صرخة صنم ..!

كان الفستان الابيض مرمي في الزاوية ...

تلك الزاوية المقابلة لمكان جلوسها ...

تذكرت اليوم وبعد سنوات ان هذا اليوم كان ...!

اول عهدها بالجلوس في الزاوية.....

ففيه تجد نفسها ... المفقودة

وفيه تجلس وحيدة ..باكية ...

تشعر بالسخط على كل هذه الدنيا بكل ما فيها ...

حلمت بالحصان الابيض وعليه فارسه الشجاع

ليحملها بين ذراعيه ...ويجري بها في بساتين الحياة

جاء الفارس ...

لكن حصانه رمادي اللون ... مشلول الاقدام

فمشت مع فارسها في دهاليز الحياة

كانت مصادفة عجيبة

تلقت العزاء والتهنئة بوقت واحد

فاحتارت ...!!!

على ماذا تجيب ...

لذلك انسحبت من مسرح الحياة ...فلم يكن لها خيار

كانت اميرة بفستانها الابيض ..

بل كما قال الجميع ... انها تبدو كملاك بهذا الثوب

لكن داخلها مكسور ....

نظرت للمراة ... لتجد انها تلف جسدها بقماش ابيض

ففستانها ابيض ...والكفن ابيض

بعد كل هذه السنوات نطق صنم الابتسامه

لكنها عندما تحدثت

بكينا نحن ...وهي لا زالت تبتسم

لماذا لم تشعر بعيد ميلادها كل عام ...

كانت الاحداث اكبر من ان تذكر انها تكبر ...!

سنوات عمرها تمر واحده تلو الاخرى ..

لتصل النهاية فتكتشف ان عمرها ..... سرق منها

انتهت الحفلة ... جلست بثويها الابيض

الكل من حولها يتحدث ..

لا احد يسمع دقات قلبها الصغير ترتجف

همست بصمت ...

هل اعود مع ابي لبيتنا الصغير ...؟

بعد سنوات طويله ... قالت بصوت مسموع ...ليتني فعلتها

لكن ابي رحل ...

سمعتها كثيرا ...انت لوح ثلج ...

لكنها لا زالت تخجل ان تجيب...

نارك لم تذبني بل ... حرقتني

وحيدة تقبع في عالم النسيان ...

كثيرا ما سمعت ....مثلك لا ينسى

لكنها في كل الاوقات ...لا تجد احد يتذكرها

اختارت طريق الله في عصر الجنون ...

فكانت مصدر استغراب الكثيرين ...

عوملت كخادمه ...

لا ترافقهم الى اي مكان

تسير في اخر الركب تحمل اكياس تسّوقهم

وبقي سؤال وحيد في قلبها منذ سنوات

لماذا....؟

تقيد الحريات عند هذا الخيار

لا فرق اكانت طفله ...امراه اوحتى رجل

فكلهم مساجين وراء قضبان الحياة

اختلطت الاوراق ...

تناثرت الافكار ...!

القلب ينزف...!

والعقل يئن ...!

صرخات من القلب

لم يسمعها احد ...

الا ليت الشباب يعود يوما

لكن اذا عاد ...

سيختلف الخيار ....!!!

هل للضحك صوت

قالتها باستغراب ...ادهشتنا ..!

باكيه

لاني لم اتعلم الا انين البكاء