العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-06-08, 08:54 PM   #1
 
الصورة الرمزية لميس صلاح

لميس صلاح
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 9320
تاريخ التسجيل : Oct 2007
عدد المشاركات : 4,014
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ لميس صلاح
إستفسار مقتطفات من رواية خفة الكائن التي لا تحتمل



مقتطفات من رواية خفة الكائن التي لا تحتمل




العَوْد الأبدي فكرةٌ يكتنفها الغموض وبها أربكَ نيتشه الكثيرين من الفلاسفة: أن نتصور أن كل شيء سيتكرر ذاتَ يوم كما عشناه في السابق وأن هذا التكرار بالذات سيتكرر بلا نهاية! ماذا تعني هذه الخرافة المجنونة؟ تؤكد خرافة العَوْد الأبدي، سلباً، أن الحياة التي تختفي نهائياً، والتي لا ترجع إنما هي أشبه بظل ودون وزنٍ وميتة سلفاً. ومهما تكن هذه الحياة فظيعة أو جميلة أو رائعة فإن هذه الفظاعة وهذا الجمال وهذه الروعة لا تعني شيئاً. هي غير ذات أهمية مثل حرب وقعت في القرن الرابع عشر بين مملكتين أفريقيتين فما غيرت شيئاً في وجه التاريخ، مع أن ثلاثمائة ألف زنجي لاقوا فيها حتفهم وفي عذابات تفوق الوصف. فهل كان سيتغير شيء لو أن هذه الحرب بين المملكتين الإفريقيتين في القرن الرابع عشر قد تكررت مرات لا حصر لها في سياق العود الابدي؟ بلى:كانت ستؤول إلى كتلة متراصفة من الجماجم، وتفاهتها ستكون متصلة دون توقف. ولو قدّر للثورة الفرنسية أن تتكرر باستمرار، لكان المؤرخون الفرنسيون أقل فخراً بروبسبيير. ولكن بما أنهم يتحدثون عن شيء لن يرجع ثانيةً، فإن السنوات الدامية تصير مجرد كلمات ونظريات ومجادلات، تصير أكثر خفةً من الوبر ولا تعود مخيفة. هنالك فرقٌ شاسع بين روبسبيير الذي لم يظهر سوى مرة في التاريخ وروبسبيير الذي يعود بشكلٍ دائم ليقطع رؤوسَ الفرنسيين. لنقل اذاً أن فكرة العَوْد الأبدي تحدّد أفقاً لا تبدو فيه الأشياء كما نعرفها:تظهر لنا من دون الظروف التخفيفية لعرضيتها. هذه الظروف التخفيفية تمنعنا في الحقيقة من إصدار حكم معين. هل بالإمكان إدانة ما هو زائل؟ إن غيوم المغيب البرتقالية تضفي على كل شيء ألق الحنين، حتى على المقصلة. منذ زمن ليس ببعيد فاجأني شعورٌ غير معقول: كنت أتصفّح كتاباً عن هتلر فوجدت نفسي مأخوذاً أمام بعضٍ من صوره. ذكرتني بزمن طفولتي التي عشتها خلال الحرب. كثيرون من أفراد عائلتي لاقوا حتفهم في معسكرات اعتقال نازية. ولكن ما أهمية موتهم أمام صورة هتلر التي ذكرتني بزمن غابر من حياتي، بزمن لن يعود؟ إنَّ هذه المصالحة مع هتلر تفضح عمق الشذوذ الأخلاقي الملازم لعالم مبني أساسا على انعدام العود. ذلك أن كل شيء في هذا العالم مغتفر سلفاً وكل شيء مسموح به بوقاحة. (2) لو قُدّر لكل ثانية من حياتنا أن تتكرر مراتٍ لا حصر لها، لكنا معلقين على الأبدية مثلما عُلق يسوع المسيح على صليبه. هذه الفكرة فظيعة ففي عالم العود الأبدي كلّ حركة تحمل ثِقل مسؤولية لا تطاق وهذا ما جعل نيتشة يقول: إن فكرة العود الأبدي هي الحمل الأكثر ثقلاً.
إذا كان العوْد الأبدي هو الحمل الأثقل، يمكن لحيواتنا عندئذ أن تظهر على هذه القماشة الخلفية بكلّ خفتها الرائعة. ولكن هل الثقل هو حقاً فظيع؟ وجميلة هي الخفة؟
إن أكثر الأحمال ثقلاً يسحقنا يلوينا تحت وطأته ويشدّنا نحو الأرض. ولكن لو ألقينا مثلاً نظرة على شعر الحب خلال العصور كلّها لرأينا أن المرأة ترغب في أن تتلقى حمل جسد الذكر. إذاً فالحمل الأكثر ثقلاً هو في الوقت ذاته صورة للاكتمال الحيوي في ذروته فكلما كان الحمل ثقيلاً، كانت حياتنا أقرب إلى الأرض وكانت واقعية أكثر وحقيقية أكثر. وبالمقابل فإن الكائن الإنساني عند الغياب التام للحمل يصير أكثر خفّة منَ الهواء محلقاً بعيداً عن الأرض وعن الكائن الأرضي. يصير شبه واقعي وتصبح حركاته حرّة قدر ما هي تافهة.
اذاً، ماذا علينا أن نختار الخفة أم الثقل؟ ذاك هو السؤال الذي طرحه بارمينيد على نفسه في القرن السّادس ما قبل المسيح. حسب رأيهِ العالم منقسم إلى أزواج من أضداد: النور- الظلمة، السّميك- الرّقيق،الحارّ- البارد، الكائن- اللا كائن .كان يَعتبر أن أحد قطبيّ التناقض ايجابي( المضيء، الحار، الرقيق، الكائن )والقطب الآخر سلبي. قد يبدو لنا هذا الانقسام إلى ايجابي وسلبي في نطاقِ سهولةٍ صبيانية باستثناء حالة واحدة: أيُّهما هو الإيجابي، الثقل أم الخفة؟ كان بارمينيد يجيب: الخفيف هو الإيجابي والثقيل هو السلبي. هل كانَ على حق أم لا؟ هذا هو السؤال. وشيءٌ واحد أكيدْ: النقيضان الثّقيل- الخفيفْ هما الأكثر غموضاً والتباساً بينَ كل المتناقضات.




منقول


توقيع : لميس صلاح
زهرة الشرق
zahrah.com

لميس صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-08, 07:42 AM   #2
 
الصورة الرمزية سلام العبيدى

سلام العبيدى
مشرف حدائق بابل

رقم العضوية : 5500
تاريخ التسجيل : Oct 2006
عدد المشاركات : 4,600
عدد النقاط : 51

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ سلام العبيدى
رد: مقتطفات من رواية خفة الكائن التي لا تحتمل


عزيزتي لميس صلاح

شكرا لك على الموضوع

العطره

سلام العبيدي
[align=center][/align]


توقيع : سلام العبيدى
زهرة الشرق
zahrah.com

سلام العبيدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-08, 08:55 AM   #3
 
الصورة الرمزية لميس صلاح

لميس صلاح
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 9320
تاريخ التسجيل : Oct 2007
عدد المشاركات : 4,014
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ لميس صلاح
رد: مقتطفات من رواية خفة الكائن التي لا تحتمل


[align=center]أشكرك جزيلا عزيزي سلام العبيدي
وأشكر مرورك الحلو
لك مني أجمل تحية[/align]


توقيع : لميس صلاح
زهرة الشرق
zahrah.com

لميس صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اثنا و عشرون سؤالا من قسيس لمسلم وسؤالا واحدا من مسلم سروءة نفحات إيمانية 0 02-03-08 06:51 PM
سلامي لكِ عائشة........قبل ان تدخلوا هنا فكروا قليلا لان هنا ما يدمي القلب مس لاجئة زهرة المدائن 16 02-10-07 01:21 PM
أقرأ وأضف معلومة هيفاء واحة الزهـرة 67 26-06-07 08:15 AM
...يــاسـاتــر...الى هالـدرجــه!!!!!!... Love-Lake الكمبيوتر والتقنية 3 09-01-03 07:31 AM
محمد الصالحي يتصفح الارض الرحبة التي دفن فيها الشاعر صالح الرئيسي ذاته !! فيصل العلوي همسات وخواطر 4 29-06-02 12:00 AM


الساعة الآن 06:34 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)