الهرولة مفتاح الفرج

أمارس الرياضة هذه الأيام مثل أي شاب في العشرين، فتراني في المساء بعد انتهائي من عملي وواجباتي المنزلية والمدرسية والاجتماعية والعاطفية، أرتدي سروالا قصيرا وفانيلا خفيفة وجرابا طويلا وحذاءا أبيض، وأحرص أن تظهر على كل هذا الديكور الرياضي نجمة سداسية، وهذا ما يساعدني على الهرولة بشكل مشجع وصحيح . وأنا أقوم بهذه الرياضة خضوعا لوصفة أمريكية أوروبية ونصف عربية، ونصحت بتجريبها ووعدت بأن أرى العجب العجاب بعد ذلك، فستكفل لي هذه الرياضة استعادة شعري الأسود وماء مفاصلي ولون دمي وقوة صوتي، وستنتزع التوتر من قولوني والروماتزم من ركبي، وستزيد من وسامتي وستملأ جيبي بالنقود فتتهافت الجميلات، فأتزوج وأخلف صبيانا وبناتا، ونعيش في سبات ونبات. وقيل لي أن هذه الهرولة سترفع نسبة النمو في اقتصادي وستقضي على البطالة والأمية والجفاف ، وستمطر الدنيا في فصل الشتاء كما لو أنها لم تمطر من قبل ، وسيشب الزرع واقفا خلال أيام ، وسأجني ثماره خلال أسابيع ، وسأصدر للأسواق الفائض من النعم ، كما أن الصناعة ستزدهر، عن طريق جذب رؤوس الأموال من الخارج وزيادة الاستثمارات وبناء الشركات الضخمة.



ومـن مزايا رياضة الهرولة أيضا، أنـها ستنـعش السيـاحة، فتكثر النوادي الليلة،وتنتعش تجارة الخمور، ويزدهر ( البريك دانس ) في المراقص والشوارع ومكاتب العمل ومراكز الحدود، وستصبح الشقراوات والسمراوات والحنطيات والبيضاوات ( على قفا من يشيل ) ، وبذلك سينتعش الإيدز والسفلس والبهاق، وستجبر منظمة أطباء بلا حدود أن تأتي ومعها خيامها الجميلة والمساعدات الأجمل، والممرضات الأكثر جمالا، خاصة بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام. فتبنى المستشفيات والعيادات التخصصية وأماكن العزل، فتتطور المرافق الصحية والطبية …







وهناك أمر ثالث لم يخطر على بال أحد، هو أن شاعريتي ستتفوق، وستترجم أشعاري إلى كافة اللغات، وربما تقودني هذه الهرولة إلى جائزة نوبل للآداب، فلي تراث عريق يفوق المليون شاعر وشاعر، ومن حقي أن أفوز بهذه الجائزة، وأعتقد أنها تأخرت عني كثيرا، ولكن لا شيئ يفوت، سأهرول قدر استطاعتي متيمنا بالنجمة السداسية حتى أنتشر في الجهات الستة ، نسيت أن أقول أن مجربي هذه الوصفة السحرية جعلت جهاتهم ستة بدلا من أربع، ولذلك، فهم حائرون في أي جهة يسيرون وفي أي واد يهيمون، ولا يقولون ولا يفعلون ، فهم ليسوا في حاجة إلى قول شيء ولا فعل أي شيء ، الهرولة، تحسن الصحة، وتقوي الاندفاع إلى الأمام،

فتنفتح الدروب المقفلة، وسأصبح عضوا مؤثرا في المنظمات الدولية، وسأحظى برعاية الدرجة الأولى في السياسة الأمريكية، وسيقدم لي صندوق النقد الدولي قروضا ( بالهبل) .



أما على صعيد المركز السياسي، فسأقفز قفزة نوعية، وستوكل إلي مهام القيام بوساطات بين الأشقاء المتقاتلين، وسأنقل رسائل شفوية ومكتوبة، وأعود محملا بأجوبة مماثلة، سأركب الطائرة يوميا، ولن أستخدم طائرتي الخاصة، سيدفع مجلس الأمن نفقاتي ومصاريفي ، بل وبدلاتي وراتبي، وسأحصل على علاوة يومية ربما تزيد على خمسة آلاف دولار.



الهرولة يا سادتي ساحرة، وبركاتها كثيرة، ففعلها أقوى من دعاء الأمهات، فهي تمسح الهموم وتصفي الظنون، والهرولة مفتاح الفرج، ومن طلب العلا سهر مهرولا، وخطوة هرولة خير من قنطار علاج، والهرولة أصدق أنباء من الكتب، وأطلب الهرولة ولو في الصين، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالهرولة ، وهرولة حتى النصر، وزد هرولتك يا أخي، وعلموا أولادكم السباحة والرماية والهرولة، وهرولتك البيضاء لأيامك السوداء، والهرولة تاج على رؤوس المهرولين . ..



أما الأغنيات فستصبح أجمل مع الهرولة، فالحب والعشق لم يعد لهما أي طعم ولا بد من التجديد، لنغني معا : زيديني هرولة زيديني ، ويا قلبي لو هرول لي زماني، وحدن وليفه معه ويهرول الساعة، وهرول الليل يا حبيبي، وجاري يا هروولة، أهرول جدا ، وهرولنا وطال المشوار، هرول أنت إني مت بعدك، إعطني الهرولة وغني، ولقيك مهرول وشغلني بيك، ومهرول غار النهار منه، وقف يا مهرول رايح على فين، ويا مهرولا تحت المطر، وكي تهرول يا سيدي، وآه يا قلبي هرولت وجريت، وهرولت بأول أكتوبر هرولت بآخر يناير، والهروالة الهروالة يا دين بوي الهروالة. ويا بو ضحكة مهرولة ..

أما المجاملات فستكون خفيفة ولطيفة، صباح الهرولة، كيف هرولتك اليوم، إن شاء الله أولادك مهرولين كويس، كيف المدام إن شاء الله بتهرول كل يوم، تعالوا هرولوا عندنا الليلة، دير بالك على هرولتك ، إشرب هرولة تتحسن صحتك، الله يرزقك ببنت الحلال اللي بتهرول معك.

أما افتتاح المحطات التلفزيونية وختامها ستتغير، وسيطالها التجديد أيضا لتصبح على الشكل التالي : نبدأ معكم بثنا التلفزيوني بهرولة قصيرة مع برامجنا ، سنشاهد الآن فيلم " مهرول في الجامعة الأمريكية" ، وبعدها برنامج هرولة على الهواء، ثم حوار مع مهرول، ثم تحقيق مطول عن استحداث وزارة الهرولة.

طابت هرولتكم، وهرولة سعيدة، والهرولة عليكم ورحمة الله وبركاته .



الأديب: أنور الخطيب

الهرولة يا سادتي ساحرة، وبركاتها كثيرة، ففعلها أقوى من دعاء الأمهات، فهي تمسح الهموم وتصفي الظنون، والهرولة مفتاح الفرج، ومن طلب العلا سهر مهرولا، وخطوة هرولة خير من قنطار علاج، والهرولة أصدق أنباء من الكتب، وأطلب الهرولة ولو في الصين، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالهرولة ، وهرولة حتى النصر، وزد هرولتك يا أخي، وعلموا أولادكم السباحة والرماية والهرولة، وهرولتك البيضاء لأيامك السوداء، والهرولة تاج على رؤوس المهرولين . ..

موضوع جميل جدا
ونحن في عصر الهروله وراينا كثير من المهرولين
اصبحوا في اماكن مرموقه والفضل للهروله والانبطاح للاعداء

طابت هرولتكم، وهرولة سعيدة، والهرولة عليكم ورحمة الله وبركاته .


جميلة هذه الكلمات

شكرا لك

دائما مواضيعك رهيبة



أشكرك يا صديقي الغالي