العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-02-03, 08:49 PM   #1

همسة حب
همسات شرقية

رقم العضوية : 250
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,086
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ همسة حب
الخنساء ونهر الدموع


كانت الخنساء صغيرة عندما دق الموت بابها

اسمها : ( تماضر )

وتشبه الظبي الصغير و سميت الخنساء نسبة لاحد اسمائه

لم يلتفت أحد إلى جمالها ، ولم تلتفت هي إلى نفسها

كانت قبيلتها : ( سليم ) في ذيل القبائل حتى جاء أخواها ... معاوية و صخر

لقد أصبح من حق أبيها ان يسير الي عكاظ ليفاخر بقية العرب

، لا بماله ولا بنسبه ، وانما بولديه

وحفظت الخنساء هذا التفاخر تمثله كحقيقة شخصيتها

تعزو ما حولها من القبائل وتفرض كلمتها ، ماذا تفعل بنو مرة وأسد

أو غطفان ، وليس فيهم صخر أو معاوية

ومع الحرب والغارات تدفقت الأسلاب على القبيلة وامتلأ البيت حول الخنساء

بالغنائم الملوثة بالدم وكانت رائحتها أطيب من أي عطر لدى الخنساء .

..........................................

معاوية هو الأكبر .. القائد الشمس الساطعة التي تبهر عينيها

غاية في السماحة والجود والعطاء والقوة

لم يدانيه في لفروسية إلا دريد بن الصمة فارس بنى حتم لذا تصادقا وتحالفا .

......................................

ولكن نهاية معاوية كانت سريعة ، امرأة هي السبب

مجرد امرأة تؤثر الأقوى والأقدر على دفع الثمن

انها ( اسماء المرية ) بغى سوق عكاظ

دعاها معاوية الي نفسه فامتنعت وصمم معاوية على ان ينالها .

وأعتبر ( هاشم ) الذي فضلته ( اسماء المرية )

ان ما فعله معاوية بمثابة الإهانة ، و ظل يترصد معاوية ويرقب تحركاته

حتى تخلى معاوية ذات مرة عن حذره وسار وسط جمع قليل من رجاله

وإذا بجيش ( بنى مرة ) يحاصرهم

وحاول معاوية شق طريقا بالسيف ولكن هاشما وأخاه تصديا له

تظاهر أحدهما بالهزيمة وحين هم معاوية بالإجهاز عليه طعنه الاخر في ظهره .

...............................

منذ تلك اللحظة خرج طائر الصدى يجوب الفضاء ويزعق من العطش

ولبست الخنساء الحداد وبدأت أيام المراثي .

..............................
قال صخر لأخته سوف نذهب لموسم الحج هذا العام

لعلنا نرى من قتلوا أخانا

فنهضت الخنساء لتمسح دموعها ، وتستعد للرحيل إلى البلد الحرام

حيث يتجاور القتلة وطالبوا الثأر ، دون أن يجرؤ أحد على رفع سيفه .

سافرا إلى مكة وطافا بالكعبة والأصنام وسوق عكاظ

وفى كل مكان يسألان عن مكان بنى مرة .

.....................

كان صخر هادئا

والخنساء تنتابها انفعالات شتى

حتى رأت عباءة معاوية معلقة فوق الخيام

ممزقة من أثر الطعن ملوثة بالدم

وولدا (حرملة واسماء) يشربان ويفاخران بما فعل ابواهما

وصخر والخنساء لا يستطيعان شيئا

إنهما في البلد الحرام .

وعادا إلى ديار ( سليم )

وبدأ صخر يستعد للثأر

بينما الخنساء تستعد للزواج

زواج بلا حب أو رغبة

ولكنها تؤدى ما تعرض عليها التقاليد القبلية

وفى ليلة الزفاف لم تخلع ثوب الحداد وزفت وهي حليقة الرأس

وظلت تنتظر عودة صخر من أول غزواته

................................

ونسيت الخنساء انها وزوجها ( رواحة ) قد اصبحا في بيت واحد

وعندما وضع يده عليها ارتعدت
نظرت إليه في اندهاش

وسمعت الخيل وهى عائدة

فهرعت إليها فكان صخر

فهتفت به !

هل أدركت ثأرك ؟

فأجابها صخر قائلا

لم أشف غليلي بعد !

..............................

وفى ليلة جلست الخنساء أمام رواحة

تجتر أحزان عمرها الذي لم يبدأ بعد

واستيقظت في الصباح ولم تجده بجانبها.

ولكن ها هو صخر قد عاد

عاد سعيدا من الغزو

لقد أباد بنى مرة

قتل ولدى حرمله

ظفر بثأر وحشى

وسوف تظل الجثث عارية تأكل منها الجوارح حتى التخمة

ثم تذروها العواصف لعل معاوية يهدأ

ولعل أشعار الخنساء تصفو
اندفع إلى خيمتها يحمل البشرى

فوجدها باكية

ماذا أصابك يا أختاه ؟

انه رواحة

لقد أخذ ما يمكن بيعه وذهب

فاستل صخر سيفه وهو ما زال دافئا .

ورغم ان رواحة هو ابن العم والزوج

ولكن أشرق وجه الخنساء عندما انتبهت لعلامات القتال على ثياب صخر

فهتفت بسؤالها التقليدي

هل أدركت ثأرك ؟

فأجاب وأفنيت بنى مرة عن بكرة أبيهم

كان يحسب أنها سوف تهدأ ..

لكنها تساءلت في مرارة

وحلفاء بنى مرة .. أسد وغطفان مازالا بخير ؟

أليس كذلك ؟

ووافقها صخر

كأن الصحراء كانت مقبرة واسعة .. وعلى الجميع ان يكونوا فيها موتى .

................................

وفى الصباح عثروا على جثة رواحة زوج الخنساء
قالوا إنه تعثر في الصخور وسقط

لكن اثار الطعان كانت واضحة في جسمه نقلوه إلى بيته ثم الي قبره

ولم تكن الخنساء قد خلعت ثوب الحداد بعد

لكنها لم تنح عليه بكلمة .

لم ترثه ببيت ،

ولم تفكر لحظة في ان تزور قبره

وظلت ترثى معاوية

كأنه هو الذي مات بالأمس ..

ولم يبقى إلا عبد الله ابن رواحة ( و ابن الخنساء )

الشاهد الوحيد لهذه الزيجة

...................................

تفرغت الخنساء لصخر

وتفرغ صخر للثأر

ثأر يقع على من شاهد القتلة

أو سمع عنهم

( ثلاث قبائل كاملة من أجل رجلا واحد )

لكن القبيلتين الباقيتين لم تكونا فريسة سهلة

فقد توثقتا وتعاهدتا

وأحضرتا ( ربيعة بن ثور ) أبرع من رمى الرمح في بلاد العرب
استضافوه وجهزوا له الأموال والجواري حتى يأتي وقته .

ويركب صخر فرسه الشماء وقال لأخته :

أختاه

أخشى ان يعرفوني .. ويعرفوا غرة الشماء فيتأهبوا

فسودت الخنساء غرة الشماء بتراب الفحم

وودعها صخر و حمحمت الخيل إلى ديار غطفان

ونفذ سيف صخر في أجساد بنى غطفان

فهرعوا إلى ربيعة بن ثور

فأطلق رمحه كالوميض إلى جانب صخر

ولم يخطئ

وانتزع صخر الرمح

وظل يقاتل

ويتراجع وينزف

.. مات معاوية مرة واحدة .. لحظة واحدة...

لكن صخر يموت في كل لحظة عشرات المرات

ليته ميت فينعى

وليته حي فيرجى ..

فقد ظل صخر يعانى اللام الجرح حتى مات بعد عام .

...............................................
يا خنساء : أيهما أوجع وأفجع ؟

أما صخر فجمر العمر

وأما معاوية فسقام الجسد

.................................................. .......

وترحل الخنساء إلى عكاظ

وتتذكر كيف كانت بالأمس و أخيها

ووقفت تنشد المراثي وتسأل العرب

هل هناك من هي أعظم مصيبه ؟

فخرجت اليها امرأة وقفت في محاذاتها

وهتفت في الموجودين أنا أعظم العرب مصيبة .

ونظرت الخنساء إلى البكاءة المنافسة وسألتها من أنت ؟

فأجابت : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة

أبكى أبى عتيبة بن الربيعة

وعمى شيبة

وأخي الوليد

( الذين قتلوا في بدر على يد حمزة بن عبد المطلب )

وانطلقت تنشد الأشعار تحكى عن يوم بدر وتحرض الجميع على ( محمد )

وانطلقت الخنساء تنشد كلا من معاوية وصخر

وكل منهما تتباهى بقتلاها

وتفضل مصيبتها .

وتحول الحزن الإنساني إلى منافسة

منافسة تفوقت فيها الخنساء

وانصرفت هند بنت عتبة مخذولة

لكنها ما لبثت ان أطفأت حرقتها حين مضغت كبد حمزة في يوم أحد

وبقت الخنساء وحيده في حاجة إلى عدد هائل من الأكباد كي تشفى غليلها .

.............................

أفاقت ( سليم ) وقد عادت إلى مكانتها الأولى ضعيفة مكسورة الناب

لا تقدر على رد اللدغة فقد ذهب فارسا( آل الشرير )

ولكن بقيت ( أسد وغطفان ) خطرا دائما متجددا .

ولذلك اجتمعت قبيلة سليم وتناقشوا وكان الاتفاق على الانضمام إلى اكبر

القوى الصاعدة والتي تعاديها أسد وغطفان في الوقت ذاته فقرروا ان

ينضموا إلى الإسلام وتالف وفد منهم ظهرت عليهم إمارات الاقتناع

المفاجئ بالدعوة الجديدة والخنساء بينهم،

تسير بثوبها الغرابى وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم )

في مسجده وأحست سليم ان الأمر مختلف عما تصورت ليس تحالف أو سعيا

للحماية بل إنها رسالة .. وليست فرصة تنتهز .

انسابت كلمات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وتشربتها نفوسهم كالأراضي

العطشى .

وابتسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في وجه الخنساء

واستمع إلى اشعارها في حزنها

وأخبرها ان في الإسلام العزاء لكل القلوب الحزينة .

وتزوجت الخنساء للمرة الثانية من ( مراوس بن ابى عمر )

شيخ كبير يلائم مزاجها النفسي

فتفرغت لحياتها الزوجية ووالت إنجاب الأطفال

تحاول تعويض أيام العقم والرثاء

لكنها تجردت من كل عواطفها

ماتت داخلها رغبة الاستمتاع بالنزوات

واصبحت اما صارمه عكرة المزاج

ولكن لم يمنعها هذا من ان تنجب بنتا جميلة

هى ( عمرة ) ظبية صغيرة تملك قلبا متوثبا

ولم ترحم الأيام الخنساء

فقد حولت كل ذكرياتها إلى قبور

ولم ترحم هى نفسها

وحين اقبلت الخنساء على المدينة ومعها أناس من قومها

التقوا مع بن الخطاب

وقالوا : هذه الخنساء نزلت المدينة بزى الجاهلية فلو وعظتها يا امير

المؤمنين فقد طال بكاؤها في الجاهلية والإسلام .

وقام عمر بن الخطاب واتاها

يا خنساء ما الذي قرح عينيك ؟

رفعت رأسها وقالت : البكاء على السادة من مضر .

قال : انهم هلكوا في الجاهلية هم وقود اللهب وحشو جهنم

قالت : فذاك الذي زادني وجعا

.......................................

وعاشت الخنساء أيامها كلها في الشيخوخة رفعت بصرها قربانا لأيام البكاء

الحارة وحين جاءتها الأخبار ان ولديها الاثنين قد استشهدا في معركة القادسية

كانت قد استنفدت كل الدموع وكل أبيات الشعر وزاد عدد القبور قبرين

وأدركت بشكل غامض ان كل ما يمت إليها بصلة مقضي عليه .

ولم يبق إلا هى : وحيدة كئيبة تنتظر وقع دبيب الموت الذي تأخر عن موعده


أعَيْنىَّ جُودَا ولا تَجْمدا ...... ألا تَبكيان لصَخْرِ النَّدى ؟

ألا تبكيان الجرئَ الجميلَ ..... ألا تَبْكيانِ الفَتَى السَّيِّدا ؟



منقول

أختكم همسة


توقيع : همسة حب



نعم المحدث والرفيق كتاب
................. تلهو به ان خانك الاصحاب


لا مفشيا سرا اذا استودعته
................. وتُنال منه حكــمة وصواب


همسة حب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-03, 12:54 AM   #2

أبو رامي
عضوية جديدة

رقم العضوية : 184
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 35
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أبو رامي

أختي الكريمة




بارك الله فيكِ على هذا الموضوع الرائع والقيم عن الخنساء




وتقديري


أبو رامي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-03, 02:47 PM   #3
 
الصورة الرمزية lonely

lonely
زهرة الشرق

رقم العضوية : 11
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 4,578
عدد النقاط : 508

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ lonely

.




همستنا الشرقية

موضوع رائع عن واحدة من أشهر نساء التاريخ

لكِ شكري وتقديري






مع محبتيlonely


توقيع : lonely

lonely غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-03, 05:04 PM   #4

زهرة الخليج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 122
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 182
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زهرة الخليج

روووووووعة

مشكور يا همسة حب على الموضوع الرااقي





توقيع : زهرة الخليج


خليجنا واحـــــــــــــــــــــــــــد

زهرة الخليج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-03, 01:05 PM   #5

أقرب صاحب
محرر في زهرة الشرق

رقم العضوية : 287
تاريخ التسجيل : Aug 2002
عدد المشاركات : 1,248
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أقرب صاحب

شكرا لكي أختي على هذه القصة

فعلا إنها امرأة قاست كثيرا في حياتها





تقبلي


توقيع : أقرب صاحب
زهرة الشرق

أقرب صاحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-03, 09:47 PM   #6
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

يا خنساء : أيهما أوجع وأفجع ؟

أما صخر فجمر العمر

وأما معاوية فسقام الجسد
________________________

وعاشت الخنساء أيامها كلها في الشيخوخة رفعت بصرها قربانا لأيام البكاء

الحارة وحين جاءتها الأخبار ان ولديها الاثنين قد استشهدا في معركة القادسية

كانت قد استنفدت كل الدموع وكل أبيات الشعر وزاد عدد القبور قبرين

وأدركت بشكل غامض ان كل ما يمت إليها بصلة مقضي عليه .

ولم يبق إلا هى : وحيدة كئيبة تنتظر وقع دبيب الموت الذي تأخر عن موعده


العزيزه همسه

ومن لايعرف الخنسااء



حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)