أعلم يا من طرحت وفرحت
وأسأل الله لك الهداية
ردّ أهل السنّة والجماعه على ما يردده الرافضه ليل نهار وما يعتقدون أنّه حجّتهم البالغه في إثبات إمامة الخليفه الراشد على بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه...
من كنت مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار .
( فهذا ولي من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، اللهم عاد من عاداه " .
وفي رواية " من كنت مولاه فعلي مولاه "
وفي رواية " هو ولي كل مؤمن بعدي " ..... الخ
اولا :بين حادثة غدير خم ووفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – تقريبا سبعون يوما فقط ، وبإجماع الشيعة لأنهم يقولون إن حادثة الغدير حصلت في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة في طريق عودة النبي من حجة الوداع ، واتفاق الكل أن وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – حصلت في الثامن والعشرين من صفر للسنة الحادية عشر للهجرة فتكون المدة بين الغدير ووفاته – صلى الله عليه وسلم – سبعون يوما ، فهل يعقل أن ينسى الصحابة في هذه المدة الوجيزة الاستدلال بهذا الحديث وأن يهملوه ، كيف أمكن لمائة ألف من الصحابة كما يعتقد الشيعة بعد سبعين يوما من هذه الحادثة أن ينسى جميع المبايعين قاطبة هذه البيعة ويتجاهلونها ويجحدونها ، إنه لن يحدث في تاريخ الدنيا شيء شبيه بهذا أبداً ! فكيف يحدث لخير أمة أخرجت للناس .
قال الشهرستاني : " ومن المحال من حيث العادة أن يسمح الجم الغفير كلاماً من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم لا ينقلونه في مظنة الحاجة وعصيان الأمة بمخالفته والدواعي بالضرورة تتوفر على النقل خصوصاً وهم في نأنأة الإسلام وطراوة الدين وصفوة القلوب وخلوص العقايد عن الضغاين والأحقاد والتآلف المذكور في الكتاب العزيز { وألف بين قلوبهم } (9) { فأصبحتم بنعمته إخوانا }
وإذا كانت الدواعي على النقل موجودة والصوارف مفقودة ولم ينقل ، دل على أنه لم يكن في الباب نص
أصلاً
ثانيا : دلالة كلمة المولى لا تخدم الشيعة الإمامية الاثني عشرية في موضوع الإمامة ، قال ابن الأثير :" المولى يقع على الرب والمالك والمنعم والناصر والمحب والحليف والعبد والمعتق وابن العم والصهر "
ولو أراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يبين للناس أن الخليفة من بعده هو علي ، لما استخدم كلمة تحتمل كل هذه المعاني فكان من الأولى أن يقول :" الخليفة هو علي " .
ثالثا: : المقصود " من كنت مولاه فعلي مولاه " المحبة والمولاة ، والوصية بآل البيت خيراً وتبيين قدر ومنزلة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ، وليس في منطوق الحديث ولا مفهومه النص على اختيار علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - .
رابعا : : لو كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد الأولى لما قال مولى ، ولكن يقول أولى ، ولو افترضنا أيضا أن المقصود بمولى هو " الأولى " فليس المقصود منها الولاية والحكم والتصرف في أمور المسلمين ، فقد قال سبحانه { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين }
فهل أتباع إبراهيم كانوا هم الرؤساء على إبراهيم ، أم هل أتباع إبراهيم كانوا جميعهم أئمة .
خامسا: نصت كتب الشيعة الإمامية الاثني عشرية أقوالاً لبعض علمائهم ينفون فيها أن يكون المراد بحديث الغدير النص على إمامة علي من بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال النوري الطبرسي :" لم يصرح النبي لعلي بالخلافة بعده بلا فصل في يوم الغدير وأشار إليها بكلام مجمل مشترك بين معان يحتاج في تعيين ما هو المقصود منها إلى قرائن
سادسا: ( أما رواية وهو وليكم من بعدي ) التي حسنها الألباني – رحمه الله – فقد ضعفها الجهابذة من علماء الحديث ، وفي جاءت من طريقين وفي الإسناد كلا من " جعفر بن سليمان " و " أجلح الكندي " ، فأما أجلح الكندي فقد قال فيه الإمام أحمد :" قد روى الأجلح غير حديث منكر " وقال أبو حاتم " ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به " وقال النسائي :" ضعيف ليس بذاك جدا " وقال ابن حبان :" كان لا يدري ما يقول
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" وكذلك قوله " هو ولي كل مؤمن بعدي " كذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل هو في حياته وبعد مماته ولي كل مؤمن وكل مؤمنة وليه في المحيا والممات ، فالولاية التي ضد العداوة لا تختص بزمان ، وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي والوالي قدم الوالي في قول الأكثر وقيل يقدم الولي وقول القائل " علي ولي كل مؤمن بعدي " كلام يمتنع نسبته إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج أن يقول بعدي وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال كل مؤمن "
وقال المباركفوري :" والظاهر أن زيادة ( بعدي ) في هذا الحديث من وهم هذين الشيعيين جعفر بن سليمان والأجلح ويؤيده أن الإمام أحمد روى في مسنده هذا الحديث من عدة طرق ليست في واحدة منها هذه الزيادة "
سابعا: على افتراض صحة رواية " من بعدي " فهي تخالف التفاسير الشيعية التي ذكرت أن قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } الإمامة لعلي رضي الله عنه في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكيف تصح زيادة ( من بعدي )
ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجمعنا مع نبيه الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- وصحابته أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة الكرام –رضي الله عنهم أجمعين- في الفردوس الأعلى من الجنة.