|
همسات وخواطر زهرة النثر والخواطر - همس المشاعر - عذب الكلمات - حنين الذكريات - بوح القــلم - مشاعر وأحاسيس - مشـاعر عشق حالمة |
|
أدوات الموضوع |
25-05-03, 09:20 AM | #1 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
أدب وإعاقة ندوة مجلة المنال _ الشارقة
أدب وإعاقة
ندوة مجلة المنال _ الشارقة أقامت مدينة الشارقة في ال17 وال 18 من أيار الجاري ندوة تضمنت إنتاج المعوّقين أدبيا لم يكن من السهل الخوض في هذا الموضوع الشائك وإنما تركزت المداخلات وأوراق العمل على مبدعين أعطوا من نفسهم الأفضل أدبيا وإبداعيا كتابة وشعرا ونظرا لضيق الوقت سواء في التحضيرات أم في الإداء والإلقاء ووضع أوراق العمل حيّز التنفيذ فقد اقترحت سماحة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مكتب الخدمات الإنسانية في الشارقة أن يعاود نفس الموضوع في السنة القادمة نظرا لأهميته القصوى والعمل عليه منذ الآن وأتمنى من القراء أن يعطوا ما لديهم من معرفة وإبداع أو يعلمونا عن مبدعين كتبوا في الإعاقة وأعطوها حقّها كي يتسنى لنا الاتصال بهم وتعريفهم على الجمهور الشاسع من خلال ندوات المنال في السنة المقبلة أما المشاركين في الندوة والذين حضروا أوراق عمل وتكلموا عنها فهم: أسامة مارديني... مدير المجلة: توطئة د. عمر عبد العزيز: وجهة نظر د. عبد الرزاق حسين: سمات أدب المعاقين وأعلامهم محمد عيد العريمي: تجربتي مع الكتابة د. عبد المطّلب السح: الأدب والإعاقة دمعة وابتسامة سهير عبد الحفيظ عمر: الأدب والإعاقة (التأثير والتأثر) صالح اليعربي: تجربتي مع القراءة والشعر الأستاذ ماجد العسيري: كتابة العروض بطريقة برايل مريم علي البلوشي (الأديبة الصغيرة): تجربتي مع الكتابة د. سليم صابر: كوكب الجبابرة وعرض بالفيديو كما جرى افتتاح ورشة للخط العربي أثناء عقد الندوات في قاعة معهد الأمل للصمّ في المدينة وخلصت الندوات إلى توصيات عدّة سوف يعمل بها للسنة المقبلة لتعريف بأدب المعوّق بطريقة أفضل وفي ما يلي ورقة العمل التي قدمتها في الندوة وسوف أضعها على مراحل لطولها على أمل التجاوب والمؤازرة كلّ الشكر لكم الدكتور سليم صابر
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 11:32 AM | #2 | ||
زهـرة الشرق
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 3,444
عدد النقاط : 10
|
اهلا بعودتك استاذي الفاضل
وكاتبنا الرائع ............. سعدت بإطالتك بعد غيبة طويلة أفتقدنا فيها نور القمر ........... ومتعة التحليق في سماء الإبداع فيا هلا فيك وفي انتظارك بشغف اخي الكريم وتقديري لك واحترامي لشخصك الرائع |
||
25-05-03, 11:54 AM | #3 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (1)
عينٌ تقرأ، ذهنٌ يبصر، وسمعٌ مُتنبّه لكلّ حرفٍ هاربٍ نحو سماء الحرّية. ينظر من كوكبه الآخر، وعالمه الباطني يمنعه من إيصال ترانيم النفس على درب المعاناة والألم. وإن هدّه الألم موغلاً في جسده، ما همّ ما دامت الروح قد تحرّرت نهائيًا من قيوده الدنيوية! هوذا المعوّق، أيّ معوّقٍ، يَرانا من خلال ذاته ولا نراه إلاّ من خلال أعيننا! هوذا المعوّق، أيّ معوّق، يُعرِّف عن نفسِه، يَعِدُها أمنيات، ويعطينا مثلاً في الإرادة. نفسُه تتشبّث بالإمل، غارِفـَةً من قواميسِ الصبر معناها المتجدّد للحياة وملقّنًةً كلّ من هو بقربها، مع كلّ ثانيةٍ تمرّ، أمثولةً رجاء. وما يمتلكه من قُدرةٍ هي نعمةٌ وميزةٌ يفتخر بها أمام كلّ امرء. هوّذا المعوّق، أيّ معوّق، في صراعه الجبّار ما بين الحياة والموت، يرينا قُدرته الإبداعيّة لا حاجة منه إلى مكسبٍ، ولا لغاية في النفس، إنما إيمانا بقدرة خالقه، وملاذا فيه، وتشبثًّا بهذه الحياة التي وهبه إيّاها. يُبدع ليكون قدوة للآخرين في كيفيّة تذليل الصعاب وتخطي المحن، وليبرهن أن النفس السليمة، في الأساس، هي كلَّ شيء وما الجسد سوى أداةً ليس إلاّ. هوّذا المعوّق، أيّ معوّقٍ، يعرّف عن نفسه ويعلن عن وجوده كوحدة متكاملة متكافئة فاعلة ومبدعة، مثلها مثل أي شخص مقتدر آخر.
إنّها عظمة الخالق في خلقه، يُرينا من خلاله عدميّة هذا الجسد وقدرة هذه النفس وخلودِها.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 12:30 PM | #4 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (2)
عالم الإعاقة ذو وجهين، وجه خارجي يصلنا عبر ما تُريد أن تُرينا إيّاه تلك النفس من قدرات، ووجه باطني كامن في صلب المعاناة، يقاسي بصمت وصبر، ولا يُمكن لأحد الولوج إليه. تعالوا ندخل معًا إلى كوكبه وننظر إليه ذهولاً دهشةً وعجبًا، ونكتشف جَبَروت هذه النفس المحصورة قصرًا داخل قمقم الجسد جرّاء حادثٍ حدث ولا مفرّ منه ومن هذا القدر! إنّه كوكب الجبابرة بحقّ، فلِما نُغشّي الأعين وراء ستارٍ من الجهل ونأبى، ويأبى مجتمعنا، إيفـاء هذا المرء حقّه ؟
وجدت طبيبًا إختصاصيًا وطالبًا جامعيًا وشاعرًا فطريًا، الأوّل "نبيل داود" يرزح على فراشه إثر مرض شلّ دماغه فجأة، فبات جسده بلا حراك بين ليلة وضحاها، ولم يترك له سوى حاسّتي السمع والبصر. حدث هذا منذ تسعة عشر عاما، وهو حتى الآن على إتّصال بالعالم الخارجي عبر رموش عينيه! لقد توصّل هذا الطبيب خلال كلّ هذه السنوات إلى دراسة برامج الجهاز الإلكتروني بمفرده، وعبر عينيه، وتعلّم كيفيّة برمجة الجهاز، وتوصّل إلى برنامج خاصّ به يسمح له من خلال حركة إبهام يده اليمنى، وهي الحركة الوحيدة المتبقّية لديه، أن يعمل عليه ويدوّن كل ما يريده ويفكر فيه. لقد قام حتى الآن بترجمة أربع كتب من لغات متعددة. مقدِرته الذهنية تَظهر جليّة في الكتابة، فلغته صادقة، جملته سهلة، أفكاره متناسقة متسلسلة وأسلوبه واضح ومباشر في إيصال الفكرة. وما كتبه من شهادات حيّة عن وضعه لا يزال موجودًا ضمن جهازه ولم يخرج بعد إلى العلن. ولو أنّ الترجمة لا تدخل فعليا ضمن نطاق الندوة، إنّما يجدر بنا أن نشير إليها نظرا لأهمية المجهود الجبّار والذكاء الخارق الذي يتمتّع به والذي برهن عن طاقة فكريّة ولا أروع. ويمكننا القول أنّ الترجمة هي جزء لا يتجزّأ من الأدب، إذ ليس من الممكن ترجمة أيّ كتاب دون التحلي بالقدرة الأدبيّة والتمكّن من اللغتين، سواء تلك التي يتَرجم منها أو تلك التي يتَرجَم إليها. أكبر دليل على ذلك هو ترجمة إلياذة هوميروس من الإغريقية إلى العربيّة وبطريقة شعريّة. ولديّ كامل الثقة بإمكانيّته الإبداعيّة، لذلك أردت التنويه عنه. إنّها قدرة هذا الإنسان على استغلال أدنى حركة أو حاسّة فيه إلى أقصى الحدود، والتأقلم وتقبل الواقع ومعايشته متخطّيًا كل العقبات. الثاني "دوميط منعم" كان يدرُس ويعمل في آن، وفي سنته الجامعيّة الثالثة أصيب بشلل جسدي كامل إثر حادث عمل أودى بجسده إلى الشلل الكامل وأفقده أيضًا إمكانيّة التنفّس. إنّه موجود الآن في مستشفى مدينة البترون، هناك في قسم العناية الفائقة قابلته، حيث يتواجد منذ أكثر من أربعة عشر عاما. فَقَدَ في الحادث القدرة على التنفّس أيضا، لذلك هو تحت عناية ورحمة آلة تضخّ له الأوكسيجن في رئتيه، فإن توقّفت توقّف عن التنفّس وفقَدَ الحياة! حافظ مع قدرته الكلاميّة على حاسّتيه السمعيّة والبصريّة، مما سهّل عليه التعامل مع العالم الخارجي. هكذا تمكّن، وبمساعدة من هم بقربه، من نصّ أفكاره، وطبَعَ كتابين حتى الآن، ذات محتوى أدبي إنشائي متنوّع ووجداني راقٍ. والكتابان هما: "مخلّع على دروب الحرّية"، و"خبزًا للآخرين". أمّا الثالث فهو الشابّ اليانع كريستوفر قصرجي والذي يعاني منذ ولادته من شلل دماغي أقعد جسده وأفقده السيطرة على حركته لتصبح لاإراديّة. ونكتشف فجأة أنّ هذا الشابّ هو ذي فطرة شاعريّة راقية، وقد كتب ديوانا شعريًا رائعًا يعنوان: " عزلةٌ ورُئى!"، وحصل على وسام تقدير من رئاسة الجمهوريّة. هؤلاء هم أقطاب دراستي، وسأحاول، قدر الإمكان، التكلّم عن أدبهم ومفهومه ونقاط الالتقاء فيما بينهم.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 12:40 PM | #5 | ||
|| ريم اللواتي ||
رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10
|
النسر المحلق
مرحبا بعودتك التي لطالما انتظرتها الزهرة ....ولي عودة مجدده للقراءة فدك |
||
25-05-03, 02:36 PM | #6 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كل الحنان شكرا لك تواجدك........
والوجد يأتي ويراضيك ويستأذن منك الكلام يرصف الوعود جملا تتلاقى ويتلاقى عبيرا هذا الإنسان كل ما أعطيه كل ما أوافيه من إحساس لا يزال في زهرة الشرق يضوع ولا زالت النفس تتوق ولا زلتم في الوجدان وما نفع الفراشة من دون عبير الزهرة وما جدوى الضوء من دون وجه القمر وما سرّ التحليق من دون رحب سماء وما أنا من دون وجودكم سوى شمعة أفرغت زيتها وأفلت على دروب الزمان تشدو الهيام شكرا لك وألف شكر الصابر
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 03:50 PM | #7 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (3)
خلال بحثي في هذا العالم الفريد والمتميّز، اكتشفت أمورًا كثيرة كنت أجهلها، وليس بالإمكان التحدّث عنها الآن. ما يهمنا في هذه الندوة هو أدب المعوّق، وهي ناحية لا تبرز بوضوح للعيان، وتبقى في مجتمعاتنا مخفيّة ومحصورة ضمن نطاقِِ وبيئةِ المعوّق نفسِه، وذلك لأسبابٍ، أو معوِّقاتٍ، عدّة. _ أولى المعوّقات الخجل. خجل الأهل في إبراز معوّقهم إلى واجهة الحدث. إنّه خجل المعوّق نفسه في التعبير عن مشاعره وإفشاء أسراره للآخرين. وهو أيضًا خجل المجتمع في تقبّل إبداع المعوّق الذي يعتبره غير منتج ما أن يقع تحت وطأة الإعاقة. _ ثاني هذه المعوّقات هو الخوف. خوف الأهل من الغوص في وجدانيات المعوّق وقضاياه ومعتقداته وطريقة تفكيره وعدم فهمهم لها. إنّه خوف المعوّق من عدم قدرته الفعليّة على تحدي واقعه وتبيان موهبته في أيّ مجال كان، وهو يتأتى عن عدم الوثوق بالذات في إظهار براعته. ويبقى تردّده قائمًا إلى أن يتخطّى هذه العقبة الأساسيّة ويتمكّن من الانطلاق نحو فضاءات روحه الواسعة. وهو أيضًا خوف مجتمعنا بأفراده من تقبّل إبداعِ معوّقِ قد تفوق مقدِرة وذكاءً عليهم. _ ثالث المعوّقات هي الإمكانيّات المادّية التي تَتَحكّم بظروف المعوّق، فغالبا ما يحتاج إلى آلات وأجهزة متخصّصة ومُكلفة لا طاقة لأهله عليها. وقد لجأ بعضٌ منهم إلى تطوير طرق خاصة بهم، وإن بدائيّة، تمكّنهم من مجابهة حالتهم وتتأقلم وواقعهم الخاصّ. (هذا ما نُسمّيه بالحاجة أمّ الإختراع. _ رابع المعوّقات هي صعوبة إيصال الفكرة لدى البعض الذي يفتقد قسمًا من حواسّه الأساسيّة. لتكون عمليّة إستخراج النصّ من عالمه الباطني إلى العالم الخارجي مسألة صعبة للغاية ومعقّدة. _ خامس المعوّقات هي صعوبةً توثيق ما يفكّر به المعوّق وينتجه من إبداع لعدم توفّر أجهزة تسمح له بذلك. أو أيضًا لصعوبة إيجاد أجهزة مناسبة تسمح له الاستفادة من التطور الحاصل وتسريع عمله. _ سادس المعوّقات هي لامبلاة المجتمع المدني، فهو ينظر إلى المعوّق من خلال منظور الإعاقة لا الإبداع الذي يتحلى به. _ سابع المعوّقات هي مشكلة المؤسّسات، الحكومية والخاصّة، والتي غالبا ما تغفل، ورغم اهتمامها، الناحية الإعلامية في التعريف عن المعوّقين المبدعين ونشر إبداعهم ومحصولهم الفكري والأدبي.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 03:59 PM | #8 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (4)
وبغض النظر عن الأسباب المعوِّقة لنشرَ أدب أصحاب الاحتياجات الخاصّة والتعريف به، فأنّنا نجد في هذا الكوكب المذهل قضايا إنسانية رائعة تأخذ مداها إلى أقصى حدّ ولا ينتبه لها أحد في كوكب المقتدرين. هنا نجد المشاعر تتخطى حدود الانفعالات لتعبّر عن مضمونها بكل صدق، وهنا تصبح الأحاسيس، بعمقها، أداة وصل وتواصل ما بين النفس والبيئة وما بين النفس والجسد، لا مجرّد أهواء ونزوات كما تعوّدنا عليها دائما. هنا يصبح لكلّ كلمة معناها ولكلّ علاقة قَدْرها ولكلّ حركة قُدرتَها الفعلية وليس كما نراه نحن في عالمنا أمرا عاديا وبسيطًا لا يتخطّى حدود الحركة الطبيعيّة التي تتحكم في عمليّة تواصلنا الروتينيّة اليومية. هنا تنتصر الروح على الجسد فيبرز هاجس البحث عن منابع الله الواسعة. إنّه أمر مشترك بين مجمل الأدباء والمبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصّة. أذكر هنا ما كتبه الطبيب نبيل داود: "من غير المقبول والمسموح، أن نرتقي إلى أعلى درجات العلوم الدنيويّة ونحن لم نتعدّ بعد الدرجات البدائيّة في العلوم الروحيّة..." وفي مكانٍ آخر يقول: "ما أعظم حكمتك يا ربّ!... فمن هو الحقيقة عاش الحقيقة على أرض البشر!" وكتب أيضًا: "بعد اجتهاداتي الواسعة والعميقة طوال سنوات قضيتها في التأمّل في الخيرات الأبديّة، أبقى في عطشٍ دائم إلى روح الحياة الحقّة ونور الله..." وأيضًا: "إزرع فينا يا ربّ محبّة الإنسانيّة في عصرٍ سيطرت فيه الأنانية، التي هي مصدر كلّ الحروب والكوارث الاجتماعيّة" نرى هنا بوضوح مناجاة عميقة وبحث واضح في أصول الذات ولوجًا إلى أعماقها بحثًا عن المعرفة أو الحقيقة الكبرى... الله! ويكتب دوميط في نفس الموضوع: "أيّها الغائب الحاضر... غائبٌ أنت عن ناظريَّ، ولكنك حقًا الحاضر أبدًا. حاضر فيّ يا ربّ، حاضر في قلبي وفي كلّ كياني... ولهذا صرتُ غنيًا..." وهنا تأتي مناجاة الله ممزوج بالأمل وبالفرح ليعيش المعوّق ألمه بفرح اعتقادا منه بأن ما يقوم به يرضي حتما خالقه! وفي قصيدةٍ لكريستوفر قصرجي يقول فيها: "ضوءٌ توهّج بريقه ذهبًا... غَوْثٌ عبر إلى أحزاننا... هبَةٌ من السماء حبّكِ... جوقةٌ سماويّة رفرفت..." ومن الأمور المشتركة أيضًا دور الأم في حياتهم لا سيّما تضحيتها وتفانيها وتكريس نفسها في خدمتهم. ملاذهم الأوّل هو الأم. يبدو ذلك واضحا من خلال إهداءاتهم التي خصّصوها لها. ويأتي إهداء كريستوفر قصرجي لوالدته في سطرين لا ثالث لهما حيث يقول: " إلى أمّي التي آمنت بإعاقتي ، وهَدَتني بصبرها لهناء العيش. سقَتني سعادةً وحبًّا، فنبتا شعرًا وقدرًا. نلاحظ تكديس المعاني هنا: تضحية الوالدة وإيمانها بقدرات إبنها الإبداعيّة والذي يعيه الشاعر تماما لتُحوّل بصبرها حياته من مأساة واقعة وملازمة إلى فرح عميق. والمعنى الأخير الذي أراد الوصول من خلاله هو تلازم مسار ملكته الإبداعيّة الشعريّة بهذا القدر الذي جعله كسيح الجسد وإنما عجز عن التأثير على قدرته العقليّة الهائلة. كلّ هذه المعاني كدّسها الشاعر في سطرين فقط، في جملتين يسهل قراءتهما وتعطينا من معانيها العبر والمغازي. كما خصّص لها قصيدة بعنوان: إلى أمي... يأتي فيها: "أعبد الله الذي وهبني أمّي... بلسمٌ للحبّ.. عيناها هيكلٌ لقلبها... أسمع همساته... تهيم عفّةً وحبًّا... صادقةٌ، لا ريب فيها... غدت كشجرةٍ مثمرةٍ، غرّدت فيها الطيور... لبوَةٌ سترَت أشبالها... بدرعٍ من عاطفةٍ مُبهِجة... هنيئًا لكِ، والله يحميكِ يا أمي!" ويكتب دوميط منعم في مقالات عدّة عن تأثير الوالدة ودورها الأساسي في تربية الأجيال الصاعدة، لتكون أمّا لكلّ فرد قبل أن تكون والدته الفعليّة. فيقول في إحداها: "أمي... لا تظني أني قد سليتْ... أيّامًا في ظلال ذلك البيت... أيّام على ظهر المحبّة تربّيت... لن أنسى أمي مهما حييت... لا، لن أنسى!" ويكتب الطبيب نبيل داود في إهدائه وباختصار: "الإهداء إلى أمي... المتفانية دومًا لأجلي" وهو إن اختصر الكلام في إهدائه فلأنّه يريد أن يبرز دورها الأوّل والأخير تجاهه وفي حالته البدائيّة هذه، أي الوفاء. هكذا تتواجد الأم في أدب المعوّق، كعربون شكر ووفاء، ويظهر واضحًا تأثيرها على نفسيّته في مسيرته الإنسانيّة، فهو يراها متفانية، ملتزمة، مضحّية، وهي دومًا رهن إشارته لتلبي كلّ طلباته. وبرأيي إن أمّ كلّ واحدٍ منهم تتمنى الصحّة والعافية لمعوّقِها، وليتناساها!
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 04:41 PM | #9 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
فدك الغالية............... مراحب
يقال وفي البعاد يلتهب الحنين قد أكون أردت للزهرة بعض اشتياق وقد تكون ظروف حتمت البعاد وإنما من المؤكد أن تواجدي في الإمارات قد ألقى بظلال الغربة على تواجدي بينكم لفترة ولكنه قد أعطاني دفعا لكي أعود إليكم بجديد يُكتب ويُناقش ويحملنا في أمسياتنا إلى دروب الذات والسعادة والتأمل وبانتظار عودتك ودعمك المعهود ألف شكر لك و الطيبة وكل التقدير .................... تسرك الصابر
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 08:02 PM | #10 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (5)
أما دور المرأة في حياة المعوّق فهو أيضًا رئيسي. يظهر ذلك من كمّ الخواطر والقصائد التي قرأتها لديهم. وتتواجد المرأة كرمز للجمال ومنبَع للإحساس وعنوانًا للطهر. تبدو أحيانًا وهميّة وأخرى على مرمى النظر وهي في النهاية تبقى كما لأيّ مقتدرٍ مصدر إلهام وإبداع وحياة. يكتب دوميط في إحدى قصائده الوجدانيّة: "كلا حبيبتي لستِ بعيدة! وها أيّامنا الآتية سعيدة! صدّقيني ما كنت يوما وحيدة! أَسْكِِتي دمعة، أَطْفِئي تنهيدة! فأنا أيضًا إليك مشتاق... خذيني خمرًا ارتوى من دمٍ هو الدواء... وخبز حنطة احتوى جسدي، عهدًا للهوى... فأنا أيضًا إليكِ مشتاق" ويكتب قصرجي في قصيدته روعة العفّة...: "هل جثا، لوعةً، لوجه حُلوة؟... عسى، لوهلة، شعوره عفيفْ... سلبته عقله، وجعلته ولهان... شلّت سلوكه، وشوّشت فؤادهْ... أشعلت وجنتيه، وضحك ولعًا...حوّلت جوهره لروعة الحبّ... قطع جسورًا، وسلك وهادًا... كالشلل ثَلَجَ شعورُهْ... لعلّه أحبّ جلالها!" وفي قصيدته إلى هلا الصحافيّة... يكتب: هتف قلبي ونادى هلا... هي قلمي وكلمتي... كسّرت الحواجز وهدّمتها... كهْفَ ألغازٍ حلّلت... ثلجت جوهري الكئيب... بجّلتْ رؤية شِعري... تعذّر وصفَ جزيل ودّي... سوف أوشّحها... سترة الإجلال" ومن الواضح أنّ المرأة لديه تبقى أمنية يسعى إليها بطهر، وهي تراوده في البال ليعيش حياته كأي مراهقٍ آخر. وننتقل إلى مضمون آخر وهو الحبّ، والذي يأخذ أشكالا متعدّدة: حبّ وجداني يتمازج ومحبّة الله، حبّ عذري، غزلٌ رقيق أو إباحي خجول. يقول كريستوفر في قصيدة بعنوان الحبّ: "بهجةٌ وقهر... ضَلالٌ ونور... الحبّ وجعٌ تـزعم تركه... فتعي قُدرته... خضتُ تجارب.... تلقّنتُ الدمع... حرتُ في قلبي... واجهتُ حوّاء... وجهها شعلة... حوّلَتْ عقلي.. أجْثَتْ حبّي... عللت شوقي... توّجت عمري..." ويكتب دوميط: "تعالي نقطف الحبّ ورود.... نجعل ايّام الماضي تعود... فنَجْـني العطاء من عقود... عقود زهرٍ عطرًا تجود... فأنا أيضا إليك مشتاق" وهنا نرى الحبّ العذري يصل إلى مسامعنا بوضوح ويتوج بالشوق لكي يُبقي على المسافات النفسيّة بأبعادها والتي التزم بها الكاتب. ويتواجد الحبّ بشكل رئيسي ودائم لدى كريستوفر وهو هنا لا يبحث عن حبّ وهمي، وإنما بحثه يتعدى حدود حقيقته الصعبة ويتخطّاها أملا وطمعًا في الوصول إلى علاقة جدّية وعميقة تسمح له بأن يعيش حياته العاطفية على أكمل وجه. بينما لدى دوميط نراه خجولا شبه غائب ويأخذ أوجهًا مختلفة في مناجاة الربّ. وبنظري إن هذه المفارقة تنبع من كون كريستوفر في زهوة ربيعه يكتشف الحياة عبر مراهقته ولا يفكّر بالموت، بينما دوميط قد أسدل الستار على حياته الدنيوية ويستعدّ لملاقاة ربّه. إنّما هذا لا يعني أنّ الحبّ لم يعد بذات أهمّيةٍ، فهو وإن أخذ أوجهًا متعدّدة يبقى حبًّا يُصْلي النفس ويجوهر أحاسيسها مهما يكن.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 08:09 PM | #11 | ||
همسات شرقية
رقم العضوية : 250
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,086
عدد النقاط : 10
|
أستاذي الرائع النسر المحلق
مبدع دائما كل الابداع وهذا ليس غريبا عليك أبدا كلماتي قليلة جدا في حقك تقبل اختك همسة
توقيع : همسة حب
نعم المحدث والرفيق كتاب ................. تلهو به ان خانك الاصحاب لا مفشيا سرا اذا استودعته ................. وتُنال منه حكــمة وصواب |
||
25-05-03, 10:01 PM | #12 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
همسة حب.................. وقليل من عطاء
فمهما نقدم للآخرين يبقى ناقصا أكان مسهبا أم موجزا وما تقدمينه لي من اهتمام ومودة في هذه الصفحة لهو كافي بالتاكيد وإنما النفس هي بما فيها من عبير تنضح وليس بكثرة الكلام فخير الكلام ما قل ودل ألف شكر لتواجدك ودعمك الدائم الطيبة .............. الصابر
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 10:24 PM | #13 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (6)
ونصل إلى العاطفة وشموليّتها لدى المعوّق لا امتنانا لخدمة يعهدَها ممن هم حوله، فهو أن شعر بمنّة من أحدهم رفض ونفر وثار. إنّما كونَ الأحاسيس لديه أصبحت مكدّسة خارج نطاق الجسد ومادّياته تغدو في انفعالاتها عربون عطاء فعلي نحو الآخرين. ويأخذ الشوق الحيّز الأكبر من العاطفة، يليه الحنين، فما تحتاجه النفس وتتمناه لا تتمكن من الوصول إليه ماديًا وتكتفي بالتفكير به، محاولةً استحضاره في الذهن وخطّه عبر جمل وخواطر وأشعار. ولا شكّ أن الإعاقة الجسديّة تقف بين تمنيّات المعوّق ورغباته، فينمو في نفسه الشوق ولا تخبو شعلته أبدًا. ونجد الشوقَ ممزوجا وكلَّ الصفات الحياتية التي نعيشها، كالحبّ والعاطفة والأمومة والإيمان والصداقة، لتصل حدّ الاشتياق إلى ذكريات الطفولة والبيت والقرية وغيرها من مشاعر تهيّج عواطفه وتدفعه إلى مناجاتها توقًا إليها. ولعلّ أبرز ما قرأته عن العاطفة وعطائها الإنساني لدى دوميط هو ما يلي: "هذي بعض حياتي... هذي أشياء من ذاتي... اقطفها أيّها الإنسان... إعصرها بكلّ إيمان... وإذا وجدتَ نكهتك فيها... فربّما سنلتقي على نفس الطريق... ويكون كلانا للآخر صديق!" ويقول أيضًا: "على مجامر المحبّة وَجَدت نفسي جمرة صغيرة كلَّ من اقترب منها أحسّ بدفء قلبها وحرارة وجودها. لأن مَحبَّتي كانت عطاء..." وتظهر معاني الشوق واضحةٌ لديه في قصيدةٍ بعنوان لهيب الشوق: "بي حنين يشدّني إليكْ...إلى أيّامٍ بين يديكْ... حيث أغفو بين عينيكْ والآن أغني عتبي عليكْ... فكلّي أشواق إليكْ... " وعن شوقه لبيته يقول في قصيدة زجليّة عامّيةٍ: "بيتنا: يا بيتنا يا ناطر التلّة... بحقّ غربتي ما اشتقتلّلي!؟!... زاد الحنين والبعد عنك طال... وحجارك بعدها معمَّرة بالبال.... وعسى الغيمات دمعة شوق توَصّللي! " وفي قصيدته شمس الغياب يناجي النفس بالعامّية قائلاً: يا شمس الغياب يا غارقة ببحر الدني... خَزْقي الضباب وما عدت عارف شو بني... بصدري أنين... بقلبي حنين... وعم أسإل السنين..." ويظهر الشوق واضحًا لدى كريستوفر في قصيدته "الشوق": "نزف وتر قلبي... رغبت رؤية الحبيب... قتلني الحبّ ظلما... هجرني شهد أهدابها... بتر ضلوعي غيابها... وعدني الهوى وعذّبني... عجزت عن نسيان عينيها... شرّدني جور بسمتها... لو طلبت عطفي... لوهبتها شعري وتفوّقي" ونلاحظ أيضًا من خلال أدب المعوّق الوحدة والعزلة والانزواء وهو أمر ملازم وحتمي. كيف لا والمعوّق، وإن وعى نفسه وقدراته، يغفو ويصحو على جسدٍ معدومَ الحركيّة في وضعٍ شبه جامد لسنوات طوال، يحاول الخروج منه في كل ليلة ويعود إليه في كلّ نهار. يكتب دوميط في "براكين ليست من نار": لطالما كان صمتًا عقيمًا... وطالما كان سكونًا سقيمًا... فأصبح صمتًا مصغيًا إلى صَوْتِ الصمت، وهكذا شفي من عقمه، فحبل بألف كلمة وكلمة من صمت! وأصْبَح سكونًا نابضًا في قلب السكون، وهكذا شفي من سُقمه فامتلأ بألف حركة وحركة من سكون! " وتتضّح هنا معاناته وتوقه إلى الحركة من خلال وجدانيّته هذه. ويكتب كريستوفر في قصيدته "شريد الألم": شريدا أمسيتُ فجبت هضابا... نمت ضنيا وهلكت تنهيدا... وفي قصيدته إنتفاضة يكتب: كفى قهرًا ندبًا وعويلا .... صرت كخرقةٍ تزرف الدموع" ونرى هنا كيف أنّه يشبّه وضعه المادّي إلى خرقةٍ بالية لا نفع منها ولا اعتبار.
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
25-05-03, 11:02 PM | #14 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (7)
ويبرز في أدب المعوّق اللجوء إلى الإيمان، ليتمخض أدبه عن وجدانيات تأتي نتيجة نظرته الصوفيّة للحياة. فهو في وضعه يتحتم عليه التفكير باستمرار، ويتوصّل نتيجةً لذلك إلى تساؤلات عدّة تحتّمها إعاقته وتكون الوجدانيات ملاذ يلجأ إليه في ضياعه وبحثه عن الروح، وهي الإجابة الطبيعية عليها في خضمّ الأهواء الهوجاء والصراع النفسي الجبار الذي يعتريه وهو في عرض يمٍّ من التسؤلات يعارك أمواج الحيرة بلا طوّافة نجاة تنقذه. فيلجأ إلى الروح ويتمسّك بها ويستعين بخالقها ضمن كتابات وجدانيّة رائعة. وإذ نرى الوجدانيّات لدى دوميط واضحةً شفّافة نظرًا للاعتبارات التي تحدّثنا عنها (التسليم للموت) نراها بشكل مبطّن لدى كريستوفر نظرًا للاعتبارات المعاكساة (نظرته المراهقة الزاهية للحياة) يقول دوميط في قصيدته "عمّدني بالألم": "عمّدني بالألم يا ربّ عمّدني... بماء الروح النقي إغسلني وجدّدني... عمّدني بدموع الندم، إلهي طهرني... بزخّات من غيث مراحمك يا ربّ أمطرني... أرسلني إلى دروب التوبة الصادقة، حرّرني" وفي قصيدته "كلّ التساؤلات.... أمي" يقول: ما بال المرء يستفيق في بعض الأحيان فيرى نفسه متعطّشا إلى شيء ما! ما باله يتساءل وهو في خيرة من أمره قائلا: ماذا يجري لي؟ لماذا أحاسيسي؟ لماذا كياني؟ لماذا الحنين؟ ترى لماذا يحدث؟ وهل هناك أمر ما؟ فجأة وفي عزّ التساؤلات تخرس كل التساؤلات! فينتفض المرء مسابقا أحاسيسه ، باحثا بين أدراج الزمن لعلّه يجد المعنى من وراء كلّ هذا، وإذ به يعثر على وردة حمراء، على عبير آخر! " "وفي مكان آخر يقول: :ثلاث محطات لوّنت طريقي التي مشيت! ثلاث محطات يرمز إليها هذه الألوان الثلاثة: الأبيض والأخضر والأحمر. ثلاث محطّات سُمّيت: الإيمان، الرجاء والمحبّة" واضح مما سبق أنّ روحانيّة دوميط قد قطعت شوطًا بعيدا على دروب التأمّل بالذات والحياة والآخرة. ويكتب كريستوفر في قصيدته "دربي" يقول: الدرب صعود وشكر وصلوات لله... طهارةٌ، ظواهر وجدانيّة وكفاح.... حلولٌ، هلعٌ، كوارثُ وكلامٌ سعيد... قروحٌ عصيبة زوّدتني ثراء النفس... إضطرابٌ عكّر فؤادي ورّثني الوجع... ثورةٌ وعقباتٌ ألهمت أقلامي... جلب سكوتي سؤالا وكدرًا... قلَق الحبّ وهبني الكبرياء... لجأت إلى الكتابة تعويضًا" وهنا نرى امتزاج المتناقضات الحسّية في مفرداته كقوله: هلعٌ، كوارثُ وكلامٌ سعيد... ، هكذا نرى النفس تتخبّط ما بين تناقضاتها من طرفٍ لآخر وتحملنا معها في كلّ مرّةٍ حيث تريد. وتأتي المعاناة لتضع ثقلها وتبسط يدها على درب المعوّق الحسّي غير الملموس، وتُشعِره بمرارتها على الدوام، فتصقل نفسه وتجوهرها، ليرى الألم نعمة لا عذابا، والإعاقة ميزةً لا مصيبة. ميزةٌ يلج عبرها فاتحا أبواب الفرحة، مستلهما النعمة التي أعطيت له لكي يَغْـرُف من معينها، فيغتبط وينطق إبداع النفس الخلاّقة. يكتب كريستوزفر في قصيدته "عذاب الهوى": فُؤادُه، على الكآبة، زهِدْ... تاه وأحبّ كوثَرهْ... هجر السعادة، وسلك جحيما...علت جوارحه وِحشةٌ... قُضِيَتْ الوعود، تعذّب الهوى.... شعلتُه انطفأتْ، وجلجلته حلِكتْ". ويبدو واضحًا هنا مدى معاناة الشاعر النفسيّة ورؤيته السوداويّة في ما يصبو إليه من حبّ كما يستهلّ قصيدته "نفق الحبّ" بهذه الجملة التي يكدّس فيها كلّ مشاعره الوجدانيّة: نفقٌ طويلٌ ذَعَرَ عواطفي..." فيرينا مدى التأثير السلبي والتشاؤميّ في هذه الكلمات، ويصوّر لنا الحبّ كنفقٍ طويلٍ بلا نور لدرجة أنّ عواطفه باتت مذعورة بلا أمل! ويعود فيعرّف الحبّ في قصيدته "الحبّ" بتناقضات لا يشعر بها إلاّ من عاشها من أمثاله، فيقول: "بهجةٌ وقهر... ضلالٌ ونور... الحبّ وجع! وكذلك في قصيدته "الغانية" والتي تُبيِّن معاناةٍ واضحة: "هزم فكري توتّر قلمي... كلماتٌ هزّت ذاتي، ورهّقتني". ويخصص للألم قصيدة بعنوان "شريد الألم" ويأتي فيها: هروبٌ طعن غدر أوجاعي... لوّع سرّه ألامي... غموضٌ طغى على أحلامي... لا بدّ من صبر جلجلتي عزّتها"... وهو يصوّر معاناته هنا لدرجة أنّه يقارنها بالجلجلة. وينهي قصيدته هذه بالأمل قائلا: سجدت حبورا شاكرا بؤسي... جثَوْتُ أهْوَس سعيد النذور..." وهو العبور من أبواب الفرح نحو النعمة. وتَبين المعاناة عند دوميط بروعتها في قصيدته العامّية "دنية عذاب!!..." فيقول: "دنية عذاب يا زماني وليش خلقت فيها؟ كاسات علقم مرّ صرت إشربها وقفّيها... لا دموع تكفي .. لا آه تشفي... وإيّامي الحزينة، ما عدت أعرف كيف كفيها!" وفي كتابه الثاني "خبز للآخرين" نجد خاطرة بعنوان: "بين آخ وآه!"، هذه كلماتها: "يصرخ الجسد آخٍ، وتصرخ الروح آهٍ، وأنتِ يا نفس إختاري! أنتِ يا نفس عليك أن تختاري! إلى الأبد يا نفس اصرخي واختاري. فحياتك صراخ، وصراخك حياة، ما بين الماء والنار... إختاري يا نفس إختاري... بين نور الليل وظلمة النهار... إختاري يا نفس ولا تنهاري... أمام لهيب الماء وجليد النار!
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
27-05-03, 01:53 AM | #15 | ||
نسـر الشـرق
رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10
|
كوكب الجبابرة (المقطع الأخير)
ما تبقّى من كلامٍ بعد جولة الأفق هذه، هو عن اللغة ومقوّماتها في شعر كريستوفر وأدب دوميط، كالتشبيه واستعمال التناقضات، وقوّة المبنى والتعبير والمفردات والوصف والإنشاء وغيرها. ما تبقى من كلامٍ إذًا نتركه لمراحل قادمة وظروفٍ أخرى وأناسٍ يفقهون اللغة وقادرون على تبيان ما خفي عن أعيننا في هذا المجال. لقد لجأت إلى بعض الكتب واستعنت بها محاولاً الولوج إلى كلّ هذه المكوّنات، ولكنني وجدت نفسي أبحر وسط محيط لغوي لا شكّ أنّه يتطلّب وقتا أطول وحظًّا أوفر في معالجة هذه الناحية المهمّة من أدب المعوّقين. سوف أكتفي بسرد إنشائي عند دوميط يبيّن مدى قدرته على الغوص في معجم اللغة والنهل من مفرداتها واستعمال التشبيه لا سيّما في خاطرته: "وردة في العيد" يقول: "ها هو ساعي الحياة يمتطي الزمن، حاملا على كاهله جعبة بأيّامٍ وسنين وقد امتلأت بالرسائل، وكلّ رسالة تحمل عيدا في داخلها. ها إني أسمع خطواته على صدر الأبديّة وقد ارتجّت لها الجبال، ورددت أصداءها الأودية.. وكان لي نصيب مع ساعي الحياة، رسالة معطّرة بأنفاس الربيع، وضععا تحت وسادتي وأيقظني ثمّ رحل..." أمّا قصرجي فيقول: نزف وتر قلبي... بتر ضلوعي غيابها... نظرةٌ لعوبٌ جلبتْ سهوتي... مزّق الهوى صبر الليالي... همت كمتسوّلٍ أسألك الرضى... زرعتِ لذّةً رَوَتْ عطشي..." مفردات تدلّ كلّها على قوّة الوصف والتشبيه لديه، رغم سهولة الجملة وإيجازها. وتبقى الثقافة! تبقى الثقافة الزورق الأوّل والأخير الذي يبحر فيه المعوّق ساعة يريد أن يُنَمّي ملكته الإبداعية. إنّ مخزون المعوّق من الثقافة مهم، مهم لمحيطه كي يتمكن من تحمّل المشقّات، مهمّ لهذا المجتمع لكي يتقبّل ويتفهّم بأنّ الإعاقة هي إعاقة جسد وليست إعاقة الروح. إنّه مخزونٌ مهمّ نظرًا لما سيقضوته من أوقات عصيبة تطول لسنوات، كي يتمكّنوا من تفهّم ما يحصل لهم ويدور من حولهم، لا سيّم في الفترة الأولى والتي قد تمتد أسبع أشهر وأحيانا سنين بأكملها قبل أن يتقبّل المعوّق وضعه نهائيا ويعقد صلحًا مع ذاته. إنّه مهمّ بالدرجة الأولى لكي ينطلقوا بأدبهم بثقة غـارفـين من معين إنسانهم المبدع كلّ ما أمكن وما تمكّنهم منه هذه المعلومات التي حصروها في الذهن لوقت طويل. أعتقد أنّ ما قيل، وما قمنا به، بالنسبة لموضوع: "الإعاقة والأدب"، وإن كان غيضٌ من فيض، يعطينا فكرةً واضحة ومتكاملة عن إبداع المعوّق الأدبي، وقدرته الذهنيّة على تعدي حدود واقعه، ليرينا عالمنا الذي نعيش فيه أفضل ممّا يمكن أن نراه أو نلمسه أو نحسّ به! لقد أصبح لديّ قناعة أن هناك الكثير من المعوّقين لديهم قدرة هائلة في مجالات شتى تُصنّف معظمها في خانة الكتابة الإبداعية ولكن وللأسف لا أحد يعلم بهم أو يهتم لحالهم. وكلّما غصنا في البحث كلّما اكتشفنا أشياء تذهلنا. لذا فأنا واثق أن موضوع الندوة هذا وإن ينقصه الكثير فهو قد وفّى حقه، والرهان الذي غامرنا به ووضعناه نصب أعيننا بدأ يتجلّى في الأفق، ولكن لا بدّ من أن نضاعف الجهود ونعرّف مجتمعاتنا بطريقة أفضل عن هؤلاء القابعين في أسرّتهم يصارعون الموت والحياة ويكتُبُون من عمق معاناتهم أروع الكلمات. دعونا ننهي هنا بما كتبه دوميط منعم لما فيه من مغزىً كبير وأملاً وقوّة رجاء، يقول: نعم لن تتخلّع روحي رغم مرور كلّ هذه السنوات على تخلّع الجسد، ورغم حالات السقوط المتكرّرة والضعف الذي كان وسيبقى السبيل الوحيد للتجدّد الدائم والسلام الروحي. لأنّ الريح لا تستطيع شيئا مع الأرز، لا بل تزيد جذوره تعلّقًا في أرض وتراب الإيمان... نصل هنا إلى نهاية مطافنا مع المعوّقين المبدعين فيما نشروه من أحاسيس تعبّر عن وضعهم الاجتماعي والنفسي والجسدي. وإنّما، ومن المؤكّد أنّ هناك أمورًا كثيرة لم يتسنّى لنا الغوص فيها وتحليلها. ولكنّه مدماكٌ نضعه على طريق من يهتمّون بروائع إنسانيّة تبقى أحيانًا مطمورة. ونلقي الصوت عاليا أمام كلّ مؤسّسةٍ حتى تساهم في نشر أدب المعوّق والتعريف به وإيصاله إلى أكبر عدد ممكن من الناس. وإن كان حلم كريستوفر الحصول على جهاز إلكتروني يُصمّم خصّيصًا له ويلبّـي حاجاته ويزيل قسما من إعاقته ويمنحه القدرة على إيصال موهبته إلى الآخرين وتدوينها بطريقة أسهل، إن كان هذا حلمه، واضح أن مَنْ مِثـله لا يزال يحلم في شرقنا هذا! ونحلم نحن معه وتحلم كلّ مؤسّساتنا، بينما حكوماتنا لا تزال تنظر إلى المعوّق كعبء عليها وجُب اختزال مصاريفه إلى الحدّ الأدنى. عندما تتغيّر النظرة الاجتماعبّة ويصبح هناك دفعًا ثقافيًا هائلاً كما يحصل في بعض الدول، حينها سينظر إلى صاحب الاحتياجات الخاصّة كأنسانٍ مقتدر نفسيا سليم العقل والإرادة. إنّها إرادة تحديد مصيره، لا الحركيّة ببهلوانيّتها والتي نقوم بها لمئات المرات في يومنا دون أن ندرك حتى أهمّيتها، وإنّما تمكّنه من بلوغ عطاءات تكمن في النفس ولا مجال لإيصالها إلى الآخرين. لقد قام كريستوفر، ومن هم مثله، بإيفاء حقّه على مجتمعه الذي أنجبه، فهل بإمكاننا نحن في هذا المجتمع الحضاري الشرقي، الخصب بكلّ الإمكانات والقدرات الطيّبة، أن نوَفّيه حقّه ونحقق حلمه وحلم الكثيرين ممن ينتظرون على قارعة الإعاقة ويتسوّلون بعضًا من حقّ ونتفًا من اهتمام!
توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا... إن تهتِ فضاءً أتيتك! دمعة حلم رائعٍ أنا... إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك! نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا... تنساب حنانًا وتأتيني بك! زهرة وردٍ من بستانك أنا... إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك! ومن أناملك الوجلى... خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا وعلى الوجنتين يرسم الملامح ويطوف أبراجك سعدًا ووجد... وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!! |
||
|
|
زهرة الشرق - الحياة الزوجية - صور وغرائب - التغذية والصحة - ديكورات منزلية - العناية بالبشرة - أزياء نسائية - كمبيوتر - أطباق ومأكولات - ريجيم ورشاقة - أسرار الحياة الزوجية - العناية بالبشرة
المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)