مسلة الملك اور-نمو/كتبها يونس الشلوي

[grade="ff1493 0000ff 008000 4b0082"]

مسلة الملك اور-نمو


مسلة اور-نمو

كتبهايونس الشلوي ، في 2 أبريل 2009 الساعة: 15:37 م

وهي معمولة من الحجر الكلسي ذات شكل مستطيل وقمة محدبة..ومنحوته من وجهه واحد يبلغ ارتفاعها 3م ومحفوظة في متحف جامعة فيلادليفيا حاليا..
تصور احداث المسلة مشهدا دينيا للملك اور نمو امام الالهه بمناسبة مشاركتها مع الملك في بناء معبد كبير لها في مدينة اور .. وهنا يدهش المرء مباشرة لعودة الفنان الى الاسلوب السومري القديم في نشر وحدات المشهد عل سطح المسلة..فلا توجد اشارة الى ان السطح الكلي للمسلة قد تم تغطيته بموضوع كامل مثلما حدث في مسلة النصر الاكدية..اذا قسم المسلة وفقا لطريقة السومرية الى خمس حقول افقية..
قام بتوزيع احداث المشهد داخلها في تسلسل يمكن تتبع احداث مابقي سالما منه من الاعلى الى الاسفل.
وفي الحقلين الثاني والثالث فقط..اذا ان المشاهد في الحقول الاخرى قد اختفت ملامحها..ففي الحقل الثاني يؤدي الملك بمصاحبة اله ثانوي فعاليه طقوسية تتعلق بصب الماء المقدس عل نبتة وضعت في مسند اشبه بلقمع امام امام الالهين ننار اله القمر وزوجته الالهة ننكال..
ووزع الفنان وحدات المشاهد بأسلوب التناظر المتوازن والذي كان بمثابة نقش معكوس لنفس المشهد في الجهة المقابلة..
ان تكرار صورة الملك حيث يواجهه الاله في الجهة اليسرى وزوجته في الجهة اليمنى..
قد لايكون اكثر من حيلة اسلوبية تقليدية لتمثيل طقس ديني لايمارس مرتين في الواقع وانما مرة واحدة بحضور الاله وزوجته الذين يجلسان جنبا الى جنب
وفي الحقل الثالث يبدو ان الفعاليات الطقوسية قد تم الانتهاء منها في الحقل العلوي حيث يبدو حاملا لادوات العمل وسائرا بكل احترام خلف الاله الذي يفسح له الطريق الى مكان بناء المعبد الجديد..ففي المشهد هذ ا ابدت الالهة استعداداتها لمشاركة البشر احتفالاتهم الدينية..
وهنا توجد لمسة فنية مدهشة في المشهد تظهر كيف كان الفنان يراقب بدقة الحياة من حوله..
ذلك ان الادوات التي كان يحملها الملك جدا ثقيلة الى درجة تقدم احد الخدم لتثبيتها عل كتف سيده..
تميزت مسلة اور نمو الى مهارة عالية بلغها فن النحت البارز في هذا العصر .
فسطح المسلة تم صقله وتسويته وتحديده بشكل جميل ووحدات المشاهد رسمت بخطوط جميلة وبأسلوب النحت البارز العالي..
لذلك كانت واضحة المعالم كثيرة النفور عن ارضياتها وتبدو عليها مسحة من التجسيم.
واهتم نحات المسلة بأبراز التفاصيل الدقيقة لوحدات المشهد فقد تمكن من التمييز بين ملابس الملك والتي تكون بشكل شال طويل ذي طيات شاقولية وملابس الاله التي تتميز بطيات افقية متتالية والاكثر من ذلك هو ان الملابس اضافت جمالا بديعا ومرونة كبيرة عل الاشكال فلم تحولها الى هندسية جامده بل اكسبتها قوة حركية نتيجة لانسجام والتناغم بين حركة الاجسام وطياتها المتأتية من جراء هذه الحركات كما ان الفنان عالج عضلات الاجسام وشكلها تشكيلا اضاف لرشاقتها رونقا جميلا حتى المشاعر النفسية يصعب التعبير عنها في هذا النوع من انواع النحت تمكن نحات هذا العصر من اظهارها عل وجوهها الى الهيبة والكبرياء ..
اما الملوك فتبدو عليهم علامات الخضوع والاحترام بشكل واضح..
عل الرغم من مهارة الفنان في التنفيذ فقد وقع في اخطاء تخص المنظور ..فعندما نجح في تمثيل استدارة الاكتاف عند تصوير الرأس والارجل بوضع جانبي..
مثل تيجان الالهة المقرنة بهيئة امامية فوق رؤوسها التي مثلت بهيئة جانبية..وقد تتدارك الفنان العراقي القديم هذا الخطأ في العصر البابلي القديم اللاحق..
ونموذج النحت البارز الاخر من هذا العصر هو ماعرف لدى مؤرخي الفن ب(مسلة كوديا)حاكم مدينة لكش والتي تتميز بحالة سيئة لسوء الحظ..
فقد تهشمت الى كسر واجزاء عديدة لم يتمكن مؤرخو الفن القديم عل الرغم من جهودهم المضنية من اعادتها الى شكلها الاصلي لفقدان اجزاء عديدة منها ومع ذلك فانها تشابه مسلة اور-نمو بطريقة نحتها واسلوب تشكيل احداث مشاهدها.
واهم اجزائها الباقية ..قطعة من حجر الكلس ارتفاعها 70 سم محفوظة في متحف برلين يظهر عليها الامير كوديا حليق الراس يمسك بيده سنبلة قمح..دليل الرخاء الذي وفره لمواطنيه سكان مدينة لكش وهو يسير مذعنا خلف اله يسحبه من يده الاخرى بقوة لتقديمه لحضرة اله كبير لتحقيق امنية يتوخاها ليطلبها من الاله العظيم.[/grade]

مسلة الملك اور-نمو/كتبها يونس الشلوي




مسلة الملك اور-نمو


مسلة اور-نمو

كتبهايونس الشلوي ، في 2 أبريل 2009 الساعة: 15:37 م

وهي معمولة من الحجر الكلسي ذات شكل مستطيل وقمة محدبة..ومنحوته من وجهه واحد يبلغ ارتفاعها 3م ومحفوظة في متحف جامعة فيلادليفيا حاليا..
تصور احداث المسلة مشهدا دينيا للملك اور نمو امام الالهه بمناسبة مشاركتها مع الملك في بناء معبد كبير لها في مدينة اور .. وهنا يدهش المرء مباشرة لعودة الفنان الى الاسلوب السومري القديم في نشر وحدات المشهد عل سطح المسلة..فلا توجد اشارة الى ان السطح الكلي للمسلة قد تم تغطيته بموضوع كامل مثلما حدث في مسلة النصر الاكدية..اذا قسم المسلة وفقا لطريقة السومرية الى خمس حقول افقية..
قام بتوزيع احداث المشهد داخلها في تسلسل يمكن تتبع احداث مابقي سالما منه من الاعلى الى الاسفل.
وفي الحقلين الثاني والثالث فقط..اذا ان المشاهد في الحقول الاخرى قد اختفت ملامحها..ففي الحقل الثاني يؤدي الملك بمصاحبة اله ثانوي فعاليه طقوسية تتعلق بصب الماء المقدس عل نبتة وضعت في مسند اشبه بلقمع امام امام الالهين ننار اله القمر وزوجته الالهة ننكال..
ووزع الفنان وحدات المشاهد بأسلوب التناظر المتوازن والذي كان بمثابة نقش معكوس لنفس المشهد في الجهة المقابلة..
ان تكرار صورة الملك حيث يواجهه الاله في الجهة اليسرى وزوجته في الجهة اليمنى..
قد لايكون اكثر من حيلة اسلوبية تقليدية لتمثيل طقس ديني لايمارس مرتين في الواقع وانما مرة واحدة بحضور الاله وزوجته الذين يجلسان جنبا الى جنب
وفي الحقل الثالث يبدو ان الفعاليات الطقوسية قد تم الانتهاء منها في الحقل العلوي حيث يبدو حاملا لادوات العمل وسائرا بكل احترام خلف الاله الذي يفسح له الطريق الى مكان بناء المعبد الجديد..ففي المشهد هذ ا ابدت الالهة استعداداتها لمشاركة البشر احتفالاتهم الدينية..
وهنا توجد لمسة فنية مدهشة في المشهد تظهر كيف كان الفنان يراقب بدقة الحياة من حوله..
ذلك ان الادوات التي كان يحملها الملك جدا ثقيلة الى درجة تقدم احد الخدم لتثبيتها عل كتف سيده..
تميزت مسلة اور نمو الى مهارة عالية بلغها فن النحت البارز في هذا العصر .
فسطح المسلة تم صقله وتسويته وتحديده بشكل جميل ووحدات المشاهد رسمت بخطوط جميلة وبأسلوب النحت البارز العالي..
لذلك كانت واضحة المعالم كثيرة النفور عن ارضياتها وتبدو عليها مسحة من التجسيم.
واهتم نحات المسلة بأبراز التفاصيل الدقيقة لوحدات المشهد فقد تمكن من التمييز بين ملابس الملك والتي تكون بشكل شال طويل ذي طيات شاقولية وملابس الاله التي تتميز بطيات افقية متتالية والاكثر من ذلك هو ان الملابس اضافت جمالا بديعا ومرونة كبيرة عل الاشكال فلم تحولها الى هندسية جامده بل اكسبتها قوة حركية نتيجة لانسجام والتناغم بين حركة الاجسام وطياتها المتأتية من جراء هذه الحركات كما ان الفنان عالج عضلات الاجسام وشكلها تشكيلا اضاف لرشاقتها رونقا جميلا حتى المشاعر النفسية يصعب التعبير عنها في هذا النوع من انواع النحت تمكن نحات هذا العصر من اظهارها عل وجوهها الى الهيبة والكبرياء ..
اما الملوك فتبدو عليهم علامات الخضوع والاحترام بشكل واضح..
عل الرغم من مهارة الفنان في التنفيذ فقد وقع في اخطاء تخص المنظور ..فعندما نجح في تمثيل استدارة الاكتاف عند تصوير الرأس والارجل بوضع جانبي..
مثل تيجان الالهة المقرنة بهيئة امامية فوق رؤوسها التي مثلت بهيئة جانبية..وقد تتدارك الفنان العراقي القديم هذا الخطأ في العصر البابلي القديم اللاحق..
ونموذج النحت البارز الاخر من هذا العصر هو ماعرف لدى مؤرخي الفن ب(مسلة كوديا)حاكم مدينة لكش والتي تتميز بحالة سيئة لسوء الحظ..
فقد تهشمت الى كسر واجزاء عديدة لم يتمكن مؤرخو الفن القديم عل الرغم من جهودهم المضنية من اعادتها الى شكلها الاصلي لفقدان اجزاء عديدة منها ومع ذلك فانها تشابه مسلة اور-نمو بطريقة نحتها واسلوب تشكيل احداث مشاهدها.
واهم اجزائها الباقية ..قطعة من حجر الكلس ارتفاعها 70 سم محفوظة في متحف برلين يظهر عليها الامير كوديا حليق الراس يمسك بيده سنبلة قمح..دليل الرخاء الذي وفره لمواطنيه سكان مدينة لكش وهو يسير مذعنا خلف اله يسحبه من يده الاخرى بقوة لتقديمه لحضرة اله كبير لتحقيق امنية يتوخاها ليطلبها من الاله العظيم.