عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-13, 02:04 AM   #1
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 795
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
مشاركة فرق الموت الأمريكية في العراق صائب خليل


فرق الموت الأمريكية في العراق صائب خليل

--------------------------------------------------------------------------------


فرق الموت الأمريكية في العراق





الجمعة 22 فبراير / شباط 2013

صائب خليل


مقدمة : حقائق صعبة الهظم
لابد من الإشارة أولاً إلى أن الكتابة في موضوع قيادة أميركا لكل من الإرهاب والفساد في العراق ، وتخطيطها لتدمير البلاد عن طريقهما ، تسبب لصاحبها شعوراً قويا بالإحباط، ليس لقلة المعلومات المتوفرة على ذلك ، بل بالعكس لكثرتها وابتذالها ، لكنه السؤال الملح عن الجدوى من تلك الكتابة . فالحقائق التي انكشفت تبين ان الفساد في العراق قد تعدى كثيراً دوافع الطمع واللصوصية لدى البشر، ووصل إلى مرحلة التخريب المتعمد الهادف إلى أن تصرف الميزانية البالغة مئة ونيف من مليارات الدولارات كل عام بأية طريقة : فساد ، رواتب باذخة ، منح سخية ، خطط لأبنية فارهة ، مؤتمرات، أسلحة ، قوة عسكرية هائلة العدد ، بطالة مقنعة ، ديون بأرباح ، وحتى مساعدات لدول أكثر ثراءاَ ، أي شيء ، بشرط أن لا يستعمل أي جزء منها في أمر يتعلق ببناء البلاد أو مستقبل الإنسان فيها !
من الناحية الثانية فإن العنف والإرهاب في البلد ، يتعدى بمراحل الدوافع الطائفية البسيطة التي كانت موجودة قبل الإحتلال ، وحتى الموجودة بشكل أكيد اليوم بعد " خروجه " . العنف الإجرامي واللفظي المحفز للطائفية تعدى حدود أي رد فعل غاضب يمكن فهمه .
فالمشكلة في قضيتي الإرهاب والفساد في العراق وعلاقتهما بالإحتلال الأمريكي المستمر، لم تعد في إيصال المعلومات وتحليلها ، وإنما في اليأس الشعبي الناتج عن عدم اتخاذ أي إجراء بشأنها من قبل الحكومة والمسؤولين والبرلمانيين ، وعدم التصرف على أساسها حتى لو أقتنع المسؤولون بها . فيبدو أن هذا الإرهاب والفساد يمتلك قوة رادعة ويبدو مسيطراً على جميع مفاصل الدولة الأساسية بما لا فكاك منه . ويزداد الإقتناع أن التجمعات السياسية المتواجدة على العراق هي بحد ذاتها جزء أساسي من ذلك الفساد ، إلا قلة تتناقص عدداً وقوة كل يوم بفضل الإبعاد والقتل واليأس . فكلما كشفنا حقيقة جديدة وعرضناها أمام الناس نكتشف أن مدى قوة وتغلغل الفساد والإرهاب في مفاصل الدولة ، هو أعمق مما كنا نتخيله . وبالتالي فأن كل حقيقة تكشف لا تزيدنا في النتيجة ككتاب وقراء إلا إحباطاً ويأساً ، وبالتالي تدعونا إلى قبول الأمر الواقع والإستسلام له ، وهذه حقيقة معروفة في علم النفس وقد كتبنا عنها .

رغم ذلك لا مفر لنا من أن نكتب، فإن كان هناك بصيص أمل للعراق في حركة القلة من الشرفاء الباقية بين متقلدي الأمور فيه ، وفي بقية أمل يدفع بعض شعبه للإستمرار في الإصرار على أن يحيا ، وأن يعود العراق بلداً بالرغم من كل شيء ، فإن من واجبنا دعم تلك الندرة حتى تنتصر أو تلفظ آخر نفس لها . نكتب لعل صور الذاكرة العراقية تحفز بعضاً آخر للإنظمام إلى هذه القلة التي قررت أن تواجه الحقائق المخيفة حتى النهاية ، أو لعل الرعب من المصير المخيف الذي يراد لهم ، يوقظ المزيد من اليائسين ليحاولوا . مادام هناك إرهاب ، فأن هذا يعني ان المعركة لم تنته ، وأن هناك من يقاوم ويرفض الإستسلام ، ومادام هناك من يقاوم فسوف نستمر في دعمه بالكتابة على الأقل .

موجز للصورة العامة :

وزعت الإدارة الأمريكية – الإسرائيلية للإحتلال مهمة إثارة الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة في العراق بين جناحين ، يتكون الأول بشكل عام من مجنديها من السنة ، واسمته " القاعدة " مستفيدة من شهرة الإسم العالمية والذي يسهل تصديق الروايات عنه ، والثاني يتكون من مجنديها من الطرفين والذين وضعتهم في أجهزة الأمن الحكومية والجيش ، وقسمت المهمات بينهما ، الأول ليرهب الشيعة ، والثاني للسنة . التفسيم المذكور ليس سوى تقسيم نسبي ، فقد قتلت القاعدة الكثير من السنة ، وقتلت فرق الموت التي اخترقت جهاز أمن الدولة الكثير من الشيعة أيضاً . لكن ما يشجع على طرح هذا التقسيم الذي سيكون تفصيله موضوع المقالة القادمة ، هو أنه صحيح في خطوطه العامة ، وهو الشكل الأكثر كفاءة في إثارة الطائفية ، وبالتالي تقسيم العراق الذي نعتقد أن مشروع الصهيوني بايدن مازال الهدف الأمريكي للبلاد ، كما لسوريا وغيرها .

مصادر عمل الإرهاب الأمريكي الإسرائيلي وأدواته :

لقد بينا في المقالة السابقة كيف قامت السي آي أي بالكثير من التجارب التي تهدف إلى السيطرة على الإنسان وغسل دماغه وكذلك تجارب على الحيوانات وتسييرها بالرموت كونترول ، وربطنا ذلك بظاهرة الإنتحاريين غير المفهومة ، وأشرنا إلى فضيحة الإرهابيين البريطانيين في البصرة عام 2005 . لقد احتاجت السي آي أي إلى الكثير من النماذج البشرية للتجارب ، وكثرما استعملت الأمريكان أنفسهم بدون علمهم عندما لا تجد متطوعين مناسبين . ولكن بعد حرب العراق ، حصلت السي آي أي والموساد على ثروة لا تنضب لإجراء تجاربها ، وكذلك لتجهيز " الإنتحاريين " ( الذين هم في الحقيقة ليسوا سوى ضحايا ملغومة بدون وعيها أو حتى بدون علمها ) . فالفوضى الملازمة للحرب ، اعطت أميركا حريتها المطلقة في الإعتقال لفترات غير محدودة ، وبأعداد كبيرة جداً تتيح لها انتخاب العناصر المناسبة وإجراء التجارب عليها وتليينها وتدريبها والتضحية بها دون قلق كبير.
كانت عناصر " المقاومة " من أهم تلك المصادر، فقد اعتقل الكثير من المقاومين السنة ، كما اعتقل عدد كبير جداً من عناصر جيش المهدي . وهناك اعداد هائلة من الأمن الصدامي التي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه ، يسهل فيه ابتزازها، فتمتلك سلطة الإحتلال الكثير من الوثائق التي يمكن أن تؤدي بالمبتز إلى المشنقة إن لم يتعاون ، إضافة إلى استعداد البعض منها للعمل لأي كان بانعدام للضمير .

وهناك ايضاُ العرب السنة من غير العراقيين، والذين تم خداعهم بأنهم ذاهبون لقتال الإحتلال، كما تبين العديد من القصص. ويمكننا أن نفهم من خلال هذا لماذا تقوم الجزيرة التابعة لحكومة "صديقة" لأميركا وإسرائيل بتهييج العرب ضد الحكومة العراقية وتحثهم على الجهاد ضدها، بشكل غير مباشر.

ولقد أتاحت سيطرة الأمريكان على السجون أن يعيدوا إطلاق سراح عملائهم الذين يلقى القبض عليهم ، وهناك قصص كثيرة عن ذلك يرويها افراد الشرطة والجيش ، وخاصة في سنوات الإرهاب الأولى ابتداءاً من عام 2005 ، وكذلك السماح لهم بـ " الهرب " من السجون ، سواء بعمليات بسيطة أو تم التستر عليها أو من خلال عمليات اقتحام عسكرية شديدة الإتقان من قبل عناصر مجهولة ، يطلق عليها دائماً إسم القاعدة . لقد كانت أكثر عمليات إطلاق سراح المجرمين تتم بهدوء ، ففي البداية كان العراقيون يسلمون الأمريكان أي مجرم أو إرهابي يلقى القبض عليه ، وبدون أي تسجيل أو وثيقة تسليم. ثم حين تغير الحال ، وثقت بعض حالات الهرب الغريبة من السجون الأمريكية .
فمثلاً ، حين سلمت القوات الأمريكية معتقل كروبر قرب مطار بغداد للجهات العراقية ، احتفظت بجزء منه تحت إدارتها يحتوي على 200 ممن تعتبرهم " يشكلون خطراً " ، بادعاء الحرص عليهم . ورغم ذلك يتمكن أربعة منهم تابعين لـ " القاعدة " من " الهرب " من القسم الأمريكي ! وقد رفض الأمريكان التعليق على الموضوع ...(1)
وعدا الهرب من السجن ، اتاحت القوات الأمريكية مرات عديدة الفرص للإرهابيين للإفلات من القوات العراقية التي كانت تحاصرها أو تطاردها ، وهناك الكثير من القصص أيضاً عن ذلك . وهاهي نيويورك تايمز تحاول أن تجد تفسيراً لتمكن الكثير من مسلحي القاعدة من " الإفلات " من القوات الأمريكية في ديالى رغم السرية والتعتيم على المعلومات التي تحيط بهجماتها هناك ، حتى عن الوحدات العسكرية العراقية الحليفة . (2)
ولقد كان السجن الأمريكي ، " ملاذاً آمناً " يمكن فيه تجنيد الإرهابين وتدريب القتلة والجلادين على مهماتهم القذرة الجديدة . ففي البداية يبدو أن الأمريكان والبريطانيين كانوا يعانون نقصاً من الأيادي المجرمة العراقية فكانوا يقومون بأنفسهم ببعض تلك الأعمال .
ولعل خير ما عرض عن الحقيقة المرعبة عن استخدام السجون الأمريكية لتفريخ الإرهاب ، حلقة من برنامج " صناعة الموت " : مَن يحكم السجون الأمريكية في العراق ؟ على قناة العربية(3) والتي عرضت في 14-3-2008 ، حيث روى ضيف الحلقة ، عماد منهل سلطان الجبوري قصته المروعة . وعماد ليس شبحاً إعلامياً وإنما شخصية معرفة ، فهو من كركوك من مواليد عام 1972، تخرج في كلية القانون عام 2005 ، ولديه طفلتين وكان لاعباً في كرة القدم ضمن الفرق المحلية وكان عضواً في رابطة الصحفيين وعضواً في نقابة المحامين . يوم 30/8/2007 قامت القوات الأميركية بمداهمة بيته واعتقاله بتهم مختلقة مختلفة حسب قوله . وقد قضى أكثر من مئة يوم في سجون ومعتقلات القوات الأميركية . ويحكي عماد في الحلقة (أنظر الرابط) كيف تعرض لاعتداء وحشي داخل سجن بوكا الأمريكي في جنوب العراق ، من قبل ملثمين يأتمرون بأوامر أحد النزلاء ، فقلعوا عينيه ، وقطعوا جزءاً من لسانه ، وحطموا ذراعيه وساقيه . قال عنهم أنهم مدربون جيداً لمثل هذه الأعمال ، ووصف اعتداءاً مماثلاً على سجين آخر تسبب في مقتله ، ولا شك أنه كان أحد الذين ألقي بهم في أحد مجمعات القمامة .

تشكيل فرق الموت في العراق

كتب البروفيسور مايكل شوسودوفسكي(4) تحليلاً حول مجموعة من الحقائق الخطيرة الأهمية ، تساعدنا على رؤية ما يحدث حولنا . يقول شوسودوفسكي :
" لقد صممت عمليات تشكيل وتدريب كتائب الإرهاب في كل من العراق وسورية على غرار " الخيار السلفادوري ” ، وهو " نموذج إرهابي” لعمليات قتل جماعية تنفذها فرق للموت كانت ترعاها الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى . وقد طبقت بداية في السلفادور، في أوج المقاومة ضد الديكتاتورية العسكرية هناك ، وأسفرت عن مقتل ما يقارب 75,000 شخصاً
بدء تأسيس فرق الموت في العراق خلال الأعوام 2004 – 2005 بمبادرة قادها السفير الأمريكي جون نيغروبونتي ، والذي كان سفيراً للولايات المتحدة في هندوراس ما بين 1981 – 1985. لعب نيكروبونتي قبل استلام مهامه كسفير في العراق دوراً رئيساً في دعم وتوجيه عصابات الكونترا النيكاراغوية المقيمة في هندوراس ، وكذلك الإشراف على فرق الموت الهندوراسية .
وفي كانون الأول 2005 ، أعلن البنتاغون بأنه يدرس :" تشكيل قوات ضاربة من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة التمرد في نقلة نوعية تحاكي جهود مكافحة المتمردين اليساريين في أمريكا الوسطى قبل عشرين عاماً "
وفيما كان الهدف المعلن للـ” الخيار السلفادوري في العراق ” هو " القضاء على التمرد ” ، فإن كتائب الإرهاب المدعومة أمريكياً انخرطت في أعمال قتل روتينية للمدنيين بهدف إثارة العنف الطائفي . وبدورهما، فإن جهازي الاستخبارات الأمريكية CIA ، والبريطانية MI6 كانا يراقبان عن كثب وحدات " تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين المنخرطة في الاغتيالات المستهدفة للشيعة ".

إنها حقائق موثق أغلبها بشكل لا مجال في مناقشته ، رغم أنها حقائق مؤرقة و" عسرة الهظم " . فهل نسترشد بهذه الحقائق إذن لفهم قصة العنف في بلادنا ، أم يتوجب علينا إهمالها والبحث عن أسباب " أريح " في بطون كتب التاريخ ؟ الأمر متروك لكم .
المقالة القادمة ستكون عن توزيع الإرهاب بين الشيعة والسنة

[COLOR="Red"](1) http://www.raya.com/news/pages/56a6d...0-6b2cc4b6f9ba
(2) http://www.alnajafnews.net/najafnews...ews&id=44606(3) http://www.alarabiya.net/programs/20...6/47014.html(4) http://cdn1.aljaml.com/node/91940
(5) http://en.wikipedia.org/wiki/Robert_Stephen_Ford(6) For Iraq, "The Salvador Option" Becomes Reality by Max Fuller
http://globalresearch.ca/articles/FUL506A.html[/COLOR
]


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس