عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-04, 11:41 PM   #1

نورالهدى
خطوات واثقة

رقم العضوية : 1694
تاريخ التسجيل : May 2004
عدد المشاركات : 72
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نورالهدى
((..أحسنت بني !!)) ..للنقاش


[ALIGN=CENTER]
... انها رسالة ...
لم تكتبها الأقلام ،، ولم تنسجها الأيام ،، بل هي رسالة خطها دم والد كهل ،، علت صيحاته بمرور الاعوام ،، فها هو قلبه المحطم ،، يشكو وجع الايام ،، وما ألم به من سقام ،،

((.... أي بني ..
أكتب اليك رسالتي هذه بحبر دمي ،، ودموع قلبي ،، أهنئك فيها بحياتك السعيدة ،، ودنياك الرغيدة ،، بين مالك وبنوك _ حفظك المولى واياهم _..

..أي بني ..
أتذكر يوم طفولتك ؟!! وصياحك وضحكك ؟!!أتذكر حين كنت احملك على ظهري وتداعب شعري بأصابعك الصغيرة ؟! أتذكر عندما كنا نلعب ؟َ ونسرح ونتعب ؟! لقد رحلت تلك الايام واصبحتَ رجلاً يا بني !! واصبحتُ عجوزاً كهلاً ،، وهبتك حياتي وشبابي وكل عمري ،، بعت من اجلك الغالي والنفيس ،، بذلت كل ما أملك لتعيش عيشة هانئة ،، وها انت اليوم ترميني رمي الكلاب في هذه الغرفة المظلمة ؟! ألهذه الدرجة أصبحتُ عالةٌ عليك بني ؟!!!!
عذراً ... لقد أخطات في التعبير ،، فاعذر شيبتي بني ،، لم تكن غرفة كغرفة بيتي ، بل كانت زنزانة ،، زنزانة مظلمة كالقبر ،، وكأني دفنت حياً بني!!
نعم ... لقد دفنتُ حياً ،، هذا المكان الموحش ،، والذي يطلقون عليه دار المسنين، أجده سجن المسنين ،، أو بمعنى أصح ،، مقبرة العجزة والمسنين ،، وكانهم يهيئون لنا الاحوال قبل دنو الزوال ..
وحدة ،، ظلام ،، كوابيس ،، أرق ،، وجنون .. أتعلم يا بني ؟! أكاد أجن ،، بل جننت فعلاً .. سأخبرك عن قصتي والغلام ،، في أحد الايام أفقت وانا على غير عادتي ،، كنت عصبياً جداً ،، أخذت أضرب رأسي في الجدار مرات ومرات ،، حاول أحد الغلمان العاملين منعي ،، فضربته حتى أفقدته وعيه !!أظنني كنت أحاول قتل نفسي فمنعني وغضبت ..بالرغم من أن الدماء انبثقت من رأسي كالماء ولكنني لم اتوقف حتى جائني جيش منهم وبدأوا في ضربي حتى هلكت ..وبعد حين،، أفقت وانا مقيد بالسلاسل ،، وسمعت تلك الاصوات (..مجنون .. مجنون..) أصبحت مجنوناً بني ،، وساءت معاملتي ..وها انذا مقيداً في الفراش ، لا أقوى على شيء!!!
..أي بني ..
لقد ضممتك الى صدري عندما احتجتني ،، وقضيت لك حاجاتك عند عجزك ،، وها انت تقابلني بالنكران ،، هجرتني بعد رحيلك عن بيتي ،، وحرمتني منه بعد ذلك ،، ونفيتني الى هذا المكان ،، بلا حول مني ولا قوة ،، ماذا صنعت لك بني حتى تعاملني بهذه القسوة ؟!!
.. أي بني ..
رجائي منك دعائك لي بالرحمة والمغفرة ..

والله على ما اقول وكيل ..
ولا حول ولا قوة الا بالله ...

التوقيع :
الوالد ( يرحمه الله)
.......))

لعلكم فهمتم مغزاي من هذه الرسالة احبتي .. انها قضية الابناء والاباء ..فهي ظاهرة انتشرت كثيرا في دول الخليج والوطن العربي منذ فترة ، أترضى اخي /اختي ان يرميك ابنك في دار للمسنين بعد عجزك وشيبتك ؟!! بالطبع لا .. ترى ما هو موقف هؤلاء الابناء العاقين اتجاه ابائهم وقد نفوهم الى مثل تلك الديار ،، قرأت في معدلات مستشفيات المسنين وهي في زيادة مطردة وخصوصا في دولتي الامارات والكويت ،، والحمد لله لم تصل هذه المستشفيات الى سلطنتنا الحبيبة ، ففي مؤتمر عقد في أحد مستشفيات السلطنة نوقش فيه امكانية وجود مستشفى للعجزة بحجة امكانية توفير خدمات اكثر لكبار السن، وكذلك للتخفيف من زحمة المسنين في المستشفيات العادية ،، ولكن ولله الحمد رفض الاغلبيه في المؤتمر وأعدل عن اتخاذ مثل هذا القرار ..
ومن خلال هذا الموضوع نود ان نناقش هذه القضية ونناقش سلبيات وايجابيات وجود مثل هذه المستشفيات المتخصصة لكبار السن في العالم العربي والاسلامي ...

للجميع ..
والسلام [/ALIGN]


نورالهدى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس