العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25-08-02, 05:38 PM   #1

نجم الليل
خطوات واثقة

رقم العضوية : 278
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 70
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نجم الليل
 اوافق لقاء لا ينسى الجزء الأول


قصة قرأتها في المجلة لقماشة العليان
في قرية صغيرة بين أحضان الجبال الشاهقة تعرفت عليه .. كنت أصطاف مع أسرتي في تلك القرية الجميلة حينما رأيته لأول مرة .. كان شاباً وسيماً وسامة تبهر الأعين وتلفت ‘ليه الأنظار .. تقدم لأبي عارضاً المساعدة .. فقد تعطلت بنا السيارة في طريق جبلي وعر تحف به الخضرة من كل جانب .. ترجلنا جميعاً من السيارة ليحاول ذلك الشاب الشهم إصلاحها .. رمقته بطرف عيني بإعجاب متزايد فقد جمع بالإضافة لوسامته وشبابه مهارة في الأعمال اليدوية يندر وجودها .. كان لاينظر نحونا أبداً وأبي منهمك معه في إصلاح السيارة ..
التفت لأرى جمعنا قد تفرق .. ذهبت أمي وشقيقتاي الصغيرتان ليداعبا صغار القردة التي تنتشر حولنا في كل مكان بينما إنشغل شقيقاي الصغيران بجمع بعض الأعشاب والحشائش , نظرت إلى الهوة العميقة التي تقع أسفل الجبل .. أحسست بدوار وإعياء شديد يلف كل أعضاء جسدي .. صرخت مرغمة .. التفت الجميع حولي .. أبلغت أمي بصوت خافت بأنني لا أستطيع الوقوف وأشعر بغثيان شديد ودوار .. دست أمي في فمي قطعة حلوى سرى مذاقها الرائع في كياني بقوة .. لكنني لم أتحسن .. أخبرت أمي بذلك بصوت متداع .. همست أمي لأبي بكلمات لم أستطع سماعها وإن لم تفتني نظراتها القلقة .. تناقش أبي وذلك الشاب الوسيم لفترة من الوقت وبعد ذلك جاءني أبي هاتفاً في حنان :
- ستذهبين الآن ياندى إلى المستشفى مع هذا الشاب .. تسارعت نبضات قلبي .. لا أدري مرضاً أم فرحاً .. وهتفت مرغمة :
وحدي؟
أجابني أبي برقة :
- بالطبع لا.. فقد استقر رأينا على أن أبقى أنا بجوار أمك وشقيقاتك والسيارة المعطلة وتذهبين أنت مع أخوانك وهذا الرجل الشهم ..
ثم أردف بعد هنيهة صمت :
- لا تخشي شيئاً ياندى إنه شاب أصيل وابن عائلة وقد كشفت لي هذه المصادفة أنه يمت بصلة قرابة لأحد من أصدقائي في مدينتنا ..
أحسست بالدوار مرة أخرى يقعدني عن القيام .. أسندتني أمي إلى ذراعها وأجلستني في سيارة ذلك الشاب الذي عرفت إسمه من مناداة أبي له .. عبد الله ..
همست لي أمي :
- لا تنسي أخبري الطبيبة بكل شئ .. أعلميها بأن لديك مرض السكر في الدم ,انك تتعاطين حقناً يومية ..
أوشكت على البكاء وأنا أجيب أمي بنعم .. اتخذ الشاب مقعده خلف المقود وإلى جواره اصطف شقيقاي الصغيران اللذان لا يتعدى أكبرهما الثامنة من العمر .. وانطلقنا بسرعة لم أعهدها في أبي وصور الشجيرات الصغيرة والجبال الشاهقة تتابع في نظري بصورة لم تمكني من رؤيتها على الوجه الصحيح
سألني الشاب بصوت كأنه خرير المياه :
هل أنتي بخير ؟
أجبت بصوت خافت وقلبي يهتف بجنون : نعم
قال أخي الصغير : اتركها لا تسألها شيئاً إنها دائماً مريضة ومزعجة في البيت تضربنا دائماً وتطردنا من حجرتها
ضحك الشاب طويلاً وأنا أشعر بقلبي يغوص داخلي وغضبي يشتعل من أخي الصغير الذي لايفهم شيئاً ..
قال أخي الذي يكبره قليلاً :
أتصدق أنها ضربتني ذات يوم لأنني سكبت على شعرها الصابون .. إن شعرها طويل جداً ومزعج .. واستمر الشاب الوسيم يضحك .. وددت لو أحطم أضراسه .. هنا لم أستطع السيطرة على مشاعري .. وصرخت غاضبة :
أصمتا أيها الأحمقان وإلا أخبرت والدي .. ثم أن هذه ايست نكتاً لتضحك منها أيها الشاب .. المفروض ألا تشجعهما على قلة الأدب .. تجمدت الإبتسامة على شفتيه وتمتم بكلمة آسف ..
أشفقت عليه وعلى ملامحه الوادعة من كلماتي السامة ولكنني لم أتراجع ..
بعد فترة من الصمت سألته بقلق :
ألا يزال المستشفى بعيداً ..
قال بهدوء : خلال ربع ساعة سنصل إن شاء الله لكنني لم أستطع التماسك أكثر ..
وأغمي علي وأنا في السيارة ..


وللقصة بقية ......


مع تحيات أخوكم نجم الليل


توقيع : نجم الليل
أحبك والقمر يشهد *** ونجم الليل ياروحي
أحبك تشهد الدمعة ***أحبك تشهد جروحي

نجم الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-02, 04:55 AM   #2

فدك
|| ريم اللواتي ||

رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فدك

قماشة العليان ..اسم كبير...كان لي شخصيا حديث معه ..وشرف تعارف...
ووجودها في مجلة فواصل كان أكبر طريق للتواصل بينها وبين الهواة ..الباحثين عن الكلمة الجميله..والتلامذة...
شكرا لك أخي..ونحن بانتظار البقيه من القصه..
واشكر لك روعة انتقاءك..


توقيع : فدك
زهرة الشرق
zahrah.com

فدك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-02, 05:29 PM   #3

نجم الليل
خطوات واثقة

رقم العضوية : 278
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 70
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نجم الليل

مشكورة أختي فدك على الرد وتسلمين والله يعطيك ألف عافية
******
أفقت وأنا في المستشفى وحولي الطبيب والممرضات والشاب الوسيم وفي كل ذراع من ذراعي إبرة مغذية ووجهي مكشوف وشعري ينساب على جوانب السرير بدون غطاء أو حجاب ..
صدرت مني آهة فزع على الرغم مني .. اقترب مني الطبيب باسماً وهو يقول :
- هل أفقت.. الحمد لله ..هل تشعرين بأنك الآن أحسن ..
لقد كان شقيقك ذكياً فاخبرنا بما تعانين ..
تلعثمت في الإجابة وأنا غارقة في حيائي فهذا الشاب قد رآني مرآى العين .. ولم تخف عليه أي خافية .. لم أستطع التفوه بكلمة لشدة الخجل ..
قال الطبيب :
- الفضل لله ثم لهذا الشاب لقد حملك على ذراعيه فترة طويلة حينما لم يجد موقفاً لسيارته ..
أندفعت الدماء إلى وجهي وأنا أشعر بحرارتها اللا هبة ولم أستطع أن أرفع عيني بعد ذلك في العيون المتطلعة لي .. غادر الجميع بعد ذلك الحجرة بعد أن قال الطبيب :
- اطمئني ستغادرين المستشفى حالما ينتهي هذا المغذي ..
اقترب مني الشاب الوسيم قائلاً باستحياء :
- اعذريني لم استطع أمام حالتك إلا أن أعمل مافي وسعي لإنقاذك ..
وحينما لمح ابتسامة الخجل على وجهي تابع بمرح :
وقد كنت خفيفة للغاية ككيس من القش ..
وحينما خرج الجميع تنهدت براحة كبرى لكن شيئاً ما بقي عالقاً في أعماقي ربما نظرة هذا الشاب .. بريق عينه وهو ينظر لي بإعجاب .. أنا لا أنكر جمالي الباهر ولكن ترى هل أعجبته
وهل عرف من الطبيب بقصة مرضي ؟ ترى أكانت نظراته تعبر عن حنان ورقة أم شفقة مرة ..؟
خرجنا من المستشفى لنعود للمكان الذي تركنا فيه أهلي فوق الجبل .. كنا أقل مرحاً و أكثر صمتاً وقد توطن شئ ما في القلوب الصغيرة .. لم نعد كما كنا قبلاً أبداَ .. انشغل أشقائي الصغار في الحديث مع بعضهما عن معالم الطريق .. انتهز هو الفرصة ووضع شريط كاسيت وانسابت اغنية حالمة من حنجرة إحدى المطربات ( إنت اللي بحبه أنا .. رد علي وقول )
تقوقعت في مقعدي وأنا أرتجف بعنف .. قال بصوت رقيق :
- مارأيك في هذه الأغنية ..
ثم أردف بنعومة : ألا تناسبك ..
غرقت في الصمت وانفعالات شتى تجوب كياني وتحلق بي في عوالم فاتنة لم يطرقها سوانا
أصبحت السماء أكثر زرقة والطبيعة أشد إخضراراً والبلابل تغرد في كل مكان .. ثم انسابت الأغنية التالية اشد وقعاً وأكثر تأثيراً من آلاف الكلمات ( أحبك ليه أنا مادري .. ليه أهواك أنا مادري )..
طفرت عيناي دموعاً لم أدر لأي سبب كانت .. أهي حب .. أم خوف .. أم استحالت إشفاقاً مما هو آت ..
ومضى الوقت بسرعة غريبة وأنا غائبة عن كل ماحولي في دنيا أخرى وعالم آخر لم أعرفه قبلاً .. قد سمعت كثيراً عن الحب من أحاديث صديقاتي ومغامراتهن .. لكنني لم أتصوره بهذا الطعم الحلو اللاذع الذي يمتزج فيه كل شئ بأي شئ .. تمتزج فيه المرارة بالحلاوة بالخوف بالفرح بالدموع .. رباه ما هذه المشاعر العاصفة التي تمور داخل نفسي الحائرة وتعبث بقلبي وبنبضاته وعيناي ومئات من الدموع ..
أيقضني صوته الدافئ وهو ينادي بإسمي .. إزدادت نبضات قلبي حتى خلته سيقفز من مكانه
سألني برقة :
ايمكن .. أقصد أن نلتقي بعد ذلك ..
وفي لحظات استبد بي غضب مفاجئ .. ماذا يظنني هذا المعتوه ؟ لعبة بيده يلهو بها ثم يحطمها .. أو فتاة من أولئك اللاهيات العابثات اللاتي لاهم لهن سوى التنقل من شاب لآخر ..
عزمت على أن أوقفه عند حده .. هتفت بحدة متجاهلةوجود أشقائي :
-ماذا تظنني أيها الشاب ؟ آسفة فلست من أولئك..
انقبضت اساريره فجأة وقال بأسف حقيقي:
- معذرة ياآنسة .. فأنا الذي يجب أن أتأسف ..
انبرى شقيقي الأصغر قائلاً:
- دعها ولاتتأسف لها .. إنها لاتستحق كل هذا التعب من أجلها إنها تستحق الضرب خيل لي من صفحة وجهه الجانبية أنه يبتسم .. أحست وكأن قلبي ينقبض فجأة وقد أدركت أخيراً بأن الحب قد تسلل إلى قلبي .وصلنا إلى مكان أهلي .. استقبلتني أمي بحرارة وهي تسألني عن نتائج الفحوصات.. وانطلق أبي يتحدث مع الشاب حديثاً طويلاً فهمت منه أن سيارتنا لن يتم إصلاحها بسهولة وسيوصلنا هذا الشاب إلى مقر إقامتنا في الفندق على أن يعود هو وأبي لاحقاً لسحب السيارة المعطلة ..
ركبنا سيارة هذا الشاب ورغم اتساعها فقد بدت ضيقة وهي تقل العائلة بأسرها .. لم يتحدث أحد طوال الطريق سوى أبي وهذا الشاب النبيل مما أتاح لي أن أعرف الكثير عن حياته وأهله وطموحاته .. مضت عطلتنا كأجمل ماتكون .. وهذا الشاب يرافقنا في تنقلاتنا الكثيرة دون أن يهمس لي ولو بكلمة .. وعرّفنا بأهله ذات يوم .. فأذهلتني بشاشتهم وحسن ضيافتهم وكانو مبهورين بي طوال فترة الضيافة
لذلك لم أفجأ حينما انتحى بي أبي جانباً ذات يوم وهو يقول :
إن عبد الله شاب مهذب وخلوق بالإضافة إلى أنه يحمل مؤهلاً عالياً .. فما رأيك .. لقد تقدم
عبد لله لطلب يدك ..
لم أرد وإن علت حمرة الخجل خدي .. ولكنني بعدبرهةقلت لأبي بهدوء :
-ولكن .. هل عرف بمرضي ياأبي ؟
ابتسم أبي بحنان وهو يقول :
- إنه يرغب بك كما أنت ولا يهمه مرضك في قليل أو كثير ..
سبحان الله ياابنتي إنه النصيب ..
وخلال أيام بسيطة احتل خاتمه بنصري وامتلأت أحداقي بصورته وتربع على عرش قلبي بكل زواياه وأركانه ..إنه حبيب العمر .. عبد الله .


توقيع : نجم الليل
أحبك والقمر يشهد *** ونجم الليل ياروحي
أحبك تشهد الدمعة ***أحبك تشهد جروحي

نجم الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-02, 07:00 PM   #4
 
الصورة الرمزية sweety

sweety
تميـز بلا حـدود

رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 416
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sweety

الاخ الفاضل نجم الليل


قصة رائعة جدا واسلوب راقي للغاية وهذا يدل على ثقافة كبيرة تتمتع بها

قرأت هذه القصة من يومين ورايت أنه من الواجب أن أقدر لك الشكر والتقدير على هذا الجهد الراقي

ألف شكر لك أخوي


sweety


توقيع : sweety

sweety غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)