العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22-07-04, 10:22 PM   #1
 
الصورة الرمزية sad_girl

sad_girl
فخر زهرة الشرق

رقم العضوية : 334
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 2,424
عدد النقاط : 177

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ sad_girl
الشاعر : أحمد فواد نجم


ولد أحمد فؤاد نجم في أيار- مايو سنة 1929.

و في الطريق إلى “ عزبة نجم“ قريته التي استمدت اسمها من العائلة الكبيرة “ القبيلة كما يدعوها نجم“ التي ينتمي إليها الشاعر لا بد أن ترى كل نماذج البؤس , و القهر التي تمتد عبر آلاف السنين , و تبدو لشدة وطأتها بلا نهاية .

" كان والدي في بدا حياته ضابط شرطة مشاغب أبعد عن عمله و اشتغل موظفا في وزارة المالية ثم فلاحا في الأرض التي يملكها. مات أبي و كنت في السادسة , لا أذكر من طفولتي البعيدة إلا صور الجنة.كنت طفلا مدللا أحبني والدي لأنني أشد الأبناء قبحا .و أذكر أيضا أنه قبل أن يموت قال لي ... يا بني فيك شيء يقول لي إنك إما أن تصل إلى قمة ما و إما أن تبقى في الحضيض... فليحمك الله..." .

يقول نجم : " تركنا أبي لعالم وحش بلا قانون .كانت أمي صغيرة و ساحرة .ووقعت فريسة لمطامع أعمامي و هم أغنياء ..(امتلكت أسرتنا في أواخر القرن 19 و بداية القرن العشرين آلاف الأفدنة ). رفضت أمي أن تتزوج أحدهم لأنها أحبتنا و كانت تعرفهم جيدا.و كان عليها أن تتلقى العقاب كاملا فجعنا".

عمل نجم في معسكرات الجيش الانجليزي متنقلا بين مهن كثيرة كواء..لاعب كرة.. بائع ..عامل انشاآت وبناء.. ترزي. و في فايد و هي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الانجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين..و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة و الكتابة و بدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى. و اشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 و تشكلت اثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة و العمال.

يقول نجم: كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, و هي مرتبطة في ذهني ببداية و عيي الحقيقي و العلمي ب حقائق هذا العالم, و الأسباب الموضوعية لقسوته و مرارته.

″ ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين و انما كانت أغان عاطفية تدور في اطار الهجر و البعد و مشكلات الحب الاذاعية التي لم تنته حتى الآن... و كنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي و أتمناها, لكن الوضع الطبقي حال دون اتمام الزواج لأنهم أغنياء″ .

و خرج الشاعر مع 90000 ألف عامل مصر من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على اثر إلغاء المعاهدة, و كان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى و إلا فلن يحصل على بضائعه,» و لكنني تركتها و ذهبت«.

و في الفترة ما بين 51 الى56 اشتغل شاعرنا عاملا في السكك الحديدية. و بعد معركة السويس قررت الحكومة المصرية أن تستولي على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال و على كل ممتلكات الجيش هناك. و كانت ورش و أبورات الزقازيق تقوم في ذلك الحين بالدور الأساسي لان وابورات الاسماعيلية و السويس و بور سعيد ضربت جميعا في العدوان . ″ و بدأنا عملية نقل المعدات.

و شهدت في هذة الفترة أكبر عملية نهب و خطف شهدتها أو سمعت عنها في حياتي كلها.أخذ كبار الضباط و المديرون ينقلون المعدات و قطع الغيار الى بيوتهم ... و فقدت أعصابي و سجلت ي أكثر من مرة... و في النهاية نقلت الى وزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن تعلمت درسا كبيرا.أن القضية الوطنية لا تنفصل عن القضية الاجتماعية, كنت مقهورا و أرى القهر من حولي أشكالا و نماذج...كان هؤلاء الكبار منهمكين في نهب الورش, بينما يموت الفقراء كل يوم , دفاعا عن مصر. .

و في وزارة الشؤون الاجتماعية عملت طوافا أوزع البريد على العزب و الكفور و القرى و كنت أعيد في هذه المرحلة اكتشاف الواقع بعد أن تعمقت رؤيتي و تجربتي. شعرت حينئذ رغم أنني فلاح و عملت بالفأس لمدة 8 سنوات أن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل و غير محتمل . كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظريا. كان التناقض الطبقي بشعا.

في سنة 1959 التي شهدت الصدام الضاري بين السلطة و اليسار في مصر على اثر أحداث العراق انتقل الشاعر من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة.

يقول نجم: و في يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض و المشاغبة إلى قسم البوليس و هناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال ״ .

...و ما زالت آثار الضرب واضحة على جسد نجم حتى الآن...

″ و بعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقع إقرارا يقول أن العامل الذي مات كان مشاغبا و أنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه..و رفضت أن أوقع ,فضربت.″

و بعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, و وضع في السجن لمدة 33 شهرا.


و في عامه الأخير في السجن و لد الشاعر أحمد فؤاد نجم و بدأ في تأليف أولى قصائده .

و شارك في ندوات السجن التي كان يحضرها المسجونين و كبار الضباط .و صدر ديوانه الأول صور من الحياة و السجن و هو يقضي أخر أيام فترة عقوبته في السجن و كتبت مقدمة الديوان الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي .

و قد ساعده كثيرا في السجن على أصدار الديوان اللواء أبراهيم عزت و الرائد سمير قلادة غطاس .

و قد ذكر نجم هذا الرائد في قصيدة صباح الخير عالورد اللي فتح في جناين مصر و بلغ يا سمير غطاس يا ضيف المعتقل سنوي .بصوتك ده أللي كله نحاس صباح الخير على الثانوي .

أما الشيخ أمام فهو أزهري الدراسة .تعلم الموسيقى و العود على يد الملحن الكبير الشيخ درويش الحريري .

و عمل في بطانة منشد ديني معروف و كان هذا المنشد يؤخذ الحان الشيخ أمام و ينسبها لنفسه مقابل مبلغ زهيد .
و قد رفضت الأذاعة أعتماد الشيخ أمام كملحن بها .

ألتقى نجم و أمام و تعارفا عن طريق صديق مشترك و في شقة الفنان التشكيلي الشعبي محمد علي في حارة حوش قدم و تمخض هذا التعارف عن أكثر من 200 أغنية و العديد من الحفلات في جامعات مصر و الهيئات النقابية و المراكز الثقافية .

و كانت تلك الشقة الحقيرة في حارة حوش قدم الى مكان تجمع المثقفين في البلد الذين يأتوا يوميا للأستمتاع بأغاني أمام ونجم.

و معهم جاءت أجهزة التسجيل لكي تسجل هذا النوع الجديد من الاغاني و كانت هذه الاغاني قادرة على رصد جميع السلبيات في المجتمع و قادرة على التهكم و بسخرية مريرة من جميع الشخصيلت في مصر و حتى و لو كان عبد الناصر نفسه .

و بعد أن أبدع الثنائي نجم أمام العديد من الاغنيات مثل : حلاويلا . شعبان البقال. عالمحطة شيلني.

و أشيلك .حدث ما يشبه القطيعة بين أمام و نجم بسبب بعض الوشايات من جانب أصدقاء الشيخ أمام الذين كانوا يروا في ألتصاقه و أرتباطه بنجم عقبة أمام شهرته و ذيوعه.

و لكن بعد عدة أشهر عادت المياة الى مجاريها و عاد فريق العمل الصغير هذا ليواصل أبداعاته .


ثم وقعت الواقعة و حدثت هزيمة يونيو - التي يطلقون عليها على سبيل الدلع نكسة .
فغنى الشيخ أمام من كلمات نجم الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا و بقرة حاحا و عبدالودود .

و كانت أغنية عبد الودود هي صرخة الامل التي انبعثت من الشعب المصري لتدل على أن هذه الشعب حي و أنه في طريقه لتحرير أرضه من العدو الصهيوني الخبيث .

و في أعقاب هزيمة يونيو
أزدادت شهرة نجم و أمام و عرفا طريقهما الى صفحات الجرايد بل و وصلت شهرتهما الى الدول العربية .

فقالوا عنهما في تونس و المغرب ..أهما الشجب التحتي للنظام الحاكم


و قالوا عنهما في سوريا و لبنان .أنهما صوت نقمة الجماهير .

و قالوا عنهما في العراق .أنهما زمجرة الغضب الأتي .

أما في مصر فقالوا عنهما ...أنهما الرد الشعبي على الهزيمة العسكرية و أنهما يمثلان أرهاصة مرحلة جديدة و مخاضها .


حاولت الدولة أحتواء هذه الظاهرة .

ففي أحد جلسات مجلس الأمن القومي قال أحدهم أنها صرخة جوع يمكن أن نقتلها بالتخمة .
و بالفعل بدأت الأذاعة و التلفزيون في فتح أبوابهما لنجم .
و أمام و بدأت أغانيهما الهادئة نسبيا تذاع على الجماهير .

ألا أن ذلك لم يغير من الامر شئ حيث ظلا على حالهما
.يهاجمان ممن يستحق الهجوم و يسخران ممن يستحق السخرية .

و ظل الشباب يستمعون أليهما و يعجبون بهما .
و في فترة السبعينات أنضمت أليهم الفنانة ذات الصوت القوي عزة بلبع و التي تزوجها نجم بعد ذلك .

و خلال فترة حكم الرئيس السادات قضى هذا الثلاثي خاصة نجم و أمام قضيا الكثير من الوقت في السجون و المعتقلات
فكان الوقت الذي يقضيانه خارج الوقت يستغلانه في عمل أغنية جديدة تقودهما الى المعتقل مرة أخرى

و في هذه الفترة أبدع نجم و أمام العديد من الأغاني مثل : صباح الخير .
التي كتبها نجم تمجيدا في الشباب الذين قاموا بالثورة الطلابية المجيدة
و التي أطلق عليها السادات أنتفاضة حرامية .
و رائعة نجيب سرور : البحر بيضحك ليه و الممنوعات .
و جيفارا مات و الله حي و أدي مصر و كلمتين لمصر و فلسطينية.
و في ذكرى الميلاد العشرين و أنا رحت القلعة .
و غيرها و غيرها من الأغنيات التي لا يتسع المجال لذكرها الآن .


و رغم تغير الانظمة السياسية و رغم وفاة الشيخ أمام عيسى في مطلع التسعينات من القرن الماضي لازالت الدولة بكل مؤسساتها الثقافية تعادي ظاهرة نجم أمام .و لا تعطي هذه الظاهرة التكريم و التقدير التي تستحقه .

و رغم ذلك لازالت أغنية امام ونجم تجد كل التشجيع من الجمهور عندما تغنى في أي مناسبة من المناسبات خاصة من الشباب .

و لا أنسى منذ عام تقريبا عندما غنى المطرب و الملحن الشربيني أحمد أغنية عبد الودود في مهرجان القلعة بنفس لحن الشيخ امام وسط تفاعل غير عادي من جمهور القلعة الذي لم يترك شربيني ينزل من على المسرح ألا بعد أن أعاد لهم الأغنية .
نفس هذا الوصف يتكرر دائما مع المطرب السكندري خالد شمس عندما يغني في حفلاته أغنية بقرة حاحا .

الشيخ أمام و احمد فؤاد نجم ظاهرة فنية أثبتت أن الأغنية السياسية لا تقتصر على المثقفين فقط و لكنها تمتد الى البسطاء الذين يشعرون أن هذه الأغنية تعبر عنهم و عن مشاكلهم و عن الآمهم وعن طموحاتهم..



مع


توقيع : sad_girl


زهرة الشرق

sad_girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-04, 07:03 PM   #2

أحزان ليل
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 629
تاريخ التسجيل : Jan 2003
عدد المشاركات : 451
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحزان ليل

الأخت الفتضلة ساد جيرل


شكرا جزيلا لكِ على نقل هذه السيرة الرائعة للمبدع أحمد فؤاد نجم



لكِ كل الود


توقيع : أحزان ليل





أحزان ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-04, 11:55 PM   #3
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

شاعر جميل ومشاغب

وصريح جدا

شكرا لك


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)