الرأس النائم ..

…
شيءٌ مضحك .. أسمعكم تقولون ما المضحك ؟؟ فلتنظروا قليلا ..ولكن لا تظنوا بالله عليكم أنِّى قد أُنهك معدتي بالضحك على شخص يتحدث أثناء نومه ..فالحقيقة قد شاهدت هذا المشهد كثيرا وضحكت عليه اكثر ..فلتصدقوني فليس هذا الأمر بالذي يثير ضحكي اللحظة ..
…
رفع رأسه عن وسادته بعد أن أمضى ساعات قليلة من النوم ، التف حوله هنا وهناك وألقى عدة نظرات على غرفته الصغيرة ..
..
ها قد ارتجل عن سريره وقد استعد للذهاب للاغتسال ..
ذهب واغتسل وجهه ، اتجهت نظراته نحو خزانة الملابس ، فتح باب خزانته وانتقى ثياباً له ، باشر عالفور باستبدال ثياب النوم ، وقام ارتداء ثياب النهار التي انتقاها له ..
الآن يفتش عن شيء ما ، انه المشط ..ها هو قد التقط المشط ووقف أمام المرآة ..بدا بتسريح شعره ، وبدأ بتزيين نفسه قليلاً بمعلومية أن كل أفراد البيت نيام بما فيهم هو ..
..
ها قد أنهى ساعة من العمل الدؤوب في توضيب نفسه وتزيين شعره وترتيب أموره .. قد اصبح الآن على أهبة الاستعداد .. لا شك لأحدٍ منا
في ذلك..
…
فتح باب غرفته ،خرج إلى صالون البيت ،كانت الأضواء مطفأة كعادتها في الليل ، لم يهتم ذلك ، اتجهت أنظاره إلى الباب الخارجي ..أمسك بمقبض الباب ..ها فتح الباب وانطلق إلى الخارج ..

أقدامه أصبحت تتجه إلى مكان ما ..من يدري إلى أين ؟؟
انه يستمر في المشي منذ عشر دقائق .. حدقات عينه أصبحت تذهب وتجيء ماذا يجري !! انه يفتش عن مفاتيح المحل المغلق الواقف أمامه
ها قد وجدها ..ربي غير معقول ..فهو لم ينسى حتى التقاطها من فوق المنضدة المكان المعهود لمفاتيحه العزيزة …
..
فتح المحل ، جلس فيه لبعض الوقت ..لاحظ عدم توافُد الزبائن عليه لمدة طويلة ..قرر إغلاق المحل والرجوع للبيت ..لنوم سريره ..قرر العودة إلى أحلامه ونومه العميق وكأنه لم يكن نائماً ..
…
ربما كان الأمرُ اقرب إلى المحزن من المضحك .. أليس كذلك ؟!
صديقنا النائم يا عزيزي .. ما فعله أثناء نومه لم يكن شيئا معيباً أو خارجاً عن القانون .. قد مارس أعماله اليومية بكل بساطةٍ مطلقة ..
…
الأخطر من كل هذا وذاك، أن يرتكب الواحد منا في وضعية كهذه ، فِعْلاً مشيناً، جريمةً نكراء ..أموراً لا يتقبلها العقل ..ولا يتقبلها صاحب الرأس النائم ولكن فقط بعد استيقاظه .. وهذا بالفعل الأمر المحزن جدا ..
… ليبقى بعدها وجه العدالة والقانون والعقل النائم .. حائرين لا اكثر..

اختي العزيزه سلافه

قصه جميله استمتعت بقراتها

الأخطر من كل هذا وذاك، أن يرتكب الواحد منا في وضعية كهذه ، فِعْلاً مشيناً، جريمةً نكراء ..أموراً لا يتقبلها العقل ..ولا يتقبلها صاحب الرأس النائم ولكن فقط بعد استيقاظه .. وهذا بالفعل الأمر المحزن جدا ..
… ليبقى بعدها وجه العدالة والقانون والعقل النائم .. حائرين لا اكثر..