الموضوع: لو لا أمريكا
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-03, 02:18 PM   #1

سيدة السلام
عضوية جديدة

رقم العضوية : 804
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 25
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ سيدة السلام
واثق لو لا أمريكا


لو أن أمريكا ليست موجودة على الخارطة...إذا يا لبؤس العالم-ماذا كان سيفعل من دون أمريكا؟؟
من كان سيقيم وليمة ذبح الهنود الحمر-البشع في التاريخ في أول لحظات عمر أمريكا؟... ومن كان سيستخدم
القنابل الذرية الماحقة على هيروشيما وناغازاكي، رغم نهاية الحرب العالمية الثانية، فيبيد مئات الآلاف من المدنيين ويحرق نواة الحياة ونسعها في كل شئ،ويبقى آثار حرائقه في الأجيال إلى الآن؟..
بلا أمريكا ((الجميلة))سيفقد العالم أول مكتشفي الحرب الجرثومية على مر التاريخ فقد زرع الأمريكيون الأوائل جرثومة الجدري في بريطانيا أهدوها لشعوب ((العالم الجديد)) المسالمة.
وبلا أمريكا كان العالم (سيخسر) ذاكرة أبشع حروب القرن الماضي وأكثرها دموية ضد البشرية، بدءا من فلسطين و العراق وانتهاء في فلسطين.. و في خلفية المشهد امتداد طويل لا يبدأ فقط في رياح الموت الأمريكية في أمريكا اللاتينية، ولا في قوافل الرقيق الإفريقية وزراعة تاريخ الرعب في القارة السوداء ولا ينتهي في حرب المقابر الجماعية في كوريا في الخمسينيات،أو حرب فيتنام و أفران النابالم حيث أحرق جيش أمريكا آلاف القرى بساكنيها، بينما جنوده يصفقون لوحش النيران وهم يلتهم الأجساد القروية، ويلتقطون الصور التذكارية لسلاح أمريكا وهو يصنع تاريخ الدم والجريمة...
طوفان الدم منذ قرن في فلسطين،والسطو على انتمائها وتاريخها،القتل اليومي للبشر والزرع والبيوت،. إسرائيل المسلحة حتى الأسنان بالسلاح والفيتو، مذبحة أطفال العراق حرائق الأفواه الجائعة في أفغانستان.. قانا وصبرا وشاتيلا وبحر البقر وجنين وغزة وكل الأسماء المشابهة من كان سيهرق دمها لو أن أمريكا ليست على الخارطة.
ذلك الحب الأمريكي القاتل ذكرنا به وزير الخارجية الأمريكي كولن باول وهو يطرح برنامجا أمريكيا لما أسماه(تعزيز الديمقراطية ودور المجتمع المدني في الشرق الأوسط) في خطابه الذي ألقاه أمام مركز (هيرتيدج فاونديشن)
بدا باول وكأنه يخاطب مجتمعات في العصر الحجري.. شعوب بدائية يحاول تهدئة خوفها من الظل الأمريكي أو من المتحضر الأمريكي القادم لينقلها إلى عصور التمدن.
وبدا أيضا مثل قيصر رومي يطرح شروط الاستسلام الثقافية التاريخية بعد هزيمة ماحقة في ميدان المعركة.
وبدت أمريكا ووصفتها (الحضارية)للمستقبل العربي،في صورة المخلص القادم من معجزة
تحدث باول في برنامج إدارته عن (حاجة) المجتمعات العربية والإسلامية إلى الإصلاح الديمقراطي والتعليم الليبرالي وعلاقات المجتمع المدني .. طرح ذلك باستعلاء وأبوية تنطوي على قدر واسع من العنصرية(التي بلا شك كان أجداده من السود ضحيتها في أمريكا)..وتحث إلى ذلك عن( السلام) و(الحياة الأفضل)وما أسماه (بالعنف)و(الإرهاب).
وربما كان الحديث عن الديمقراطية يمكن احتماله لو أن أمريكا نفسها مثال ديمقراطية حقيقي،هناك حيث بات العرب المسلمون متهمين بدينهم وجنسيتهم وملاحقين ومعتقلين ومجرمين،وحيث العنصرية مكون أساسي من مكونات صناعة القرار السياسي الأمريكي تجاه المنطقة العربية والإسلامية.
أما التعليم الليبرالي الذي يدعو الذي يدعو إليه برنامج واشنطن الأخير فهدفه الأول الدين الإسلامي الحنيف وما يشرعه من الأخلاق الإسلامية العظيمة دون اجتزاء في البنية التربوية المتكاملة فلا يتحقق الأول إلا في ظلال الثاني... ولعل هذا المفهوم هو أكثر أشباح المخاوف التي تحوم فوق حسابات أمريكا و هي تتقدم اليوم في حرب عسكرية وسياسية وفكرية على العالم العربي والإسلامي.
لقد كان آخر ما رشح من سعي الولايات المتحدة في هذا السياق الدراسة الأمريكية التي نشرت ملخصها صحيفة (الأسبوع)المصرية والتي تضع جدولا زمنيا لتغير مناهج التربية الدينية الإسلامية في دول المنطقة،وتدعو كذلك إلى ترسيخ النمط الاستهلاكي الأمريكي وجعله سمة ثقافية عامة في مختلف مناحي الحياة لدى الشعوب العربية والإسلامية.
ومع كل ما حشده باول حول حقيقة أبعاد البرنامج الأمريكي..لكن الرسالة مع ذلك وصلت،وكان بوسع الوزير أن يوفر على نفسه عناء الاحتفاء خلف العبارات البراقة،.. فيقول:على العرب والمسلمين أن يمسحوا انتماءهم الثقافي والعقيدي كي يقبلوا ب(إسرائيل)ويبايعوا ظلال الحاكم الأمريكي على المنطقة.. مطمئنين إلى وجود أمريكا على الخارطة.



توقيع : سيدة السلام
يا خير امة اخرجت للناس

سيدة السلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس