر تعيش بين الأمل و الرجاء برؤية أبنائها المعتقلين الأربعة نابلس – خاص : منذ 12 عاماً لم يجتمع شمل الأخوة "بكر و عمر و معاذ و عثمان و عبادة" أبناء الشيخ سعيد بلال معاً في بيتهم ، ذلك البيت الذي كان يضجّ بضحكاتهم ، فكنت تسمع نداءً من هنا و آخر من تلك الزاوية ، و همسة من هذه الغرفة ، فهم شبابٌ تتكحل العين رؤيتهم ، فلم تتوقّع أمّ بكر أنّ هذا البيت سيفتقد يوماً إلى تلك الشقاوات أو تلك الضحكات .. فمن المستحيل أنْ يرحلوا مرة واحدة ، لكن الاحتلال لا يجعل على الأرض شيئاً مستحيلاً . بداية الحكاية : بدأت حكاية أم بكر من نابلس مع الاعتقالات يوم أنْ وقع ابنها "معاذ" أسيراً في سجون الاحتلال ، حيث يقضي الآن حكماً بالسجن المؤبّد 26 مرة بالإضافة إلى 25 عاماً و 24 شهراً ، و هو حالياً معتقلٌ في سجن "هدريم" . في حين يمكث الابن الثاني "عثمان" في سجن جلبوع بعد أنْ حُكِم عليه بالسجن المؤبّد خمس مرات ، أي أنّ معاذ و عثمان لا يمكن أن يلتقيا بالوالد الشيخ أو الأم إلا بقدرة ربانيّة . و لم تكتمل حكاية أسرة أم بكر بعد ... فعبادة الابن الأصغر له حكاية أخرى ، إذ لم يشفع له ضُعف بصره ليعتقله الجنود الصهاينة قبل نحو عامين و نصف العام و يصدر عليه حكماً بالسجن أحد عشر سنة . و قبل نحو عامٍ و نصف ، اعتقل الجيش بِكْرها بكر و حكم عليه بالسجن أربع سنوات ، و في ذات اليوم اعتقل شقيقه عمر ، الذي أفرج عنه قبل شهرين تقريباً ، و بالتالي فقد ذاق خمستهم مرارة السجن و الاعتقال . بين الأمل و الرجاء : تقول الأم المكلومة بأبنائها : "الإيمان بالله ، و بقضائه و قدره ، الوصفة السحرية لتجاوز أيّ محنة ، نحن لا نملك شيئاً بيدنا ، فكلّه مقدّر و مكتوب علينا ، هم اختاروا طريقهم و ساروا فيه" ... لكن دعوات أمّ بكر لأبنائها متصلة لا تنقطع و رجاؤها بربّ العالمين كما تقول كبير : "إنْ لم يقدّر الله لي رؤيتهم في الدنيا فأنا أدْعُ الله ليل نهار أن يجمع بيننا في الآخرة .. و مهما حاول الاحتلال أن يكون سبباً في فصل جسدي عن أجسادهم فأرواحنا متصلة" . لكنّها استدركت قائلة : "نحن بشرٌ و قدرتنا على الاحتمال و الصبر لها حدود ، و قد جاء العيد و هم بعيدون عني ، و أنا كأيّ أمّ أخرى تفتقد أبناءها ، حزينة لأنّهم ليسوا بيننا ، أقول لهم : "إنّ القلب ليجزع و إنّ العين لتدمع و إنّا على فراقكم لمحزونون .. و أملي بالله كبير أنْ يأتي العيد القادم و هم معنا حتى تكتمل الفرحة" . و تتابع : "أنا أعيش بين الأمل و الرجاء ، فوالدهم رجلٌ كبير لا يقدِر على شظف العيش و أنا سنّي تقدّمت ، لذلك فأملي بالله أن أراهم و أسعد بضمّهم إليّ" . محرومة من زيارتهم : تتحدّث أم بكر و لا تفقد الأمل بل تجعلك تستمدّ قوة من كلماتها و بسماتها ، على الرغم من منعها من زيارتهم داخل السجون بعد عزلهم في زنازين منفردة . تقول عن هذا : "لم تكتفِ سلطات الاحتلال باعتقالهم ، بل تمنعني و زوجي من زيارتهم جميعاً ، فلم أرَ عثمان منذ محكمته قبل ثماني سنوات ، و معاذ لم أرَهُ أيضاً منذ أربع سنوات ، و عبادة الصغير رأيته من بعيد يوم المحكمة و كانت حالته يرثى لها و ملابسه سيئة للغاية ، و كذلك بكر أُحرَم من زيارته بحجّة المنع الأمنيّ" . و لأنّه آخر العنقود و صغيرها كما تحبّ أنْ تصفه ، أفردت أم بكر مساحة للحديث عن عبادة ، الذي اعتقل لأول مرّة و هو في الصف التاسع الأساسي عام 1993 ، في سجون السلطة الفلسطينية لمدة أربع سنوات متواصلة ، و بعدها أفرج عنه ليلتحق طالباً في جامعة النجاح الوطنية . تقول أم بكر : "لقد قمت بتزويجه مبكّراً بعد أنْ ضغط عليّ عثمان و معاذ و هما في السجن حتى ينجب لنا أحفاداً يملأون علينا البيت ، و يجد في الزوجة السلوى و تزيل عنه هموم الوحدة لغياب إخوانه خلف القضبان ، إلا أنّه لم يهنأ بالزواج ، فقد تمّ اعتقاله بعد زواجه بشهرٍ واحد" . الرسائل وسيلة وحيدة للتواصل : أم بكر التي قال لها قاضي المحكمة الصهيونيّ الذي نطق بالحكم الجائر على عبادة : "لا يحقّ لأمّ مثلك أنْ يكون لديها أبناء يكفنونها عند الموت لأنّك أنجبت خمسة (إرهابيين) ، و دولة (إسرائيل) ستحرص على حرمانك من رؤيتهم لآخر لحظة في حياتك" ، لم يسمح لها بزيارة أبنائها ، حتى الاتصالات شبه معدومة بسبب الحجز الانفرادي لمعظمهم إنْ لم يكن لجميعهم . لذلك فالرسائل التي تصلها منهم كلّ 5 أو 6 أشهر ، أو التطمينات التي تتلقّاها من عائلاتٍ زارت أبناءها المعتقلين في ذات السجون التي يقبع بها أبناء أمّ بكر ، هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة أخبارهم. تقول : "إدارة السجن تراقب كلّ شيء ، حتى الرسائل المكتوبة و قد تحرِمني من وصولها لي من أبنائي لأيامٍ طويلة ، كما أنّهم يؤخّرون وصول رسائلي لأبنائي كذلك" . مرة أخرى أبلغ القاضي أم بكر : "يجب أنْ أحرق دمك على أبنائك فهم (مخرّبون)" .. قابلته بابتسامة و قالت : "هم فداء للوطن" . أحفادي يخفّفون عني : و لعلّ أحفاد أمّ بكر هم الوحيدون القادرون على رسم ابتسامةٍ و لو سريعة على محيّاها ، تقول عن ذلك : "رزقنا الله بأربعة أحفاد ، ثلاثة أطفال لأبني بكر ، و طفلة لابني عمر، ملأوا عليّ كلّ حياتي ، و أُسعَد جدّاً عندما أراهم ، لكنّني أحزن في ذات الوقت و أذرف الدمع دون أنْ يروها لأنهم محرومون من رؤية آبائهم و أعمامهم ، و العيش في بيتٍ هادئ و مستقرّ كبقية الأطفال" . و لا تنظر أمّ بكر باستهجانٍ للسياسة القمعية الصهيونيّة بحقّ عائلتها ، بل تعتقد أنّ اعتقال الاحتلال لأبنائها الأربعة بعد أنْ أُفرِج عن الخامس هي سياسة تفرضها طبيعة المحتلّ الغريب الذي يشعر بالخوف في كلّ لحظة يتباهى فيها بالانتصار. و تختم أمّ بكر كلامها قائلة : "ما يصلني عنهم أنّ معنوياتهم عالية ، و أملي أنْ يعودوا سالمين ، فأنا و هم مؤمنون بالله و كذلك مؤمنون بعدالة قضيّتنا ، و أنا على يقينٍ أنّني سأحتضنهم يومًا ما كيقيني أنّ الاحتلال في فلسطين إلى زوال" .. |
||
الكلمات الدلالية (Tags) |
للنصر , التهجير , يقاومون , فلسطينيوعكا , ويطمحون |
|
|
زهرة الشرق - الحياة الزوجية - صور وغرائب - التغذية والصحة - ديكورات منزلية - العناية بالبشرة - أزياء نسائية - كمبيوتر - أطباق ومأكولات - ريجيم ورشاقة - أسرار الحياة الزوجية - العناية بالبشرة
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)