عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-03, 06:14 AM   #2
 
الصورة الرمزية نور العاشقين

نور العاشقين
جيل الرواد

رقم العضوية : 806
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 11,207
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ نور العاشقين

[c]



إن الاحترام هو الركيزة الأساسية للعلاقة المثلى. وينشأ هذا الاحترام عن الإدراك بأن الشخص الآخر إنما هو إنسان له حاجاته، إنسان يستحق أن تلبّي له هذه الحاجات بقدر الإمكان، وبكل الوسائل المتوفرة. وهذا يعني أنه لا يوجد أحد من الشريكين «غالب والآخر مغلوب».

وبكلمة أخرى لا ينبغي أن يفسح المجال لمركبات النقص والعقد الأخرى في العلاقات الزوجية، كما أنه ينبغي على كل شريك أن يصغي إلى كل ما يريد الآخر قوله، وأن يؤمن بأهمية رأي الشريك الآخر.

من الممكن أن يكون الزواج أمراً ساحراً، وهو من النوع الذي يصعب تحقيقه في السنوات الأولى من الزواج. فالتقاليد تقول أن الغزل وشهر العسل هما أكثر أوقات الزواج رومانسية، وأن السحر يتلاشى حالما ينقضي هذا الشهر. ولكنني اعتقد أنه من الممكن أن تكون السنوات الاثنتي عشرة أو العشرين التالية للزواج، أشد سحراً من السنة الأولى.

أما إذا كان أحد الزوجين عجولاً، أو حاول البحث عن ذلك السحر بوسائل لا تحققه، فلابد أن ينتهي الأمر إلى خيبة أمل، ويفشل في تحقيق السحر كلياً.

لا يمكن أن تكون الزيجات مثالية، في السنة الأولى:التي ينبغي تكريسها للتعلّم. ولا نعني هنا الثقافة الجنسية فحسب، بل معرفة أسلوب العيش بشكل حميمي أيضاً.

فالسنوات الأولى من الزواج هي سنوات حاسمة في نمو علاقة حميمة رقيقة.

وتأتي السنوات التالية لتؤكد أو تنفي ما إذا كان الإنسان تطور مع نموه الزمني والعاطفي. فإما أن يكون تخلى أثناءها عن كل ما هو طفولي وصبياني، أو يبدأ الزواج في الانهيار. إنه من غير الضروري أن يتخلى المرء عن أفكاره المثالية الرومانتيكية، حول الحب والزواج، فالأمر الضروري الوحيد هو التخلي عن كل ما هو ليس واقعياً. إذ لا يمكن للناس أن يتوقعوا من الحياة أن تكون رائعة حالما يحصل الفتى على الفتاة، فخلافاً لنهايات المسرحيات وأفلام السينما والتلفزيون تبدأ عند هذا الحد مشاكل الزواج حيث تنتهي الأفلام والأحلام. وهذا من نتائج تعلّم الاحترام المتبادل والتعاون والتفاهم والإدراك، وهكذا، بعد خمس أو عشر سنوات من الجهد يمكن للزواج أن يصبح رومانتيكياً عند شريكين ينموان فكراً وعاطف. وهذا أمر ينطبق على ك مظاهر الحياة المشتركة ومن بينها الجانب الجنسي. فقد يحدث أن تشتد روعة العلاقة الجنسية مع مرور الزمن، من أن تتقلص نتيجة تجاربهما الفاشلة، أو التي يعتقدان بأنها كذلك. فإذا استطاع الرجل والمرأة التغلب على مشكلة توقع الكمال، فإن علاقتهما الجنسية تصبح أشدّ إمتاعاً وأقوى سحراً وأقل مدعاة للمخاوف. بل وقد تصبح أكثر نجاحاً مما كانت عليه.

إن البشر لا يخلقون مزوّدين بالمعرفة اللازمة. وليس لهم أن يتوقعوا نجاحاً مباشراً في كل علاقة. والمعرفة تتطلب الجهاد في سبيلها، وزمناً لنضجها، وهكذا تنمو العلاقة المثلى مع مرور الزمن وهي لذلك لا تقدم على طبق من الفضة.


[/c]


توقيع : نور العاشقين
زهــــــرة الشرق .. قبلتي القديمة والهوى الدائم
وليست بقعة بركت على صدر المدى الجاثم

زهرة الشرق
zahrah.com

نور العاشقين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس