وثائق فصل قائم مقامية الكويت عن الزبير العراقيه

.

أول تركي ضد بريطانيا
في 27/ أب / 1901 نشرت جريدة – الطنين – التركية نص مذكرة قدمتها الحكومة التركية عن طريق سفيرها في لندن ضد تصرف البحرية البريطانية ، كما تضمنت مذكرة ال تذكير الحكومة البريطانية بأنها تعتبر بنود اتفاقية الحماية لعام 1899 بين قائم مقام الكويت وبريطانيا غير سليمة وتتناقض مع مجمل الوقائع حيث أن الشيخ مبارك الصباح يعتبر قائم مقام إداري تابع لولاية البصرة ، في اليوم التالي نشرت الصحف البريطانية الرسمية رد الحكومة البريطانية على تلك المذكرة والذي أوجز الفكرة على النحو التالي " أن حكومة صاحب الجلالة لا ترغب إطلاقا في أي تغيير للوضع السياسي والجغرافي القائم في منطقة الكويت ، كما تعتبر حكومتها ملزمة تماما بالمحافظة على تنفيذ بنود اتفاقية العام 1899 بينها وبين شيخ الكويت " حاولت الحكومة التركية مرة أخرى التحاور مع شيخ الكويت ، عندما أرسلت توجيهاتها إلى والي البصرة – محسن باشا – بإيفاد نقيب أشراف البصرة – السيد رجب النقيب – إلى قائم مقام الكويت لتحذيره من عواقب تصرفه ، وأن يعود إلى الوضع السابق ضمن حالة الارتباط مع البصرة إداريا وجغرافيا وتحت راية الإسلام التي تحملها الدولة العثمانية ....
وثيقة رقم -22
خطة – النقيب وابن رشيد -
اتفق " النقيب " قبل توجهه إلى الكويت مع خصم شيخ الكويت " ابن رشيد " بالتحرك بقواته من منطقة الفاو إلى صفوان لوضع – مبارك الصباح – أمام أحد الخيارين السلم والتفاوض والعودة عن فكرة الانفصال أو الحرب ، وفي تفاصيل الذي جرى تذكر المصادر والوثائق العائدة لوزارة المستعمرات البريطانية أن " نقيب أشراف البصرة " قد أبلغ شيخ الكويت عند لقائهما في شهر حزيران من العام 1901 أنه ما زال على الولاء للدولة العثمانية ويعتبر تابعا لولاية البصرة وكما يشير إلى ذلك
فرمان الباب العالي في كتاب السال نامة – قائم مقام – كما تقدم بشكوى من الغارات العسكرية التي يشنها كل من " ابن رشيد – ويوسف ابن إبراهيم " لم يجد " النقيب " في رد الشيخ الانفصالي سوى التهرب وكسب الوقت وهو بذلك يرفض بشكل غير مباشر دعوة وطلب الحكومة التركية وكذلك سلطة والي البصرة ، يصف لولييمر – في كتابه دليل الخليج – القسم التاريخي الجزء الثالث في الصفحة المرقمة 1542 " أن تلك المحاولة تعتبر أكثر خطورة لإنهاء حكم مبارك آل صباح القائم في الكويت والذي تعهدت الحكومة البريطانية بالإبقاء عليه " بعد ذلك مباشرة تطور الوضع المتوتر إلى حالة من المواجهة العسكرية التي تهدف إلى طرد شيخ مبارك آل صباح من أرض الكويت ، وذلك عندما وصلت السفينة الحربية المسماة – الزحاف – ميناء الكويت فجأة وهي تحمل قوات عسكرية يقودها " رجب النقيب " ويعاونه شقيق والي البصرة ، توجه قائد الحملة العسكرية إلى مقر القائم مقام موجها إليه إنذارا وطالبا منه الموافقة فورا على فكرة وجود حامية عسكرية تتشكل قواتها من ولاية البصرة وعشائر المنتفق ، طلب الشيخ مبارك مهلة لدراسة الطلب والرد عليه ، وعلى الفور بادر للاتصال بقائد القوات البريطانية التي أرسلت عدة سفن حربية طوقت السفينة الحربية – زحاف – وهدد قائد القوات البريطانية بإطلاق النار عليها وتدميرها إذا لم تنسحب من الميناء ، كما سنجد في الفصول اللاحقة مذكرة مهمة موجهة من الحكومة البريطانية إلى الحكومة العثمانية وفيها نص خطاب شديد على تلك المحاولة التي قام بها – رجب النقيب – والتي اعتبرت تستهدف تغيير الوضع السياسي الجغرافي في الكويت كما تستهدف حياة شيخها مبارك الصباح ....
وثيقة رقم -23

تصاعد التوتر والمواجهة – محاولة يوسف بن إبراهيم
بعد عام من تلك المحاولة الجريئة جرت محاولة أخرى في العام 1902 قادها بطل عراقي أيضاً من أهل البصرة اسمه " يوسف بن إبراهيم " وهو من أكبر تجار البصرة ويملك إقطاعيات زراعية كبيرة فيها ، وله صلة قرابة من طرف أمه مع قائم مقام الكويت السابق الذي غدر به شقيقه مبارك ، حيث لجأ أبناء القائم مقام المغدور إلى كنف يوسف إبراهيم لرعايتهم ، كما تحالف مع " ابن رشيد - للقضاء على حكم مبارك " كانت حملته أكبر من حملة رجب النقيب وقد أعد لها إعداداً جيداً وجمع لها الكثير من الزوارق والسفن والرجال وكذلك الإمداد ، تزامن ذلك مع الحشد العسكري المتعاظم من قبل والي البصرة ، الذي كان يهدف إلى إعادة الكويت إلى البصرة وتمثل ذلك بالتقدم نحو ارض الكويت بالسيطرة الفعلية على مناطق عديدة منها " أم قصر – صفوان – جزيرتي وربة وبوبيان " تلك الخطوات العسكرية جعلت الخوف يتصاعد لدى قائد القوات البريطانية الذي رأى أن الاشتباك العسكري أصبح قاب قوسين أو أدنى ، كما راح يتحسب من وقع هجوم مباغت لقوات " ابن رشيد " اتخذ والي البصرة خطوة أشد إيلاما لشيخ الكويت عندما فرض الحصار على تصدير البضائع والطعام، وعلى الجانب المقابل عمد شيخ الكويت إلى تحصين قلعة الجهراء " وهي عبارة عن بناء يشبه تكوين الدار العربية فيها عدة غرف ومواقع للقتال من شرفة سياج يحيط بقصر الجهراء – الذي يطلق عليه كتاب التاريخ في العراق خطأ قلعة ..! والقصر مبني من الطين والطابوق المفخور وقد تم طلاءه باللون الأحمر – عندما كنت أقيم في الكويت تجولت في ردهاته ورأيت بعض مخلفات المواجهات التي انطلقت منه حيث تحول إلى ما يشبه المتحف " أما بالنسبة لمنطقة الجهراء التي يقع فيها ذلك القصر تأتي بعد منطقة المطلاع – وليس كما ورد في الكتب المنشورة في العراق بأنها تقع على مدخل الخليج العربي ، هي أقرب إلى انفتاح جبهة الصحراء الممتدة بينها وبين البصرة منها إلى البحر " ....
يتبع ....
أقرأ في الفصل القادم
خطة مضاعفة قوات الحماية البريطانية والتوتر المتصاعد بين القوات التركية والبريطانية وكيف طلبت القوات البريطانية تعزيزات من مقر قيادتها في الهند والأمر الصادر من وزارة الدفاع البريطانية لشيخ لكويت للقيام باحتلال منطقتي – الصبية والصليبيخات – العراقيتين وتفويت الفرصة على قوات والي البصرة في التواجد فيها ، كما أتطرق إلى أهم معركة حربية دارت بين قوات بريطانيا والقوات الشعبية التابعة ليوسف بن عبدالله أحد اشراف البصرة ، وأيضا استعرض الموقف الحذر –المتحسب – للملك فيصل الأول كما أنشر نص الاتفاقية الموقعة بين شيخ الكويت مبارك الصباح والمقدم في الجيش البريطاني – مالكولم جون ميد -
الصور
وثيقة اتفاقية الحماية البريطانية لعام 1899 - وثائق وزارة المستعمرات البريطانية في الهند ..
الكويت داخل السور الأول مساحته 750 مترا مربعا فقط ..
تنشر فصول الدراسة حصرا جريدة المشرق
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة " أوروك " للصحافة والنشر والترجمة - – أي إنتاج أو نشر بالوسائل السمعبصرية يشترط أولا حماية حقوق المؤلف المادية والمعنوية ...
* يرجى ذكر المصدر عند الاقتباس ...

امين رب العالمين