هردوت يتحدث عن العرب وبلادهم

[ALIGN=CENTER]
كادت أحاديث هردوت , أن تكون المصدر الرئيس لمعرفة أحوال الشعوب التي عاشت في وطننا العربي ؛ في العراق ومصر وليبيا وشمال افريقيا في القرن الخامس ق.م


كما يجدر بنا أن نضع في اعتبارنا ونحن نقرأ هردوت , ان ما أذاعه على مستمعيه من معاصريه إنما كانت معلومات عصره التي حصل عليها من خلال رحلاته أو مما سمعه من غيره , والا نظلمه باتهامه بعدم الدقه , فقد كان يخضع الروايات للنقد والتمحيص والا نستغرب ذلك عندما يسمي تاريخه بـ تمحيص الأخبار وهو فوق ذلك أبن المدرسه الايونية التي خرجت بدراسه التاريخ من نطاق الخرافه والاسطورة الى مجال البحث وتقصي الحقائق .

وحدثنا هردوت عن العرب ونشاطهم وموطنهم , على الرغم من أنه لم يفرد لهم فصلا خاص بهم كما فعل مع المصريين والليبيين فسمى احد فصوله بـ الاحاديث المصريه , وسمى فصل اخر بـ الاحاديث الليبيه , فقد جمع ما تحدث به عن العرب من فصوله المختلفه ونسقناه لنخرج بما بين ايديكم.

وقد أطلق هردوت على سلسله الجبال التي تمتد من مصر بطول ساحل البحر الاحمر أسم "الجبال العربية" ويقول أنه توجد بتلك الجبال المحاجر التي جلبت منها الأحجار التي أستخدمت في بناء "أهرام ممفيس" ويضيف قائلا أن اللبان يجلب من المنطقه الشرقيه لتلك الجبال , اذن فقد تبين لنا من هذا الكلام أن هردوت كان يعلم بـ أن اللبان أشتهرت به الارض العربية و كان من أهم الصادرات

وكان هردوت يعلم بوجود بحار تحيط ببلاد العرب وكان يعلم ايضا بالبحر الاحمر, وكان يطلق عليه اسم "بحر أرثوري" وكلمه ارثوري تعني أحمر , ويقول في البحر الاحمر انه يوجد في بلاد العرب غير بعيد عن خليج وأن هذا الخليج طويل وضيق جدا واجتيازه يستغرق اربعين يوما وبالنسبه للضيق قد يكون يقصد خليج السويس .

ولعله من المفيد أن نشير الى موضوعين تحدث عنهما هردوت , واولهما خاص بشق قناة تربط بين البحر الاحمر والنيل ؛ وعرفت باسم قناة دارا وهو الملك الفارسي داريوش الأول , والموضوع الثاني هو أهتمام هذا الملك بإيجاد أتصال بحري مباشر بين فارس ومصر .

وبالنسبه للموضوع الاول , فقد ذكر هردوت أن الفرعون نخاو بن ابسماتيك , أمر حوالي 600ق م بشق قناة تربط بين النيل والبحر الأحمر , ولكن هذا الفرعون أوقف العمل في القناة التي هلك فيها مائه وعشرون ألف مصري إطاعة منه لنبوءة حذرت من أن هذه القناة ستكون لصالح البرابرة , وعندما جاء الملك الفارسي الى مصر أتم حفر القناة .

وفيما يتعلق بالموضوع الثاني , فقد ذكر هردوت أن الملك دارا ارسل حمله كشفيه بحرية قوامها أغريق ايونيون يقودها سكولاكس من مواطني مدينة كارياندا باقليم كاريا باسيا الصغرى الى شمال الهند للكشف عن مصب نهر السند , وأن هذه الحمله بعد أن نجحت في مهمتها , اتجهت غربا فاجتازت مدخل الخليج العربي وطافت حول جنوب الجزيرة العربية , ووصلت في الشهر اللاثين إلى موقع السويس الحالي .

كما أن هردوت لم يهتم بالكشف أو اثبات مززيد من التفاصيل عن رحلة سكولاكس , ولو أنه اهتم بها بقدر أكبر وخاصه ما اتصل بها أثناء ارتيادها شواطئ جنوب الجزيرة العربية وعند اجتيازها باب المندب , لكان في الامكان الترعف على تلك المناطق وحركة التيارات المائيه والرياح الموسمية ولما بقي كل ذلك شبه مجهول حتى فترة متأخرة من العصر الهلينستي .

كما أن هردوت يحدثنا عن تربه بلادنا العربية فيقول أن في سوريا تربه صخرية وصلبه بعض الشي , ولعل هذا ما جعل الكتاب المتأخرين يطلقون أسم بلاد العرب الصخرية على
مناطق سيناء ومايليها من أرض فلسطين ومناطق الأنباط حول البتراء وجنوب سوريا
.

ويقول ايضا يوجد في بلاد العرب مكان يقع تقريبا تجاه مدينة بوطو وقد ذهب اليه لمعرفة أمر الحيات المجنحة وهنالك قد شاهد كميات كبيرة من هذه الحيات , والمكان الذي تجمعت فيه ضيق بين سفوح جبال ويقال ان هذه الحيات كانت تطير زمن الربيع من بلاد العرب نحو مصر , لكن طيور ابي منجل تتجمع في ذلك الممر وتحول دون وصول هذه الحيات الى مصر ولذلك كان المصريون يقدرون هذا الطائر ويجلونه ويعظمونه .

ويتضح لدينا أن هردوت كان يجهل الكثير من مواطن العرب لم يكن يعرف البحر الاحمر جيدا فظن أن اتساعه كـ أتساع خليج السويس وكان يجهل خليج العقبة .

وسنقف قليلا عند بعض المنتجات التي تنتجها الجزيرة العربية وذكرت في حديث هردوت , فقد ذكرنا في السطور السابقه أن هردوت كان يعلم بامر اللبان وأنه من المنتجات التي عرفت عن العرب فقد حدثنا هردوت عن طريقه استخراج اللبان , فقال .. ليحصل العرب على اللبان فإنهم يعمدون الى حرق نبات اسمه استوراكس (الاصطرك) أو الميعة , والذي كان الفينيقيون يجلبونه الى بلاد اليونان , والدخان المتصاعد من حرق هذا النبات كفيل بإبعاد الحيات المجنحة التي تتولى حراسه أشجار اللبان وهي نفسها الحيات التي تهاجم مصر .

وذكر في فقرة اخرى ... ذكر طريقه حصول العرب على القاسيا (وهي نوع من القرفة ) فيقول أن العرب عندما يذهبون للبحث عنها كانوا يغطون كل أجسادهم بجلود الثيران وجلود غيرها من الحيوانات ولا يظهر منها غير الأعين , وتنمو القاسيا في بحيرة ضحلة تعيش فيها وحولها مخلوقات مجنحة تشبه الخفافيش وتصدر أصواتا مزعجة وتقاتل بضراوة , ويجب أن يبعدها العرب عن أعينهم وهم يجمعون القاسيا .


بحث منشور بمجله علميه , نقلته لكم
بحث منشور لـ الدكتور مصطفى كمال عبدالعليم
مجلة العصور
المجلد الثاني , الجزء الاول , يناير 1987 م, جمادى الاولى 1407هـ[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]
الأخ الحبيب
نجم الــــــــيل
موضوع ممتع
ومفيد
وقد سمي البحر الأحمر
بحر القلزم
نسبة إلى بلدة القلزم
والتي موضعها الآن مدينة السويس
استمتعنا معك بهذا البحث القيم
دمت بود
[/ALIGN]

.




. . نجم الليل والبحث المستمر عن كل جديد

أشكرك جدا على روعة مواضيعك والقمية المرجوة منها
موضوع في غاية الأهمية ومعلومات غنية جدا

كل الشكر والتقدير



مع محبتيlonely

المقال ممتع حقا

شكرا لك

الاخوة والاحباء

يعطيكم العافيه

[align=center]سيدي الفاضل
رائع ماقدمت لنا من مادة ثقافية جد هام ومتميز
.
. [/align]