العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-10-06, 09:14 PM   #1
 
الصورة الرمزية الخالدي

الخالدي
عضوية متميزة

رقم العضوية : 5514
تاريخ التسجيل : Oct 2006
عدد المشاركات : 210
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الخالدي
موضوع مهم جدا للبنات وللشباب ومهم دخوله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في رحلة بين المواقع ووقعت عيني على هذا المقال احببت ان انقله لما فيه من العبرة والفائده اللهم اجز من اعده ومن ارفقه في المنتديات ومن قرأه خير الجزاء
اقرؤوا يابنات خاصة لكن

بقلم: منى السعيد الشريف



عندما تعصف بنا رياح الغربة والضياع في زمن ذابت فيه المشاعر , وضاعت دمعة الصدق وسط أمواج الكذب والخداع , نعود لنبحث عن الأمان في زمن الخوف , عن الرحمة في زمن القلوب الجامدة , عن الطهر والنقاء , فتضيع خطانا من جديد , ويصرخ فينا الصبر أعييتموني ·· وتبقى لنا الذكرى شمعة تضيء النفوس الحائرة , وما أجمل التأمل في سيرتها وذكراها..




إنها النقية الطاهرة الصديقة بنت الصديق , عائشة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ من تهيأ لها ما لم يتح لقريناتها , ونالت من الشرف والرفعة والكرامة ما خلَّد ذكراها في قلوبنا إلى اليوم , فقد أتيح لها تعلم القراءة , وهو أمر لم يسمُ له في زمانها إلا القلة من الرجال , فضلاً عن النساء , ونشأت في بيت عُرِفَ منذ الجاهلية بالرفعة والكرم , وإغاثة المكروب بين أحضان أم حنون , وأب عطوف نبيل , ثم تشرق على هذا البيت شمس الإسلام ؛ لتملأ أركانه دفئا وأمنا , رغم كل المخاطر والصعوبات المحدقة بالدعوة الوليدة , وتزيد من رفعة نفوس أهل البيت وشرفهم، ويصبح الصديق من أقرب المقربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.



ويتلألأ البيت الطيب بزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم , وتتعطر أركانه بعبق صوته الكريم، ثم هاهي تتوج بأعظم ما يمكن أن تناله امرأة من شرف وفضل حين يختارها الله عز وجل زوجة لأحب خلق الله إلى الله , فيحمل صورتها جبريل عليه السلام في حريرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من رؤية قائلاً: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.



وتقترن الصديقة الطاهرة برسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لها خير زوج ومعلم وراع وصديق , ويمن الله عليها بمحبة رسوله الكريم لها , فتصبح أحب أزواجه إليه فيتحقق لها أفضل ما تصبو إليه امرأة في زوجها·



يا الله !!! يا عائشة , بعد كل تلك المنن والمنح والشرف هل صفت لك الحياة , وخلت من الهموم والأحزان؟! لا والله ! فالمرء يبتلى بقدر إيمانه , والمستعرض لحياتها ـ رضوان الله عليها ـ يرى أنها قد صادفت الكثير من الهموم والكروب والأحزان , فها هي تُحرم من أجمل ما تتمناه امرأة وزوجة محبة , بأن تتوج علاقتها بالرجل الذي أحبته , وتمنت إسعاده بطفل يوطد أواصر تلك العلاقة ويقويها، وقد ظهر ألمها وحزنها من الحرمان من الذرية يوم قالت للنبي صلى الله عليه وسلم وهي حزينة كاسفة: كل صواحبي لهن كُنى! قال عليه الصلاة والسلام : " فاكتني بابنك عبدالله " يشير إلى عبدالله بن الزبير ابن أختها أسماء رضي الله عنها، فكانت تكنى به , وتحبه حب الأم لولدها.



ولنا أن نتخيل شعورها كامرأة تشتاق كل الشوق للأمومة وهي ترى فرحة النبي صلى الله عليه وسلم بابنه إبراهيم , وحبه الجارف للحسن والحسين أبناء السيدة فاطمة·· ولكن لئن كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ حُرمت من الأمومة فقد عوضها الله تعالى بأمومة كل المؤمنين , فهي من أمهات المؤمنين , والجميع يناديها: "يا أمه".



فكان هذا النداء خير عوض وتعزيه, كما كان في حب رسول الله ورعايته لها عوض آخر , تعرضت للحرمان منه بحادثة الإفك·· محنة أخرى وعاصفة كفيلة بأن تهدم أعظم بيت , حين تلوك ألسنة السوء سمعة وشرف زوجة نبي ورسول كريم , وتحيط بها الإشاعات والأقاويل , وهو أسوأ ما يمكن أن تبتلى به امرأة.



وتصف لنا السيدة عائشة حالها حين علمت بما يقال عنها قائلة: "وبكيت تلك الليلة والليلة التي بعدها , وأبواي عندي يظنان أن البكاء فالق كبدي" وعندما واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم بما أشيع عنها ما كان منها إلا أن قالت ": فوالله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا قول أبي يوسف: "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون"( سورة : يوسف الاية 18)



ولكن رحمة الله قريب من عباده الصالحين , فينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة من الله تدفع عنها كل أذى , وتمر العاصفة بسلام يا عائشة، ولكنها لن تكون آخر الابتلاءات فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرض , وتشتد به الحمى , ويستأذن زوجاته في أن يمرض في حجرة عائشة , وتودع عائشة أحب خلق الله , الزوج الذي ملأ الحياة دفئاً ومودة، والرسول الذي فتح لها مناهل العلم والنور والهداية، وتظل عائشة في حجرتها بجوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره , وتستأنس به كما لو كان على قيد الحياة لم يغب عنها إلا الجسد.



أما روحه الشريفة فمازالت سراجاً يضيء ليل وحدتها , ثم يُدفن إلى جواره أبو بكر الصديق , فتودع الأب بعد أن ودعت الزوج، وتمضي السنون مسرعة , ويتولى عثمان الخلافة , وتحدث الفتنة الكبرى بأحداثها المريرة , ويتورط محمد بن أبي بكر في تلك الفتنة , فيدخل على عثمان رضي الله عنه يريد قتله , ويأخذ بلحيته , فيقول له عثمان رضي الله عنه: "مهلا يا بن أخي، فوالله لقد أخذت مأخذاً ما كان أبوك ليأخذ به" وفي رواية أخرى "لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها" فيتركه محمد وينصرف مستحيياً نادما ً··



ويعلن محمد بن أبي بكر مراراً أنه بريء من دم عثمان , ولكن المأساة تكتمل فصولها الحزينة بمقتل محمد شر قتله في مصر، وكان علي ـ رضي الله عنه ـ قد ولاه عليها , فأنفذ إليه معاوية جيشاً لمحاربته والاستيلاء على مصر... فلما بلغ ذلك عائشة رضي الله عنها جزعت عليه جزعاً شديداً , وضمت أولاده إليها، وهكذا شاءت الأقدار أن تودع عائشة الأحبة واحداً تلو الآخر , وهي صابرة محتسبة ·



وترحل عائشة عن عمر يقارب السبعين , وتبقى ذكراها في القلوب العطرة الندية , والأنموذج الرائع للمرأة المسلمة الطاهرة , يزينها تاج الحياء والعفة حتى تقول ـ رضي الله عنها ـ : كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي ـ رضي الله عنه ـ واضعة ثوبي , وأقول : "إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمرـ رضي الله عنه ـ والله ما دخلته إلا مشدودة علي ثيابي حياءً من عمر" .



وزوجة أدركت قدسية حقوق الزوج , وأوصت بها كل بناتها قائلة "يا معشر النساء , لو تعلمن حق أزواجكن عليكن ؛ لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن وجه زوجها بنحر وجهها " وتحملت معه كفاف العيش , وأعباء الدعوة , فأضاءت بيتها بالسعادة والمودة حتى ملكت شغاف قلب زوجها صلى الله عليه وسلم , وروت عنه من الأحاديث والأخبار ما أفادت به الأمة.



وظلت الأجيال تلو الأجيال تنهل منه , فنهضت بأمانة التبليغ والتعليم أحسن النهوض وأوفاه، ثم هي العابدة التقية المتصدقة , يأتيها ما يقارب المائة ألف درهم ـ وهي صائمة ـ فتتصدق بها عن آخرها , فتقول لها جاريتها : أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فترد عائشة: لا تعنفيني لو كنت ذكرتني لفعلت، ويقول ابن سعد: رأيت عائشة تتصدق بسبعين ألفاً , وإنها لترقع جانب درعها ·· تلك هي عائشة، تلك هي عائشة·



المصدر : مجلة الوعي الإسلامي الكويتية , العدد رقم: 487 التاريخ 25 / 4 / 2006


اخوكم الخالدي


توقيع : الخالدي
لا تسالني عن اصلي تراني خالدي
ah_55md@hotmail.com

الخالدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-06, 11:53 PM   #2
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,779
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة

[ALIGN=CENTER]

الأخ الخالدي

بارك الله فيك وجزاك الله الخير لهذا الطرح المبارك

تميزت رضي الله عنها بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، بعقل نير، وعلم جم، وذلك لكثرة ما روت عن النبي صلى الله علية وسلم ، و زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله علية وسلم ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت رضي الله عنها التلميذة النبوية، و كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله ، حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكه ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).

وفاتها :

توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة, وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلا. صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر. رضي الله عنها وارضاها
ولنا الكثير من الدروس من أمهاتنا وصحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم .
اكرر شكري وتقدير لك وتقبل تحيتي الخالصة لشخصك الكريم[/ALIGN]


حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)