عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-09, 07:25 PM   #1

طارق المقدسي
خطوات واثقة

رقم العضوية : 11504
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 168
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ طارق المقدسي
القدس في الادب العربي والادب العبري


.

القدس في الادب العربي والادب العبري

في مقال للأستاذ / محمود شقير - كاتب فلسطينى مقيم فى القدس-
نشر فى مجلة العربى الكويتية عدد مايو 2009 بعنوان "القدس حضور ناقص فى أدبنا الحديث " اتهم الكاتب الأدب العربي الحديث
بأنه غير منفعل بقضية ومدينة القدس على النحو المطلوب ..
فقد رصد الكاتب اثنتي عشر مجموعة قصصية لكاتبات وكتاب فلسطينيين ظهرت مجموعاتهم القصصية فى العشر سنوات الماضية واشتملت على 258 قصة قصيرة ووجد أن مائة قصة فقط من هذه القصص تتخذ من المدينة مكانا لأحداثها وذكر الكاتب السبب فى هذا النقص البادى بعدم وجود كاتبة أو كاتب مقدسي بين الكتاب الاثنى عشر وربما بسبب عدم التنبيه إلى أهمية الكتابة عن القدس وضرورتها الملحة أو ضعف الحضور العربي الاسلامي للقدس ..

ونرى فى المقابل قوة الدعاية الصهيونية المستندة الى دعاية المنظمات الصهيونية واليهودية فى بلدان كثيرة وبالذات فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تنتشر هناك الدعاية المتأثرة بالتوراة وما فيها من ذكر متواتر للقدس دون أن يعنى ذلك كما بينت الحفريات الأثرية وبعض الدراسات المنبثقة عن هذه الحفريات أن ماورد فى التوراة حول القدس هو حقائق تاريخية ثابتة فقد أصبح من شبه المؤكد أن هذا إنما يندرج في باب الأخيولات الأدبية والأساطير التى لايمكن اعتبارها مادة تاريخية معتمدة ..

ثم يستعرض الكاتب كيف كرًس الأدب العبري قضية مدينة القدس باعتبارها مدينة يهودية ! وتعمد ذكرها فى شكل مبالغ فيه فى الأعمال الأدبية ومثال ذلك مافعله الروائى الاسرائيلى يهوشواع فى قصة له عنوانها " ثلاثة ايام وطفل " جاءت فى 75 صفحة من القطع المتوسط وورد اسم القدس فيها 52 مرة حيث يسهب المؤلف فى وصف المقدسيين الاسرائيليين مثلا :
" فى بعض الأحيان حينما يأتيهم المزاج ينظرون نحو الشمس ..الريح ..السماء الممتدة فوق مدينتهم .." باعتبارها رموزا تتطلب الدراسة ..ويسهب فى وصف أحياء القدس وشوارعها وأشجارها وطقسها " ينبعث هواء بارد من جبال القدس ..يحيط بنا ويداعب خدودنا " وفى موقع آخر من القصة يقول " والآن تهب الريح الصحراوية بثبات على القدس " وفى موقع آخر أيضا يكتب " هذا القمر الأبله يتدلى فوق القدس مثل حجر أصفر " وغير هذا كثير
وينبه الكاتب أن ثمة تكريسا مقصودا لحضور القدس فى الأدب العبري وثمة فى الوقت نفسه محاولات دائبة لطمس الوجود العربي الاسلامى فى المدينة أو تقليصه إلى أبعد الحدود بحيث يبدو هذا الوجود كما لو أنه حدث عابر فى تاريخ المدينة ..
فمن يذهب إلى متحف القلعة الواقع فى منطقة باب الخليل من البلدة القديمة فى القدس يمكنه أن يرى بأم عينيه كيف يجرى تقزيم التاريخ العربي الفلسطيني فى المدينة وتقسيمه إلى حقب منفصلة مجزأة أيوبية ومملوكية وعثمانية وانتدابية وعربية وذلك لغاية فى نفس يعقوب بحيث يبدو تاريخ اليهود فى المدينة كأنه الحقيقة وبحيث يبدو للسائح الأجنبي الزائر لهذا المتحف كما لو أن القدس مدينة يهودية فى الماضى والحاضر ..ويصل الكاتب إلى حد أن يعلن أن الجهد الدعائى الاسرائيلي يتخذ أشكالا متنوعة ويضرب أمثلة على ذلك مثلا حين يفاجئك بعض الناس أثناء السفر إلى أوربا بالسؤال : من أين أنت ؟
فتجيب : من القدس ! وهنا تقع المفارقة عندما يقول السائل على الفور آه إذن أنت يهودي !! هذا الأمر سبق للشاعرة الفلسطينية
فدوى طوقان أن تعرضت له أثناء زيارة لها إلى لندن وقد عبرت عنه فى قصيدة .. وفى النهاية يهيب الكاتب بالأدباء أن يجعلوا قضية القدس فى مكان الصدارة بالنسبة لأدابهم وأن هذا الأمر لا يحتمل التأجيل وبخاصة فى هذه المرحلة الراهنة التى يتذايد فيها الخوف على مقدساتها الاسلامية وبالذات مسجدها الأقصى من خطر التدمير بسبب مايجرى تحته من حفريات وبسبب المحاولات المتكررة للجماعات الصهيونية لاقتحامه ..علاوة على ماتتعرض له من غزو ثقافي لطمس الهوية الثقافية لمواطنى القدس الفلسطينيين أو لتمييع هذه الهوية وتحييدها فى أحسن الأحوال ..
وهذا يتطلب جهودا مثابرة على كل صعيد لحماية القدس من التهويد ومن الغزو الثقافي سواء بسواء
وفى النهاية أسجًل لكم صرخة للكاتب الفلسطيني المقدسي / تحسين يقين فى نفس العدد من المجلة المذكورة :
" القدس تعانى ..كل القدس تعانى وهى تحتاج إلى من يفك أسرها لا أن يمنحها زينة وهى تحت الأسر .. فماذا يفيد المغتصبة حليها ومجوهراتها "
وأخيرا لانملك إلا أن نقول "إن بعد العسر يسرا " .

منقول


التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 20-10-21 الساعة 06:48 PM
طارق المقدسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس