قراءة نقدية ...

[ALIGN=CENTER]

الموضوع : مـا يُـشبه الكلام
الكــــــاتب : د / مقداد رحيم

-1-
سكبتُ على الدمع خدينِ
فاحمرَّ جفن البكاءْ

-2-
ندفتُ غيومَ السماءْ
فأدهشني
أنّ ثمةَ ماءْ

-3-
جرحتُ أديماً بتفاحةٍ
مُشتهاةٍ
كبرتُ وما أفرعتْ...
فهجوتُ الشتاءْ

-4-
تذرَّع نهرٌ صغيرٌ بوجهي
فأبصرتُ في الموجِ
ظِـلَّينِ ليسا سواءْ

-5-
أمشِّطُ بالمستحيلِ عروقي
بلطفٍ
فتنفرُ منها الدماءْ

-6-
يرى الضوءُ لوناً
يغارُ
فيضمرُ للعينِ داءْ

-7-
يضلُّ البريدُ الطريقَ
إليَّ
ويزعمُ أنَّ المواطِنَ
ملَّ البقاءْ !

-8-
تعلُّ الزهورُ هوى النحلِ
والنحلُ منشغلٌ بالبناءْ

-9-
توسّدَ حُلمٌ مُنايَ
فأصبحتُ منهُ
على سَعَـةٍ مِنْ خواءْ

-10-
رجوتُ السرورَ بمكثٍ
فولَّى
وما كان جاءْ

-11-
على حائطٍ ساعةٌ تتمطَّى
يسيل الزمانُ
وينهشُ ظهرَ الهواءْ

-12-
تنامُ الحقيقةُ
مرتاحةً
في إناءٍ
وصمتٌ يكسِّر ظهرَ الإناءْ

-13-
غزالٌ مشى في الفيافي
ببطءٍ
فجاءَ مِن السلحفاةِ ازدراءْ

-14-
أعدُّ جراحي
فيعصَى على العدِّ
نَـزفُ الشقاءْ

-15-
سألتُ الثلاثاءَ يُشبهُ أمسِ لماذا
فقالَ: سل الأربعاءْ!

-16-
رأيتُ الصباحَ
كسولَ الإهابِ
فأردفتُه بالمساءْ

-17-
عثرتُ بآهٍ
تُشاطِرُ نفسي
فهددتُها بالولاءْ!

-18-
حزينٌ أُجرجرُ بعضي
من البعضِ
أسمعُ ضوءَ الهمومِ
أرى للأنينِ نداءْ

-19-
أقولُ لها: غصَّةٌ في فؤادي
فـتُحضرُ مـاءْ !

-20-
كرهتُ ظلالي
فقلتُ لشمسِ الظهيرةِ
لا تحفلي بالمساءْ

-21-
شكوتُ طلوع الظلامِ
فأدركتُ أن الظلام ابتداءْ

-22-
رَبَـتُّ على كتِفِ الأمنياتِ
فطاشتْ يدي في الهواءْ

-23-
هو العمرُ صارَ صدى للتمنّي
وكانَ رجاءْ

-24-
وقفتُ على الرمل
أطلبُ رِيـَّاً
فولولَ بئرٌ
وعزَّ ارتواءْ

-25-
قنوطٌ يُهادنُ جيشَ الأماني
ويعلنُ إذعانَهُ في العَراءْ

-26-
تكسَّرت الكلماتُ
على الحبرِ
فارتاحت الشعراءْ[/ALIGN]



[ALIGN=CENTER]كعادتي في قصيدة الشعر الحر .. أنتشي طرباً ومتعةً لا سيما المتقن منه وعندما أسأل نفسي تحديداً ما هي الأشياء التي أثارت كل هذا الإعجاب في داخلي لا أجد جواباً إلا أن ثمة ما أثار النشوة في نفسي .. فلا أراني قادراً على الإشارة إلى محسنات هذا النص بقدر ما أستطيع الإشارة إلى مواطن اللمعان[/ALIGN]



[ALIGN=CENTER]-5-
أمشِّطُ بالمستحيلِ عروقي
بلطفٍ
فتنفرُ منها الدماءْ[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]لكم أطربتني هذه الصورة ورسمها ببراعة فائقة .. فكانت موغلة في الصفاء .[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]-11-
على حائطٍ ساعةٌ تتمطَّى
يسيل الزمانُ
وينهشُ ظهرَ الهواءْ[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]وهذه أيضاً ولفظ ( تتمطى ) مناسبٌ جداً للوقت ولكن أمرئ القيس كان أسبق ، طبعاً مع فارق الاداة .[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]-15-
سألتُ الثلاثاءَ يُشبهُ أمسِ لماذا
فقالَ: سل الأربعاءْ![/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]جميل هذا التحاور .. وجديد في صياغته ، وله البعد الذي ارتأيته . [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]-22-
رَبَـتُّ على كتِفِ الأمنياتِ
فطاشتْ يدي في الهواءْ[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]صورة أخرى بديعة في التكوين وبليغة الوصف .[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]وهكذا يقف القلم عاجزاً عن التعبير وتدهشني هذه القدرة العالية على الاختزال!
انه يشبه الدرامى , لغة مكثفة , فكرة عميقة باقل الكلمات
وجدت مثل هذا بشكل أكثر إستفاضة

وفي مجموعة الدكتور الجديدة " ليلة شهرزاد الأخيرة " وأعني : إرتباك وحيرة وشارع بورقيبة واسئلة الغياب ...

وهذه قراءة نقدية في الدكتور والكاتب والشاعر العراقي ( مقداد رحيم ) ..
سأجعل الدكتور يتحدث عن نفسه ..[/ALIGN]


[ALIGN=JUSTIFY]أنا عريض العشق واسع الأحلام، فآثرتُ الصمتَ إلاّ عن البحث العلمي والتأليف في مجال تخصصي العلمي، وانشغلتُ إلا عن العمل الأكاديمي. ولما نزعتُ إلى النشر جوبهتُ ببشاعة التعامل مع الناشرين، فأضربتُ عن النشر خمسة عشر عاماً، تخللتها مهرجانات ومنتديات هنا وهناك من أوطاننا العربية.
وكنتُ طوال ذلك الوقت أشعر باليأس وباللاجدوى، وكأنني أنا المسؤول عما يحدثُ لنا، أو يحدث للعالم كله، ولولا طلب متواصل من أصدقائي المحبين لما عاودتُ الإعلان عن خفقات قلبي مرة أخرى[/ALIGN]


[ALIGN=CENTER]وهذا ملخص لسيرة الدكتور مقداد رحيم الأدبية الذي لم نسمع عنه من قبل .. أرجو أن يفي بالغرض:[/ALIGN]




[ALIGN=JUSTIFY]• شاعر و ناقد وباحث.
• ولد ببغداد في العام 1953، وبها أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية.
• نال شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد في العام 1982. وكانت أطروحته : "الموشحات في بلاد الشام منذ نشأتها حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري".
• نال شهادة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد في العام 1989، وكانت أطروحته : "اتجاهات نقد الشعر في الأندلس في عصر بني الأحمر".
• عمل في الصحافة محرراً ثقافياً 1977-1979، وكاتباً مشاركاً فيما بعد.
• زاول التدريس الجامعي، ورئاسة قسم اللغة في كلية الآداب جامعة البصرة، وألقى محاضراته على طلبة الدراسات الأولية والعليا في الأدب العربي، ولاسيما الأندلسي تخصصه الأول، والنقد الأدبي وعلم العروض، في جامعتي بغداد والبصرة في العراق 1982-1992، وجامعة التحدي في ليبيا 1992-1996، واللغة لغير الناطقين بها في جامعة غوتنبرغ والجامعة الشعبية في السويد إلى الآن.
• أسهم في المؤتمرات العلمية العربية والعالمية والندوات والمهرجانات في مجال الأدب العربي، وتحقيق التراث، والنقد الأدبي، والدراسات المورسكية، والبحث العلمي في العراق ومصر وليبيا وتونس والمغرب والسويد.
• صدر له في مجال الدراسات: النوريات في الشعر الأندلسي- بيروت- 1986. نظرية نشأة الموشحات الأندلسية بين العرب والمستشرقين- بغداد-1986. الموشحات في بلاد الشام منذ نشأتها حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري- بيروت-1987. عروض الموشحات الأندلسية-بغداد-1990. أبحاث في الأدب الأندلسي- ليبيا- 1994. دراسات في تاريخ الخليج والجزيرة العربية- المكتب الجامعي الحديث-1998. مصادر التراث الأندلسي من كتاب كشف الظنون- أبو ظبي- 1999. اتجاهات نقد الشعر في الأندلس في عصر بني الأحمر- أبو ظبي- 2000. فضلاً عن مجموعة من الأبحاث المشورة في المجلات والدوريات المحكَّمة، ومجموعة كبيرة من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات في قضايا الأدب والنقد والثقافة والتراث العربي.
• وله بانتظار الطبع: نقد الشعر في الأندلس- قضايا ومواقف. رثاء النفس في الشعر الأندلسي. معجم الجملة الإسبانية المفيدة.
• وله في مجال الإبداع (الشعر): الحب مرَّتين-بغداد-1975. لا شيء سوى الحب- بغداد-1980. عفواً أيها الساتر –بغداد-1988. ليلة شهرزاد الأخيرة- القاهرة- 2003. وبانتظار الطبع: "مجمرة النبض"، و"أحلام مؤجَّلة".
• عضو الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين، وعضو مؤسس لاتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، وعضو اتحاد الكتّاب السويديين، وعضو المجمع اللغوي السويدي، ومنتدى الشعر السويدي. [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]ربما قد سقط شيء سهواً وإن أثرت هذه القراءة وخصصتُها لذلك الكاتب
فإني مُقلاً بحقه فعلاً ....

فهذا الكاتب والروائي غني عن التعريف
وذا بحراً من كلمات إحتوتها رواياته ومقالاته
لذا يعجز الشخص عن وصفه والثناء له


السادة الأفاضل أتمنى بأن القراءة النقدية نالت على إعجابكم ... وإلى قراءة نقدية أخرى

كونو بخير

[/ALIGN]

القراءه النقديه مهمه
ولكن لايجيد ها الكثيرون لان النقد الهادف لما نكتب
سواء من خواطر او اشعار او مقالات وتجد النقاد المتمكنين اصحاب المعرفه الواسعه
ستكون طريق في سيطرة الادب الراقي على الساحه

قراءة نقديه جميلة وقيمه

وشكرا لك لتعريفنا د / مقداد رحيم

تحيتي

الأخ العزيز
الشـــــــــــرقي
قراءة نقدية ممتازة
وتعريف بأحد الأدباء العرب
موضوع رائع
في إنتظار المزيد
دمت بود

الأخ العزيزالشـــــــــــرقي

رائع ما أمتعتنا به من خلال هذا الطرح للقراءة النقدية

فالقراءة النقدية لايجيدها الا من هام و تغزر بمعانيها

مع الشكر الجزيل لتعريفنا بسيرة الدكتور مقداد رحيم

تحيتي لشخصك الكريم

[ALIGN=CENTER]

الفاضلة ... حياة

أشكركِ على تواجدكِ في القراءة وإن سبقتها ( السيدة ) ..

لكِ جُل التحايا العطرة

كوني بخير


[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

الفاضل ... مُعاذ

تواجدك يبعثُ بالأريحية ها هنا ..

لك من الود ما نثرته وما لاحت به قطراتُك

كُن بخير دوماً

[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

الفاضل ... حبىالكويت

شروقاً به إزدانت هذه الزاوية
لكِ جُل التقدير لمثل هذا البوح

أتمنى لكِ دوام التوفيق

وهنا ...
كوني بخير دائماً

[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]امتعتنا حقا ايها الشرقي الرائع
رحلة نقدية ممتعة لقصيدة رائعة للشاعر البغدادي د/ مقداد رحيم
فكم انجبت بغداد من شعراء سطع نجمهم في سماء القصيدة النثرية
اهنئك علي قرائتك النقدية هذة ومهارتك في وصولها الينا

قراناك شاعرا رائعا
واليوم قراناك قارئا نقديا اروع

لقلمك الراقي..........تقي[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]

الفاضلة ... تُقى

الأُركيد لمثل هكذا حضور وتواصل

شاكراً لكِ هذا الثناء

وأتمنى لكِ أيضاًً التوفيق بإذن الله

كوني كما أنتِ ... بخير دائماً

[/ALIGN]

رحلة نقدية ممتعة لقصيدة رائعة للشاعر البغدادي د/ مقداد رحيم

يعطيك العافية

[ALIGN=CENTER]

ولك مثل ما أتيت به ود وتقدير

الفاضل .. نجم

أشكرك على هذه الزيارة ... الرائعة

لك مني أجمل الباقات

كن بخير

[/ALIGN]

اين انت ايها الشرقي الرائع

..........تقي

موضوع نقدي رائع

بانتظار المزيد منك

.




الشرقي الرائع . .

قراءة نقدية رائعة جدا وتفصيلية
هذا ليس غريبا عليك فمنذ عرفناك عرفنا معك كل ما هو جميل وراقي

كل الشكر والتقدير لشخصك القدير




مع محبتيlonely