العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19-12-03, 12:58 PM   #1

salim
عضوية متميزة

رقم العضوية : 820
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 305
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ salim
قصة العميل


العميل
في أرض فلسطين ...
وفي أحد أحياء القدس الشرقية القديمة ...
وقفت سيارة أجرة أمام دار تسكنها عجوز تعرف بإم حسان ...
نزل من السيارة حسان وزوجته وابنهما الصغير أحمد ...
تلفت حسان يبحث عن رفقاءه وأقربائه فلم يرى شيئاً ...
كل شيء في هذه البلاد حزين لا شيء يدعو للفرح ...
حتى أمه لم يجدها أمام الباب تنتظره كما كان يتوقع...
شعر بخيبة الأمل تغتال الفرحة التي بقيت لديه ...
البيت لم يتغير ، والشوارع لم تتغير ، كل شيء كما هو ؟
غض الطرف عن الدماء التي لطخت الجدران ...
غض الطرف عن الجدران المهدمة والنوافذ المحطمة ...
وغض الطرف عن مستوطنات اليهود التي أصبحت ملاصقة لداره ...
نسي المزارع والبساتين التي كان يلهو ويلعب فيها مع رفقاءه أيام صباه ...
"هل سنبقى واقفين هكذا ؟"
التفت إلى زوجته وهي تتحدث إليه ، وقال: لا! لا ! تقدمي فهاهي الدار أمامك...
دخل حسان وزوجته وابنهما أحمد فوجد أمه مقعدة على كرسي ...
قبل يديها ورأسها وكذا زوجته ، أما أحمد فوقف بعيداً ولم يتقدم نادته جدته : أحمد تعالى يا أحمد وأخرجت حلوى ، ثم قالت: هذه حلوى من بلدك ، من فلسطين يا أحمد ...
تقدم أحمد إلى أحضان جدته والتي ضمته إلى صدرها وهي تبكي وتقول : هذه أرضك يابني ...
لم يشعر حسان بأن أمه قد فرحت بقدومه كثيراً ، لكنه فرح لأنها وجدت في أحمد ما يسليها ...
قدم الدكتور حسان أوراقه إلى شركة عالمية في القدس الغربية يمتلكها اليهود وتم قبوله ...
كما تقدم إلى إحدى قنوات الأخبار ليعمل كمحلل سياسي وخبير في شؤون المنطقة ...
     
كبر أحمد وقرر حسان وزوجته أن يُلحقاه بمدرسة أجنبية داخلية ...
لكن أمه رفضت وأصرت على أن يلتحق بمدرسة القرية ، وأمام اصرارها وافق حسان...
فرح أحمد الذي أحب جدته وأحب حكاياتها ، فهو لن يغيب عنها بعد اليوم...
حمل أحمد حقيبته وسار إلى المدرسة ...
ليبدأ صفحة جديدة من حياته ...
تعرف خلالها على العديد من الرفقاء ...
عاش خلالها الكثير من القصص الحزينة والتي يسمعها كل يوم ...
محمد لن يعود إلى المدرسة فقد قتل اليهود أباه وهو الآن يعمل لينفق على أسرته...
وائل أصيب برصاص الاحتلال وإصابته خطيرة ربما لن يعود ...
مازن هدم اليهود منزلهم وهو يبكي كلما تذكر ذلك ...
حازم أصيب بانهيار عصبي فقد قتل اليهود جميع أفراد أسرته أمامه....
قصص وقصص لم يتحملها قلب أحمد والذي عاش في أمريكا سنوات عمره الأولى ...
وفي يوم من الأيام عاد حسان إلى منزله فوجد أحمد حزيناً شارد الذهن ، يفكر...
ناداه فلم يجب اقترب منه أكثر حتى انتبه ...
قال له : فيما تفكر يا أحمد ؟
ألتفت إلى أبيه وقال في براءة : ماذا تعني كلمة عميل يا أبي؟
قال: ولماذا تسأل ؟
فقال في تردد وخوف : الأطفال في المدرسة يقولون لي : إن أباك عميل لليهود...
غضب حسان ثم ابتسم ابتسامة صفراء وقال : لاعليك يا أحمد ، إنهم يحسدون أباك ويحقدون عليك ، فأنت ابن الدكتور الذي كافح وناضل من أجل العلم حتى عاد بالدكتوراة ، والمكانة المرموقة في المجتمع ...
ثم قال : لا تلتفت إلى مايقول هؤلاء الأوغاد ، وغداً سوف أقدم أوراقك إلى المدرسة الأجنبية فهناك التعليم أفضل يا أحمد ...
أجاب أحمد بسرعة قائلاً : لا يا أبي لا أريد أن أكون مع أحفاد القردة والخنازير...
قال الأب : ومن قال أنهم أحفاد القردة والخنازير ؟ ...
قال أحمد : المعلم دائماً يردد هذه العبارة ويقول : إن القرآن وصف اليهود بهذا الوصف ...
قال الأب : القرآن وصف اليهود الذين ظهروا في زمان موسى عليه السلام ، أما اليهود اليوم فهم أكثر حضارة ورقي من المسلمين أنفسهم...
فقال أحمد : لكنهم أغتصبوا أرضنا يا أبي ، وسفكوا دماء شعبنا ، ويريدون أن يهدموا المسجد الأقصى...
"كفى يا أحمد كفى" قالها بغضب : هذا كذب ، يبدو أن هذا المعلم قد أفسدك...
لن تذهب إلى المدرسة بعد اليوم ...
     
عاد حسان في الظهيرة إلى المنزل بعد معاناة شديدة مع الحصار والتفتيش ...
ألقى بجسده على السرير لكنه سرعان ما قام مذعوراً ...
فقد سمع صوت ارتطام وانكسار لأحد النوافذ ...
خرج مسرعاً قد بلغ منه الغضب مبلغاً عظيماً ، فوجد أطفال الحجارة يرمون جنود الاحتلال ويختبون خلف المنازل القريبة ...
صرخ فيهم : أيها الأوغاد ابتعدوا من هنا ، وراح يرميهم بالحجارة ...
هرب الأطفال من أمامه ، إلا طفلاً واحداً انطلق نحوه وهو يصيح : أبي هؤلاء ليسوا أوغاد ....
هؤلاء ليسوا أعداء ...
الأعداء من خلفك ...
الأعداء هم اليهود ...
ألتفت حسان فرأى جندي يهودي يصوب بندقيته نحو أحمد ...
أنطلق يجري وهو يصرخ : لا ، توقف ، إنه أبني ... إنه أبني ...
لكن الرصاصة انطلقت لتستقر في صدر أحمد الذي سقط بين يديّ أبيه ...
وماهي إلا لحظات وإذا بضربة بعقب البندقية من يهودي تهوي على رأس حسان تصرعه بجانب أبنه ...
أفاق حسان من غيبوبته فوجد أم أحمد بجانبه تبكي ...
أين أحمد ؟ أول كلمة نطق بها ...
وكانت الإجابة :أحمد في المستشفى وحالته خطيرة جداً ...
جرت الدموع على خده ، أغمض عينيه وراح يتذكر ...
صور من الماضي البعيد ، جده الذي قتله اليهود ...
أبوه الذي غيبته السجون ...
رفقاءه الذين غابوا أو غيبوا فلم يجدهم عندما عاد ...
تذكر أحمد وهو يصيح : الأعداء هم اليهود ، الأعداء هم اليهود ...
علا بكاءه وارتفع نحيبه كلما تذكر كلمة : عميل ... عميل ...
مسكين أنت يا أحمد كم كنت تعاني وأنا لا أشعر بك ...
     
وفي الصباح كتب حسان خطاباً وضعه في ظرف وخرج من بيته متوجهاً إلى مقر عمله ...
وعند البوابة استدعاه حارس الأمن وسلمه خطاباً من الشركة ...
قرأ الخطاب فإذا هو قرار بالفصل والسبب أحد أبناءه من الأرهابيين ...
مزق الخطاب ومد يديه إلى الخطاب الذي كتبه ومزقه أيضاً ...
عاد إلى الوراء متوجهاً نحو المستشفى ...
وفي غرفة العناية المركزة والتي لم يبق مايدل عليها إلا الورقة المعلقة على الباب...
الضحايا في كل مكان ...
صغاراً وكباراً ... أطفالاً وشيوخاً ... نساءً ورجالاً ...
الآهات تنبعث من كل جزء في الغرفة ....
حركة دائبة ، مصاب قد مات ، ومصاب جديد قد وصل ...
توجه نحو أحمد ، وجده في غيبوبة تامة ، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة لم يرها عليه منذ زمن بعيد...
جرت الدموع على عينيه ، شعر بسخونتها ، تذكر أحمد صغيراً يقول له: حدثني يا أبي عن بلدي ، متى نعود يا أبي ؟ أكب على وجهه يقبله ، ويقبل كل ما يصل إليه من جسده ...
بكى بحرقة وراح يردد : الأعداء هم اليهود ... الأعداء هم اليهود ...
     
مضى نصف الليل وحسان يتقلب في فراشه ينظر إلى زوجته والتي غابت عنها الابتسامة منذ غاب عنها أحمد ، ثم ينظر إلى الساعة والتي تسير ببطء شديد نحو الساعة الواحدة ...
وعند تمام الساعة الواحدة قام بهدوء ، لبس ملابسه وألقى بنظرة أخيرة على زوجته ، وضع بجانبها ظرفاً به رسالة ، وخرج من المنزل ، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة الرضا ...
قامت أم أحمد فلم تجد حسان ووجدت الرسالة بجانبها ...
فتحت الرسالة قرأتها :
أم أحمد : لقد اشتقت إلى أحمد ، غداً نلتقي …
قال الله تعال ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وماألتناهم من عملهم من شيءٍ كل امرئٍ بما كسب رهين(…
خرجت مسرعة تنادي حسان والذي ابتلعه الظلام ...
ليبزغ فجر جديد ...

مع القلبية للجميع
salim
بواسطة الاميل


توقيع : salim
لا تبحث عن الغيب فأنت لا تظمن ان تعيش الي الغد

salim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-03, 10:54 PM   #2
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

مرحبا اخي سالم

قرات هذه القصه وتااثرت بها كثيير

للاسف بعض العرب الذين يقيمون بالغرب كثيير يحدث لهم غسيل مخ

وعند عودتهم الي بلدهم يبداؤ في احتقار وتصغير ابناء وطنهم ووصفهم بالاغوغاء وغيره

ويوجد من يبيع بلدهم ليصبح عميل من اجل حفنه من المال

ولكن الجميل ان ابو احمد تغير ولحق نفسهم..... وابنه الصغير رغم انه كان خارج فلسطين لكنه تعلم ان اليهود اوغاد واعداء

ومحتلين




حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-04, 06:53 PM   #3

نجم الليل22
نجم متالق بزهــرتنا

رقم العضوية : 1091
تاريخ التسجيل : Jul 2003
عدد المشاركات : 1,426
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نجم الليل22

السلام عليكم

قصة مؤثره

شكرا


نجم الليل22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)