المكسيك تفرض إجراءات صارمة لمواجهة أنفلونزا الخنازير



فرضت الحكومة المكسيكية إجراءات صارمة ترمي إلى تصعيد حملتها لمواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير، بما في ذلك إغلاق كافة المدارس والحد من التجمعات العامة والدخول إلى المواقع الأثرية ومنع مطاعم العاصمة من تقديم المأكولات، ما عدا الطلبات الخارجية.

ففي العاصمة مكسيكو سيتي، أعلن مسؤولون حكوميون أن الإجراءات الأخيرة ترمي إلى الحد من انتشار الفيروس القاتل. وتوقعت غرفة التجارة في المدينة أن تصل قيمة الخسائر اليومية التي ستنجم عن تطبيق تلك الإجراءات إلى 57 مليون دولار أمريكي.

في غضون ذلك، قال وزير الصحة المكسيكي، جوزيه أنجيل كوردوفا، إنه من المُعتقد أن عدد من قضوا حتى الآن بسبب الإصابة بالفيروس المذكور قد بلغ 159 شخصا، لكن عدد حالات الوفاة المؤكدة، والناجمة عن المرض، قد انخفضت من 20 حالة إلى سبع حالات فقط.

مناشدة أوباما

وقد جاءت هذه التطورات بعد أن كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد ناشد الكونجرس يوم أمس الثلاثاء بتخصيص مبلغ 1.5 مليار دولار لتعزيز قدرات الولايات المتحدة على مواجهة انتشار الفيروس.


إن احتمال تطور الحالة إلى وباء هي إمكانية في غاية الجدية، لكن ما زال من السابق لأوانه القول إن حدوث ذلك أمر لا مفر منه

الدكتور كايجي فوكودا، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي والبيئة
وقد واصلت السلطات الأمريكية التعبئة لمواجهة الفيروس، الذي أصاب نحو ستين شخصا وتسبب بنقل عدد كبير من المرضى الى المستشفيات في أنحاء مختلفة من البلاد.

من جهته، أعلن الدكتور كايجي فوكودا، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي والبيئة، الثلاثاء أن المنظمة أحصت 79 حالة إصابة مؤكدة بإنفلونزا الخنازير في العالم، بينها 40 إصابة في الولايات المتحدة.

سلم الإنذار

وأوضح فوكودا أن منظمة الصحة العالمية لا تزال "في المرحلة الرابعة من الإنذار" على سلم إنذار من ست درجات تصاعدية.

وقال: "إن احتمال تطور الحالة إلى وباء هي إمكانية في غاية الجدية، لكن ما زال من السابق لأوانه القول إن حدوث ذلك أمر لا مفر منه."

من جانب آخر، أعلن جوزيف دومينيك، كبير الأطباء البيطريين في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن المنظمة سترسل اليوم الأربعاء فريقا من الخبراء إلى المكسيك للمساعدة في احتواء الفيروس.

لحم الخنزير

ففي تصريحات لـ بي بي سي، قال دومينيك إنه يتم حاليا إجراء تحقيقات عدة بشأن انتشار الفيروس، وأن المنظمة تنتظر الحصول على معلومات إضافية حول الوضع، مؤكدا أنه "لا خطر حتى الآن" بشأن الإصابة بالمرض عبر استهلاك لحم الخنزير.



العاصمة المكسيكية بؤرة لانتشار الفيروس
وأضاف قائلا إن الشائعات قد انتشرت حول إصابة أشخاص بالمرض في الشهر الماضي بالقرب من مزارع ضخمة للخنازير في المكسيك، وهذا يتطلب إجراء المنظمة تحقيقا بالأمر.

وكانت منظمة الفاو قد أعلنت مساء الاثنين الماضي أن فيروس إنفلونزا الخنازير ينتقل بين البشر، ولا شيء يدل حتى الآن على أن الفيروس الجديد انتقل مباشرة من الخنازير إلى الإنسان"، مشيرا إلى أن "تحاليل إضافية سيتم إجراؤها" بهذا الشأن.

إصابات في كندا

وفي كندا، أعلنت السلطات الصحية رصد أربع إصابات جديدة بإنفلونزا الخنازير في مقاطعة أونتاريو، ما رفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة هناك إلى 12 إصابة، وكلها غير خطرة حتى الآن.

وقالت سلطات المقاطعة إن نحو عشرين شخصا إضافيا يخضعون لفحوص.

وبينما حذرت الأمم المتحدة من عدم إمكانية حصر انتشار الفيروس وتطوره إلى وباء، سُجلت إصابتان في إسرائيل لدى شخصين عادا لتوِّهما من المكسيك.

ورغم تأكيد كل من الولايات المتحدة وإسبانيا وبريطانيا وإسرائيل ونيوزيلندا عن وقوع إصابات فيها بالفيروس، إلا أنه لم يُبلَّغ حتى الآن عن أية وفيات خارج المكسيك.


شاهد بالفيديو:



أنفلونزا الخنازير - سين وجيم
إجراءات مراقبة

من جهة أُخرى، شرعت دول عدة بإجراء مراقبة صحية للمسافرين في المطارات، وخصوصا للقادمين من المكسيك والولايات المتحدة. ففي مطار شنغهاي، على سبيل المثال، تم فحص المسافرين بمعدات طبية خاصة للتأكد من خلوهم من أعراض الفيروس.

كما سارعت بعض الدول الأُخرى إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها بشأن عدم السفر إلى المكسيك. وإضافة إلى إجراءات المراقبة الصحية في المطارات والموانئ، بدأت حكومات العالم بتوفير مضادات الفيروسات بكميات كبيرة.

حجر صحي

وقررت حكومات مثل الصين وروسيا وضع أي شخص لديه أعراض الفيروس القاتل قيد الحجر الصحي. كما زادت معظم الحكومات إجراءات فحص واردات الخنازير من الأمريكتين، أو فرضت عليها حظرا مؤقتا.

وفي بريطانيا، قررت وزارة الصحة توزيع منشورات وكُتيبات على كل منازل البلاد، تشرح فيها طبيعة الفيروس ومخاطر انتشاره وكيفية الوقاية منه والتعاطي مع حالات الإصابة في حال حدوثها أو انتشار الفيروس على نطاق واسع.

كما أعلنت الوزارة أنها "تبحث بشكل عاجل" قضية زيادة مخزونها من الأقنعة الواقية، وخصوصا للعاملين في القطاع الصحي.