الموضوع: عيناي ..المرآة
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-04-03, 07:26 PM   #1

فدك
|| ريم اللواتي ||

رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فدك
عيناي ..المرآة


نظرت للمرآة وهي تشير لي بطرف عينها إلى كل ما هو حولي..وحولها
الباب الموصد.. السرير المقفر..وصورتي الساكنة على جدران ذهبية الخصلات...حتى الضوء، الذي كان يعكس الأمل على صفحتها، ابتلعه الليل في أمعائه بهدوء...
كلّ شيء بارد .. يرقد بسلام... بأمان
بمكانة..سوانا..
تنظر لي.. أخشى دوما عينيها..
تسألني عني..وأنا أجهل ذاتي..بنفسي
أغرق في المجهول.. ولا أخاف منه أو أتذمّر..فمثلي ما عاش ليرى النور!
ولم يولد ليستنشق الحياة..
نسيت مع الوقت كل متطلباتي وتجاهلتها..
لم اعد أشعر بنفسي إلا وهي تحسب الخطوات في النفق الطويل المؤدي إلى شيء ما يسمى المجد..
أو ربما لفظة أخرى..يقال عنها الشهرة، فغرقت فيها..
حتى في وهدة الألم..كنت أتهرّب من البكاء أمامها فأتذكّر..وتسحقني حقيقة وجودي في حجرة مظلمة..
فقط لأنها ترافقني بها..
خشيت دوما أن أواجهها والنور يشعّ في سنا فضاء الكون..
وكان ذاك التحدي يتلاشى..ليتحوّل إلى انتصار حالما تحلّ العتمة..موارية أيّ أمل تشرق أمامه الحقيقة ! حقيقة لطالما فنّدتها بأعماقي.. بعدما اقتنعت أو أقنعت نفسي بأن بصيص النور منبعه من الأعماق..من دواخلنا حيث تشعّ الإنسانيّة صدقا..لتتجمّع تلك النقاط النورانية الصغيرة..متآلفة في شمس واحدة.. وفي قمر دوما ينير..حتى في ديجور ليل حالك..لأنه هاهنا بالداخل.. يرتع في البال!
طرق خفيف على الباب..أيقظني من هاجس أصبح دواما يوميا ..
قمت أفتح الأنوار فغيري يحتاجونها!
لقد حفظت معالم هذه الحجرة العتيقة التي رفضتُ تبديل أثاثها أو شكلها أو حتى
تغيير مكان قطعة فيها..فكيف أسمح..وكل ذلك أصبح محفورا بداخلي..
خط سير يلاحقني وألاحقه كل يوم..
تعثرت..آه..ماذا بي..منذ أمد بعيد لم أسقط..ما هذا..ما الذي يحدث..
تعثرت بشيء لم أعتد عليه..وحتى ملمسه غريب عن انتمائي لهذا المكان..
سمعتها تصرخ..بدرية..
بدرية..ماذا حدث؟
أجبتها.. نعم أماه ...لا عليك أنا بخير..ولم أكن اعلم هل فعلا أنا بخير!!
فمثلي لا يتحملون شعور اقتحام الغرباء لمملكتهم الأثيرة..
سألتني ماذا حدث..
وكنت قد وصلت للباب..فـ فتحته..
تلمستني بخوف..شعرت بعينيها تتفحصاني وإن كنت لست أعلم أين تركزتا
بدرية..بالله عليك هل أنت بخير..
- نعم آماه أنا بخير..ولكن هناك شيء جديد أُضيف على خارطة حجرتي..فتعثرت..ليتني أعرف ماهو؟
لم تتحدث ولكني شعرت بخطواتها وهي تهجم على تلك الحجرة المُقبِرة..
كل شيء ساكن..حتى باغتني صراخها..على مسافة ليست بقريبة مني..
ولكني كنت أسمعها..وهي تعنف الخادمة..
ألم أخبرك أن لا تحركي شيئا ما في حجرة الآنسة بدرية..فهي لا تبصر..
أم أنك تتعمدين أذيتها.و.و.و.و. تعالى صراخها على الخادمة..
وابتسمتُ.. ما ذنبها تلك المسكينة الأجنبية وهي لا تفقه من العربية غير القليل
فكيف أن تفهم معنى كلمة ( كفيفة..!!!!!)
أغلقت الباب بهدوء.. مواء الحقيقة مزعج..ولكنها لم تعد تشعرني بالنقص أو العجز..
توجهت لعين المرآة..أسألها..أن لا تخدعني مجددا فأسقط..أغلقت النور فما فائدته..وشرعت مجددا في أحلام..قطعَتْها لوهلة..أنوار الحقيقة..!!!


ابريل 2003


توقيع : فدك
زهرة الشرق
zahrah.com

فدك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس