هم تلك الزهرة وتلك الفراشة

عش لينا سمحا ، قلبا نوى الصفح ..
كن بلسما للناس تطوي به الجرح
ببعض السطور طالما ما غبطت فئة من الناس لم أقابل منهم إلا قلة صراحة ولا أعرف هل هم نادرون فعلا أم أن قدري لم يكتب فيه لقاء الكثير من هؤلاء حتى الآن .
كنت حين أقابل أحدهم لا أكاد أستطيع تمالك دموعي ..
وكأنك ترى زهرة جميلة بين أكوام القمامة مثلا أو فراشة ترفرف بين الركام ؟ ..نعم يشعرك هذا التناقض العجيب ببعض الإيجابية ولكنه يحزن قلبك كذلك.
لا أعرف كيف أصفهم ولكنهم أناس إذا ماضحكوا لمسوا شغاف قلبك وإذا ماترقرقت الدميعات في مآقيهم تشعر وكأن قلبك على وشك أن يفطر..لديهم من لين العريكة ودماثة الأخلاق مايجعلك تتسائل : من أي كوكب جاء هؤلاء.
لا يحملون أي ضغينة حتى نحو من آذاهم ويؤذيهم ..دمعتهم تنسكب بسهولة كما هي إبتسامتهم حين ترتسم على وجوههم
لا أعرف من أين لهم كل تلك القوة ؟ ..ولا أنكر أنني أحيانا ترجمت سلوكهم هذا ضعفا وتخاذلا ..فكيف يمكنهم نسيان الآذية بل ومسامحة من آذاهم كذلك ..كيف يمكنهم أن لا يقفوا عند كل كبيرة وصغيرة وأن لا يحاولوا فهم مابين الأسطر كذلك ..لما يأخذون كل شيء على محمل حسن النية ولا يفهمون إهانات البعض المبطنة .. ألا يشعرون بالحنق مثلاً ؟
أليس لديهم أي إعتبار لكرامتهم
حاولت أن أفهم طبيعة هؤلاء ...وكثيرا ماتمنيت لو أنني أعيش الحياة بهذه البساطة ألا أفكر كثيرا ولا أحلّل كثيرا ..ألا تلومني نفسي كثيراً وألا يوخزني قلبي كثيراً وألا أنهي علاقتي مع آحدهم مضطرة .
ثم أحسب أنني وصلت لقناعة ..
إن إنطباعي سالف الذكر عنهم أي أنهم كزهرة بين أكوام القمامة أو فراشة ترفرف بين الركام والأشلاء لم يكن عبثيا بل يحمل في طياته تفسيرا لهذا ..
في هذا العالمِ الذي نعيشه نحتاج لمثل هؤلاء ..
ربما هم رحمة ولطف من الله .سبحانه وتعالى وسبب لرحمته ولطفه كذلك.
.
منقول