العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-09-08, 09:55 AM   #16

أبو الطيب
عضوية متميزة

رقم العضوية : 179
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 346
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو الطيب
رد: ذوو الألقاب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله تبارك الرحمن على هذه الجهود المباركة والمعلومات الرائعة عن أصحب هذه الالقاب الشهيرة
شكرا لك أخي الكريم حبي الزهرة وجزاك خير الجزاء على ما قت بطرحه في هذا الموضوع
بارك الله فيك


توقيع : أبو الطيب
مشـــــيناها خطـــــــــى كتبــــت عليـــــــــــــنا

أبو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-08, 01:50 AM   #17
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




اهلا بك اخي ابو الطيب

سعيد بمتابعتك معي

ونتابع

زيد بن حارثة... حب رسول الله


الصحابي الوحيد الذي ورد اسمه صراحة في القرآن الكريم

فدائي شجاع شارك في غزوة بدر وبايع النبي على الموت في أحد

إعداد - سهير العتر:

الأمير الشهيد النبوي , الصحابي الوحيد المسمى في القرآن , وأسبق المسلمين إلى الإسلام . وحِب رسول الله , كان اسمه أبو أسامة الكلبي , ثم المحمدي , ثم سيد الموالى , ثم سماه الرسول صلى اللهم عليه وسلم زيد وحب الرسول وأبو حبه , هو زيد بن حارثة رضي الله عنه, وكان يسمى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن محمد, أمه سعدى بنت ثعلبة .

هذا الصحابي الجليل كان مولى السيدة الجليلة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد , فقد اشتراه لها ابن اخيها حكيم بن حزام من سوق عكاظ بأربعمئة درهم , ولما تزوج خير خلق الله سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة وأحست أن زوجها عليه الصلاة والسلام يحبه وهبته له .

قبل محمد عليه الصلاة والسلام هبة زوجته الحبيبة له ثم أعتقه, وعندما أراد والد زيد وهو حارثة أن يفديه ليأخذه معه , قال زيد للحجاج من قومه أن يخبروا أباه أنه مع أكرم والد.

وحينما عاد القوم وأخبروا حارثة بقول ابنه, خرج هو وأخوه إلى مكة فسألا عن محمد بن عبد الله, فقيل لهما: إنه في الكعبة -وكان محمد عليه الصلاة والسلام حينذاك لم يبعث بعد- فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب, يا ابن سيد القوم, أنتم أهل حرم الله وجيرانه, تفكون العاني, وتطعمون الأسير, جئناك في ولدنا, فامنن علينا, وأحسن في فدائه, فترك محمد صلوات الله عليه وسلامه لزيد القرار في اختياره , فقال لهما صلى الله عليه وسلم : "ادعوا زيدا, خيروه, فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء, وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء". ففرح حارثة, وقال لمحمد عليه الصلاة والسلام: لقد أنصفتنا, وزدتنا, وأحسنت إلينا, فلما جاء زيد سأله النبي صلى الله عليه وسلم: اتعرف هؤلاء? قال زيد: نعم, هذا أبي, وهذا عمي. فقال محمد عليه الصلاة والسلام لزيد: "فأنا من قد علمت ورأيت محبتي لك فاخترني أو اخترهما". فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا, أنت مني بمنزلة الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد اتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك? فقال زيد: نعم, اني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي اختار عليه أحدا أبدا. فلما رأى محمد صلى الله عليه وسلم ذلك فرح فرحا شديدا, ودمعت عيناه, وأخذ زيدا وخرج إلى حجر الكعبة , وقال: "يا من حضر, اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه" . فلما رأى أبوه وعمه ذلك طابت لهما نفسيهما.

منع التبني

استمر الأمر في مكة كلها لا أحد يعرف زيدا إلا بزيد بن محمد, فلما جاء الإسلام ودخل زيد فيه فكان ثاني المسلمين , أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم حبا شديدا. ولما آن للرسول عليه الصلاة والسلام الهجرة ومعه أصحابه هاجر زيد معهم إلى المدينة, وآخى الرسول عليه الصلاة والسلام بينه وبين أسيد بن حضير, وظل زيد يدعى بزيد بن محمد حتى جاء فى الإسلام منع التبني و نزل قوله تعالى: »ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله« سورة الأحزاب الآية 5 , فدعي يومئذ زيد بن حارثة .

كما أنزل الله تعالى قوله العزيز :} وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا { سورة الاحزاب الآية 36 . حينما أراد لرسوله أن يمنع الفوارق بين الجماعة المسلمة ولا يكون هناك فرق بين فرد وآخر إلا بالتقوى , فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوج زيد من ابنة عمته زينب بنت جحش, ولكن لم تستمر الحياة بينهما, فذهب زيد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يشكو إليه , فأخبره النبي عليه الصلاة والسلام أن يمسك عليه زوجه, ويصبر عليها. ولكن الله سبحانه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يطلق زينب من زيد, ويتزوجها هو, تأكيدا لإبطال عادة التبني التي انتشرت في الجاهلية, وكان الابن بالتبني يعامل معاملة الابن الصلب, قال تعالى: } فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا ما قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا{ سورة الأحزاب الآية 73 .

لقد امتلأ قلب النبي صلى الله عليه وسلم حبا لزيد بن حارثة فكان لا يفارقه , حتى كان الصحابة رضي الله عنهم جميعا يلقبونه "بزيد الحب " . وقال له الحبيب رسول الله عليه الصلاة والسلام :" يا زيد أنت مولاي ومني وإلي "وأحب القوم إلي ".

فدائي شجاع

كان زيد فدائيا شجاعا, ومن أحسن الرماة في عصره, شارك في غزوة بدر, وبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في غزوة أحد, وحضر غزوة الخندق, وصلح الحديبية, وفتح خيبر, وغزوة حنين, وجعله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على سبع سرايا. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيه : ما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش قط, إلا أمره عليهم, وإن بقى بعده استخلفه .

وعن سلمة بن الأكوع قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات يؤمره رسول الله عليه الصلاة والسلام علينا .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي , فكلمته في ذلك فقال: إنه كان أحب إلى رسول الله منك , وأباه كان أحب إلى رسول الله من أبيك.

عاش زيد ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ينهل من علمه وأخلاقه وهديه حتى صار عابدا ورعا , يقتدي بكل ما يرى حبيبه وحبيب الله صلى الله عليه وسلم يقوله ويعمله .

وفي السنة الثامنة للهجرة حدثت غزوة مؤتة التي استشهد فيها زيد بن حارثة رضى الله عنه بعد حياة طويلة مع الحبيب صلوات الله عليه وسلامه .

عن أنس رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم فقال صلى الله عليه وسلم : أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ".انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-08, 01:06 AM   #18
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




اهلا بكم ونتابع معا

ذوو الألقاب

عبدالرحمن بن عوف

الثري الكريم

أحد العشرة المبشرين بالجنة... صلى النبي خلفه في غزوة تبوك

قال عنه علي حين موته: لقد أدركت صفوها وسبقت رنقها

رجل عظيم فاز بالحسن في الدنيا والآخرة, فهو الذي قيل فيه: انه من الذين كتب الله لهم المغفرة وهم في بطون أمهاتهم وانه سيمتع به بنوه الى ما شاء الله. اسمه في الجاهلية عبد عمرو وقيل: عبد الحارث وقيل:

عبد الكعبة, فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن رضي الله عنه, أمه الشفاء بنت عوف, وقد أسلم قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم, وكان أحد الثمانية الذين سبقوا الى الاسلام, وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق, وأحد العشرة المبشرين بالجنة, هاجر الى أرض الحبشة الهجرتين وشهد كل المشاهد وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد وصلى الرسول صلوات الله عليه وسلامه خلفه في غزوة تبوك, وكان أغني أغنياء عصره من الصحابة.

لما هاجر الى الحبشة مرتين, آخى رسول الله عليه الصلاة والسلام بينه وبين سعد بن الربيع, فعرض عليه سعد عرضا فقال له: أخي, أنا أكثر أهل المدينة مالا, فانظر شطر -نصف- مالي فخذه, ولي امرأتان, فانظر أيتهما أعجب اليك حتى أطلقها لك, فقال عبد الرحمن بن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك, دلوني على السوق. فدلوه على سوق بني قينقاع, فاشترى, وباع, فربح مالا كثيرا.

احتل عبد الرحمن مكانة عظيمة بين صحابة رسول الله, وكان رضي الله عنه فارسا شجاعا, ومجاهدا قويا, بماله ونفسه, فشهد بدرا وأحدا والغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقاتل يوم أحد حتى جرح واحدا وعشرين جرحا, وأصيبت رجله فتركت اصابته أثرا حتى أنه كان يعرج عليها.

أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم الى دومة الجندل, يدعوهم الى الاسلام, وعممه بيده الشريفة وسدلها بين كتفيه, وقال له: "اذا فتح الله عليك فتزوج ابنة شريفهم". فلما دعا عبد الرحمن أهل دومة الجندل الى الاسلام, رفضوا ثلاثا, ثم أسلم الأصبع بن ثعلبة الكلبي, وكان شريفهم فتزوج عبد الرحمن ابنته تماضر بنت الأصبع, فولدت له أبا سلمة ابن عبد الرحمن. وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام دائما يدعو له, ويقول: "اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة".

عُرف عبد الرحمن بن عوف بكثرة ماله, وأكثره من ربح التجارة, فكان يكثر في الانفاق في سبيل الله, ففي يوم واحد أعتق واحد وثلاثين عبدا, وتصدق بنصف ماله على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.كما أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله, وما تبقى الى أهل بدر لكل رجل أربعمئة دينار, وكانوا مئة فأخذوها, وأوصى بألف فرس في سبيل الله.

كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يقدره ويجله ويخاف عليه من كثرة ماله وفتنته فقال له: "يا بن عوف, انك من الأغنياء, ولن تدخل الجنة الا زحفا, فأقرض الله يطلق لك قدميك", فقال عبد الرحمن: فما أقرض يا رسول الله? فأرسل اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أتاني جبريل, فقال لي: مره فليضف الضيف, وليعط في النائبة والمصيبة, وليطعم المسكين" فكان عبد الرحمن يفعل ذلك ويكثر منه.

محب للخير

كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه شديد الايمان, محبا للخير, غير مقبل على الدنيا, رغم ثرائه, ففي يوم جاؤوا بطعام اليه ليفطر, وهو صائم فقال: قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني, فكفن في بردته, ان غطي رأسه بدت رجلاه, وان غطي رجلاه بدت رأسه, ثم قال: وقُتل حمزة, وهو خير مني, ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط, وأعطينا منها ما أعطينا, وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا, وأخذ يبكي حتى ترك الطعام.
ومن مواقف عبد الرحمن العظيمة عزله لنفسه من الخلافة, فلما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة سنة 13 ه¯, بعث بعبد الرحمن على الحج, فحج بالناس, ولما طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه, اختار ستة من الصحابة ليختاروا من بينهم الخليفة, وكان عبد الرحمن بن عوف أحد هؤلاء الستة وكان ذا رأي راجح, وعقل وراشد جلي, فلما اجتمع الستة قال لهم عبد الرحمن: اجعلوا أمركم الى ثلاثة نفر فتنازل كل من الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص فبقي أمر الخلافة بين عبد الرحمن بن عوف, وعثمان بن عفان, وعلي بن أبي طالب فقال عبد الرحمن: أيكم يتبرأ من الأمر ويجعل الأمر الي, ولكن علي أن ارشد- عن أفضلكم وأخيركم للمسلمين. فقالوا: نعم. ثم اختار عبد الرحمن عثمان بن عفان للخلافة وبايعه فبايعه علي وسائر المسلمين.

عن سعد بن الحسن التميمي قال: كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده - من تواضعه في ملبسه وهيئته -.

عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال: لقد رأيت سعد بن أبي وقاص في جنازة عبد عبد الرحمن بن عوف عند قائمتي السرير فجعل يقول: واجبلاه.وقال علي بن أبي طالب يوم موت عبد الرحمن: اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها. توفي عبد الرحمن رضي الله عنه عن خمسة وسبعين عاما سنة 32ه¯, في خلافة عثمان بن عفان, ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان.

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-08, 04:07 AM   #19
 
الصورة الرمزية امل2005

امل2005
المشرفة العامة

رقم العضوية : 4124
تاريخ التسجيل : Feb 2006
عدد المشاركات : 8,226
عدد النقاط : 50

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ امل2005
رد: ذوو الألقاب


مجهود رائع ومعلومات قيمة

بارك الله فيك أخى على طرحها لنا للاستفادة


توقيع : امل2005
زهرة الشرق
zahrah.com

امل2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-08, 12:30 AM   #20
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب





كل الشكر متابعتك اخت امل

ونتابع معا

ذوو الألقاب

الزبير بن العوام

حواري الرسول صلى الله عليه وسلم



أول من سل سيفاً في سبيل الله في الإسلام... وأحد أهل الشورى

من أجود الناس وأكرمهم ينفق كل أموال تجارته في نصرة الإسلام

أول من سل سيفاً في سبيل الله في الاسلام, فارسا مغوارا منذ صغره, أحد العشرة المبشرين بالجنة, وأحد الستة أهل الشوري الذين اختارهم عمربن الخطاب رضي الله عنه, ليكون الخليفة بعد موته, وزوج أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. فهو الزبير بن العوام رضي الله عنه, وابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم, فأمه صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها.

أحب الزبير رضي الله عنه رسول الله حبا ملك فؤاده وجوارحه, وصدق بكل ما جاء به وأسلم منذ بزوغ أول شعاع في الاسلام, فكان واحدا من السبعة الأوائل الذين سارعوا الى الاسلام, ولما علم عمه نوفل بن خويلد باسلامه غضب لذلك بشدة, وعذبه بنفسه, فكان يلفه في حصير, ويدخن عليه بالنار, ويقول له: اكفر برب محمد, أدرأ عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلا: لا, والله لا أعود للكفر أبدا.

وفي ذات يوم سمع الزبير كلاما يقول: ان محمدا صلى الله عليه وسلم قُتل, فخرج الى شوارع مكة شاهرا سيفه, يقتحم جموع الناس, وراح يتأكد من هذا الكلام معتزما ان كان الخبر صحيحا أن يقتل من قتل رسول الله عليه الصلاة والسلام, فوجد النبي صلى الله عليه وسلم بشمال مكة, فقال له الرسول صلوات الله عليه وسلامه "مالك?" فقال: أخبرت أنك أخذت (قُتلت). فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "فكنت صانعا ماذا?" فقال: كنت أضرب به من أخذك, ففرح النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع من شدة حب ابن عمته له, وكان الرسول يبادله حبا بحب فدعا له بالخير ولسيفه بالنصر. فكان رضي الله عنه أول من سل سيفه في سبيل الله.
كان الزبير رضي الله عنه يحب الشهادة ويتمناها في كل الأوقات, لذلك سما أولاده بأسماء الشهداء.

الهجرة

هاجر الزبير وهو ابن ثمانية عشر عاما, فهاجر الى الحبشة الهجرتين, وصاحب الرسول عليه الصلاة والسلام بالعودة في كل المشاهد.

ففي غزوة أحد بعد أن عاد جيش قريش الى مكة أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام سبعين رجلا من المسلمين في أثرهم, كان منهم أبو بكر والزبير.وفي غزوة اليرموك, ظل الزبير رضي الله عنه يقاتل جيش الروم وأوشك جيش المسلمين أن يتقهقر, فصاح فيهم الزبير مكبرا: الله أكبر. ثم اخترق صفوف العدو ضاربا بسيفه يمينا ويسارا, يقول عنه عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف, كنت أدخل أصابعي فيها, ثنتين يوم بدر, وواحدة يوم اليرموك.

عن الزبير قال رضي الله عنه: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعد بن العاص وهو مدجج لا يرى الا عيناه وكان يكن أبا ذات كرش, فحملت عليه بالعترة فطعنته في عينه فمات, قال الزبير: لقد وضعت رجلي عليه, فكان الجهد أن نزعتها فلقد انثنى طرفها. وقتل في نفس الغزوة عمه نوفل بن خويلد بن أسد وكذا عبيدة بن سعيد ابن العاص.

يوم الخندق

روي البخاري ومسلم عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق: " من يأتينا بخبر بني قريظة? فقال الزبير: أنا فذهب على فرس, فجاء بخبرهم. ثم قال الثانية, فقال الزبير: أنا فذهب, ثم الثالثة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ان لكل نبي حواري وحواري الزبير". وكان يتفاخر الزبير رضي الله عنه بأن النبي عليه الصلاة والسلام قال له يوم أحد, ويوم قريظة: "ارم فداك أبي وأمي ". وقال علي بن ابي طالب عنه: أشجع الناس الزبير.... ولا يعرف قدر الرجال الى الرجال.

وفي معركة الجمل خرج الزبير رضي الله عنه, فتعقبه رجل من بني تميم يسمى عمرو بن جرموز وقتله غدرا بمكان يسمى وادي السباع, وذهب القاتل الى الامام علي يظن أنه يحمل اليه بشرى, فصاح علي حين علم بذلك: بشر قاتل ابن صفية بالنار. حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قاتل الزبير في النار.

كان الزبير بن العوام من أجود الناس وأكرمهم, ينفق كل أموال تجارته في سبيل الله, يقول عنه كعب: للزبير ألف مملوك يؤدون اليه الخراج, فما كان يدخل بيته منها درهم واحد, فكان يتصدق بها كلها, لقد تصدق بماله كله حتى مات مديونا, ووصى ابنه عبد الله بقضاء دينه, وقال له: اذا أعجزك دين, فاستعن بمولاي. فسأله عبد الله: أي مولى تقصد? فأجابه: الله, نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت في كربة من دينه الا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه.

ورغم ملازمة الزبير للنبي عليه الصلاة والسلام, فانه لم يرو عنه الا أحاديث قليلة, وقد سأله ابنه عبد الله عن سبب ذلك, فقال: لقد علمت ما كان بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرحم والقرابة الا أني سمعته يقول: "من كذب على متعمدا, فليتبوأ مقعده من النار". فكان رضي الله عنه يخاف أن يتحدث عن رسول الله بشيء لم يقله, فيزل بذلك في النار.

ومات الزبير رضي الله عنه في شهر جمادي الأولى سنة 36ه¯, وكان عمره يوم قُتل 67 عاما وقيل 66 عاما. انتهى
والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-08, 11:15 PM   #21
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




ونتابع

ذوو الألقاب

خديجة بنت خويلد

سيدة نساء قريش


أول المبشرين بالجنة وأول من اقرأها ربها السلام

رأت حلما عظيما وحين ذهبت الى دار ابن عمها ورقة بن نوفل عرفت التفسير

امرأة عاقلة لبيبة مصونة كريمة , كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لطهارة سريرتها , فهي أول من صلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأول من بشرها بالجنة وأول من أقرأها ربها السلام وأول صديقة من المؤمنات , سيدة نساء العالمين وزوجة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ,فهي ممن كمل من النساء السيدة خديجة بنت خويلد التي سطع نجمها في عالم الإيمان والطهر والعفاف والنبل والعطاء والوفاء . كما أنها أول أمهات المؤمنين وأول زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وخير نساء العالمين. فكان أهل مكة يصفونها بسيدة نساء قريش, فهي ذات شرف ومال وحزم وعقل .

في ليلة من الليالي شديدة الظلام , وبعد أن طافت السيدة خديجة مرارا بالكعبة , ذهبت إلى فراشها راضية صافية لتنام , رأت سيدة النساء شمسا عظيمة تهبط من سماء مكة لتستقر في دارها, وتملأ جوانب الدار نورا وبهاء ويفيض ذلك النور من دارها ليغمر كل من حولها بضياء يبهر النفوس , ولما استيقظت السيدة خديجة من نومها وعندما أشرقت الشمس عليها , ذهبت إلى دار ابن عمها ورقة بن نوفل لتجد تفسيرا لحلمها الجميل , فلما حكت له ما رأته في ليلتها , ارتسمت على وجه ورقة ابتسامة رضا وقال لابنة عمه خديجة : أبشري يابنة العم لو صدق الله رؤياك ليدخلن نور النبوة دارك وليفيضن منها نور خاتم النبيين الله أكبر .

اكرام من الله

كان يتهافت على السيدة خديجة سادات قريش وكبار رجالها , وكانت تخبرهم أنها لا تود الزواج , فكان يملؤها إيمان أنها سيكرمها الله من فضله برجل من أعظم الرجال في عصره وفي العصور السابقة واللاحقة .

كانت السيدة خديجة لها تجارة, وكانت تستأجر الرجال في مالها وتعطيهم نصيبهم في ربح تجارتها , فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه , وعرض عليها عمه أبو طالب بن عبد المطلب أن يخرج محمد ابن أخيه بتجارتها التي تعزم أن تبعث بها إلى الشام , رحبت كثيرا وعزمت على أن تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار , فخرج محمد ليقوم بهذه المهمة مع غلامها ميسرة, وعند العودة من الرحلة . سمعت من غلامها ميسرة عما حدث أثناء الرحلة ما أكد لها صدق حدسها ونظرتها في أمانته وصدقه وحسن سيرته في الناس, فقد روى لها ما رآه في طريق الذهاب والعودة عن الغمامة التي كانت تظلل محمدا حين يشتد الحر, وعن خُلقه وسلوكياته في التجارة, وأخبرها بأنه كان لا يعرض شيئا عنوة على أحد, وأنه كان أمينا في معاملاته, فأحبه تجار الشام وفضلوه على غيره. كل هذا الكلام جعل السيدة خديجة ينشرح صدرها لمحمد وترغب في الزواج منه, فعرضت عليه الأمر, وبعثت إليه من يخبره برغبتها في الزواج منه, لما رأت فيه من جميل الخصال والأفعال.

فكر محمد صلى الله عليه وسلم في الأمر, ورأى أن من تدعوه إلى الزواج امرأة ذات شرف وكفاءة, من أوسط قريش نسبا, وأطهرهم قلبا ويدا, فلم يتردد. وأقبل على الزواج منها, كان في ذلك الوقت عمره خمسة وعشرين عاما وكانت السيدة الفاضلة خديجة تبلغ من العمر أربعين عاما, فولدت له أولاده كلهم - عدا إبراهيم - وهم: زينب, ورقية, وأم كلثوم, وفاطمة الزهراء, والقاسم, وعبد الله.

فكانت رضي الله عنها مثالا للوفاء والطاعة, تسعى إلى مرضاة زوجها, ولما رأت حبه لخادمها زيد بن حارثة وهبته له هدية .

المؤمنة الأولى

ولما نزل الوحي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كانت أول من آمن به. فقد رأت الرسول عليه الصلاة والسلام يدخل عليها وهو يرتجف, ويقص عليها ما رأى في غار حراء, ويقول: "زملوني زملوني" أي غطوني.

فغطته حتى ذهب عنه ما به من الخوف والفزع, ثم أخبرها عليه الصلاة والسلام بما رأى في الغار وبما سمع. فأجابته وطمأنته في حكمة بكلماتها التي أذابت ما به من خوف ونزلت عليه بردا وسلاما , قائلة: "كلا واللَّه, لايخزيك اللَّه أبدا , إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق" . ثم سارعت إلى التصديق برسالته والدخول معه في الدين الذي أنزله عليه ربه , كان قولها الحكيم تثبيتا لفؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتسرية عنه, فقالت: أبشر يابن عم واثبت, فوالذى نفسي بيده, إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.

توجهت السيدة خديجة مسرعة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي كان يقرأ في التوراة والإنجيل وعنده علم بالكتب التي نزلت , فقصت عليه الخبر, فقال ورقة: قدوس قدوس, والذي نفس ورقة بيده, لئن كنت صدقتيني يا خديجة, لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى, وإنه لنبي هذه الأمة, فقولي له: فليثبت. فلما سمعت خديجة رضي اللَّه عنها ذلك, أسرعت بالرجوع إلى زوجها وقرة عينها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالنبوة والبشرى فهدأت نفسه وتأكد ما بداخله. كما كانت رضي الله عنها تهيئ للنبي عليه الصلاة والسلام الزاد والشراب ليقضى شهر رمضان في غار حراء, وتصحبه أحيانا, وتمكث معه أياما تؤنسه وترعاه.

كان إيمان السيدة خديجة أول أم للمؤمنين صادقا بالدعوة وانتصارا الدين. وثبتت إلى جواره وواسته بمالها, وحبها, وحكمتها, وكانت حصنا له ولدعوته ولأصحابه الأولين, بإيمانها العميق, وعقلها الراجح, وحبها الفياض, فوقفت بجانبه حتى اشتد ساعده, وازداد المسلمون من حوله, وانطلقت الدعوة إلى ما قدر اللَّه لها من نصر, فهي التي تستحق أن ينزل الله لها جبريل عليه السلام ويقول لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : يا رسول اللَّه, هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب, فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

فهي التي تنال كل تفان من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حبها, إلى درجة يقول معها: "إني لأحب حبيبها" . وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ يقول: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران, وآسية امرأة فرعون, وخديجة بنت خويلد " وقال عنها النبي صلوات الله وسلامه عليه :" أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران".

توفيت رضي اللَّه عنها في رمضان قبل الهجرة بأعوام ثلاثة, ودفنت بالحجون, ونزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حفرتها التي دفنت فيها, وكان موتها قبل أن تشرع صلاة الجنائز. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-08, 12:50 AM   #22
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب





ونتابع معا

ذوو الألقاب

أسماء بنت أبي بكر

ذات النطاقين



دعا لها النبي قائلاً: أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة

قالت كلمة الحق أمام الحجاج ولم تخش بطشه وتنكيله

أبوها خير رجل طلعت عليه شمس بعد الأنبياء والمرسلين, أختها أم المؤمنين, وجدها وجدتها أسلما ونالا شرف صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام, زوجها حواري الرسول الزبير بن العوام وابن عمته وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأول من سل سيفا في سبيل الله تعالى وابنها علم من أعلام العبادة والجهاد, فهي من شجرة مباركة من الاجداد حتى الأبناء, إنها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.

ولدت أسماء رضي الله عنها بمكة قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين سنة. ونشأت في بيت والدها الرجل الذي جمع أجمل وأفضل صفات بعد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام, حيث ترعرعت على الفضيلة وحسن الأخلاق وقد أسلمت مبكرا فهي من السابقات في قافلة الإيمان فلم يسبقها إلى الإسلام إلا سبعة عشر مسلما ومسلمة.

تزوجت من الزبير بن العوام قبل هجرتها إلى المدينة, فلما استقر النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه هاجرت مع زوجها إلى المدينة, وولدت بها عبد اللَه بن الزبير, فكان أول مولود في الإسلام بالمدينة بعد هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, كما ولدت عبد الله, وعروة, والمنذر, والمهاجر, وعاصم, وخديجة الكبرى, وأم حسن, وعائشة.

دعاء النبي

أما سبب تسميتها ب¯ "ذات النطاقين" لأنها عندما تجهز رسول اللَه للهجرة ومعه أبوها أبو بكر الصديق أرادت أن تجهز طعاما يأخذانه في رحلتهما الشاقة, ولم تجد ما تربطه به, فشقت نطاقها نصفين, نصفا تربط به الطعام, ونصفا لها.فدعا لها رسول اللَه صلى الله عليه وسلم وقال: " أبدلك اللَه بنطاقك هذا نطاقين في الجنة". فقيل لها: ذات النطاقين.

وبعد هجرة أبيها برفقة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة, كانت فطنة في تصرفها عندما جاءها جدها أحسنت التصرف والتدبير, وقد حمل أبوها معه جميع ماله: خمسة آلاف أو ستة آلاف, وكان جدها مكفوف البصر, فسألها: إن هذا واللَه قد فجعكم بماله مع نفسه. فقالت: كلا يا أبت, قد ترك لنا خيرا كثيرا.

وقد وضعت أحجارا فجعلتهن في كوة في البيت وغطيتها بثوب, ثم جئت به, فأخذت بيده فوضعتها على الثوب, وقلت: ترك لنا هذا. فتحسس الحجارة من وراء الثوب وقال: لا بأس, إن كان ترك لكم هذا, فقد أحسن, وهو لم يترك لهم شيئا, لكن أرادت أن تطمئن جدها أنهم لديهم الكثير. وهي مؤمنة, واثقة فيما عند الله ورسوله.

وعن موقف أسماء بنت أبي بكر حينما هاجمها أبو جهل وقت مرافقة ابيها للرسول إلى المدينة فتقول: لما خرج رسول اللَه صلى الله عليه وسلم أتانا نفر من قريش, منهم أبو جهل عمرو بن هشام, فوقفوا على باب أبي بكر, فخرجت إليهم, فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر? قلت: لا أدري واللَه أين أبي, فرفع أبو جهل يده, وكان فاحشا خبيثا, فلطم خدي لطمة خر منها قرطي, ثم انصرفوا.

عاشت رضي الله عنها تقدم رضا الله تعالى ورسوله على كل رضا, فعندما جاءتها أمها قتيلة بنت عبد العزى وكانت مشركة وأعطت لها هدايا, فرفضت أن تقبلها, وقالت: لا أقبلها حتى يأذن لي رسول اللَه عليه الصلاة والسلام, ولا تدخلي علي. فذكرت ذلك عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل اللَه عز وجل فيها: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" سورة الممتحنة الآية8.

ومن أجل مواقفها في الحق وبشجاعة المؤمنين الصادقين حينما دخل عليها ابنها عبد اللَه بعد أن خذله أنصاره مستيئسين من النصر على الحجاج فقال لها: يا أماه, ما ترين? قد خذلني الناس, وخذلني أهل بيتي. فقالت له: لا يلعبن بك صبيان بني أمية. عش كريما أو مت كريما. فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة ومعه نفر قليل, واستمر يقاتل في شجاعة جيش الحجاج.ولما ناداه الحجاج ليقبل الأمان ويدخل في طاعة أمير المؤمنين, دخل على أمه أسماء, فقال لها ومعه الحجاج: إن هذا قد أمنني. قالت: يا بني, لا ترض الدنية, فإن الموت لابد منه. قال: إني أخاف أن يمثل بي, قالت: يا بني ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها.

فلما سمع عبد الله من أمه هذا الكلام خرج فقاتل حتى استشهد. وأقبل عليه الحجاج فقطع رأسه, ثم بعث بها إلى عبد الملك بن مروان, وصلبه منكسا, فلما سمعت أمه ما حدث لابنها وكان قد ذهب بصرها, فخرجت إلى الحجاج ودخلت عليه تقول: أما آن لهذا الراكب أن ينزل? فقال الحجاج: المنافق? فقالت: لا واللَه ماكان منافقا. سمعتُ رسول اللَه صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج في ثقيف كذاب ومبير -قاتل-. فأما الكذاب فقد رأيناه -تقصد المختار الثقفي- وأما المبير فأنت هو.وعن منصور بن صفية عن أمه قالت: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد حين صلب ابن الزبير فمال إليها, فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله, فاتقي الله واصبري. فقالت أسماء: وما يمنعني وقد أُهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل. ثم جاء كتاب عبد الملك بن مروان بإنزال ابنها من الخشبة ودفعه إلى أهله, فغسلته أمه وطيبته, ثم دفنته.

روت أسماء الكثير من الأحاديث, وروى عنها أبناؤها وأولادهم, امتد العمر بأسماء حتى بلغت مائة عام, وقيل إنها توفيت في سنة 73 هجرية رضي اللَه عنها. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-08, 12:19 AM   #23
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب



ونتابع

ذوو الألقاب

أم معبد

صاحبة الخيمة

مر بها النبي وأبو بكر خلال هجرتهما وحلبا شاتها وأسقياها

لحقت بالنبي مع زوجها فأسلما على يديه في المدينة المنورة


ذات شهرة في الجاهلية, فكانت امرأة بدوية بسيطة لا تتجاوز شهرتها خيمتها أو أهلها وعشيرتها الذين يعيشون بجوارها, ولكنها غدت إحدي النساء الشهيرات في الإسلام لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا عليها في هجرته المباركة إلى المدينة المنورة. إنها الصحابية الجليلة أم معبد أو عاتكة بنت خالد الخزاعية, من بني كعب. أخت خنيس بن خالد الخزاعي الكعبي الصحابي الجليل وأحد المغاوير الذين شاركوا في فتح مكة, وكان من جنود خالد بن الوليد رضي الله عنه وقُتل في ذلك اليوم شهيدا.

كانت أم معبد تنصب خيمتها هي وزوجها في قلب الصحراء, لاستضافة الناس المسافرين وقضاء احتىاجاتهم منها, وكسب رزقهم من المارين في الطريق. ومن أشهر القصص التي اشتهرت بها السيدة الفاضلة أم معبد وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم, فعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر, وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر, ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط, فلما اشتد بهم العطش, وازداد جوعهم, وجدوا خيمة وكانت لأم معبد فنزلوا عندها, وطلبوا منها أن يشتروا لحما وتمرا, فلم يجدوا عندها شيئا, فنظر النبي عليه الصلاة والسلام في جانب الخيمة فرأى شاة, فسألها: يا أم معبد, هل بها من لبن? قالت: لا. هي أجهد من ذلك (أضعف من أن تُحلب), فقال: أتأذنين لي أن أحلبها? قالت: نعم, إن رأيت بها حلبا, فمسح ضرعها بيده الشريفة, وسمى اللَّه, ودعا لأم معبد في شاتها, فدرت لبنا واجترت, فدعاها وطلب منها إناءً, ثم حلب فيه حتى امتلأ عن آخره, وقدمه إليها فشربت, حتى رويت, ثم سقى أصحابه حتى ارتوا, وشرب آخرهم. ثم حلب ثانيا, وتركه عندها, وارتحلوا عنها. فما لبثت إلا قليلا حتى جاء زوجها أبو معبد أكثم بن أبي الجون, يسوق أعنزا عجافا هزالا, تسير سيرا ضعيفا لشدة ضعفها, فلما رأى اللبن عجب, وقال: من أين هذا يا أم معبد, والشاة عازب بعيدة عن المرعى, حيال غير حامل, ولا حلوبة في البيت? قالت: مر بنا رجل كريم مبارك, كان من حديثه كذا وكذا. قال: صفيه لي يا أم معبد. فقالت: إنه رجل ظاهر الوضاءة, أبلج الوجه -مشرق أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء-, حسن الخلقة, لم تزر به صعلة -أي لم يعيبه صغر في رأس, ولا خفة ولا نحول في بدن- ولم تعبه ثجلة-ضخامة البطن-, وسيما قسيما, في عينيه دعج -شدة سواد العين- وفي أشفاره عطف-طول أهداب العين- وفي عنقه سطع -الطول-, وفي صوته صحل-بحة-, وفي لحيته كثافة, أحور أكحل أزج أقرن-تقوس في الحواجب مع طول وامتداد واتصال-, إن صمت فعليه الوقار, وإن تكلم سما وعلاه البهاء, أجمل الناس وأبهاه من بعيد, وأحسنه وأجمله من قريب, حلو المنطق, فصل, لا نزر ولا هدر, وكأن منطقه خرزات نظم تنحدر, ربعة لا تشنؤه من طول, ولا تقتحمه العين من قِصر, غصن بين غصنين, فهو أنضر الثلاثة منظرا, )تقصد أبا بكر الصديق, وابن أريقط) أحسنهم قدرا, له رفقاء يحفون به, إن قال أنصتوا لقوله, وإن أمر تبادروا إلى أمره, محفود - يحفه الناس ويخدمونه- محشود- يجتمع إليه الناس-. لا عابس ولا مفند -لا يكثر في اللوم-. فقال أبو معبد: هو واللَّه صاحب قريش, الذي ذُكر لنا من أمره ما ذُكر بمكة, ولو كنت وافقته لالتمست صحبته, ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

وفي هذا الموقف قيلت هذه الأبيات من الشعر:

جزى اللَّ¯ه رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد

هما نزلا بالبر وارتحلا به وأفلح من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجازى وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

هذه الأبيات من الشعر ترددت في أرجاء مكة, وسمعها الكثير من الناس, وهم لا يرون قائلها.

عرفت أم معبد وزوجها الإيمان من هذه اللحظات التي سمعت فيها النبي صلى الله عليه وسلم, وبعد قليل مر بها فتيان قريش وسألوها عن رسول الله وكانوا يلاحقونه, فخافت عليه منهم, فلم تعرفهم أنها رأته وقالت لهم : إنكم تسألون عن شيء ما سمعت به قبل عامي هذا.

ثم أعدت أم معبد وزوجها العدة, كي يلحقا برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة, وهناك أسلما, وبايعا الرسول عليه الصلاة والسلام, وعاشا في حمي الإسلام.

ذُكر أنها في يوم أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة تهديها له فأبى أن يقبلها, فحزنت لهذا, فقالوا لها : إنما الرسول ردها لأنه رأى بها لبنا, فأرسلت إليه بجذعة فأخذها, وظلت تحرص كل الحرص على إرضائه صلوات الله وسلامه عليه.

عاشت أم معبد رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله حتى خلافة عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه وكان الصحابة يعرفون قدرها وفضلها. فعن هشام بن حرام, عن أبيه: أن أم معبد كانت تجرى عليها كسوة, وشيء من غلة اليمن, قطران لإبلها, فمر عثمان عليها, فقالت: أين كسوتي? وأين غلة اليمن التي كانت تأتيني? قال: هي لك يا أم معبد عندنا, واتبعته حتى أعطاها إياها. كما أن أم معبد روت كتب التراجم والسير. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-08, 12:25 AM   #24
 
الصورة الرمزية أثير الصمت

أثير الصمت
العضوية الذهبية

رقم العضوية : 11281
تاريخ التسجيل : Jul 2008
عدد المشاركات : 1,219
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أثير الصمت
رد: ذوو الألقاب


[align=center]شكرا لك اخي حبالزهرة على هذه المعلومات

[/align]


توقيع : أثير الصمت
بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة وأضاؤوا كالقناديل وجاؤوا كالبشارة.
قاوموا وانفجروا واستشهدوا
آه يا جيل الخيانات ويا جيل العمولات ويا جيل النفايات ويا جيل الدعارة
سوف يجتاحك -مهما أبطأ- التاريخ.
أطفالَ الحجارة.
***
يا تلاميذ غزة علّمونا
بعض ما عندكم فنحن نسينا..
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا..
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا..
كيف تغدو دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير يغدو كمينا..

أثير الصمت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-08, 12:37 AM   #25
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




أثير الصمت شكرا لك للمتابعة

ونتابع معا

ذوو الألقاب

جويرية بنت الحارث

عاتقة المئة

فضلت الله ورسوله على أهلها... واختارت الإسلام على اليهودية

كانت سبباً في إسلام أهلها وعددهم مئة وأنقذتهم من الكفر

اعداد- سهير العنز:

صحابية جمع الله لها خصال البر والخير والفضل, فكان إسلامها سببا في عتق مئة من أهل بيت قبيلتها, ولما لامس الإيمان قلبها عم الخير على أمتها. إنها المسلمة التقية جويرية بنت الحارث زعيم قبيلة بني المصطلق.
ولدت جويرية قبل الهجرة بأربعة عشر عاما ونشأت لأب سيد قومه وزعيم قبيلته وهو الحارث بن أبي ضرار. كانت جويرية مضربا للأمثال في جمالها وحسن خلقها وأخلاقها.

فضلت الله ورسوله على أهلها وقومها, وفضلت الإسلام على اليهودية من دون أن تعرف عن الإسلام ما يجعلها تترك دينها وقبيلتها, حدث ذلك حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم, لقتال يهود بني المصطلق لما بلغه استعدادهم لقتال المسلمين بقيادة زعيمهم الحارث بن أبي ضرار فقاتلهم, فنصر الله رسوله وهزم الكفار وسُبيت نساؤهم, ومنهن: جويرية ابنة زعيم بني المصطلق الحارث وكان اسمها قبل أن يتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام, برة فغيره النبي إلى جويرية.قالت عائشة رضي اللَه عنها:" إنه لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء بني المصطلق, فوقعت جويرية في سهم ثابت بن قيس, الذي عرض عليها أمر افتدائها بمقدار تسع أواق من الذهب, وهو واثق من أنها قادرة على دفعها له, لأنها ابنة سيد بني المصطلق أغنى أغنياء اليهود. فكاتبته بهذا المبلغ, حتى يطلق سراحها, ولكنه أبى إلا أن يتسلم أولا الفداء.

فتوجهت جويرية إلى رسول اللَه عليه الصلاة والسلام, تسأله في كتابتها, ولما أذن لها الرسول بالدخول, فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت فدخلت عليه وقالت: يا رسول الله, أنا برة بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت, فأعني في كتابتي. فقال لها:"أولك خير من ذلك?" فقالت: ماهو? فقال: "أؤدي عنك كتابك وأتزوجك" قالت: نعم يا رسول اللَه. فقال: "قد فعلت".

فخرج الخبر إلى الناس. فقالوا: أأصهار رسول الَله يسترقون? فأعتقوا ما كان في أيديهم من نساء بني المصطلق, فبلغ عتقهم مئة أهل بيت بزواجه إياها, فلا أعلم امرأة أعظم بركة على أهلها منها. وكانت السيدة جويرية في العشرين من عمرها حين تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام.

خيار

جاء أبوها الحارث بن أبي ضرار سيد يهود بني المصطلق وزعيمهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن ابنتي لا يُسبى مثلها, فأنا أكرم من ذلك. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيت إن خيرناها?" فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيرك, فلا تفضحينا. فقالت: فإني قد اخترت اللَه ورسوله. قال: قد واللَه فضحتنا. ثم أقبل أبوها في اليوم التالي, ومعه فداؤها فلما كان بالعقيق - مكان على مقربة من المدينة- فطمع في بعيرين منها, فغيبهما في شعب من شعاب العقيق, ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا محمد, أصبتم ابنتي وهذا فداؤها. فقال رسول اللَه عليه الصلاة والسلام: "فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا?. قال الحارث: أشهد أن لا إله إلا اللَه, وأشهد أن محمدا رسول اللَه, فواللَه ما أطلعك على ذلك إلا اللَه. فأسلم, وأسلم ابنان له, وكثير من قومه, وأرسل بمن جاء بالبعيرين, ودفع بالإبل جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت رضي الله عنها سببا في إسلام أهلها, ونالت بذلك ثواب هدايتهم وكانوا مئة أهل بيت.

تقول جويرية رضي الله عنها: قال لي أبي وهو يبرر هزيمته أمام جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتانا ما لا قبل لنا به. فلما أسلمت وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورجعنا إلى المدينة جعلت أنظر إلى المسلمين, فرأيتهم ليسوا كما سمعت.فعلمت أنه رعب من اللَه يلقيه في قلوب المشركين.

عرفت جويرية بإكثارها في العبادة للَه, ففي يوم خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها, ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة, فقال: "مازلت على الحال التي فارقتك عليها?" قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات, لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده, عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته". فكانت رضي الله عنها كثيرا ما ترددها.

امتدت حياة جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها بما حفظته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, من العلم والذكر والدعاء والتسبيح وتلقين العلم لمن يريدونه وينشدون مآربه, ويقصدون منارات العلم في المدينة.

توفيت السيدة جويرية رضي الله عنها عام 56 للهجرة وعمرها 70 عاما, وقيل سنة 50 للهجرة وعمرها 65 عاما, في عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان, وصلى عليها مروان بن الحكم وكان حينذاك أمير المدينة, شيعت جنازتها ودفنت في البقيع بجوار أمهات المؤمنين وبنات حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. روت رضي الله عنها بعضا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-08, 12:29 AM   #26
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




ونتابع

ذوو الألقاب

هند بنت أبي أمية

صاحبة المشورة


أول مهاجرة دخلت المدينة... وزوجها أول من هاجر إلى يثرب

استشارها النبي في صلح الحديبية ونفذ ما أشارت به

امرأة ذات شرف وطهر في أهلها, ذات نسب عربق في المعالي, ومنبت كريم حسيب في قومها بني مخزوم وابنة واحد من أكرم كرماء قريش وأجودهم عطاء, وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني فراس, إنها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عر بن المخزوم, فهي مخزومية وبنت عم خالد بن الوليد وبنت عم أبي جهل بن هشام, ومن المهاجرات الأوائل.

نشأت هند في بيت عريق الأصل, وكانت تجمع بين جميل الصفات منذ نشأتها من جمال الخلق والخلقة وقوة الشخصية, تزوجت من أشجع فتيان قريش وهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن مخزوم (وكنايته أبو سلمة ) وكان أخا للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة.

لما سمعت أم سلمة وزوجها عن روعة الإسلام وشعرا ببهجته وبهائه ودخل نوره قلبهما, سارعا إلى الإيمان بالله ورسوله الكريم بنفس راضية وسعادة, ولما علم المسلمون المهاجرون إلى الحبشة بدخول عمر بن الخطاب, وحمزة بن عبد المطلب في الإسلام ازداد شوقهم للرجوع إلى مكة وللرسول صلى الله عليه وسلم, ولكن حينما فارق الحياة أبو طالب, اشتدت العداوة بين قريش والمسلمين, فتراجع المسلمون عن ذلك, كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه في ذلك الوقت بالهجرة إلى يثرب.

في ذلك تقول أم سلمة: إنه لما أراد أبو سلمة الخروج إلى المدينة, أعد لي بعيرا, ثم حملني عليه, وحمل معي ابني سلمة في حجري, ثم خرج يقود بي بعيره. فلما رأته رجال بني المغيرة, قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها, أرأيت صاحبتنا هذه, علام نتركك تسير بها في البلاد? فنزعوا خطام البعير من يده, فأخذوني منه عنوة. وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا, فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده, وانطلق بنو أسد, وحبسني بنو المغيرة عندهم, وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني, فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح, فما زلت أبكي حتى مضت سنة أو نحوها.

فمر بي رجل من بني المغيرة فرأى ما بي, فرحمني. فقال لبني المغيرة: ألا تخرجون هذه المسكينة? ففرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها. وما زال بهم حتى قالوا: الحقي بزوجك إن شئت. ورد على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني, فرحلت ببعيرى ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة, وما معي أحد من خلق الله. حتى إذا كنت بالتنعيم - مكان على مقربة من مكة - لقيت عثمان بن طلحة, فقال: إلى أين يا بنت أبي أمية? قلت: أريد زوجي بالمدينة. فقال: هل معك أحد? فقلت: لا والله, إلا الله وابني هذا. فقال: والله مالك من مترك. وأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني, فوالله ما صحبت رجلا من العرب أراه كان أكرم منه, إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها, فإذا دنا الرواح قام إلى بعيرى فقدمه ورحله, ثم استأخر عني وقال: اركبي. فإذا ركبت واستويت على بعيري, أتى فأخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي.

فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة. فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء وكان بها منزل أبي سلمة في مهاجره, فقال: إن زوجك في هذه القرية, فادخليها على بركة الله. ثم انصرف راجعا إلى مكة.
فصارت أم سلمة بذلك أول مهاجرة دخلت المدينة, كما كان زوجها أبو سلمة أول من هاجر إلى يثرب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, كما كانا أول المهاجرين إلى الحبشة.

شهد أبو سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا, واستعمله على المدينة وقت غزوة العشيرة, وجعله أميرا على سرية, وكان معه مئة وخمسون رجلا منهم أبو عبيدة بن الجراح, وذلك عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن بني أسد يعدون لمهاجمته في المدينة. فعاد أبو سلمة بالنصر, لكن جرحه الذي أصيب به يوم أُحد تدهورت فيه حالته الصحية بصورة شديدة أودت بحياته, فمات شهيدا.

في الجنة

وذات يوم تحدثت أم سلمة مع زوجها تقول له: بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها, وهو من أهل الجنة, ثم لم تتزوج بعده, إلا جمع الله بينهما في الجنة, وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها, فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي, وألا أتزوج بعدك. قال: ف¯إذا مت فتزوجي, ثم قال: اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني لا يحزنها ولا يؤذيها. فلما انتهت عدتها من وفاة زوجها رضي الله عنه تقدم لها أبو بكر, ثم عمر رضي الله عنهما ليخطباها ولكنها ردتهما, فبعث لها الرسول صلى الله عليه وسلم, فقالت لرسوله: مرحبا وأخبر رسول الله أني غيرى - غيورة - وأني مصبية - لدي صبيان وأولاد صغار - وليس أحد من أوليائي شاهدا. فبعث إليها يرد على قولها فقال عليه الصلاة والسلام: أما قولك: إني مصبية فإن الله سيكفيك صبيانك وأما قولك إني غيرى فأدعو الله أن يذهب غيرتك وأما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضي بي, ثم قال: يا عمر قم فزوج رسول الله.

كانت أم سلمة تتشاور مع الرسول صلى الله عليه وسلم دائما وتسأل في كثير من الأمور سواء الفقهية أو أمور عامة لمصالح المسلمين ومن أهم مواقفها, أنه لما صالح النبي عليه الصلاة والسلام أهل مكة في صلح الحديبية دخل على أم سلمة زوجته, يشكو لها عدم استجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق. فقالت رضي الله عنها للنبي عليه الصلاة والسلام: يارسول الله اخرج فلا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك, وتدعو حالقك فيحلقك, ففعل النبي ذلك بعد أن استصوب رأي أم سلمة, عندها قام الناس فنحروا, وجعل بعضهم يحلق بعضا, حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.

شهدت أم سلمة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر, وفتح مكة وصحبته في حصار الطائف, وفي غزوة هوازن وثقيف, وكانت معه في حجة الوداع.

وظلت السيدة أم سلمة تنعم بالعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالرفيق الأعلى وتعد السيدة أم سلمة رضوان الله عليها من فقهاء الصحابة, فقد روى الرواة عنها 387 حديثا, وروى عنها الكثيرون, وامتد عمرها حتى كانت آخر من توفى من نساء النبي عليه الصلاة والسلام, وقد تجاوزت الثمانين عاما. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-08, 11:31 PM   #27
 
الصورة الرمزية سلام العبيدى

سلام العبيدى
مشرف حدائق بابل

رقم العضوية : 5500
تاريخ التسجيل : Oct 2006
عدد المشاركات : 4,600
عدد النقاط : 51

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ سلام العبيدى
رد: ذوو الألقاب


اخي العزيز حبي الزهره

جزاك الله كل الخير على ما قدمت من مجهود

العطره

سلام العبيدي


توقيع : سلام العبيدى
زهرة الشرق
zahrah.com

سلام العبيدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-08, 12:17 AM   #28
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب





الاخ سلام العبيدي سعبد بمتابعتك

ونتابع

ذوو الألقاب

الطفيل بن عمرو

ذو النور


دعا قومه إلى الإسلام بالرفق واللين فأقبلوا جميعاً على دين الله

سمع رسول الله يتلو القرآن فرق قلبه وأعلن إسلامه

إعداد - سهير العتر:

سيد مطاع من أشراف العرب , شاعر لبيب, كثير الترحال والسفر وكان لمكة من ترحاله نصيب , هو الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه.

أسلم قبل الهجرة إلى مكة , وذلك حينما قدم مكة ذات مرة بعدما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسمع بقدوم نبي جديد بدين جديد, فحذره أهل مكة من أن يسمع له أو يجالسه. ففكر الطفيل ألا يدخل المسجد البتة, ولكنه دخل وقد وضع في أذنه قطنا, حتى لا يسمع ما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام, حتى لا يتأثر بما يسمع , ثم حدث نفسه , وماذا يحدث إذا سمعت? فإن كان ما يقوله خيرا أخذه عنه, وإن كان شرا لم ينصت إليه وينصرف عنه ولا يخاطبه .

لكن الطفيل عندما وقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن, فإذا به يسمع كلاما ليس كسائر الكلام, إنه شيء به إعجاز, لا يستطيع أحد من البشر أن يأتي بمثله, ولا يسع من يسمعه بعقل سليم إلا أن يؤمن به.

فاقترب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : قد أبى الله إلا أن يسمعني منك ما تقول, وقد وقع في نفسي أنه حق, فاعرض علي دينك, وما تأمر به وما تنهي عنه. فعرض عليه رسول الله صلوات الله عليه وسلامه الإسلام فقبله وحسن إسلامه.

وبعد أن ملأ نور الإسلام كيان الطفيل طلب رضي الله عنه من رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال له : يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما ادعوهم إليه - أي قبيلته دوس - ليدخلوا في رحاب الإسلام, فقال له صلى الله عليه وسلم :"اللهم نَوِّر له" . فقال الطفيل : فخرجت إلى قومي , حين إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت : يا رب, أخشى أن يظنوا إنها مُثلة - عيب - وقع بي لفراقي دينهم : فقال : فتحول النور إلى طرف سوطي كالقنديل العلق, فكان يضيء في الليلة المظلمة .

فذهب الطفيل إلى قبيلته, ودعاهم إلى الله, فلم يسلم معه إلا قليل, فرجع الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بعصيان قومه وعدم استجابتهم له إلا قليل من النفر , وأشار على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو عليهم فيهلكوا, ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام , يحمل قلبا رحيما لا يعرف إلا الرحمة والهداية , فرفع يديه إلى السماء وقال صلوات الله وسلامه عليه :" اللهم اهد دوسا وائت بهم" .

ثم أعاد الرسول صلى الله عليه وسلم الطلب في عودة الطفيل ومراجعة قومه لكي يدعوهم ويرفق بهم, فعلم الطفيل رضي الله عنه أن طريقته في الدعوة هي التي صرفت قلوب الناس عنه, وأن الرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن ينبهه إلى ذلك , فعاد الطفيل إلى أهله يدعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة, وصبر عليهم , فلما دخل على أبيه وكان شيخا كبيرا قال قلت : إليك عني يا أبت فلست منك ولست مني قال أبوه : ولم يا بني ? قال قلت له : أسلمت واتبعت دين محمد , قال لابنه : أي بني فديني دينك , قال فقلت له : فاذهب يا أبي فاغتسل وطهر ثيابك , ثم تعال حتى أعلمك ما عُلمت . قال : فذهب فاغتسل وطهر ثيابه . قال : ثم جاء فعرضت عليه الإسلام , فأسلم .

واتبع اللين والموعظة الحسنة ايضا مع قومه حتى لانت قلوبهم, وأقبلوا على دين الله عز وجل ودخلوا جميعا في الإسلام, وكان من ثمرات هذه القبيلة أبو هريرة رضي الله عنه.

قدمت قبيلة دوس جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام فتح خيبر. وظل الطفيل رضي الله عنه إلى جوار رسول الله عليه الصلاة والسلام, فشهد معه غزواته بعد خيبر, وكان معه حين فتحت مكة, وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح إلى صنم كبير في بيت عمر بن حممة كان يعبده المشركون ويسمونه ذا الكفين, فذهب إليه الطفيل وحرقه, وهو يقول:

ياذا الكفين لست من عبادكا

ميلادنا أقدم من ميلادكا

إني حشوت النار في فؤادكا

رجع الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة , وتوفي الرسول صلوات الله عليه وسلامه راضياً عنه , وفي عهد الخليفة الأول أبي بكر رضي الله عنه خرج الطفيل مع المسلمين في حرب الردة حتى فرغوا منها ,فكان علما من أعلام المجاهدين, الذين تصدوا للمرتدين وجاهدوهم في حرب الردة, وهو في طريقه مع المسلمين متوجهين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو بن الطفيل رأى رؤيا عجيبة, فقال لأصحابه فيها: رأيت رؤيا فاعبروها لي , رأيت كأن رأسي حُلق, وخرج من فمي طائر, وكأن امرأة أدخلتني في فرجها, وكان ابني يطلبني طلبا حثيثا, فحيل بيني وبينه, فقال له أصحابه: خيرا. فقال رضي الله عنه : أما أنا, فقد أولتها: أما حلق رأسي فقطعه, وأما الطائر فروحي, والمرأة الأرض أدفن فيها فأُغيب فيها, وأما طلب ابني إياي , ثم حبسه عني , فإني أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابني في طلب الشهادة, ولا أراه يلحق في سفره هذا. فقُتل الطفيل رضي الله عنه شهيدا يوم اليمامة , وجُرح ابنه, ثم قُتل عام اليرموك في زمن عمر رضي الله عنه شهيدا. انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-08, 12:14 AM   #29
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




ونتابع


ذوو الألقاب

خالد بن الوليد

سيف الله المسلول

حين أسلم خالد وعمرو بن العاص قال النبي: ألقت إليكم مكة أفلاذ أكبادها

يوم حنين نفث النبي في جرح خالد فشفي بإذن الله


سيف الله, وفارس الإسلام وليث المشاهد والغزوات, السيد الإمام الأمير, قائد المجاهدين العبقري, حامل لواء الإسلام حيثما كان, الذي رفع الله به هامات المسلمين ورايات الإسلام, أبو سليمان القرشي الخزومي المكي وابن أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث, هو خالد بن الوليد رضي الله عنه.

حارب خالد بن الوليد قبل إسلامه, الإسلام والمسلمين, وقاد جيش المشركين يوم أُحد, واستطاع أن يحوِل نصر المسلمين إلى هزيمة بعد أن هاجمهم من الخلف, عندما تخلى الرماة عن مواقعهم, وفي ذات يوم لما هدي عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى الإسلام فخرج قاصدا رسول الله عليه الصلاة والسلام ليسلم بين يديه فلاقى خالدا بن الوليد وكان مقبلا من مكة إلى المدينة, هذا كان قبيل فتح مكة, فقال عمرو لخالد رضي الله عنهما: أين يا أبا سليمان? قال خالد : والله لقد استقام المنسم -تبين الطريق- وإن الرجل لنبي, أذهب والله فأسلم, فحتى متى? قال عمرو : قلت والله ما جئت إلا لأسلم, فقدمنا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع, ثم دنوت فقلت : يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي, ولا أذكر ما تأخر قال عمرو : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :" يا عمرو بايع فإن الاسلام يجُب ما كان قبله وإن الهجرة تجُب ما كان قبلها, قال : فبايعته ثم انصرفت. وقال خالد : استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله. فقال النبي صلوات الله عليه وسلامه :" اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك ". فلما أتى خالد مسلما هو وعمرو بن العاص قال الرسول عليه الصلاة والسلام :" ألقت إليكم مكة أفلاذ أكبادها ".

منذ ذلك اليوم وخالد يدافع عن دين الله, ويجاهد في كل مكان لإعلاء كلمة الحق, فخرج مع جيش المسلمين المتجه إلى مؤتة تحت إمارة زيد بن حارثة, ويوصي الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن قتل زيد فجعفر, وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة", فلما قُتل الثلاثة وأصبح الجيش بلا أمير, جعل المسلمون خالدا أميرهم, واستطاع خالد أن يسحب جيش المسلمين وينجو به.

وفي فتح مكة, أرسله رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى بيت العزى, وهو بيت عظيم لقريش ولقبائل أخرى, فهدمه خالد وهو يردد ويقول:

يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك

ويوم حنين, كان خالد في مقدمة جيش المسلمين, وجرح في هذه المعركة, فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطمئن عليه ويعوده, وقيل: إنه نفث في جرح خالد فشفي بإذن الله. واستمر خالد في جهاده وقيادته لجيش المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, فحارب المرتدين عن الإسلام ومانعي الزكاة, ومدعي النبوة, ورفع راية الإسلام ليفتح بها بلاد العراق وبلاد الشام, فقد كان الجهاد هو كل حياته, وكان يقول: ما من ليلة يهدى إليَ فيها عروس أنا لها محب أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أصبح فيها العدو.

كان اسم خالد يسبقه في كل أرجاء البلاد ومع أعداء الإسلام, وكان الجميع يتعجبون من عبقريته, وقوة بأسه في الحرب,ويهابون قوته وسيفه, ففي معركة اليرموك خرج (جرجة) أحد قادة الروم من صفوف جنده, وطلب من خالد الحديث معه, فخرج إليه خالد, فقال جرجة: أخبرني فاصدقني ولا تكذبني, فإن الحُر لا يكذب, ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع, هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاه لك فلا تسله على أحد إلا هزمتهم? فقال خالد:لا.

فسأله جرجة: فبم سميت سيف الله? فرد عليه خالد قائلا: إن الله بعث فينا نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام فدعانا للإسلام فرفضنا دعوته, وعذبناه, وحاربناه, ثم هدانا الله فأسلمنا, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لي: "أنت سيف من سيوف الله, سلَه الله على المشركين", ودعا لي بالنصر, فسميت سيف الله بذلك, فأنا من أشد المسلمين على المشركين. ثم سأله جرجة عن دعوته, وعن فضل من يدخل في الإسلام, وبعد حوار طويل بينهما شرح الله صدر جرجة للإسلام, فأسلم وتوضأ وصلى ركعتين مع خالد بن الوليد, ثم حارب مع صفوف الإيمان, فأنعم الله عليه بالشهادة في سبيله عز وجل.

وفي حرب الروم قام خالد بن الوليد في جنوده خطيبا, وقال بعد أن حمد الله: إن هذا يوم من أيام الله, لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي, أخلصوا جهادكم وأريدوا الله بعملكم. ودائما يطمع خالد في أن يسلم كل من يحاربهم فكان يدعوهم إلى الإسلام أولا, فهو يحب للناس الإيمان ولا يرضى لهم الكفر, فإن أبوا فالجزية ثم الحرب.

ظل خالد يجاهد في سبيل الله حتى مرض مرض الموت, فكان يبكي على فراش الموت, ويقول: لقد حضرت كذا وكذا زحفا, وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم, وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير, فلا نامت أعين الجبناء. توفي سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه بحمص من أرض الشام سنة 21 ه¯.

انتهى

والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم



توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-08, 12:32 AM   #30
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ذوو الألقاب




ونتابع معا

ذوو الألقاب

عبدالله بن عباس

حبر الأمة

برع في شتى ميادين المعرفة والفقه وتفسير القرآن الكريم

كان يقوم الليل ويقرأ القرآن ويكثر من البكاء لخشية الله تعالى


يقال عنه إنه رباني هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله تعالى, وأفقهها بتأويله وأقدرها على معرفة وإدراك معانيه وأسراره. أبوه العباس بن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام, أمه أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث, وخالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم, هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, ولد رضي الله عنه قبل الهجرة بثلاث سنين, وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير لم يبلغ الحلم, وهاجر إلى المدينة مع أبويه قبل فتح مكة. ولما توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام كان حينذاك له ثلاثة عشر عاما.

عاش عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما في كنف رسول الله محبا للعلم منذ صغره, يقبل عليه, ويهتم به حفظا وفهما ودراسة, وما إن اشتد عوده حتى أصبح أعلم الناس بتفسير القرآن الكريم وأحكام السنة المطهرة, يأتي إليه الناس من كل مكان يتعلمون على يديه أحكام الدين. دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: "اللهم فقهه في الدين" فكان يسمى ب¯ترجمان القرآن.

قال عبد الله بن أبي مليكة: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة, فكان يصلي ركعتين, فإذا نزل قام شطر الليل, يرتل القرآن حرفا حرفا ويكثر في ذلك التسبيح والنحيب. فقد برع ابن عباس في شتى ميادين العلم والمعرفة والفقه وتفسير معاني كتاب الله, فكان موئل العلماء فقال ابو صالح: لقد رأيت من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها الفخر, لقد رأيت الناس اجتمعوا على بابه حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر أن يجيء ولا يذهب. فكان هذا العلم العظيم الذي ناله ابن عباس رضي الله عنه من بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله له:" اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين ".

ويروى أنه كان معتكفا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم, فأتاه رجل على وجهه علامات الحزن والأسى, فسأله عن سبب حزنه, فقال له: يا ابن عم رسول الله, لفلان على حق ولاء, وحرمة صاحب هذا القبر-أي قبر الرسول صلى الله عليه وسلم - ما أقدر عليه, فقال له: أفلا أكلمه فيك? فقال الرجل: إن أحببت, فقام ابن عباس, فلبس نعله, ثم خرج من المسجد, فقال له الرجل: أنسيت ما كنت فيه? - من الاعتكاف- ولا يصح لك الخروج من المسجد, فرد عليه ابن عباس قائلا: لا, ولكن سمعت صاحب هذا القبر عليه الصلاة والسلام والعهد به قريب, ثم دمعت عيناه وهو يقول: من مشى في حاجة أخيه, وبلغ فيها كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين, ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى, جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق أبعد مما بين الخافقين -المشرق والمغرب-.

فكان من أحب الأعمال إلى قلبه السعي في قضاء حوائج إخوانه المسلمين, وكان يقول: لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلى من حجة بعد حجة, ولهدية أهديها إلى أخ لي في الله أحب إلى من دينار أنفقه في سبيل الله.

كان عمر رضي الله عنه يحب عبد الله بن عباس ويقربه من مجلسه ويستشيره في جميع أموره, ويأخذ برأيه رغم صغر سنه, فعاب ناس من المهاجرين ذلك على عمر, فقال لهم عمر: أما أني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله, فسألهم عمر عن تفسير سورة }إذا جاء نصر الله والفتح{, فقال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس يدخلون في دين الله أفواجا أن يحمده ويستغفره, فقال عمر: يا ابن عباس, تكلم. فقال عبدالله: أعلم الله رسوله متى يموت, أي: فهي علامة موتك فاستعد, فسبح بحمد ربك واستغفره.

قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن ابن عباس: ما رأيت أحدا أحضر فهما, ولا ألب لبا, ولا أكثر علما, ولا أوسع حلما من ابن عباس, لقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة, ثم لا يجاوز قوله وإن حوله لأهل بدر. وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: أعلم مَن بقي بالحج ابن عباس.

عاش ابن عباس يقيم الليل, ويقرأ القرآن, ويكثر من البكاء من خشية الله تعالى, متواضعا يعرف لأصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه قدرهم, ويعظمهم ويحترمهم, فذات يوم أراد زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يركب ناقته فأسرع ابن عباس إليه لينيخ له الناقة, فقال له زيد: تنيخ لي الناقة يا ابن عم رسول الله. فرد عليه ابن عباس قائلا: هكذا أمرنا أن نأخذ بركاب كبرائنا.

كما وُصف ابن عباس بالكرم والجود, ففي ذات مرة نزل أبو أيوب الأنصاري البصرة, حينما كان ابن عباس أميرا عليها, فأخذه ابن عباس إلى داره وقال له: لأصنعن بك كما صنعت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فاستضافه ابن عباس خير ضيافة.

أقبل ابن عباس على العلم والعبادة حتى أتاه الموت سنة 67 ه¯, حينما خرج من المدينة قاصدا الطائف, وكان عمره آنذاك 70 عاما, وصلى عليه الإمام محمد بن الحنفية, ودفنه بالطائف وهو يقول: اليوم مات رباني هذه الأمة.

وكان ابن عباس رضي الله عنه من أكثر الصحابة رواية عن النبي عليه الصلاة والسلام فبلغ مسنده 1660 حديثا, كما كان من أكثر الصحابة فقهًا, وله اجتهادات فقهية تميزه عن غيره من الصحابة. انتهى
والى اللقاء مع شخص أخر و لقب أخر بأذن الله تعالى .

تحيتي لكم




توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الألقاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)