الموضوع: كيد النساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-21, 12:25 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,154
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
كيد النساء


... يحكى أن تاجر قماش من عكا علق على الجدار خلف مكتبهِ لوحة كتبَ فيها
كيد الرجال غلب كيد النساء ...
وحدث أن امرأة دخلت عليه ذات يوم لتشتري بعض حاجاتها ولما قرأت ما علقه التاجر أبدت امتعاضاً شديداً وقالت له :
إن كيد النساء غلب كيد الرجال .
وتشارعا ما شاء الله لهما أن يتشارعا دونما فائدة ثم إن المرأة مضت في سبيلها وعاد التاجر إلى تجارته ...
وطوال الطريق إلى بيتها ظلت المرأة تفكر بطريقة تكسر فيها رأس هذا التاجر العنيد ...
صبيحة اليوم التالي تنگرت بثياب امرأة على مشارف الستين وحملت عگازاً ووضعت نظارةً سميكة العدساتِ حتى بدت من دُنيا العجائز حقاً ...
دخلت على التاجر فلم يعرفها وقالت له بصوت باهت أيها التاجر إن الله ابتلاني بولد نغص علي حياتي فلا يسمع لي نُصحاً ولا يعيرُ لي سمعاً وانه قد عشق امرأة متزوجة وأنا حاولت أن أثنيه عن ذلك دون جدوى ...
تداركت المرأة أنها أفرطت في الشرح وقالت بسرعة :
إن ابني قد وعد محبوبته تلك بقطعة قماش لا مثيل لها في عكا!
قال لها التاجر بسرعة لقد وصلني من يومين ثوب قماش من اسطنبول ليس له في بلاد الشام كلها مثيل ...
... قالت له المرأة هل لي بقصاصة صغيرة منه حتى أعرضها على ابني ليعرضها على محبوبته فوافق التاجر وقام بقص قطعة قماش بحجم الكف وناولها للمرأة ومضت في سبيلها ...
خرجت المرأة من دكانه وسألت عن بيته فدلوها عليه فذهبت وطرقت الباب ففتحت زوجة التاجر فقالت المرأة :
يا بنيتي أنا امرأة من مدينة أخرى وقد أدرگني وقت الصلاة فهلا أذنت لي بأن أصلي في بيتك؟!
رحبت زوجة التاجر بالمرأة أيما ترحيب وجهزت لها الوضوء ومكان الصلاة وتركتها لصلاتها ومضت لبعض شؤون بيتها ...
أخرجت المرأة قطعة القماش ووضعتها على السرير ومضت في حال سبيلها ...
ثم إن التاجر عاد إلى بيته بعد الظهر ليرتاح قليلا فوجد قطعة القماش فلم يراوده أدنى شك بأن زوجته هي محبوبة ابن تلك المرأة
بسرعة نادى على زوجته فحضرت وقال لها اجمعي أغراضك وإلى بيت أهلك فاستحلفته بالله إلا قال لها ما السبب فأبى وقال إذا عدت إلى البيت قبل أن أرسل في طلبك قطعت رأسك وإذا حاولوا إعادتك إلي إياك أن تعودي ...
اغتم التاجر أياماً طويلة وتدهورت تجارته ...
مرت المرأة بدكانه فرقت لحاله وقالت حان وقت إصلاح الأمور ... عادت إلى بيتها ولبست ثياب العجوز ونظارتها وجاءت إلى دكانه فلما رآها قام من على كرسيه كالمجنون يريد أن يضربها فحال بينهما زبون ...
فقالت له :
ما بك؟ ... قال : لعنة الله عليك وعلى ابنك ... قالت له :
كل هذا لأجل قطعة قماش أخذتها منك فماذا ستفعل الآن وقد جئت إليك اطلب قطعة أخرى لأني لما أخذت الأولى منك أدركني وقت الصلاة فطرقت بابا ففتحت امرأة غاية الأخلاق والجمال فأحسنت إلي واعدت وضوئي ومكان صلاتي ولكني نسيت قطعة القماش عندها وتهت عن البيت وأريد منك قطعة أخرى
انفرجت أسارير الرجل وقال :
أحقا ما تقولين؟!
قالت له : ما كان إلا ما أخبرتك به .
قال : إليك الثوب كله بلا مال وخرج مسرعاً ليعيد زوجته ...
صبيحة اليوم التالي دخل على التاجر غلام أعطاه ورقة وانصرف ولما فتحها وجد فيها جملة تقول :
ليس لي ولد ولا هناك حبيبة ولكن كيد النساء غلب كيد الرجال..
من ساعته نزع التاجر اللوحة القديمة وهو إلى اليوم يعلق على الجدار خلف مكتبه لوحة تقول :
كيد النساء غلب كيد الرجال.


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس