الأوجه المتعددة للفصام العقلي

[align=center]الأوجه المتعددة للفصام العقلي




د. محمد عبد الكريم الشوبكي* - الفصام (الشيزوفرينيا) من أشد الأمراض الذهانية وطأة على المريض والعائلة والمجتمع ، والإقتصاد الوطني ، ويعرف الفصام عند العوام بفصام الشخصية ، وهي تسمية مغلوطة الفهم والتفسير .
اذ أن الفصام العقلي هي حالة لا حصانة لشخص في أي مجتمع منها كأي مرض نفسي آخر أو مرض عضوي ، ونسبتها تتراوح بين 1- 2 % وتتصف بإختلال الوظائف) الذهنية العليا ) لدى المصاب مما يؤدي إلى حصول هلاوس بصرية وسمعية وشمية وحسية واعتقادات ومفاهيم خاطئة لا يقبلها العاقل ( خروج عن المتعارف عليه والمألوف والمنطقي ) وإضطراب التركيز والإنتباه والتحليل المنطقي والقدرة على الإستنباط ، والبصيرة والترجيح العقلاني وإضطراب الكلام والعلاقات والإجتماعية والخروج عن القوانين والأعراف والتقاليد الإجتماعية ، والتقوقع على الذات وإهمالها والشرود الذهني ، وإضطراب الوجدان سواء بالزيادة في حدة الإنفعالات أو المرح أو فقدان العاطفة والتعابير الجسدية التابعة لها ، واضطراب السلوك وتقلص وأنهيار مستوى الأداء والإنتاج على جميع مستويات متطلبات الشخصية ( النظافة والأناقة والعلاقات العائلية والزوجية والأسرية والإجتماعية ، والصداقات والعمل والتعليم والتصرف بالممتلكات الخاصة وفقدان الأهلية او التخويل للمسؤولية عن الافعال والأقوال ) .
ولقد بات من الثابت علمياً أن أسباب الإصابة بالفصام تعود إلى إضطرابات نواقل عصبية معينة مسؤلة عن الإتزان العقلاني وتغير تحسس مستقبلات هذه النواقل في الجهاز العصبي المركزي والعلاج الحديث يعمل على إعادة توازن هذه النواقل العصبية ومعادلة تحسس مستقبلاتها .
الاعراض التي تظهر على المصاب بالفصام متعددة وأكثرها شيوعاً : 1) الفصام الحاد: حيث يظهر إضطراب السلوك المفاج (وغالباً ما يحدث بعد حدث ما مفرح أو محزنً والحدث هنا عامل محفز لظهور المرض )، الهلاوس السمعية وأحياناً البصرية ( سماع أصوات خارجية وغياب المصدر لهذه الأصوات ) ، الهلاوس الحسية الجسدية مثل ( الدماغ يتحرك ، ذبابات وأمواج في أجزاء من الجسم ، الإحساس بتغيرات غريبة الوصف لإجزاء من الجسم مثل العين ، الأذن .... الخ ) ، الهلاوس البصرية ( أجسام مخيفة أو اقزام ، او ما يدعى بأنه شيطان أو جن ) . وإضطراب في تكوين الجمل الكلامية وضعف الأرتباط بين الكلمات ، والضحك أو التمتمة مع الذات ، والقيام بتصرفات تخدش الحياء ، وسهولة الإستثارة ، والإنفعال ، والشكوك بالآخرين ، والإعتقادات الوهمية المنوعة أهمها الإعتقاد بالمراقبة أو أن هناك من يتربص بالشخص لإيذائه ، والإعتقاد بالخيانة الزوجية ، أو أن كميرات أو أشعة موجهه إليه أو أن التلفاز ووسائل الأعلام تتحدث عنه ،و حركات الآخرين أو أقوالهم ذات معنى خاص موجّه له ، ويلازم كل ذلك الأرق وإضطراب الشهية للطعام ، والتقوقع على الذات وتدن الإنتباه والتركيز وكثرة السرحان ، والخوف المبهم ، والرفض الشديد للمعالجة بسبب فقدان البصيرة المرضية .
2 ) أما النوع الثاني الشائع فهوالفصام الحاد الصامت : فالمريض مرتبك ذهنياً بشكل شديد فاقد الإنتباه والتركيز والشعور بوجود الآخرين ، لا يتكلم ، ليس لديه أي تماس عاطفي أو لغوي مع المحيطين به ، شارد ذهنياً ، هائم في عالمه الخاص مضطرب في نومه وحاجاته البيولوجية الآخرى ) .
3 ) الفصام المزمن: يتميز المصاب بهذا الطيف بإضطراب سابق وتدريجي ومستمر في شخصيته من حيث تدني علاقاته الإجتماعية ( قلة الأصدقاء ) وإضطراب عمله ( وأغلبها التنقل بين عمل وآخر) ، والعزوف عن الزواج والعزلة الإجتماعية ، وتدني القدرة على إدارة شؤون حياته اليومية الإعتيادية ، وعلاقته العائلية ، والتحسس من الاخرين والتشكك بهم ، وبطء الإستيعاب ، والشرود الذهني ، وغرابة الأطوار سواءً في طريقة الحديث الإجتماعي مثل خلل في المجاملات أو خلل في القدرة على التعبير كقلة الأفكار أو سفاهتها ، أو عدم القدرة على الوصول إلى الفكرة الرئيسية أثناء التعبير والأهتمام بحواشي الكلام أكثر من الجوهر ، وغرابة في المظهر الخارجي كاللبس أو طريقة الأكل أوإطلاق الشعر والذقن بشكل غريب غير مهذب. وأغلب هذه الفئة ينتابها هلاوس ومعتقدات وهمية كالفصام الحاد ولكنها محوصلة أي أن المصاب لا يُدلي بها حتى عند الطبيب النفسي أحياناً .
4 ) أما النوع الرابع فهو الفصام العقلي الوجداني: فأما أن تكون أعراض الفصام الحاد والمذكورة سابقاً مصحوبة (بالإكتئاب) بأعراضه المتنوعة الذي يصل إلى درجة الإنتحار، أو( الهوس )المتسم بإرتفاع المزاج أو حدته وزخم الكلام والحركة والإسراف مثل التدخين بشراهة أو هوس الشراء أو الجنس او هوس إقامة العلاقات الإجتماعية غير السوية ، أوالإنغماس في الكحول أو المخدرات .
5 ) الفصام العقلي المصحوب بالوسواس القهري ونوبات الفزع والرهاب : وهذا النوع من الفصام كثيراً ما يختلط الأمر على بعض الاختصاصين في الطب النفسي ، فإذا لم يدقق الطبيب جيداً في فحص المريض نفسياً ويتعرف حالته بشكل دقيق فانه سيعتقد انه نوع من أنواع الأمراض العصابية كداء الوسواس القهري التسلطي أو الرهاب الإجتماعي وشتان بين الحالتين من ناحية السبب والعلاج
* مستشار الأمراض النفسية والعصبية[/align]

شكراً على الموضوع المفيد

أشكرك جدا عتاب الليل
وأشكر مرورك
لك مع كل الود

يسلمو اديكي يا لميس على الموضوع الحو

الله يسلمك حبيبتي وعد8
أشكرك جزيلا لمرورك
الحارة لك

[align=center]



سلام العبيدي[/align]

[align=center]الله يبارك فيك ويجازيك بكل الخير
أشكرك جزيلا أخي سلام
وأشكر مرورك مع كل الود[/align]