عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-12, 01:31 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة الفلك في العراق القديم / تقديم حسين الحمداني


[grade="0000FF 8B0000 A0522D 008000"]

الفلك في العراق القديم



اما الفلك والذي سمي عند العرب (علم النجوم او علم الهيئة ) فقد ارتبط بشكل مباشر بعلم الرياضيات وذلك تبعا للعلاقة الوثيقة بينهما وخاصة في العصور المتأخرة من تلك الحقبة التاريخية ،وبعد حل رموز بعض النصوص المسمارية الخاصة بعلم الفلك وجد العلماء تكرار اسماء نفس الباحثين على النصوص الرياضية والفلكية .

ان اسس هذا العلم ومبادئه يمكن ان تعود الى عصور ماقبل التاريخ لما جاء في قصة الخليقة البابلية والذي يذكر فيها اسماء بعض الكواكب والنجوم والسماء والارض مثال على ذلك ( صنع مردوخ منازل للالهة ،خلق الابراج وثبتها في اماكنها، حدد الأزمنة ، جعل السنة فصولا.....).

لقد ازدهرت الدراسات الفلكية في نفس الحقبة التي ازدهر فيها علم الرياضيات حيث تعد فترة العصر البابلي القديم والفترة السلوقية من اهم فترات الازدهار الاساسية له .
حاول بعض الباحثين صبغ العلوم الفلكية العراقية القديمة بالتنجيم لكن الابحاث الحديثة أكدت على ان التنجيم ربما يكون من النتائج الثانوية لعلم الفلك والذي نشأ أساسا لتنظيم الوقت و التقويم ،وما ساعدهم على توسيع الدراسات الفلكية وتطورها وصولا الى مرحلة عملية هي اعتمادهم على الرياضيات في ارصادهم .
قسم الباحثون النصوص الفلكية الى نوعين :

الاول : يشمل مسائل فلكية .الثاني : عبارة عن جداول وازياج فلكية .
فيما يلي نبذة عن اهم النصوص الفلكية :
•نصوص التنجيم لأغراض الفأل: وبعضها يعود الى الفترة الاكدية ولكن اكثرها جاء من العهد الكشي .
•التنجيم للنبؤات : ويعتمد العارف به على الارصاد الفلكية والجداول الرياضية ذات الاغراض الفلكية ومن خلالها يتنبأ العراف بالمستقبل القريب للملك او البلاد وما يخص الحصاد او الفيضان او الغزو ، مثال ( اذا حلت الشمس موقع القمر فأن ملك البلاد يثبت على العرش).

•ارصاد كوكب الزهرة وبعض الكواكب الاخرى: واقدم ما وصل الينا من العصر البابلي القديم فترة الملك امي-صدوقا حيث زودنا البابليون بسلسلة من الارصاد لكوكب الزهرة عند ظهورها وقت غروب الشمس وشروقها وطول مدة اختفائها وتمكن البابليين بواسطة تلك الارصاد من معرفة دورة ظهور كوكب الزهرة خمس مرات في نفس المواضع من السماء كل ثماني سنوات .

•النصوص الاسطرلابية : وهي عبارة عن خوارط فلكية وتتضمن كل خارطة منها ثلاث دوائر متداخلة ومقسمة الى ستة وثلاثين قسماً وكل من هذه الاقسام يحتوي على ارقام يرتبط الواحد منها بالاخر من الناحية الحسابية .

•النصوص الخاصة بطرق الكواكب : ومضمونها ان يثبت ثلاثة طرق لكل كوكب او جرم سماوي وهي وصف مقتضب للاجرام ويقول عنها بعض الباحثين انها خرافات وتسمى السلسلة التي تظم هذه الطرق mul apin .
•نصوص لرصد الخسوف والكسوف : وهذه الارصاد عبارة عن تقاويم فلكية مثلا ( اذا خسف القمر في اليوم الرابع عشر من شهر تموز فهو نذير للملك الكوتي :سوف يسقط الكوتيون بالمعركة وتتحرر البلاد ).
•النصوص الخاصة بكبس السنوات : على الرغم من وجود بعض الحالات التي كبس البابليون بعض سنواتهم فيها الا ان الاستاذ نويكيور يعتقد بأن كبس السنة لم يتم بشكل منتظم الابعد سنة(500 ق.م) ،الا ان الاستاذ سارتون يؤكد ان ذلك كان معروفا منذ سلالة اور الثالثة وفترة حكم حمورابي ودليله وجود الشهر الثالث عشر في رسائل حمورابي فالسنة البابلية سنة قمرية اي عدد ايامها يساوي ثلاث مائة واربعة وخمسين يوما أي انها تختلف عن السنة الشمسية والتي تساوي عدد ايامها ثلاث مائة واربعة وستين يوما وربع .

عمل العراقيون القدماء على رصد الظواهر الطبيعية وكانت اطول الارصاد في الحضارات القديمة كما استخدموا علم الرياضيات في حساب دورات الارصاد ومعرفتهم بأن الشمس هي مركز الكون والاجرام السماوية الاخرى كما ادركوا ان القمر يؤثر في عملية المد والجزر وحسب ما يعتقد العلماء ان البابليين هم اول من اوجد النظرية الكوكبية او القمرية ومن الراجح ان العراقيين هم اول من قسم السنة الى فصول وكانوا على علم بالاعتدال الربيعي ووقت حدوثه في نيسان مثال لها ( في اليوم السادس من شهر نيسان يتساوى النهار والليل ،ست ساعات نهارا وست ساعات ليلا ) ، ومما يعزى لهم ايضا معرفة الابراج الاثني عشرة واطلقوا عليها اسماء ادمية وحيوانية او خرافية وقسموا كل برج الى ثلاثين درجة لتطابق ايام الشهر .

وقد عرفوا قياس المسافة الواقعة بين النجوم الثابتة قبل غيرهم من الحضارات ،ولا يوجد ما يؤكد معرفة العراقيين القدماء بالتلسكوب ولكن تم العثور من قبل المنقبين على عدسات من حجر الكرستال ،وكانوا ينشدون الثواب من جراء اهتمامهم برصد الظواهر للكواكب وهذا ما اشتق من خلال التذييل الذي يتركونه عند نهاية كل رقيم خاص بالارصاد حيث يكتب الراصد ( بأنه كتب الرقيم واستنسخه من اجل عمر مديد ومن اجل حفظ ذريته من كل سوء ومن اجل ثباته متعافيا متشافيا ).
من خلال ما تقدم يمكن القول ان العراقيين قد سبقوا غيرهم من علماء اليونان والرومان في علم الرياضيات والفلك وان لهم الفضل على العالم في تفسير ورصد الكثير من الظواهر الطبيعية والتي كانوا يرجون منها الخير والصلاح للبشر .[/grade]


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس